أسباب وعلاج الخوف من الحمل والإنجاب عند النساء

ما هي التوكوفوبيا أو رهاب الحمل والخوف من الإنجاب؟ أسباب وأعراض الخوف من الحمل والولادة عند الفتيات والنساء، وطرق علاج الخوف من الحمل ورهاب الإنجاب
أسباب وعلاج الخوف من الحمل والإنجاب عند النساء

أسباب وعلاج الخوف من الحمل والإنجاب عند النساء

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تستعدّ الكثير من الأمهات لخوض تجربة الحمل والولادة بكل حماس وحب وشوق لاستقبال مولودها الجديد، فهي تجربة ممتعة بالنسبة لهنّ، والتي من الطبيعي أن يرافقها بعض المخاوف والمشاعر المقلقة من أعراض الحمل وصحة الجنين، بالإضافة إلى المخاوف الكثيرة من وقت الولادة، ولكن بالنسبة لبعض الفتيات أو السيدّات؛ يمكن أن يصبح هذا الخوف مرضيّاً وشديداً، لدرجة نفورهنّ من خوض هذه التجربة، وهو ما يُدعى بفوبيا الحمل والولادة، تابعي معنا هذا المقال لتتعرّفي أكثر حول أسباب الخوف من الحمل والإنجاب وما الفرق بينه وبين الوسواس القهري من الولادة.

تواجه العديد من النساء مشاعر الخوف والقلق من مراحل الحمل والإنجاب، وما يترتّب عليها من أمور كثيرة مثل أعراض الحمل المزعجة والقلق المستمر على صحة الجنين خلال الحمل، بالإضافة إلى الهلع من لحظة الولادة والآلام المرافقة لها، يندرج الخوف من الولادة كأحد أنماط الفوبيا ويُطلق عليه مصطلح توكوفوبيا (Tokophobia)، حيث يشير رهاب التوكوفوبيا إلى وجود حالة هلع وخوف من الحمل والإنجاب، يحدث هذا الرهاب مع النساء اللواتي لم ينجبن مسبقاً، ولكنّه قد يؤثر أيضاً على النساء اللاتي تعرّضن لتجارب سابقة مؤلمة مع الحمل والإنجاب. [1]

animate

يوجد نوعان رئيسيّان لحالة فوبيا الحمل والولادة: [1]

  1. رهاب الولادة الأولي: تحدث هذه الحالة لدى النساء اللواتي لم ينجبنَ بعد، قد تبدأ هذه الحالة في فترة المراهقة، وقد تظهر أعراض فوبيا الولادة أيضاً لدى الفتيات اللواتي تعرّضن للاعتداء الجنسي أو الاغتصاب.
  2. رهاب الولادة الثانوي: تتطوّر فوبيا الولادة الثانوي بعد أن تكون المرأة قد حملت وولدت مرة واحدة على الأقل في حياتها؛ يحدث هذا النوع من الفوبيا لدى النساء اللواتي تعرّضن لولادة طبيعية مؤلمة أو غير مؤلمة، وكذلك يمكن أن تواجه النساء اللواتي تعرضّنَ لحالة إجهاض سابقة أو ولادة جنين ميّت أعراض رهاب الخوف من الولادة.

تشمل فوبيا الولادة بشكل رئيسي ظهور أعراض القلق والتوتر المفرطين؛ يحدث ذلك عندما تتخيّل المرأة أو تفكّر بأي شيء متعلّق بالحمل والولادة، بالإضافة إلى أعراض نفسية وجسدية أخرى مرافقة لرهاب الحمل مثل: [2]

  • تقلبّات المزاج
  • الأرق وعدم القدرة على النوم، بالإضافة إلى رؤية الكوابيس
  • انخفاض الرغبة الجنسيّة وتجنّب الجماع
  • الرغبة الملحّة باستخدام عدّة وسائل منع حمل في آن واحد
  • المخاوف الشديدة اتجّاه أخطار الولادة مثل وفاة الأم أثناء ولادتها أو وفاة الجنين، والخوف الشديد من ظهور عيوب خلقية عند الجنين
  • أعراض الاكتئاب مثل التعب وآلام الجسم وانخفاض الشهية للطعام، بالإضافة إلى فقدان الرغبة الجنسية وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية.

قد يسبب الخوف من الحمل تأخر الدورة الشهرية وربما يؤدي القلق والخوف من حدوث حمل إلى تفويت دورة شهرية كاملة في حالات نادرة، ويرجع ذلك إلى التفاعلات الهرمونية الناتجة عن القلق الشديد من الحمل، والتي تؤثر على عمل الجسم ككل وقد تكون سبباً لتأخر الدورة الشهرية.
من جهة أخرى قد يكون الشعور بأعراض الحمل الوهمية مجرد شعور نفسي وهواجس مرتبطة مباشرةً بالخوف الشديد من حدوث الحمل، ويشمل ذلك أعراض الحمل الأساسية مثل الغثيان واضطرابات الشهية وألم البطن وغيرها، وعادةً ما تكون هذه الهواجس في أوجها في أولى مراحل الزواج وقد تستمر لفترة طويلة حسب كل حالة.

تصاب بعض النساء بنوبات الهلع التي يرافقها أعراض نفسية وجسديّة أكثر حدةً مثل: [3]

  • خفقان القلب
  • التعرّق
  • ضيق التنفس والإحساس بالاختناق
  • ألم الصدر
  • الغثيان وآلام المعدة
  • الدوخة أو الإغماء
  • القشعريرة أو الهبّات الساخنة
  • تنميل أو خَدَر الجسم.

توجد بعض العوامل التي تساهم في زيادة احتماليّة الإصابة برهاب الحمل والولادة وأهمها: [1،2]

  • تعرّض المرأة للقلق أو الاكتئاب أو الاعتداء الجنسي في مرحلة الطفولة والمراهقة
  • سماع القصص المؤلمة لنساء تعرّضن لحالات ولادة صعبة؛ وذلك من الأصدقاء أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي
  • التغيرات الهرمونية التي تتعرّض لها المرأة خلال فترة حملها، والتي يصاحبها أعراض القلق والتوتر
  • الخوف من حدوث بعض المضاعفات المرتبطة بالحمل والولادة مثل الوفاة خلال الولادة وغيرها
  • العوامل النفسية والاجتماعية التي تشمل معاناة المرأة من الفقر أو الحمل في سن مبكّرة، بالإضافة إلى عدم وجود دعم اجتماعي محيط بالمرأة خلال فترة حملها
  • وجود مخاوف من الإجراءات الطبية التي تتعرّض لها الحامل خلال فترة الولادة، وعدم الثقة بكفاءة الفرق الطبية في المستشفيات
  • تعرّض المرأة لتجربة ولادة مؤلمة في حملها السابق.

حالة التوكوفوبيا قابلة للعلاج، ومن المرجّح أن تتراجع الأعراض بشكل كبير بعد تلقيّ العلاج المناسب، يشمل علاج الخوف المرضي من الحمل والولادة العديد من الإجراءات الطبيّة والسلوكيّة؛ مثل الدعم الاجتماعي والعلاجات السلوكية وتغيير نمط الحياة، وصولاً إلى العلاج بالأدوية، أفضل العلاجات المستخدمة للتخفيف من أعراض رهاب الحمل والولادة: [3]

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT) Cognitive behavioral therapy: وهو أحد العلاجات الفعّالة لتدبير حالة التوكوفوبيا، يركز علاج CBT على تحديد أنماط التفكير السلبية وتعلّم طرق فعالة لتغيير هذه الأفكار، بحيث تصبح أقل تأثيراً وقدرةً على التسبّب بالقلق، ويساعد هذا العلاج على التفكير بطريقة أكثر عقلانية، يتضمّن العلاج السلوكي المعرفي أيضاً تعلّم مهارات للتعامل مع القلق والتوتر مثل تقنيات التنفس العميق.
  • العلاج النفسي الديناميكي Psychodynamic Therapy: يركّز هذا النوع من العلاج على استكشاف قدرة الأفكار والمشاعر اللاواعية في التأثير على الحالة العاطفيّة للمرأة، يتمّ تشجيع المرأة خلال جلسات العلاج على التعبير بحريّة عن أفكارها ومشاعرها، يساعد المعالج أثناء إجراء هذه الجلسات على تقديم تفسيرات لفهم العقل اللاواعي، وهذا ما يساعد في زيادة الوعي وفهم الذات وتحقيق تحكّم أكبر بالقلق المرافق لحالة التوكوفوبيا.
  • العلاج الدوائي: يمكن وصف الأدوية من قبل الطبيب النفسي المختص لعلاج أنواع معينة من الرهاب مثل التوكوفوبيا، تشمل هذه الأدوية: أدوية مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق.
  • تلقّي الدعم الاجتماعي: سواء من الزوج أو العائلة أو حتى المجموعات الداعمة التي تضمّ نساء أخريات يواجهنَ مخاوف مماثلة اتجّاه الحمل والولادة، حيث تتشارك النساء خلال هذه الجلسات أفكارهنّ ومشاعرهنّ، ويتم تقديم الدعم والتشجيع لتجاوز هذه المشاعر، تساعد هذه الأنماط من العلاج في تخفيف أعراض التوكوفوبيا الخفيفة وتجاوز الكثير من مشاعر القلق المرتبطة برهاب الحمل.

سواء إذا كنتِ فتاة عزباء وتخافين من فكرة الحمل والولادة، أو سيدة متزوجة وقد واجهتي ولادة عسيرة سابقة، ستساعدك هذه الخطوات على التأقلم والتخفيف من الخوف المرضي من الحمل والولادة: [1،3]

  • تحدّثي عن مخاوفك ولا تخجلي منها: ناقشي أفكارك ومشاعرك مع العائلة أو الصديقات، خاصةً صديقاتك اللواتي أنجبنَ مسبقاً، بالتأكيد سيساعد ذلك على التخفيف من قلقك وسيهوّن عليكِ عبء المشاعر المكبوتة لو لم تقومي بالإفصاح عنها.
  • تجنبّي سماع قصص الرعب المتعلقّة بالولادة الصعبة: لكل امرأة تجربتها الخاصة بالحمل والولادة، والتي قد تكون صعبة أو سهلة وذلك تبعاً للحالة الصحيّة والنفسية للمرأة خلال حملها، وفي حال معاناتك من فوبيا الولادة، فأنتِ بحاجة لسماع التجارب الممتعة لنساء حملنَ وأنجبنَ مسبقاً، دون الالتفات لقصص المعاناة من مشاكل خلال الحمل أو الولادة.
  • تعرّفي على أمّهات إيجابيات: الأمّهات اللاتي يقدّرن الأمومة ويتعاملن مع الإنجاب وتربية الأطفال بطريقة إيجابية هنّ أكثر الأشخاص قدرةً على تقديم المساعدة لكِ في تجاوز رهاب الحمل والإنجاب.
  • اطلبي المساعدة من زوجك: يلعب الزوج دوراً مهماً في مساعدكِ على تجاوز الخوف من الحمل والإنجاب، عليكِ بالدرجة الأولى أن تفسري مخاوفكِ ومشاعرك تجاه الحمل، ثم أن تطلبي منه المساعدة لتخطي هذه المرحلة.
  • تحدثي مع الطبيب: اطلبي من طبيبك أن يعرّفك على الجوانب الإيجابية والسلبية للحمل، وما هي الصعوبات التي يمكن أن تتعرّضي لها خلال ولادتك، إذ يُقال إنَ الإنسان هو عدوّ ما يجهل؛ كلما عرفتي أكثر عن الأمر الذي يسبّب لكِ المخاوف، كلّما تخطّيتي الكثير من المشاعر المقلقة المرتبطة بفوبيا الولادة.

في النهاية.. التوكوفوبيا أو فوبيا الولادة هي اضطراب الخوف من الحمل والإنجاب، والتي يمكن أن يتم تجاوزها أو على الأقل التخفيف منها وذلك عن طريق الحصول على العلاج النفسي أو السلوكي، كما يتطلّب علاجها اللجوء للأدوية في الحالات الشديدة، وكنصيحة أخيرة لا تترددي في الحصول على استشارة من طبيب نفسي يساعدك على تجاوز هذه المخاوف وتقبّلها، واحرصي على توضيح حالتك للمقربيّن من الأصدقاء والعائلة للحصول على الدعم المناسب خلال فترة العلاج.

المراجع