طفلي يضربني! أسباب سلوك الضرب عند الطفل وعلاجه

طفلي يضربني كيف أتعامل معه؟ لماذا يضرب الطفل والديه وما هي الأسباب التي تدفع الطفل لضرب الأم أو الأب؟ كيف تتعامل مع طفلك إذا ضربك وتمنع الطفل من الضرب؟
طفلي يضربني! أسباب سلوك الضرب عند الطفل وعلاجه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

السلوك العدواني ونوبات الغضب، وأن يضرب الأطفال أقرانهم أمر شائع، حيث يُلاحظ العدوان الجسدي واللفظي في معظم الحالات بين الأطفال، فقد يضرب الطفل أحد أقرانه للتعبير عن سخطه لأنه يريد لعبته مثلاً، مع ذلك كآباء في مرحلة الطفولة المبكرة؛ يمكنك أن تكون "هدفاً" للطفل! وتكون الطرف المتلقي لضرب الطفل، فكيف تتصرف؟ وكيف تعرف ما هي الأسباب التي تجعل صغيرك يضربك بقسوة؟

 يحاول الطفل غالباً التعبير عن غضبه وإحباطه، فقد يكون الصفع أو الركل أو اللكم مفاجئ لك، على أقل تقدير، لذا لا بد من التدخل لإيصال رسالة للطفل مفادها أن هذا النوع من السلوك غير مقبول، فأسباب الطفل للضرب متعددة:
1- أحياناً يهاجمون عندما يشعرون بالغضب، لأنهم غير متأكدين من كيفية التعامل مع مشاعرهم بطريقة مقبولة اجتماعياً.
2- يضرب الطفل أطفالاً آخرين لأنهم يفتقرون إلى السيطرة على دوافعهم للضرب، ودون التفكير في عواقب أو طرق أخرى لتلبية احتياجاتهم أو التعبير عن مشاعرهم.
3- في بعض الأحيان يضرب الأطفال في محاولة للوصول إلى ما يريده، إن الطفل الذي يضرب والدته عندما تقول: "لا"؛ ربما يأمل أن يغير عدوانه رأيها.

الأسباب الحقيقية لعدوان الطفل
عندما يتعلق الأمر بالضرب والإيذاء، من المهم أن نفهم أن هناك خمسة أسباب أساسية لعدوان الأطفال الصغار والذي يدفعهم للضرب والتصرف بعنف مع الكبار قبل الصغار الآخرين:

- الحساسية العالية: لدى بعض الأطفال مختلفة من طفل إلى آخر كما تختلف عما لديك أيضاً، وعندما يتعرض الطفل الحساس لمحفزِات تفوق طاقته يعبر من خلال الركل أو القرص أو العض وغيرها من التصرفات التي تبدو لك عدوانية، وإذا شعرت أن حساسية طفلك تفوق الطبيعي ويعبّر عنها بعنف متزايد من خلال ضربك وضرب الأطفال الآخرين؛ عليك عندها أن تطلب مساعدة تخصصية.

- تأكيد الذات: عندما يضربك ابنك، فقد تميل إلى الرد بقوة؛ هذا أمر مفهوم تماماً لأن هذا النوع من السلوك غير مقبول في عالم البالغين! وأحياناً تخاف من در فعل طفلك الصغير وتتساءل من أين يأتي كل هذا العنف؟؟!.. إن الطفل يحاول جذب انتباهك واهتمامك به، سواء بشكل إيجابي أو سلبي، بدلاً من الرد عليه بعنف، سيكون الرد الهادئ أكثر فعالية.

- الفضول: قد تدور في رأس الصغير أسئلة مثل: ماذا يحدث عندما أستخدم جسدي بهذه الطريقة؟ ما نوع رد الفعل الذي يمكنني الحصول عليه من هذا الشخص؟ ما هو تأثير أفعالي على العالم؟! كل هذه الأسئلة طبيعية ومناسبة لنمو طفلك في رحلة استكشافه لمحيطه، فقد يجرب أن يلمس عينك بإصبعه أو أن يرفس أنفك بقدمه! في هذه الحالات لابد من إعادة توجيهه إلى نشاط آخر لإرضاء هذا الفضول.

- الطاقة: إنهم مليؤون بالطاقة؛ تتغلب عليهم فيبدؤون التصرف بشكل مجنون!.. قد يظهر هذا بطرق مثل تدمير الأشياء أو إيذاء الآخرين وأنت هدف أيضاً، لذلك إذا كان الطفل داخل المنزل طوال اليوم، فقد يحتاج إلى تصريف هذه الطاقة بمزيد من الانتظام، وهذا يعني ضرورة الخروج إلى الشارع، واللعب كوسيلة لإنفاق هذه الطاقة الإضافية بشكل فعال ومفيد لنموه الجسدي والعاطفي والعقلي.

- التواصل: قبل أن يتمتع أطفالنا بمهارات لغوية وطريقة تفكير مناسبة، يميلون إلى استخدام أجسادهم للتواصل، إذا كان لدى طفل تأخر في الكلام، فقد يشعر بالإحباط بسبب عدم قدرته على التواصل، بالتالي يصبح عدوانياً، ومع تطور وتحسين مهاراته الاجتماعية؛ تبدأ هذه السلوكيات بالتراجع عادة، لذا سواء أكان طفلك ضارب أو ملاك لطيف؛ لابد من دعمه من خلال امتلاكك نهج لطيف وسرعة استجابة للضرب والإيذاء.
 

animate

كيف تستجيب عندما يضربك طفلك؟
قد يثير ضرب طفلك لديك مشاعر الإحباط والخجل، يخشى الكثير من الآباء أن يكون عداء أطفالهم تجاههم يعني أنهم فشلوا بطريقة أو بأخرى كآباء وأمهات، فالبعض الآخر يشعر بالخجل الشديد لطلب المساعدة من متخصص، لكن جميع الأطفال تقريبا ضربوا أهاليهم في وقت ما وربما أكثر من مرة، ستؤثر طريقة ردك على الضرب على مدى احتمال تكرار طفلك للضرب مرة أخرى، وإليك كيف تتصرف:

- وضع قواعد حول ضرب: إنشاء قواعد الاحترام ضمن الأسرة، ووضح أن الضرب أو الركل أو العض أو أي عدوان جسدي وقسوة غير مسموح بها في المنزل، ولا بد من توضيح هذه القواعد بطريقة إيجابية قدر الإمكان، فبدلاً من قولك "لا ترفس".. قل "لا تستخدم جسدك في التعبير عن نفسك"، تحدث إلى طفلك حول قواعدك للتأكد من أنه يفهم عواقب خرقها.

- علم طفلك السلوك المناسب: لا يكفي مجرد قولك: "لا تضرب"... علّم الطفل مهارات إدارة الغضب، شجع طفلك على قراءة كتاب أو رسم صورة أو أخذ نفس عميق أو الذهاب إلى غرفته عندما يشعر بالغضب، علم طفلك عن المشاعر مثل: الحزن والإحباط، وناقش أهمية التعامل مع هذه المشاعر بطرق مناسبة من خلال مساعدة طفلك على اكتشاف الطرق التي يتعامل من خلالها بأمان مع عواطفه، وعندما يضربك طفلك، قل بحزم: "لا تضرب... فالضرب مؤلم"، اجعل رسائلك واضحة ومتسقة لتعليم طفلك أن الضرب غير مسموح به ولن تتسامح معه.

- فرض عقوبات واضحة للضرب: توضيح العواقب في كل مرة يضربك طفلك، تلك العواقب التي تمنعه من الضرب مرة أخرى، بالنسبة لبعض الأطفال فإن التوقف عن الحديث معه هو الطريقة الأكثر فعالية لردعهم عن الضرب مرة أخرى، حيث يتعلم الأطفال كيفية تهدئة أنفسهم، قد يتطلب الأطفال الآخرون عقوبات إضافية، فيمكن أن يكون سحب الامتيازات استراتيجية فعالة للانضباط، كما يمكنك تقييد استخدام طفلك للأجهزة الإلكترونية أو ألعاب معينة لمدة 24 ساعة، كذلك يمكن أن تطلب من طفلك أن يقوم بأداء واجب إضافي (كترتيب كتبه أو ألعابه) أو اطلب منه رسم صورة لك كطريقة للاعتذار، وإذا كان طفلك يضربك بشكل متكرر، تعامل مع المشكلة بنظام المكافآت، فكافئ طفلك على "استخدام اللمسات اللطيفة"، وامدح طفلك كثيراً عندما يفعل ذلك، عندما يعانقك أخبره عن مدى إعجابك بلمساته اللطيفة مثل العناق، إذا كان يستجيب بشكل مناسب عندها امتدح جهوده.

- تجنب العقاب البدني: إذا كنت تستخدم الضرب كعقاب، فسيشعر طفلك بالارتباك حول سبب ضربك له وعدم السماح له بضربك! حيث يتعلم الأطفال المزيد عن السلوك مما يرونك تفعله، بدلاً من ما يسمعونك تقوله، فكن قدوة تحترم السلوك، وبيّن لطفلك كيفية التعامل مع الغضب والحزن وخيبة الأمل بطرق مناسبة..  العقاب البدني "هو الانتقام".. ونحن لا نريد أن نعلّم أطفالنا الانتقام.. نريد أن نعلمهم أن يدافعوا عن أنفسهم.

- اطلب المساعدة من متخصص: فسواء كان لديك طفل أكبر سناً يقوم بضربك، أو كان الطفل في سن ما قبل المدرسة أو طفل صغير؛ فاطلب المساعدة المهنية.. تحدث إلى طبيب أطفال متخصص عن مخاوفك، فقد يحيل طفلك إلى تقييم متخصص لتحديد سبب عدوانه وخطة التصدي للمشكلة، فعلى سبيل المثال: الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والشرود، فيكونون أكثر عرضة لعدوانية في سلوكهم، فقد يصاب الأطفال الذين يعانون من تأخر التعلّم بسبب افتقارهم إلى القدرة على استخدام كلماتهم أو إدارة غضبهم.
 

كيف تمنع طفلك من التعبير عن نفسه بالضرب؟
يمكن أن تتبع طرقاً مختلفة لمنع طفلك من التعبير عن ذاته ومشاعره من خلال الضرب، ولذا سنقسم الحديث وفق المراحل العمرية المختلفة على الشكل التالي:

الأطفال الصغار (من 1 إلى 2): يقول أخصائي علم النفس ريتشارد تريمبلاي (Richard Tremblay): "إن الضرب والركل والعض كلها سلوكيات طبيعية للأطفال في هذه الفئة العمرية، لقد وُلدنا بالقدرة على الهجوم والدفاع، لكن في مرحلة الطفولة لا بد أن نتعلم عدم استخدام العدوان الجسدي"، وللوصول إلى هناك يحتاج الأهل إلى تعليم الأطفال؛ منع هذا الدافع الطبيعي للضرب عندما ينزعجون، وإذا كان طفلك يضربك أنت أو يضرب أخيه أو صديقه؛ ابق هادئاً واعرف أن هذا هو السلوك المعتاد، إذا كان الطفل الآخر قد تأذى.. تأكد أولاً من أنه على ما يرام، ثم تريد معاقبة الطفل لكن ليس من خلال الصراخ أو الضرب، لأنك بذلك لا تساعده على تعلم كيفية التعامل مع مشاعره، وكن حذراً من قول شيء مثل: "أنت ولد شرير".. يمكنك أن تقول وبهدوء:" إن ما فعلته يجعلني حزينة/ حزين"، كما أنه من الجيد الابتعاد عن طفلك عندما يضربك.. فتعلمه كيفية الدفاع عن نفسه دون أن يكونوا عدوانياً، وجب أن تشرح لماذا تمشي بعيداً عنه مثل أن تقول: "لن أتركك تؤذيني، سنتحدث عن هذا عندما نهدأ".

الأطفال ما قبل المدرسة (من 3 إلى 5): يجب أن تستمر في تعليمهم لفهم مشاعرهم والتعبير عنها بالكلمات، وتريد مساعدتهم على التفكير في المواقف والتعاطف مع أقرانه في اللعب والتحكم بمشاعرهم قبل أن يتصرفوا، وعندما يضربك طفلك تحدث عن طرق أخرى للحصول على ما يحتاج إليه مثل قول: "العب في غرفتك الآن.. أريد أن أجلس لوحدي قليلاً"، أما عندما تراهم يتخذون خيارات غير عدوانية جاملهم مثل قولك: "ما رأيك أن تختار لعبة لنلعب معاً".. لتعزيز السلوك الإيجابي.

في الختام.. يختلف السيناريو إلى حد ما إذا كان الطفل يضرب شخصاً بالغاً بشكل متكرر للتعبير عن إحباطه أو غضبه، حيث يجب أن يفهم الطفل أن الضرب غير مسموح به والأكثر من ذلك، أنه سيؤدي حتماً إلى نتيجة سلبية، ولا بد من وضع مشاعر الطفل في الكلمات، لأن الضرب يحدث غالباً عندما يكون الطفل غاضب جداً أو محبط ولا يعرف كيف يعبر عن هذه المشاعر، لذا استخدم الكلمات لوصف مشاعر الطفل وتصوير عواطفه، لتساعد الطفل على فهم أن المشاعر التي أدت إلى فورة غضبه كانت طبيعية.