فن الردود المفحمة وأسرار إتقان فن الرد

أتقن فن الردود الدبلوماسية والردود المفحمة وتعرّف إلى أسباب العجز عن الرد وكيفية تعلم فن الرد على المستفزين
فن الردود المفحمة وأسرار إتقان فن الرد
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يتعرض العديد من الأشخاص إلى مواقف مع أشخاص مستفزين قد تكون محرجة وقد تصل لدرجة الإهانة، وبعضهم يكون عاجز عن الرد ولكن هذا الأمر يختلف حسب طباع كل الشخص ومدى قدرته على الرد، ومن خلال هذا المقال سوف نشرح ما هو فن الرد ونوضح بعض الطرق للرد الذكي، وكيف ترد الإهانة بمثلها بطريقة دبلوماسية دون أن تظهر بموقف محرج.

فن الرد هو قدرة الشخص على الرد بشكل صحيح وبالوقت الصحيح عند تعرضه لأي موقف يحتاج لرد صحيح مثل التنمر أو الإهانة أو أي كلام محرج أو سؤال غير متوقع دون إظهار أي ملامح غضب أو عدوانية أو خجل أو ارتباك.
فالطريقة التي يرد بها الإنسان على مثل هذه المواقف لها دور كبير في تحديد المكاسب والخسائر في النقاش أو علاج الخلافات أو الوصول لبعض الأهداف من هذه الردود. [1]

animate

الرد بطريقة دبلوماسية سوف يحفظ للشخص كرامته والكاريزما الخاصة فيه أمام الأشخاص الآخرين، فعند التعرض للإهانة أو التنمر هنالك خمس خطوات يمكن من خلالها الرد بطريقة دبلوماسية: [1-2-3]

  • لا تحاول أن تثأر: إن الرد بطريقة دبلوماسية يتطلب بالدرجة الأولى عدم الرد على الإهانة بمثلها، فمثلاً في حال كان هناك شخص يشتم لا يجب تبادل الشتائم معه، على العكس يجب أولاً أن تتمتع بالثقة وتحافظ على ثباتك ليرى الشخص الآخر بأنه لن يستطيع استفزازك، وهنا يجب الوقوف بثبات وهدوء مع عدم النظر للطرف الآخر بشكل غير عدواني إطلاقاً، مما يجعل الناس ترى شخصاً غاضباً ويتكلم بكلام معيب، والشخص الآخر ثابت وهادئ ومن المهم أن تترك الطرف الآخر حتى ينهي كلامه، وبعد أن ينهي الكلام تستمر بالنظر إليه دون كلام وبعدها يجب أخذ نفس عميق لتفهم ما هو الدافع وراء إهانته للقدرة على اتخاذ رد عقلاني وليس عاطفي.
  • ضع حد للطرف الآخر: إن الرد بشكل دبلوماسي يتطلب في الخطوة الثانية التأكيد على موضوع الإهانة، بمعنى بعد أن ينهي الطرف الثاني كلامه وإهانته اسأله انت تتكلم معي؟ هل هذا الكلام موجه لي؟ بهذه الطريقة تكون قد قلبت الموقف عليه، وهنا يمكن أن ينفعل أكثر ويزيد من إهانته، أو يتراجع ويهدأ ويقلل من الوتيرة الهجومية التي يتكلم بها وفي هذه الطريقة تكون قد حافظت على مكانتك دون إظهار غضبك، وتكون أمام خيارين، في حال هدوء الطرف الآخر يجب أن تقول له دعنا نتكلم في مرة أخرى عندما تهدأ، أو في حال زاد من مستوى إهانته هنا لا تجعله يكمل كلامه.
  •  تقبل الطرف الآخر: مع ابتسامة بسيطة وهدوء كامل تقول له أنا متفهم أنك قد تكون غاضب لأنني تأخرت عليك، أو أي سبب آخر وهنا تجبر الطرف الثاني على السكوت.
  • اللوم على الإهانة: من المهم في هذه المرحلة أن تعبر عن استيائك من إهانته فتقول ورغم تفهمي للموقف الذي جرى ولكن لا أقبل أن تتكلم معي بهذا الكلام، أو بهذا الأسلوب فأعلم أنك غاضب مني ولكن ليس من حقك الكلام بهذه الطريقة، هنا تكون قد رسمت له الحدود بالتعامل معك.
  •  إعادة الود للحديث: يجب هنا محاولة تذكر الأشياء المشتركة بينكم لتقول مثلاً انظر نحن أصدقاء منذ زمن، أو نحن زملاء عمل، وسوف أقدر انفعالك وأنك غير واع لما قلت ومن الممكن أن نتكلم في هذا الامر عندما تهدأ، هنا تكون قد أوقفته عن إهانتك وحافظت على مكانتك وجعلته يخجل من تصرفه معك دون أن تتأثر شخصيتك أو حضورك.

عند الرد على الشخص المستفز يجب إتقان الذكاء العاطفي من أجل عدم السماح للمشاعر بالتحكم بتصرفاتك، والظهور بشكل مضطرب وغاضب فهذا يرضي الطرف الآخر، وسوف نوضح طريقة الرد الصحيحة: [1-3]

  • المواجهة الذكية: إن الرد على الشخص المستفز يكون بكلمات واضحة دون صدام، فمثلاً تبدأ كلامك بقد أكون مخطأ ولكن قل لي ما الذي يزعجك، أو أشعر بأنك غاضب مني، هذه الجملة توضح الفرق بين المواجهة والصدام، وهنا ممكن أن يقول نعم أنا غاضب منك أو يقول لا ويبدأ بتبرير خطأه بأنه قد يكون سوء فهم وهنا تكون أنت المستفيد في الحالتين.
  • طريقة الضوء الأخضر: هذه الطريقة يتم تعليمها غالباً للشخصيات العامة أو للمشاهير المعرضين للتنمر والشتائم والأسئلة المحرجة بشكل دائم، فيجب عدم إعطاء رد فعل غريب عندما يقوم أحد ما باستفزازك بالكلام فيجب أولاً التفكير بشكل مسبق بالرد ورسم سيناريو في عقلك عن تصرفك لو حدث واستفزك شخص ما، لتتعلم بهذه الطريقة إدارة مشاعرك بطريقة أفضل وعدم السماح للغضب بالسيطرة عليك، وبعدها يمكن تجاهل الأمر والبحث عن أشخاص مريحين والابتعاد عن الاستفزاز للرغبة المطلقة بأن تحسن من مزاجك ولا تسمح للأشخاص المزعجين بالتأثير عليك.
  • التجاهل بشكل كامل: عندما تتعرض للاستفزاز يكون من المهم ألا تظهر ردة فعل ولا تحاول الرد أو التبرير وإنما من الأفضل تجاهل الإهانة وتحويل مسار الحديث لما يناسبك.
  • الثبات الانفعالي: يعتبر الثبات وعدم إعطاء رد فعل هجومي عند الانفعال أحد الطرق الناجحة للرد على الاستفزاز، فهو يظهر الشخص بصورة جدية وواعية بعيداً عن در الفعل الغاضب.
  • إظهار الثقة بالنفس: من أهم ردود الأفعال التي يتم اتخاذها عند الرد على الأشخاص المستفزين هي إظهار الثقة بالنفس وعدم الانهيار وإظهار الضعف أو الخوف على الإطلاق.

قد يقف الشخص في موقف محرج دون قدرته على ترتيب كلام مناسب للرد على الإهانة حيث تختلف فنون الرد تبعاً للموقف وسوف نشرح بعض كلمات الرد المختلفة حسب كل حالة: [1-3]

  • الكلام عن الشكل: عند تعرض الشخص للكلام مزعج عن شكله إن كان ضعيف أو ناصح أو على لباسه، يكون الرد الأولي شكراً على ذوقك لإحراج الطرف الآخر بطريقة مهذبة وإسكاته.
  • عند مهاجمة أحد لك: عند مواجهة أحد ما بالكلام ومهاجمته لك من المهم ألا تتهرب من خطأك في حال قمت به أو تنكره وتقول أنا سوف أوضح وجهة نظري هنا تكون قد أوقفت الطرف الآخر عند حدوده دون مهاجمته كلامياً أو رفع الصوت وبعدها يتم تبرير الموقف بهدوء.
  • الحوار المهين: يجب إيقاف المحادثة مباشرة دون أن يتبادل كل من الطرفين الشتائم ويمكن قول من المهم أن نوقف النقاش ونتكلم في مرة أخرى عندما نهدأ للحفاظ على احترامك.
  • انتقاد الأشخاص للأشياء السلبية لديك: يمكن الرد في هذه الحالة بقول هل يعقل أن أكون سيئ لهذه الدرجة، أو تسأله أنت لا ترى أنني أملك أي شيء إيجابي؟
  • الرد على الشخص الذي يرى نفسه دائماً على صواب: هؤلاء الأشخاص مهما حاولت إقناعهم بأنهم على غلط لن يتغير رأيهم فيمكن التعامل معهم بالتأكيد على كلامهم، فمثلاً كلامك صحيح جداً أنت على صواب بهذا الكلام سوف يسكت ولا يجد طريقة جديدة لمناقشتك فيها.
  • الرد على شخص طاقته سلبية: قد تنتقل الطاقة السلبية بشكل مزعج عند التعامل مع أشخاص طبعهم غير إيجابي، وهنا يمكن الرد عليهم بطريقة مثلاً استيقظت اليوم بشكل هادئ ولا أريد أن أزعج مزاجي، أو لا أرغب بالرد عليك لأنني متفائل اليوم وهكذا.

بعد أن تم التعرف على طرق الرد في المواقف المختلفة لتجنب الإحراج والرد على الإهانة، لابد من توضيح بعض النصائح لإتقان هذا الفن مثل:

  • السيطرة على المشاعر: إن القدرة على السيطرة على المشاعر والأعصاب الهادئة من أوائل وأهم النصائح التي يمكن تقديمها لإتقان فنون الرد فبمجرد التعامل بأعصاب باردة قبل التفوه بأي كلمة هذا بحد ذاته يعتبر رد قاسي على الاستفزاز.
  • فكر قبل الرد: من المهم التفكير بما سيقول الشخص عند تعرضه للإهانة أو الاستفزاز من أجل عدم قول كلام يمكن أن يندم عليه لاحقاً أو يكون كلام جارح وهنا من المهم فهم وجهة نظر الطرف الآخر فقد لا يكون قاصد الإهانة وقد يكون على الحق ولكن عبر بطريقة خاطئة لذلك من المهم التفكير بشكل كافي قبل الرد.
  • تسخيف الإهانة: عند التعرض للإهانة وخاصة في مجال التنمر على الشكل لا تنكر الإهانة الموجهة لك فعندما يعيرك أحد ما بشكله قم بتسخيف الموقف والسخرية منه وبهذه الطريق سوف تسخف الشخص الذي يقوم بالإهانة وتجعله يتراجع من تلقاء نفسه.
  • التدرب على تنمية فن الرد السريع: هذه النصيحة مهمة للأشخاص المشهورين والفنانين ولاعبي الرياضة المحترفين، حيث يتم تدريبهم على مهارة الرد السريع من أجل تجنب أي كلمة قد يقولونها دون قصد وتؤخذ ضدهم على العلن.
  • لا تأخذ كل المواقف على محمل الجد: من المهم معرفة أن هنالك أشخاص تتكلم لمجرد تعبئة وقت الفراغ وليس لديهم ما يشغلوا به أوقات الفراغ فهؤلاء على وجه الخصوص لا يجب أخذ كلامهم على محمل الجد من أجل تجنب التصادم معهم.

تختلف أطباع الأشخاص فمنهم من يكون حاد ومنهم من يكون هادئ، لذلك لا يكون مستوى كل منهم بالرد بنفس السوية والذكاء وسرعة البديهة فتتعدد الأسباب التي تقف وراء عدم القدرة على الرد مثل: [1-4]

  • عدم الأمان بالمكان: قد يكون المكان الموجود فيه الشخص والذي حصلت فيه الإهانة غير آمن بالنسبة للشخص المُهان مما أجبره على عدم الرد والسكوت خوفاً على حياته.
  • ضعف بالشخصية: إن العقد النفسية أحياناً تكون وراء عدم قدرة الشخص على الرد، فالشخص الذي نشأ ضمن بيئة تعرض فيها للظلم، أو هنالك مقارنة دائمة بينه وبين أشخاص آخرين من قبل الأهل، هذا يساهم في التأثير على بناء شخصيته بشكل غير سليم، مما يجعله خائف وضعيف في الرد.
  • العاطفة: المشاعر العاطفية قد تتحكم في الشخص بأي موقف يتعرض له، وتمنعه من الرد الصحيح فقد ينهار بالبكاء أو يبتعد دون القدرة على الكلام.
  • الطباع الخجولة: قد يكون الشخص خجول لدرجة لا تجعله قادر على الرد فقد يتعرض للإحراج الشديد ويقف صامتاً.
  • عدم الرغبة بالرد: هنالك بعض الأشخاص الذين يكونوا أكثر وعياً فيرغبون بعدم الرد، لأن الشخص المتنمر هو يهين نفسه قبل أن يهين الشخص أمامه، أو أن الشخص الذي يتكلم بكلام جارح ومحرج لمجرد الإهانة من الأفضل تجاهله وعدم الرد عليه فهذا سوف يستفزه بشكل أكبر، ولكن عدد قليل من الأشخاص الذين يستطيعون ضبط أنفسهم في هذه المواقف.

المراجع