السيطرة على غيرة الزوجة الأولى من الزوجة الثانية
تسيطر علينا الغيرة بسهولة في كثير من مواقف الحياة منذ الصغر وحتى البلوغ، ولكن يبقى للغيرة في الحياة الزوجية آثارها الخاصة بها على حياة الفرد حيث أنها تنعكس بشكل كبير على كامل الحياة وأكثر المواقف التي تتجلى بها هذه المشاعر عند وجود شريك للزوج أو زوجة ثانية له، هنا تكون المنافسة كبيرة بين الزوجتين ما يشعل نار الغيرة بينهما لدرجة كبيرة قد تتسبب في كثير من المواقف إما بإنهاء الحياة الزوجية أو حتى الأذى لأحد أطراف هذه العلاقة.
الغيرة بشكل عام هي شعور معقد يتأرجح ما بين الشك والغضب والخوف وعدم الثقة بالنفس والكثير من المشاعر التي يمكن أن تأثر بالغيرة، وهي مشاعر يمكن أن تحدث مع الرجال والنساء ولدى البالغين والأطفال ولا يستثنى منها أحد، ولكن أكثر ما يثير مشاعر الغيرة عندما يشعر الشخص بوجود تهديد حقيقي لعلاقة وثيقة، ينطبق هذا على غيرة الطفل من طفل آخر يقترب من والديه أو غيرة أحد الزوجين على الآخر من وجود شخص آخر يحوم حولهما.
وهذا ما يحدث عند كل زوجة تتشارك زوجها مع زوجة ثانية، لكن يبقى للزوجة الأولى مشاعر الغيرة الأكبر بسبب أن الرجل قد فضل امرأة أخرى عليها وتزوجها ما يسبب لها:
- الكثير من مشاعر قلة الثقة بالنفس وعدم احترام الذات
- الشك بدرجة جمالها وانوثتها في بعض الأحيان
- لذلك تشتعل داخل الزوجة الأولى نيران غيرة يصعب كثيراً أن تخمد مع الوقت وغالباً ما تنتهي العلاقة بالطلاق بين الزوجين بسبب مشاعر الغيرة هذه.[1]
إذاً شعور الغيرة عبارة عن رد فعل طبيعية جداً عند كل إنسان وخاصةً في ظل وجود منافس يقترب من الزوج حيث أن السبب الرئيسي هو عدم تقبل الزوجة لفكرة وجود شريك آخر لزوجها فوجود شخص منافس يشكل تهديد لمكانة الزوجة الأولى ويتسبب بالشعور أن هذا الشخص قد سرق ما هو ملك لها وما يتعلق بتفاصيل حياتها وهذا سبب طبيعي يشعر به جميع البشر رجال ونساء دون استثناء وغالباً ما تنتهي العلاقة بالطلاق بين الزوجين في النهاية، ومن الأسباب التي يمكن أن تعزز هذا الشعور بالغيرة أيضاً:
- اعتبار أن الزوجة الثانية تهديد قد يتسبب بتدمير العلاقة الزوجية أو احتلال مكانة الزوجة في قلب زوجها ونهاية مشاعر الحب بين الزوجين أو التسبب في البرود العاطفي والجنسي تجاه الزوجة الأولى.
- الاعتقاد بأن الزوجة الثانية يمكن أن تأثر على تفكير الزوج حتى في أمور تتعلق بميراث الأبناء واهتمام الزوج بأولاده.
- تسبب الزوجة الثانية بابتعاد الزوج عن منزله وأسرته وأولاده ويصبح اهتمامه بهم محصور بتأمين احتياجاتهم فقط والتفرغ للعيش مع الزوجة الثانية.
- الشعور بالألم لمشاركة ما تعتبره الزوجة ملكها، وعدم قدرتها على فعل أي شيء لاستعادة زوجها لها وحدها.
- الشعور بعدم الأمن والضعف في كثير من الأوقات والعجز عن تصرف أي شيء.
- الخوف من فقدان الزوج وهجرته لها في النهاية والعيش بوحدة بقية حياتها. [2،3]
الغيرة كما ذكرنا هي رد فعل طبيعي من الزوجة ووجودها ضمن الحدود الطبيعية أمر عادي لا ضرر به لكن في كثير من الأحيان تتجاوز الغيرة الحدود الطبيعية والمعقولة لتتحول إلى تصرفات غير مقبولة وتتسبب بالأذى، لذلك هنا نقول بوجود الغيرة الطبيعية والغيرة الشديدة.
- الغيرة الطبيعية: ويمكن القول بأن الغيرة تكون ضمن الحدود الطبيعية في الحالات التي لا تشكل ضرر على العلاقة بين الزوجين مثل أن تكون غيرة خفية وليست لها أي تصرفات تترافق معها مثل محاولة مراقبة الزوج على سبيل المثال، هنا الغيرة هي عبارة عن مشاعر طبيعية مسلم بها لا يمكن للمرء أن ينكرها على الزوجة.
- الغيرة الشديدة: وتكون الغيرة شديدة وغير عقلانية في بعض الحالات حيث تتحول القصة إلى شيء مختلف كلياً تسبب بالإرهاق الشديد بالنهاية وشعور بانعدام الأمن واللجوء للعنف في بعض الحالات وسوء التصرف بالمال والكثير من التصرفات السلبية المرتبطة بها والتي تختلف من زوجة لأخرى ومن علامات الغيرة الشديدة: [2]
- التشكيك المفرط في سلوكيات الشريك ودوافعه.
- مراسلة الشريك بدون توقف عند غياب الشريك عن البيت.
- إظهار عدم الأمان والخوف غير العاديين.
- متابعة أو ملاحقة تحركات الشريك.
ومن نتائج الغيرة الشديدة أن:
- النساء التي تتعرض للغيرة تعاني من التشتت الكبير بسبب عدم الاستقرار العاطفي لدرجة أنهن قد لا يعرفن ما هو الهدف الذي يسعون إليه أو يساهم في راحة بالهم.
- يمكن للغيرة أن تتسبب في سيطرة الغضب على الزوجة وتترافق مع حالة من الاضطراب والاكتئاب وحالة انفعالية شديدة ما يهدد بتفكك العلاقة الزوجية في النهاية.
- قد تصل تأثيرات الغيرة لدرجات كبيرة على الزوجة أو الزوج أو حتى على الزوجة الثانية، وقد تنعكس في صور مطاردة ومراقبة والتعرض للإيذاء الشخصي والعنف والتفكير في الخيانة كنوع من الانتقام.
عندما تصبح الغيرة شديدة يجب التعامل معها بحذر ويفضل أن يتم استشارة اخصائي أو وضع حد لهذه المشكلة حيث أنها قد تتطور لأفعال عدوانية قد تضر بأحد أطراف العلاقة الثلاث. [3،2]
ليس بمقدور جميع النساء تقبل فكرة وجود زوجة ثانية لزوجها لذلك كثيراً ما تنتهي العلاقة الزوجية بالطلاق بينهما ولكن في بعض الحالات تجبر المرأة على تقبل الواقع بسبب وجود ظروف خاصة مثل: [2]
- أن تكون هي لا تنجب الأولاد ويريد زوجها الحصول على ولد.
- أو أن تكون تعاني من مرض ما يمنعها من أداء جميع واجباتها الزوجية ما يدفع الرجل للزواج من امرأة أخرى.
- وفي بعض الحالات لا ترغب المرأة بالطلاق لعدم رغبتها بالعودة والسكن مع الأهل ما يجبرها على تقبل الواقع.
- وفي كثير من الأحيان تتنازل وتتقبل المرأة واقع وجود ضرة طمعاً بالوضع المادي الجيد الذي يتمتع به زوجها.
من الصعب التخمين بإمكانية تحسن مشاعر الغيرة أو تخلص الزوجة منها حيث أن مشاعر الغيرة ليست عاطفة تستطيع التحكم بها بسهولة فهي تتعلق بجوهر الذات ولها جذور عميقة في الشخصية وتستغرق الكثير من الوعي والجهد للتخلص منها والسيطرة عليها، ولكن يمكن التعامل مع الغيرة في حال وجود إرادة قوية للزوجة بالسيطرة عليها بالصبر وتهدئة البال ويمكن استشارة اخصائي نفسي أو اخصائي في علاقات الزواج الذي يمكن أن يقدم النصائح المناسبة التي تستطيع عن طريقها السيطرة والتحكم بالغيرة ونتائجها ولكن في الغالب سوف تبقى مشاعر الغيرة مرافقة لك، وهذه بعض الخطوات التي تساهم في السيطرة على غيرتك:
- الاعتراف بوجود الغيرة من الزوجة الثانية: تقوم بعض النساء بنكران مشاعر الغيرة من الزوجة الأخرى معتقدة أنها بذلك تقوم بما هو أفضل ولكن العكس هو الصحيح، حيث أن مشاعر الغيرة طبيعية لديك ومن غير الطبيعي ألا تملكك الغيرة على زوجك ويجب الاعتراف بذلك حتى بينك وبين نفسك لتعرفي ما هو التصرف الصحيح الذي يجب أن تقومي به.
- فهم ضرر الغيرة على الزواج: إذا كنت تحاولين أن تكسبي قلب زوجك فعليك أن تعلمي أن الغيرة الشديدة سوف تؤدي إلى هروبه منك إلى زوجته الأخرى لذلك يجب عليك تقبل فكرة زواجه من امرأة أخرى ومحاولة حصر الغيرة خلال وقت غيابه فقط وتجنبها اثناء وجوده ذلك سوف يزيد من مكانتك داخل قلبه.
- إدراك عدم فائدة مشاعر الغيرة: دائما على الزوجة أن تعرف أن الغيرة لن تجدي نفعا لها ولا تحقق سوى الضرر بزواجها فإذا كان قرارها البقاء مع زوجها عليها إذاً أن تفهم أن الغيرة نتائجها سلبية لذلك تحاول تجنبها قدر الإمكان.
- عدم مراقبة تصرفات الزوج مع زوجته الثانية: إن الدخول في تفاصيل حياة الزوجة الأخرى لن تؤدي إلا لمزيد من مشاعر الغيرة والشعور السلبي لدى الزوجة لذلك حاولي تجنب معرفة ما يمكن أن يحدث بخيره وشره فذلك أفضل لك على كل حال.
- وضع قواعد أساسية للتحكم بالغيرة من الزوجة الثانية: مثل أن تتجنبي معرفة أي تفصيل يتعلق بحياة شريكة زوجك الثانية أو تجنب أي شخص يمكن أن ينقل الكلام بينك وبين الضرة ومحاولة نسيان وجودها والابتعاد عن أماكنها ووضع خطط لتقومي بها أثناء غياب زوجك لديها لكي تشغلي نفسك ولا تشعري بالوحدة اثنائها.