كل شيء عن دراسة تخصص الهندسة المعمارية

تعريف الهندسة المعمارية وما هي متطلبات وشروط دراسة الهندسة المعمارية، مواد الهندسة المعمارية وتخصصات هندسة العمارة وصعوبات دراسة الهندسة المعمارية
كل شيء عن دراسة تخصص الهندسة المعمارية

كل شيء عن دراسة تخصص الهندسة المعمارية

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعتبر هندسة العمارة من أكثر الفروع المعروفة والمرغوبة من فروع الهندسة، فهي علم ذو تاريخ عريق ومليء بالإنجازات الحضارية والجمالية المبهرة، هذا ما يخلق شغف بدراسة تخصص الهندسة المعمارية في نفوس الكثير من الطلاب، ولكن التعرف على هذا الفرع وفهم محاور الدراسة فيه من الضروريات التي يجب الاطلاع عليها قبل أخذ القرار في دراسته، لذا سنقدم في هذا المقال أبرز النقاط التي يتساءل عنها الناس حول دراسة هندسة العمارة، والمهارات والمواهب التي يجب التمتع بها للنجاح في الدراسة وسوق العمل، بالإضافة إلى فهم العيوب والعقبات التي يمكن أن تواجه طالب هندسة العمارة.

تعرف هندسة العمارة بأنها علم تصميم المباني ورسم تفاصيلها الشكلية الخارجية والداخلية، بحيث يحمل التصميم لمسة إبداعية من جهة ويتناسب مع متطلبات العملاء من جهة أخرى.
وبناءً على ذلك يمكن القول بأن فرع هندسة العمارة يقدم للطلبة الدارسين به الخطوات الصحيحة لتعلم الرسم الهندسي وأساليب إنشاء المخططات التصميمية المتعلقة بمختلف أنواع المباني، سواء المباني السكنية مثل المنازل والشقق أو التجارية مثل المحلات والمطاعم أو الصناعية مثل المعامل أو الخدمية مثل المشافي والمدارس والمطارات والكثير غير ذلك.
بالإضافة إلى تعلم كيفية تصميم تفاصيل المباني، كاستغلال المساحات بأنسب طريقة بحيث تكون كلها مفيدة للعميل أو مجموعة العملاء المستخدمين للمبنى، وأماكن النوافذ المناسبة للإضاءة والتهوية الصحيحين، وتصميم المداخل والمرافق والتقطيعات المتعلقة بنوع المبنى، و تعلم كيفية توظيف الموارد المتاحة لخلق تصميم يناسب البيئة الاجتماعية التي سينشأ المبنى ضمنها والعوامل الفردية التي يتم تسجيلها من قبل العميل. [1]

animate

يحتاج الطالب للتمكن من دراسة هذا الفرع والنجاح فيه لعدد من المواهب والمهارات، بالإضافة لبعض الشروط في الشهادة الثانوية وعلاماتها وهي كالتالي: [3-2]

  • شهادة ثانوية: يجب أن يحصل الراغب في دراسة فرع الهندسة المعمارية في أي جامعة من الجامعات على شهادة الثانوية العامة الفرع العلمي، مع شرط الحصول على علامات عالية في مواد الرياضيات وعلوم الفيزياء والكمياء، أما بالنسبة للمعدل المطلوب فغالباً ما يكون عالٍ نسبياً ولكن يبقى الاختلاف في الرقم الدقيق موجوداً بين جامعة وأخرى.
  • مهارة في الرسم: أولى المهارات التي يحتاجها الطالب للتمكن من دراسة الهندسة المعمارية هي مهارة وموهبة الرسم، فدراسة هذا الفرع تقوم بشكل أساسي جداً على الرسم الهندسي في معظم المراحل، ويجب أن يجتاز الطالب امتحاناً للقبول تُختبر فيه قدراته على الرسم، وبناء على ذلك يتم قبوله أو عدم قبوله في دراسة الفرع.
  • معرفة في استخدام الحاسوب: لتقنيات الحاسوب أهمية كبيرة في دراسة فرع الهندسة المعمارية حيث يحتاجها كل من الطلبة والمهندسين العاملين في هذا المجال، وذلك لتنفيذ المخططات التصميمية ووضع أشكال افتراضية قريبة من الواقع للتصميم المراد، بالإضافة لتفاصيل أخرى متعددة.
  • ثقافة في فن العمارة: لم تكن العمارة مفهوماً حديث النشأة وإنما لها تاريخ عريق مر بمختلف العصور والحضارات عبر التاريخ، وكانت العمارة منذ القدم وإلى حد الآن إحدى أبرز الأساليب للتعبير عن الهوية الاجتماعية المتفردة، لذا فإن الاطلاع على هذا التاريخ والتثقف به من العوامل المهمة التي تنتج مهندساً معمارياً ناجحاً في مجال عمله، والتعرف على الأساليب البنائية المختلفة التي اعتمدت في كل بيئة قديمة أو حديثة والتعمق في تفاصيلها وجمالها يغذي التفكير الإبداعي لدى المهندس وينعش المخيلة ويدفعه نحو الرقي في عمله إلى مستويات متميزة دوماً.
  • مخيلة إبداعية: يعتمد التصميم الناجح والمتميز للمبنى على مدى إبداع الأفكار المطبقة من قبل المهندس المعماري على شكل هذا المبنى وأسلوب تصميمه، ولتحقيق ذلك يجب أن يمتلك المهندس مهارات الإبداع كالمخيلة الواسعة والنظرة الفنية، هذا ما يساعده في ابتكار أشكال فنية متميزة، وأعمال تصميمية مريحة تحقق حاجات العميل المستخدم في نفس الوقت، بحيث تساعده مخيلته في التقدير الصحيح للأبعاد المناسبة للمبنى والتقطيعات الصحيحة والأشكال الفنية التي تضفي هوية جمال خاصة لذلك المبنى.
  • مهارة في علوم الرياضيات: علم الرياضيات هو أساس علم الهندسة والعمود الأساسي الذي تقوم عليه جميع مفاهيمه ومجالات عمله، حيث يتعامل المهندس المعماري دوماً مع الحسابات سواء المتعلقة منها بإنشاء المخططات وتحقيق المتطلبات البيئية في المبنى مثل الإضاءة والتهوية، وحسابات التشييد والعمار وغير ذلك.
  • الدقة والعناية بالتفاصيل: الرسم الهندسي والإنشائي يحتاج لدقة متناهية في العمل وخصوصاً فيما يتعلق بالحسابات أثناء الرسم أو التقطيع أو غير ذلك، بالإضافة إلى وجوب الاهتمام بالتفاصيل فكل تفصيل مهما كان بسيطاً يُحدث فرقاً فعلياً في جمالية المبنى أو مناسبته لراحة العميل.
  • مهارات التواصل: من أهم السمات التي تجعل من المهندس المعماري ناجحاً في عمله ومعروفاً هي التمتع بمهارة التواصل مع الآخرين، حيث أن المهندس المعماري لا يعمل لوحده، فمن جهة يتواصل مع العميل ويسمع رغباته وحاجاته ومتطلباته للمبنى المراد ويتفاوض معه على الموارد المالية والامكانية اللازمة لتحقيق تلك المتطلبات ويقدم له النصائح المناسبة، ومن جهة أخرى يتعامل المهندس أيضاً مع فريق العمل القائم على تنفيذ مشروع البناء ويشرف عليهم ويقدم نصائحه ووجهات نظره المناسبة للوصول إلى التصميم الذي قام بوضعه.

تختلف مواد هذا الفرع من جامعة لأخرى وتتوزع أيضاً بين سنوات الدراسة بشكل مختلف، فتقسم كل جامعة الفصول والسنوات بطريقة معينة بحيث يكون هناك عدة تخصصات وخيارات لدراسة الهندسة المعمارية، ولكن معظم المواد المعروفة في دراسة هذا الفرع هي: [4]

  • أساسيات التصميم المعماري.
  • الرياضيات والتوازن.
  • الظل والمنظور.
  • الرسم والتشكيل البصري.
  • الرسم المعماري.
  • النسب والتكوينات المعمارية.
  • علوم البيئة.
  • تخطيط المدن.
  • علم الاجتماع العمراني.
  • تنسيق المواقع.
  • إنشاء المباني.
  • مواد البناء.
  • الإكساء العمراني.
  • مبادئ التصميمات التنفيذية.
  • فيزياء المباني (الصوت والضوء والعزل والتهوية).
  • مهارات استخدام الحاسوب.
  • التصميم الداخلي.
  • تجهيزات المباني (الصحية والكهربائية والميكانيكية).
  • تنظيم وإدارة المشاريع.
  • تاريخ العمارة.
  • نظريات العمارة.
  • النقد المعماري.
  • التيارات العمرانية.
  • التخطيط الحضري.
  • أساسيات التبريد والتكييف للمباني.

تندرج ضمن سنوات دراسة الهندسة المعمارية عدة أقسام وتخصصات يتم اختيارها حسب الرغبة ونوع الموهبة عند كل شخص، وتكون تلك التخصصات بشكل أساسي هي:

  • التصميم المعماري: التخصص الأساسي في الهندسة المعمارية حيث تكون 80% من الدراسة في هذا الفرع تدور حول فكرة التصميم، وهي تعني رسم وتخطيط وإنشاء الهيكل الأساسي للمبنى الذي يوضح شكله ومكانه ومساحته الكلية الداخلية وأشكال واجهاته وألوانها وكل ما له علاقة بذلك.
  • التصميم الداخلي: يتعلق تخصص التصميم الداخلي بمساحات البناء الداخلية، من تقطيعات ومساحات وأحجام التفاصيل الداخلية للبناء كالسلالم وأماكنها، بالإضافة إلى وضع أفضل طريقة لملأ الفراغات الداخلية بما يخدم وظيفة المبنى ويوفر راحة الحركة للمستخدمين.
  • هندسة الديكور: تقوم هندسة الديكور على تنسيق النواحي الجمالية للمبنى من الداخل فيما يتعلق بنوع الفرش المناسب وأماكن وضعه وألوان الجدران والأسقف وأشكالها وما إلى ذلك.
  • هندسة مناظر طبيعية: يهتم هذا التخصص بتنسيق المواقع المعمارية التي تحيط بالأبنية واستغلالها لإضفاء لاحة جمالية طبيعية عن طريق تصميم الممرات والحدائق والمنتزهات وتنسيق مواقها حول المبنى.
  • تاريخ العمارة: يدرس هذا التخصص نظريات العمارة المختلفة التي تم طرحها على مر الزمن والاتجاهات التي اعتُمِدت في مختلف أنواع الأبنية مثل المعابد والقصور والمساجد وغير ذلك، بالإضافة إلى التعرف على طرق تخطيط المدن قديماً، ومن ثم فهم علاقة الطابع الفني للأبنية بنوع البيئة الاجتماعية والفترة الزمنية التي أنشأت فيها، بالإضافة إلى التعرف في هذا التخصص على أساليب النقد المعماري.

قد يرغب الكثيرين في دراسة تخصص المهندسة المعمارية والعمل به لما يتضمنه من ميزات وقيمة اجتماعية ومهنية، ولكن حقيقةً العقبات التي تخلق عيوب وسلبيات للهندسة المعمارية سواء على صعيد الدراسة أو على صعيد العمل متعددة وموجودة بشكل واضح، فنذكر من أبرزها:

  • طول فترة الدراسة: فرع الهندسة المعمارية من الفروع الذي يحتاج لتدريب عملي مستمر ومتابعة الأمور الدراسية خلال الفترة الجامعية، مما يعني عدد ساعات أكثر للتدريب والدوام الجامعي، وبما أن هذا الفرع يكون أطول من غيره بعدد سنوات الدراسة قد يكون هذا صعباً ومرهقاً لدى البعض ويقف عائقاً أمام إكمال الدراسة بالوقت اللازم.
  • ارتفاع تكاليف الدراسة: حيث تحتاج الدراسة في فرع هندسة العمارة للعديد من الأدوات الخاصة بالرسم والتي غالباً ما تكون غالية الثمن بالإضافة إلى أهمية وجود حاسوب قوي وذو مواصفات عالية ليتحمل البرامج اللازمة للعمل وضغط العمل ناهيك عن تكاليف الجامعة التي يدرس بها، كل ذلك يخلق صعوبة في دراسة الهندسة المعمارية لدى البعض بسبب عدم القدرة على تحمل عبئ كل تلك التكاليف. 
  • المفاهيم الرياضية والهندسية المعقدة: علوم الرياضيات والهندسة ليست بالعلوم السهلة فهي تحتاج أشخاص ذوي ذاكرة قوية ودرجة عالية نسبياً من الذكاء ليستطيعوا التعامل مع مفاهيم تلك العلوم وتطبيقها واستخدامها بالشكل الصحيح، لذا قد تكون كثرة تلك المفاهيم أثناء دراسة الهندسة وتعقدها وحاجتها لتفكير وتركيز عالي للفهم من أكثر الصعوبات التي تتصف فيها دراسة هذا الفرع.
  • صعوبة التأقلم بالنسبة للبنات: من جهة فإن طول مدة الدراسة قد لا تناسب الكثير من الفتيات اللواتي يرغبن بالتخرج السريع للحصول على وظيفة سريعة للالتفات لمسؤوليات ومتطلبات الحياة الأخرى، ومن جهة أخرى فإن العمل الميداني للمهندس المعماري قد يعتبر أصعب بالنسبة للفتاة لأنها سوف تقف لساعات طويلة في ميدان العمل للأشراف على العمال بالإضافة للتعامل مع أشخاص غرباء كمتعهدين البناء وأصحاب الورش وموردين المواد وهذه المهام بطبيعتها تعتبر أسهل بالنسبة للرجل وأنسب له.
  • صعوبة النجاح بسوق العمل: عندما يبحث الناس عن مهندسين معمارين يطلون غالباً أشخاص قدامى في مجال العمل والذين لديهم إنجازات عدة على أرض الواقع تعطي فكرة عن مدى مهارتهم، وهذا ما قد يسبب صعوبة في إثبات الذات في سوق العمل بعد التخرج ويستوجب الحاجة للتدرب والعمل لعدة سنوات قبل أن يصبح المهندس المعماري معروفاً.

المراجع