أضرار الحمل المتتابع وفوائد الحمل المتكرر والمتتالي

الفترة المناسبة للحمل بعد الولادة وفوائد الحمل المتكرر، أضرار ومخاطر الحمل المتتابع على الأم والجنين، ونصائح للحمل المتتابع وتأقلم الجسم مع الحمل المتكرر
أضرار الحمل المتتابع وفوائد الحمل المتكرر والمتتالي

أضرار الحمل المتتابع وفوائد الحمل المتكرر والمتتالي

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعتبر الحمل والإنجاب من أسمى وظائف المرأة ومهامها في الحياة، وبما أن الحمل عملية تستهلك الكثير من الطاقة والغذاء، الذي يتم تأمينها من جسم الأم لينمو الجنين ويتطور، كان لابد من الاهتمام به بشكل كبير من حيث التخطيط الجيد له وجعل الفترات بين الحمل والتالي مناسبة لاستعادة الأم لصحتها، حتى نضمن حصول الأم على إيجابيات الحمل وتلافي المخاطر والسلبيات التي قد تنجم عنه أو عن الحمل المتكرر.

يبقى قرار الحمل والتخطيط له مسألة شخصية بين الزوج والزوجة، لكن بشكل عام يعتبر الوقت المثالي بين الحمل والحمل الذي يليه للحفاظ على صحة الأم والجنين هو حوالي 18 شهر وحتى 24 شهر سواء كانت الولادة السابقة طبيعية أم قيصرية، وذلك لعدة أسباب أهمها: [1]

  • تقليل المضاعفات والمخاطر الناتجة عن تقارب الحمول.
  • السماح لجسم الأم بالتعافي واستعادة صحته وترميم مخازنه من العناصر الغذائية التي استهلكت خلال فترة الحمل السابق.
  • ولا ينصح أن تطول الفترة الفاصلة بين الحملين أكثر من 5 سنوات، بل على العكس فإن النساء بعمر أكبر من 35 ينصحن بمحاولة تكرار الحمل بعد فترة لا تقل عن 6 أشهر ولا تتجاوز السنة الواحدة، وذلك لتجنب الأضرار التي ترافق الحمل بعمر متأخر على صحة كل من الأم وجنينها.
  • لا داعي للانتظار كل هذه الفترة بعد الإجهاض، حيث أن النساء اللواتي انتهى الحمل السابق لديهن بإجهاض ولديهن صحة وتغذية جيدة، يمكنهن محاولة الحمل بعد الإجهاض بفترة قصيرة لا تتجاوز الـ 8 أسابيع.
animate

ما هي مخاطر وأضرار الحمل المتتابع على صحة المرأة الجسدية وصحة طفلها؟
إن حالة الحمل تستنزف جسم المرأة من حيث الطاقة والغذاء، لذلك لا بد من فترة راحة بعد الحمل يستعيد فيها الجسم قوته وطاقته من جديد، ويظهر ذلك جلياً من المشاكل التي تحدث عند تكرار الحمل بشكل متقارب أكثر من اللازم، فعندما تكون الفترة الفاصلة بين حملين أقصر من 6 أشهر فإن ذلك يرتبط بزيادة احتمال حدوث المضاعفات التالية: [1]

  1. تمزق المشيمة (انفكاك مشيمة باكر): تحدث عند انفصال المشيمة التي تغذي الجنين بشكل جزئي أو كلي عن الجدار الداخلي للرحم، قبل انتهاء الحمل وولادة الطفل، وهي حالة خطرة جداً تهدد حياة كل من الأم والجنين بسبب النزف الغزير الذي يحدث فيها.
  2. ولادة طفل خديج: وهو كل طفل يولد قبل عمر 37 أسبوع حملي (قبل الـ 9 أشهر)، والأطفال الخدج يتعرضون لمخاطر عالية بعد الولادة، قد تهدد حياتهم بسبب عدم نضج أعضاء الجسم لديهم عند الولادة.
  3. انخفاض وزن الجنين عند الولادة: وهو ناتج عن نقص تغذية الأم وضعف جسمها بسبب الفاصل القصير بين الولادات (الحمل المتكرر)، والذي ينعكس على نمو الطفل داخل الرحم وتطوره، كما أن نقص وزن الولادة يزيد نسبة الوفيات بين الأطفال بعد الولادة ويرتبط أيضاً بزيادة الحاجة إلى وضع الطفل بالحاضنة.
  4. فقر الدم لدى الأم: لأن حاجات الطفل من الحديد تؤمنها الأم من مخزون جسمها، لذلك يزداد خطر حدوث فقر الدم لدى الأم عند عدم وجود فاصل كافٍ بين الولادات لتعويض مخازن الحديد التي تُستهلك خلال الحمل، وعليه يجب دعم الأم بالمكملات الغذائية الحاوية على الحديد طوال فترة الحمل.
  5. نقص فيتامين ب 9 (حمض الفوليك): يستهلك كل من الحمل والإرضاع مخزون الجسم من فيتامين ب 9، وفي حال عدم تعويض النقص فإن ذلك يهدد الجنين في الحمل التالي، بحدوث تشوهات في جسمه أثناء تكوينه، لا سيما التشوهات العصبية، كما أنه يمكن أن يسبب فقر دم لدى الأم.
  6. ضعف وتخلخل العظام: يتم تأمين الكلس اللازم لبناء عظاماللجنين من مخازن الكلس لدى الأم، وتزداد الحاجة اليومية من الكلس للمرأة بشكل ملحوظ خلال الحمل لتلبي احتياجاتها واحتياجات الجنين معاً، وفي حالة كون الوارد الغذائي غير كاف والعناصر الغذائية فقيرة؛ يبدأ جسم الأم بسحب الكلس من عظامها ليؤمن الكلس للجنين، مما يجعلها معرضة بشكل كبير لتخلخل العظام ونقص كثافتها.
  7. التهابات الطرق البولية والتناسلية المستمرة: قد تحدث هذه الالتهابات خلال الحمل عند كثير من النساء، ولكنها تزول عفوياً بعد الولادة، أما عندما تكون الفواصل بين الحمول قريبة قد لا تزول الالتهابات التناسلية والبولية نهائياً مما يؤدي للإزمان (يصبح الالتهاب البولي والتناسلي مزمناً ومستمراً وصعب المعالجة).

يعتبر الحمل حالة شدة يتعرض لها الجسم نتيجة اضطراب الهرمونات الذي يحصل فيه، الأمر الذي ينعكس على حالة المرأة الحامل النفسية لا سيما عند الحمل المتكرر بفترات متقاربة، ومن المشاكل النفسية التي قد تتعرض لها المرأة: [2]

  • القلق والتوتر، حيث يزداد حدوثهما خلال الحمل بسبب زيادة مستويات هرمون الكورتيزول في الدم لدى المرأة الحامل، وهذا الهرمون هو أحد هرمونات الشدة التي تؤثر في الدماغ، وتسبب التوتر والهياج وقد تلاحظ كثرة البكاء وتقلبات المزاج بشكل واضح خلال الحمل.
  • الاكتئاب والرغبة بإيذاء الذات.
  • التقلبات السريعة بالمزاج والتعب من منشأ نفسي.

ونتيجة لانعكاس الحالة النفسية للأم على الطفل داخل الرحم، فإنه يصبح أكثر عرضة للإصابة بطيف واسع من الاضطرابات النفسية بالمستقبل، أهمها: [1،2]

  • التوحد: تبين أن خطر حدوث التوحد يزداد عند المولود الثاني عندما تكون المدة الفاصلة بين الحملين أقل من 12 شهر.
  • الفصام: قد يكون نتيجة لنقص التغذية التي يتلقاها الجنين بسبب ضعف جسم الأم، مما يضعف نمو الجهاز العصبي لديه، كذلك المستويات العالية من الكورتيزول القادمة من الأم تؤثر على وظيفة الدماغ لدى الجنين وتطوره.

لا شك أن الإنجاب المتكرر لا يخلو من بعض الفوائد، ومن بين هذه الفوائد بالنسبة للمرأة وصحتها: [3]

  1. الوقاية من أمراض القلب والأوعية: خلال الحمل يرتفع تركيز هرمون الأستروجين بشكل ملحوظ، وهذا الهرمون بالإضافة لكونه هرمون الأنوثة فهو يلعب دوراً كبيراً في إنقاص خطورة الإصابة باحتشاءات القلب والسكتات القلبية والدماغية من خلال أثره في خفض كوليسترول وشحوم الدم وبالتالي يعد كعامل وقاية من تصلب الشرايين.
  2. نقص حدة الألم البطني المرافق للدورة: كلما تكرر الحمل تصبح التشنجات في عضلات الرحم والبطن خلال الدورة الشهرية أقل.
  3. تنخفض خطورة الإصابة ببعض أنواع السرطانات: يعد الحمل عاملاً واقياً من سرطانيّ المبيض والثدي، وكلما تكرر الحمل وحدث بعمر أبكر كانت فرصة تجنب هذه السرطانات أكبر.
  4. زيادة قوة الحواس: تصبح الحواس مثل الشم والذوق والسمع أكثر قوة، مما يتيح للحامل مثلاً الاستمتاع بالأطعمة أكثر من فترة قبل الحمل.

أكثر الأعراض المزعجة التي ترافق الحمل في فتراته الأولى والتي تزيد عند تكراره بأوقات متقاربة هي مشاكل التعب، الغثيان، كذلك الإقياء وتقلبات المزاج، ويمكن التغلب على هذه الأعراض أو التخفيف من شدتها باتباع بعض النصائح البسيطة [4]:

  • تجنب التدخين: أو الحد من التدخين على الأقل والابتعاد عن شرب الكحول وعدم تناول الأدوية والعقاقير، كما ينصح بتجنب الأطعمة السريعة لاحتوائها على نسبة عالية من الدسم مما يزيد من الغثيان والإقياء.
  • تخفيف الغثيان: ينصح بتقليل كمية الوجبات مع زيادة عددها خلال النهار، شرب الماء بكثرة، تجنب الأطعمة الدسمة، الابتعاد عن الروائح المزعجة، والنوم لفترات كافية.
  • نوم الحامل: تنصح الحامل بعدم الاستلقاء على الظهر فوراً بعد تناول الطعام خصوصاً في أشهر الحمل الثلاثة الأخيرة؛ كي لا يضغط الرحم على المعدة ويسبب ارتجاع الطعام وحرقة الفؤاد.
  • تناول فيتامين ب 6 والزنجبيل: يمكن أن يساعدا في التخفيف من الغثيان ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناولهما.
  • العمل ضمن بيئة صحية وهادئة: يفضل أخذ إجازة من العمل خلال فترة الحمل، كما يجب الانتباه من الأعمال التي تتضمن الوقوف لساعات طويلة أو الجلوس خلف المكتب بدون حركة وتجنبها.
  • اختيار وسيلة السفر الملائمة: يجب الابتعاد عن السفر بالطائرة أو بالسفن، ويعتبر السفرة بالسيارة ووسائل النقل البرية الوسيلة الأفضل لإمكانية التوقف عند الحاجة لدخول الحمام أو حدوث الغثيان، كما يجب الانتباه إلى ربط حزام الأمان أسفل البطن وليس على البطن مباشرة.
  • العلاقة الحميمة: على الرغم من أن العلاقة الجنسية قد تكون مزعجة خلال الثلث الأول من الحمل وذلك بسبب الغثيان والإقياء، إلا أنه لا يوجد ما يمنع ممارسة الجنس خلال الحمل إلا بناء على طلب الطبيب المشرف على الحالة بحسب ما يراه مناسباً.
  • استشارة الطبيب بشكل مكثف: إن متابعة الطبيب للحالة أمر لابد منه في أي حمل، ويصبح الأمر ضرورياً جداً بحالة الحمل المتكرر، وذلك لتقييم نمو الجنين بالفحص بالأمواج فوق الصوتية ومراقبة اكتساب الأم للوزن، حيث يدل عدم كسب الوزن عند الأم خلال الحمل إلى سوء تغذية الأم وانعكاسه على الجنين داخل الرحم.

في الختام.. ينطوي الحمل على الرغم من متعته على الكثير من المشقة والتعب الجسدي والنفسي، لذلك يجب جعل الفترات بين الحمول كافية ليستعيد الجسم قوته وطاقته، ويرمم ما استهلكه الحمل السابق من مدخرات، حتى نضمن صحة الأم وراحتها أثناء الحمل وولادة طفل سليم معافى، ونتجنب المخاطر والآثار السلبية على صحة الأم وجنينها.

المراجع