المشاكل النفسية في العمل وكيفية التعامل معها

تعرف إلى أبرز المشاكل النفسية في بيئة العمل وكيف تؤثر على الحالة النفسية للموظفين، أسباب المشاكل والضغوط النفسية في مكان العمل وكيفية التعامل معها
المشاكل النفسية في العمل وكيفية التعامل معها

المشاكل النفسية في العمل وكيفية التعامل معها

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

ستقضي في عملك وقتاً أكثر من الذي قد تقضيه في منزلك مع عائلتك غالباً، ولهذا فمن الطبيعي أن يكون لطبيعة مكان العمل وبيئة العمل تأثير شديد على صحتك النفسية وحياتك بشكل عام، وقد لا تشعر بالأمر عندما تكون بيئة العمل الخاصة بك هادئة ومريحة، لكن العمل في بيئةٍ غير صحية تُعاني فيها من ضغوطات العمل سيكون لك تأثيرٌ واضحٌ وسريع عليك وعلى حالتك النفسية، كما أنّ هذه الآثار النفسية ستؤثر بدورها على أدائك في العمل وعلاقاتك الاجتماعية أيضاً.

عندما تعمل في بيئة عمل سيئة وتتعرض للكثير من الضغوطات في العمل وظروف العمل غير المناسبة ستكون إصابات العمل الأكثر انتشاراً هي الاضطرابات النفسية، فقضاء معظم ساعات يومك بشكلٍ متكرر في مكانٍ يُشعرك بالإحباط قد يؤدي لأضرارٍ في نفسيتك وظهور بعض الاضطرابات النفسية.

من الملاحظ أنّ أبرز المشاكل النفسية التي تُصيب الموظفين في العمل هي:

  • الإرهاق الوظيفي: يعتبر الإرهاق الوظيفي مشكلةً معقدة لها أبعاد نفسية وجسدية متداخلة، وعلى الرغم أن الحالات الأكثر شيوعاً للإرهاق الوظيفي تتعلق بالضغوط الكبيرة الناتجة عن عمل مجهد ومستمر دون راحة، إلى أن بعض أنماط الإرهاق الوظيفي قد ترتبط بالتأقلم مع طبيعة ومكان العمل، حتى وإن كانت الوظيفة بحد ذاتها مريحة.
  • إدمان العمل: يصنّف إدمان العمل كأحد أنواع الإدمان السلوكي الذي يتجلى بإفناء الذات في العمل والشعور بالضيق عند الانقطاع عن العمل لأي سبب مثل العطلة أو الإجازة، وتفضيل العمل على الأنشطة الأسرية والاجتماعية، إضافة إلى شعور مستمر بعدم الإنجاز والتقصير يدفع الفرد إلى المزيد من العمل.
    جرب إجراء اختبار الإدمان على العمل من خلال النقر على هذا الرابط.
  • الاكتئاب: يُعتبر الاكتئاب أحد أبرز المشاكل النفسية المنتشرة بين الموظفين سواء كان ذلك بسبب التعامل مع رئيسٍ لا يُقدر جهودك وقيمتك أو مع زملاء يقومون بتضخيم المشاكل، بسبب الاكتئاب قد يُعاني الموظفون من الشعور بالحزن وفقدان الاهتمام والشعور بالذنب.
  • القلق: العمل تحت الضغط وخشية التأخر على المواعيد النهائية للتسليم والعمل على تقديم أداء جيد بشكل مستمر تضع الموظف في حالة من الخوف الدائم، الخوف المتكرر يقود الموظف إلى حالة من القلق النفسي والتوتر المستمر.
  • الضغط العصبي: وجود الكثير من الالتزامات والأعمال التي يجب عليك إنجازها يؤدي إلى الضغط النفسي، وهذا الضغط النفسي يمكن أن يؤدي مع الوقت لزيادة فرص التعرض للاكتئاب.
  • البارانويا والشك بالآخرين: العمل في بيئة عمل سيئة مع رئيس وزملاء عمل غير مريحين قد يضعك في حالة من الشك والخوف وعدم اليقين، وفي هذا الجو سوف يُصيح التواصل مع الآخرين ضعيفاً وهو بالتزامن مع ما سبق قد يضعك في حالة من سوء الظن والشك بالآخرين (البارانويا).
  • مشاكل احترام الذات: تبرز مشاكل احترام الذات بشكل كبير في مكان العمل على اعتباره مكان للمنافسة وإثبات الجدارة، وعلى اعتباره أيضاً مكاناً قد يواجه فيه الموظفون والعمّال أنماطاً مختلفة من التسلط والتنمر والتمييز الذي يؤثر سلباً على احترام الذات.
  • فقدان الشغف والدوافع: يرتبط فقدان الشغف والدوافع بشكل وثيق بالرضا الوظيفي، وتلعب بيئة العمل دوراً كبيراً في تعزيز شغف الموظفين وخلق دوافع جديدة لديهم ليس على مستوى العمل نفسه فحسب على مستوى الحياة بالمجمل.
animate

تمتلك كل شركة أو عمل تجاري مجموعةً من القيم الأساسية التي تُحدد شكل وطبيعة العمل الداخلية كما تستعين بمنظومةٍ إدارية (سواء كبيرة أو صغيرة) بهدف تنظيم الأعمال وإدارة توزيع المهام بين العمال، ولكن بالطبع وجود الإدارة والقيم للشركة لا يعني بالضرورة أنّ البيئة ستكون مناسبة للعمل فهناك العديد من العوامل التي قد تؤدي حتى في مثل هه الحالات إلى خلق بيئة عمل سامة تؤثر على نفسية العمال والموظفين.
المخاطر النفسية في بيئة العمل قد تنشأ بسبب بعض السلوكيات الإدارية أو نتيجة للسلوكيات المنتشرة بين الموظفين، بعض هذه العوامل قد تتضمن: [2،3]

  • عدم التقدير وسرقة المجهود: قيام المدير بأخذ كامل الفضل لإنجازات موظفيه ولومهم وحدهم على الأخطاء، ويتبع بعض المدراء هذا الأسلوب بهدف الظهور ولفت الانتباه إليهم وذلك لتسريع تقدمه الوظيفي، وحيث أنّ حرمان الموظف من الاعتراف بفضله سيزيل الرغبة في العمل وتحقيق الإنجازات سيضطر حينها إلى العمل دون رغبة.
  • خلق حالة من عدم اليقين: القدرة على توقع المستقبل تخلق حالةً من الأمان، ولكن عندما يضطر الموظف للعمل وهو عاجز عن أخذ لمحة عن مستقبله الوظيفي ومساره المهني فهو سيعيش في حالة من الضغط النفسي والقلق.
  • انعدام ثقة الإدارة بالموظفين: التعاون بين الموظفين بين بعضهم وبين الموظفين والإدارة ضروري من أجل إنجاز العمل، والثقة هي أحد شروط التعاون الناجح. عندما لا يثق المدير بالموظفين فلن يكون الموظف قادراً على أداء عمله بشكل جيد وسيتردد قبل اتخاذ أي خطوة.
  • كثرة العقوبات الإدارية وانخفاض المكافئات: تتبع الكثير من الشركات نظام المكافأة والعقوبة بهدف تحفيز الإنجاز وتقليل الأخطاء، ولكن ما يجب معرفته هنا أنّ التفاعل السلبي الواحد يؤثر على النفسية أكثر من المديح، ولهذا عندما تكثر التعليقات السلبية من الإدارة يصبح العمل مقلقاً للموظف ويعيش في حالة خوف من الملاحظات والعقوبات.
  • استغلال السلطة الوظيفية: عندما ينتشر سوء الاستغلال هذا فإنّ الموظفين سيشعرون بالخوف من رفض طلبات معينة في العمل، هذا الأمر سوف يخلق مشكلة ويُشعر الموظفين بالقلق الدائم من إمكانية استخدام سلطة المدير أو أصحاب السلطات للتأثير على العلاقات الاجتماعية والتسبب بالضرر.
  • العمل مع زملاء ذوي ذكاء اجتماعي منخفض: العمل مع زملاء لا يتمكنون من إدراك الحالة المزاجية للآخرين ولا يستطيعون معرفة تأثير كلماتهم وسلوكياتهم على الآخرين يمكن أن يتسبب بحالة مزاجية سيئة، فمجرد التواجد قرب هؤلاء الأشخاص قد يجعلك تعيش في ترقب وتشعر بأنهم قد يتسببون بإزعاجك في أي لحظة.
  • انعدام الاحترام في مكان العمل: يمكن أن يظهر انعدام الاحترام في تجاهل الزملاء لآراء الشخص في العمل أو الإهانة من قبل المدراء وغير ذلك، مهما كانت الحالة لا أحد يُحب أن يشعر بقلة الاحترام.

إن كنت تشعر بالاكتئاب من العمل فاعلم أنك لست وحيداً هنا فالأمر أكثر انتشاراً مما تعتقد، في الحقيقة الاكتئاب في مكان العمل هو أحد أبرز المشاكل النفسية المنتشرة بين الموظفين ويحتل المرتبة الثالثة بعد الأزمات العائلية والتوتر. [4]
وبما أنّ إهمال الاكتئاب في مكان العمل يمكن أن يزيد من شدته ويؤدي تفاقم الحالة فمن الضروري الانتباه إلى العلامات التي تدل على تعرضك للاكتئاب من العمل ومنها:

  • محاولة اختلاق أي عذر للغياب عن العمل.
  • صعوبة في التركيز أثناء العمل والشعور بضبابية في الرأس.
  • عدم القدرة على الالتزام بالمواعيد النهائية.
  • الشعور بالكآبة في العمل.
  • الشعور بالإرهاق والتعب في العمل.

عندما تُعاني من الاكتئاب في العمل غالباً ما يكون السبب هو بيئة العمل وليس العمل بحد ذاته، وفي حال التقاط علامات الاكتئاب سيكون من المهم أن طلب المساعدة لتخطي الحالة.

العمل قد يكون صعباً للكثيرين ولكنه في ذات الوقت لا يجب أن يحول إلى عبءٍ لا يُطاق ويتحول إلى كارثةٍ تفسد عليك كافة نواحي الحياة، ولتجنب هذا الأمر عليك الانتباه لعلامات الضغط النفسي في مكان العمل دوماً والتي تتضمن

  • مشاكل النوم.
  • الانفعال.
  • ضعف الإنتاجية في العمل.
  • الشعور بعدم الإنجاز.
  • التصرف بشكل ساخر ومتهكم.
  • الإصابة بالصداع بشكل مستمر.

بالطبع هناك بعض الأعراض الأخرى والتي يمكن أن تحدث كما يمكن ألا يعاني الشخص من كافة الأعراض معاً، ولكن ظهور بعض هذه العلامات يستوجب منك الانتباه إلى صحتك النفسية ومحاولة علاج المشاكل النفسية الناتجة عن العمل. [6]

الحفاظ على الصحة النفسية في العمل يجب أن يحتل الأولوية لدى الأفراد والإدارة حتى لأنه يؤثر على النتائج الكلية للشركة وليس على صحة الموظفين وحسب، لتحقيق ذلك على المؤسسة العمل على تحسين بيئة العمل وتوفير بيئة مريحة وصحية للموظفين أما الموظفون فعليهم أن يُحاولوا فعل التالي: [5]

  • محاولة تحقيق التوازن بين العمل والحياة: محاولة زيادة ساعات العمل أو إكمال العمل من المنزل يحمل العديد من النتائج السلبية على المدى الطويل، فهو سوف يزيد الضغط ويقلل من الإنتاجية بالمجمل ولهذا من الضروري الحصول على بعض وقت الراحة وأخذ إجازة بعيداً عن العمل بين الحين والآخر
  • إنشاء علاقات اجتماعية في العمل: العلاقات الاجتماعية في العمل تلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على الصحة العقلية لذلك من الضروري أن يكون هناك بعض العلاقات مع زملاء العمل والأنشطة المشتركة
  • أخذ استراحة من العمل: ليس المقصود هنا أخذ إجازة بل بعض الوقت للراحة وتناول الطعام واستعادة طاقتك، هذه الاستراحة ستساعدك على استعادة طاقتك العقلية وتجنب الإرهاق وتعزيز الصحة النفسية
  • تنظيم مكان العمل وترتيبه: العمل في مكان نظيف ومرتب هو وسيلة نافعة للتخلص من التوتر والشعور بالراحة فالمكاتب المليئة بالأغراض يمكن أن يجعلك تشعر بالتوتر والإحباط
  • التصرف بلطف مع الآخرين: اللطافة مع الآخرين تُساعد على تحسين المزاج بشكل كبير لأنه يزيد من مشاعر السعادة، لا يجب عليك أن تفعل الكثير فتحية بسيطة مع ابتسامة في الصباح يمكن أن تفعل الكثير.
  • ممارسة بعض التمارين الرياضية: ممارسة التمارين لـ10 دقائق قبل الذهاب للعمل أو الذهاب مشياً بدلاً من أخذ الباص أو القيادة للعمل في حال كان مكان العمل قريباً يمكن أن يُحسن مزاجك بشكل كبير

في النهاية .. عليك أن تُدرك دوماً أنّ صحتك النفسية هي دوماً أهم من أي شيء آخر ولهذا عليك أن تعمل على الحفاظ على صحتك النفسية في العمل وحتى أن تطلب المساعدة من شخصٍ محترف عندما يتطلب الأمر.

المراجع