أسباب التعلق المرضي عند الكبار وعلاج التعلق المرضي

ما المقصود بالتعلق المرضي؟ ما هي أسباب وأعراض التعلق المرضي عند الكبار؟ ما هي نتائج التعلق المرضي وآثاره؟ كيف يمكن التخلص من التعلق المرضي وعلاجه؟
أسباب التعلق المرضي عند الكبار وعلاج التعلق المرضي
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الارتباط بالأشخاص والأشياء أمر إيجابي إذا كان ضمن الحدود المنطقية والمعقولة التي تعكس الاهتمام والمحبة والحرص أما أن يزيد الموضوع عن حده فذلك يصبح تعلقاً مرضياً. في هذه المقالة عن التعلق المرضي عند الكبار سنوضح بداية مفهوم التعلق المرضي وما هي أبرز الأعراض والأسباب لحدوث مشكلة التعلق المرضي لدى الكبار! كما سنتحدث عن نتائج التعلق المرضي وطرق التخلص منه.

التعلق المرضي هو أحد الاضطرابات النفسية التي تصيب الأشخاص حيث يكون الارتباط بالأشخاص والأشياء ارتباطاً مؤذياً للشخص الذي يربط حياته وتفاصيل يومه بشكل كلي وجذري مع الشخص أو الشيء الذي يتعلق به بشكل مرضي. وللتعلق المرضي أربعة أنماط هي:

  1. التعلق.
  2. العناية القهرية.
  3. البحث عن الرعاية القهرية.
  4. الانسحاب الغامض.

ويمكن اعتبار التعلق المرضي على أنه حالة عاطفية يربط فيها الشخص المصاب باضطراب التعلق المرضي بأشخاص وتفاصيل من حوله أو أمور يتخيلها في عقله بشدة ويخضع فيها الشخص لظروف نفسية صعبة تنتج عنها قلة تقدير الذات وتصرفات نفسية تسبب الضغط والتعب له. [1]
يلجأ من يعاني من التعلق المرضي إلى أشخاص يحتاجون رعايتهم ليشعروا بتقدير لذواتهم وبثقة يمنحها الآخرون لهم وقد تتطور المشكلة لدى كثيرين لتغير في سلوكياتهم وأخلاقهم فيتجهون لشرب الكحول والإدمان على المخدرات والدخان والعلاقات الجنسية وغيرها من السلوكيات الخاطئة.

animate

هنالك عدد من الأسباب التي توصل الفرد لحالة التعلق المضي بأحد الأصدقاء أو الأقارب أو حتى نجوم الفن والرياضة، ومن أشهر هذه الأسباب وأكثرها تأثيراً على ظهور اضطراب التعلق المرضي ما يلي: [2]

  • الخلافات الأسرية: تؤثر الخلافات والمشاكل الأسرية التي يعيشها الطفل على بناء شخصيته ونموها بشكل سلبي حيث أنه إذا تعرض الطفل لكثير من الإهانة والتعنيف والضرب والتحقير في طفولته فإنه سيبدأ بالبحث عن مصدر للاستقرار والراحة النفسية وتفريغ المشاعر السلبية التي شحن بها داخل أسرته، وعندا يجد شخصاً يقدم له الرعاية والاهتمام يتعلق به بشكل مرضي كالتعلق بالحب الأول أو الصديق المقرب وقتها.
  • عدم القدرة على التعبير عن المشاعر: يحتاج الانسان للتعبير عن مشاعره وسماع الكلام الطيب وخاصة من المقربين والأهل، إذا كان الأفراد غير قادرين على التعبير بحرية ووضوح عن محبتهم لبعضهم البعض سيبدأ الفرد بالبحث عن مصادر تعبر له عن مشاعر يحتاجها ويحتاج سماع تعبيرات حولها.
  • الحرمان من الحنان والعاطفة: إذا عاش الطفل أو المراهق في كنف بيئة أسرية متفككة لا تقدم الرعاية العاطفية والحنان اللازم فإنه سيكون في حالة بحث خارج أسوار المنزل عن شخص يقدم له هذا الاحتياج والدفء والعاطفة والحنان. وإذا كان الاختيار خاطئاً فإنه سيصبح رهينة اضطراب التعلق المرضي بذلك الشخص الذي ربما يتعامل معه من باب التعاطف والشفقة ليس إلا.
  • اضطرابات شخصية أخرى: يترافق مع اضطرابي الشخصية النرجسية والشخصية الاعتمادية ظهور مشكلة التعلق المرضي حيث أن الأول أي الشخصية النرجسية تبحث دائماً عن أشخاص يحتاجون إليه ويفرغ تعاليه عليهم ويفرض سيطرته عليهم والشخصية الاعتمادية تحتاج لأشخاص يقودونهم ويسيرون أمور حياتهم وكلاهما يتعلق مرضياً بالأشخاص الذين يحتاجهم.
  • التعرض لمواقف صعبة: الأشخاص الذين يتعرضون لمواقف صعبة وسيئة كالاغتصاب أو التحرش الجنسي أو التعنيف الجسدي واللفظي والعاطفي يصبحون ميالين للتعلق بالأشخاص الذين لن يقوموا بأذيتهم تعلقاً مرضياً.

يمكن تشخيص الإصابة باضطراب التعلق المرضي إذا ظهرت عليه بعض الأعراض ولكن الفكرة أن هذه الأعراض تختلف من شخص لآخر باختلاف ثقافته وبيئته وشخصيته والظروف المحيطة به، ولكن هنا سنذكر أمثلة على أكثر الأعراض المنتشرة التي تظهر إصابة الشخص باضطراب التعلق المرضي بالآخرين: [3]

  1. اللجوء إلى الشخص المتعلق به دائماً ودون تفكير أو تردد باعتباره ملاذاً آمناً ومصدراً لتعزيز الثقة والمساعدة في حل المشكلات وتخطيها.
  2. إهمال الذات والعناية المطلقة تكون بالشخص الذي يتعلق به من يعاني من اضطراب التعلق المرضي حيث يفكر فيه ويعطيه مساحة اهتمام وعناية أكثر من اهتمامه بأموره الخاصة.
  3. عدم القدرة على اتخاذ قرار دون الرجوع إلى الشخص الذي يتعلق به مرضياً وأخذ الأوامر منه وإن كانت مقترحات فإنه سينفذها دون تردد أو تفكير.
  4. كثرة التذمر واللوم من الظروف والآخرين وإلقاء اللوم على الآخرين في حال وقوع أي مشكلة مع عدم القدرة على المواجهة والاعتراف بالخطأ إن كان قد بدر منه.
  5. الخوف من ترك الشخص الذي يتعلق به بشكل مرضي حتى وإن كانت العلاقة غير صحية ومؤذية ومليئة بالمشاعر السلبية والطاقة المهدورة.
  6. الانسحاب والضعف وعدم القدرة على إيصال الأفكار والمعلومات والمشاعر بشكل كامل وصحيح مع شعور ملازم بالخوف من الآخرين.

يؤثر التعلق المرضي بشكل سلبي على حياة الفرد على كافة الأصعدة فمثلاً من نتائجه: [4]

  • انخفاض مستوى التركيز وتراجع التحصيل الأكاديمي في حال غضب الشخص الذي يتعلق به مرضياً أو الانفصال عنه.
  • تراجع مستوى الأداء وكفاءة إنجاز المهمات في العمل وفي المهمات الحياتية اليومية بسبب ضعف الثقة بالذات والشعور السلبي تجاه النفس.
  • ارتفاع احتمالات التوقع من الآخرين لدرجة صادمة حيث أنه يقوم بإسقاط ما يحتاجه على الشخص الذي يتعلق به بشكل مرضي وينتظر من ذلك الشخص أن يلبي مستوى التوقعات منه في سلوكه وتعامله معه!
  • فشل العلاقة الزوجية بسبب عدم اتزان الشخص المصاب باضطراب التعلق المرضي وشعوره الدائم بالخوف والضعف والحاجة للآخر ما قد يشكل عبئاً على الشريك الذي سيفضل الانسحاب والانفصال على تمضية حياته في علاقة ستستنزفه وترهقه على الصعيد الفكري والنفسي والعاطفي.

ولتتحقق من وجود مشكلة التعلق المرض في علاقتك بأحد ما عليك أن تكون واضحاً مع نفسك وصريحاً في تفسير وتحليل طبيعة هذه العلاقة والتفريق بين الحب والاحتياج الطبيعي وبين التعلق المرضي بهذا الشخص. عليك أن تتأكد من أنك تقدم للشريك بقدر ما يقدم هو لك أيضاً م الرعاية والحب والاهتمام والوقت. في حال كنت وحدك من يقدم كل ذلك والشريك يستنزفك فقط ويستغل تعلقك به بشكل مرضي عليك مباشرة إنهاء العلاقة والانفصال عن هذا الشخص حتى وإن لم تكن ترغب بذلك أو تعتقد أنك لن تستطيع احتمال الفراق.

لتجاوز مشكلة التعلق المرضي والتخلص منها ننصحك بما يلي: [5]

  1. استشارة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي أو أخصائي إرشاد سلوكي ونفسي للتعافي من مشكلة التعلق المرضي على أساس علمي وطبي.
  2. عزز ثقتك بنفسك وابحث عن نقاط قوتك وأبرزها لنفسك وللآخرين وابحث عن نقاط الضعف لديك واعمل على تحويلها لنقاط قوة عبر التدريب والتمرين والعلاج المناسب لها.
  3. اشغل أوقات الفراغ لديك بممارسة الهوايات والأنشطة التي تحبها وابحث دائماً عن أنشطة جديدة وهوايات ربما لم تكن تعرف أنك تحبها.
  4. التزم بممارسة الأنشطة الرياضية كالسباحة وبناء الأجسام وركوب الخيل والجري والركض وغيرها من الأنشطة الرياضية التي تغذي صحتك وتعزز ثقتك بنفسك.
  5. تعرف على أصدقاء جدد يشتركون معك في الاهتمامات والهوايات ومجالات العمل والترفيه لتقضي معهم أوقات جيدة بعيداً عن التعلق المرضي.
  6. تحدث مع الشخص الذي تتعلق به بشكل مرضي بطريقة صارمة وواضحة توضح فيها استياءك من استغلاله له ولمشاعرك تجاهه لتحسم الموضوع وتحدد إمكانية تسوية الأوضاع واستمرار العلاقة أو ضرورة إنهائها.
  7. تعلم مهارات تساهم في تعزيز ثقتك بنفسك وابدأ بالاعتناء بنفسك فخذ نفسك في رحلة مثلاُ أو كافئ نفسك على نجاح قد حققته بشراء ملابس جديدة.
  8. في حال قررت الانفصال عن هذا الشخص وقطع علاقتك به فلا تذهب إلى الأماكن التي يتواجد فيها ولا تتواصل معه بأي شكل من الأشكال.
  9. القيام بالأنشطة الخيرية كمساعدة كبار السن ورعايتهم أو زيارة دور رعاية الأيتام وتقديم الهدايا لهم واللعب معهم، القيام بهذه الأنشطة يجعلك تنظر لنفسك وللحياة بمنظور أكثر وعياً وحكمة.

أحد متابعي موقع حلوها أرسل لنا يستفسر عن كيفية التصرف بشكل سليم حيال شعوره بالتعلق المرضي تجاه أحد أقاربه الذي يشعر بالارتياح له حيث أنه يصف تعلقه به بالتعلق المجنون المرضي، هنا قامت مدربة حياة ميساء حموري بتقديم بعض النصائح والمعلومات حول كيفية التصرف السليمة ويمكنكم الاطلاع عليها عن طريق الضغط على هذا الرابط.

المراجع