أسباب العصبية عند الأطفال وعلاج الطفل العصبي

طفلي عصبي ماذا أفعل معه؟ أسباب عصبية الأطفال وأعراض العصبية المفرطة عند الطفل، علاج العصبية الزائدة عند الأطفال وكيفية التعامل مع الطفل العصبي
أسباب العصبية عند الأطفال وعلاج الطفل العصبي
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعاني العديد من الأمهات من عصبية أطفالهن، فنجد الواحدة منهن تشكو عناد ابنها وعصبيته وكثرة بكائه، والغريب أن هذه العصبية تتنوع لتشمل الأطفال الرضع والأطفال في عمر السنتين، وتصبح أقسى حين تتوافق مع العناد، دعنا عزيزي القارئ نستعرض معاً أسباب ظاهرة عصبية الأطفال، وسبل علاجها.

نسمع العديد من الأمهات يشتكين من مشكلة العصبية عند الأطفال حديثي الولادة، لنجد الأم تسأل عن أسباب عصبية الرضيع قبل النوم، أو أسباب عصبية الرضيع أثناء الرضاعة، وغيرها من المشاكل التي تعاني منها[1].

أسباب عصبية الأطفال الرضع
ثمة أسباب تدفع الطفل الرضيع للعصبية، والتي يعبر عنها بالبكاء، وسيلته الوحيدة للتعبير في ذلك السن، ولعل أهم هذه الأسباب: 

  • إرهاق الطفل والخروج به لساعات طويلة خارج المنزل.
  • عدم إعطاء الطفل الغذاء الكافي مما يتسبب في دخوله حالة من البكاء المتواصل.
  • قد يدخل الطفل الرضيع في حالة من العصبية والتوتر في فترة السنتين، لما يرافقها من أوجاع.
  • يتسبب تواجد الطفل في أماكن مزعجة في دخوله حالة من التوتر والعصبية والقلق.
  • يعد المغص من أبرز أسباب عصبية الأطفال الرضع.
  • معاناة الطفل من أحد الأمراض كالتهابات الأذن الوسطى، أو وجود التهابات في مجرى البول أو زيادة إفراز الغدة الدرقية أو الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، كلها تتسبب في عصبية الأطفال الرضع.
animate

والآن، وقد عرفنا أسباب عصبية الرضيع، يصبح الخوض في سبل علاجها سهلاً، إليك عزيزي القارئ بعض طرق علاج عصبية الطفل الرضيع:

  1. بداية على الأم تحديد السبب الرئيسي الذي يتسبب في دخول طفلها الرضيع في حالة من العصبية والبكاء، والذي يفترض به أن يكون واحداً من الأسباب التي سبق ذكرها.
  2. على الأم أيضاً عدم ترك الحفاضة على الطفل الرضيع لأكثر من 3 ساعات.
  3. الحرص على إشباع الطفل بشكل جيد، والابتعاد عن إعطائه الأغذية التي تسبب المغص.
  4. عدم الخروج من المنزل لساعات طويلة بصحبة الطفل الرضيع.
  5. إبعاد الطفل عن الضوضاء والأجواء الصاخبة والمزعجة.
  6. تجنيب الطفل الأجواء الحارة جداً وعدم المبالغة في تغطيته بطبقات كثيرة من الثياب.
  7. حاولي أن تكوني هادئة وحنونة في تعاملك مع طفلك، لأن عصبية الأم تنعكس على طفلها.

تشتكي العديد من الأمهات قائلة طفلي عصبي وهو في عمر السنتين، ماذا أفعل؟ ومن هنا علينا بداية أن نقف على أسباب عصبية الأطفال في عمر السنتين وكيفية علاجها.

أسباب عصبية الأطفال في عمر السنتين
يبدأ الطفل في هذا العمر، بدخول أول مراحل الوعي بما حوله، ويرافق ذلك ازدياد قدرته على التعبير، ما يجعل أسباب عصبيته تبدو أكثر وضوحاً، ويمكن تقسيم هذه الأسباب إلى ثلاثة أنواع: نفسية، وأخرى تربوية، وثالثة مرضية.

  1. من الأسباب النفسية التي تزيد من عصبية الأطفال في عمر السنتين:
    • فقدان الطفل للدفء الأسري والعاطفي.
    • عدم إحساس الطفل بالحب ممن هم حوله.
    • اضطهاد الطفل من قبل أقرانه أو أصدقائه أو إخوته الأكبر سناً.
  2. ومن الأسباب التربوية التي تزيد من عصبية الأطفال في عمر السنتين[2]:
    • سيطرة الوالدين وإجبار الطفل على فعل شيء ما، وعدم إتاحة المجال له لاختيار ما يريد.
    • العصبية من الأمور المكتسبة وليست فطرية، لذا عصبية أحد الوالدين قد تنعكس حتماً على سلوك الطفل وتصرفاته.
    • إشعار الطفل بشكل دائم بأنه مصدر قلق وإزعاج للأسرة.
    • التدليل الزائد للطفل، مما يجعله ذا روح أنانية وعدوانية، يحب أن يتملك كل شيء لنفسه، فعند دخوله الحياة لاحقاً، يجد أنه من الصعب الحصول على كل شيء، فيدخل في حالة من العصبية والتوتر.
    • التسلط الشديد من الأهل وكبت مشاعر الطفل بشكل مستمر، فإذا أراد الطفل أن يبكي طلب منه الأهل السكوت.
  3. ومن الأسباب المرضية التي قد تزيد من عصبية الأطفال في عمر السنتين:
    • زيادة نشاط الغدة الدرقية وما يرافقه من التوتر والعصبية واضطرابات في النوم.
    • نقص الحديد في الدم.
    • مشكلة الإمساك.
    • التهابات البول.
    • إصابة الطفل بالتوحد، مما يزيد من عصبيته.
    • التهاب اللوزتين وأمراض الحلق.
    • تأخر النطق أيضاً، يزيد من العصبية عند الأطفال في عمر السنتين، بسبب عدم مقدرتهم على التعبير عمّا يريدون.

عادة ما يرافق الطفل العصبي حالة من العناد والصراخ والبكاء المتواصل، لنجد الأمهات يتساءلن عن كيفية التعامل مع الطفل العصبي والعنيد والعدواني، وهذا ما سنجيب عنه في هذا الجزء من المقال.
الطفل العنيد هو الطفل الذي يصر على كلامه ورأيه حتى لو كان غير منطقي وغير مبرر، فهو يصر بهدف الإصرار وعدم الانصياع لرأي الطرف الآخر، مما يجعله يدخل في حالة من الصراخ، وفقد السيطرة على النفس، والتحول إلى شخص عصبي.

كيف أتعامل مع طفلي العصبي والعنيد؟
كما ذكرنا، فإن الأم والأب قدوة للطفل، بل إنهما أيضاً مصدر إلهامه الأول، كما أن الطفل يبدأ أداءه على شكل ردود فعل لفعل كل منهما، فمهما كان الفعل، سيكون رده، وهنا نورد عزيزي القارئ مجموعة من طرق الوقاية من تصاعد ظاهرة العصبية والعناد لدى الطفل

  • تعتبر الأسرة النواة الأولى التي يتعلم منها الطفل كافة أمور حياته، لذا على الوالدين الابتعاد عن العصبية في التعامل فيما بينهما وبين أطفالهما كذلك.
  • على الأهل الابتعاد عن العناد في التعامل مع الطفل، وعدم التمسك بأفكارهم وقراراتهم. وعليهم إعطاء الطفل فرصة الاختيار.
  • الابتعاد عن أسلوب الصراخ والتوبيخ مع الطفل العصبي والعنيد، والتحدث إليه بطريقة هادئة.
  • إحاطة الطفل العنيد بالاهتمام والاستماع لوجهة نظره، ومناقشته بأسلوب راقٍ وبطريقة بسيطة.
  • في حال إصرار الطفل على عناده، فعليك بمعاقبته بما يتناسب مع فعله وعمره، ولا تؤجلي وقت العقاب.
  • عدم ذكر أخطاء الطفل العنيد والعصبي أمام أقرانه أو أقاربه، ومقارنة سلوكه بسلوك الآخرين، فهذا سيزيد الطين بِلة.
  • الابتعاد بشكل كلي عن أسلوب التوبيخ والضرب، مهما كان فعل الطفل العنيد، فهذا سيزيد من عصبيته وعناده.

ذكرنا عزيزي القارئ مجموعة من الأسباب التي تثير في الطفل العصبية، سواء كان رضيعاً، أو في عمر السنتين وما  يقاربه، وإليك مجموعة أخرى من الأسباب المتعلقة بالطفل فوق السنتين[3]:

  • من أبرز أسباب العصبية عند الأطفال، القسوة التي يعانيها الطفل من قبل الوالدين، وافتقاد الحب والحنان والاهتمام، وعدم إفساح المجال أمامه للاختيار، أو حرمانه من أمور محببة إليه، مما يعزز عنده روح الانتقام ممن حرمه، فيعمد إلى إيذاء نفسه أو من حوله، أو تخريب الأشياء والدخول في حالة من الغضب والعصبية.
  • الشعور بالوحدة أو النقص لسبب ما، مثل الإصابة بعاهة جسدية أو الإخفاق المستمر في الدراسة، أو وصفه الدائم من قبل من هم حوله بصفات سيئة، مثل: غبي.
  • تعرض الطفل للتنمر الأسري أو المدرسي، سواء كان التنمر بالأذى اللفظي أو النفسي أو الجسدي.
  • عدم إفساح المجال للطفل للتعبير عن نفسه، مما يدفعه إلى العصبية والتخريب، للتعبير عن الضجر.
  • إهمال الأهل لما يرونه من الطفل من عصبية وعناد، مما يدفعه للاستمرار في هذا السلوك.
  • يسعى الطفل إلى تقليد من حوله في جميع سلوكياته، فإن كان يعيش أجواءً أسرية عصبية، سيتعلم ممن حوله.
  • عدم توفر طرق لتفريغ طاقات الطفل، وجعلها تسير في مسارها الإيجابي.

عادة ما يظهر على الطفل العصبي العديد من الأعراض. من علامات الطفل العصبي:

  • سوء الهضم.
  • التبول اللاإرادي.
  • قضم الأظافر.
  • رمش العين.
  • هز الكتف.
  • تحريك الفم.
  • الغضب السريع.
  • الإضراب عن الطعام.
  • الاعتماد على الآخرين.
  • قلة الثقة بالنفس.
  • ضعف التحصيل الدراسي.
  • التخريب.
  • الخجل في بعض الأحيان.
  • الشعور بالنقص.
  • السرحان.

فإذا لاحظت بعض هذه الأعراض على طفلك، فاعلم أنه يعاني من مشكلة العصبية، ولكن كيف تتعامل معه في هذه الحالة؟

كيف أتعامل مع طفلي العصبي؟

  • على الوالدين أن يحرصا على توفير بيئة آمنة، قائمة على فهم الأبوين لاحتياجات الطفل، والاهتمام بشؤونه والاعتدال في تدليله، مما يحقق له الشعور بالرفاهية، وفي نفس الوقت الشعور بوجود سلطة تحد من تصرفاته الخاطئة.
  • محاولة فهم الطفل واهتماماته ومهاراته والتركيز على النشاطات التي يحب القيام بها، والعمل على تطويرها.
  • مراقبة الأبناء وما يشاهدونه على التلفاز والأجهزة الإلكترونية.
  • معاملة الطفل بلطف واحترام، مما يزرع فيه مفاهيم وأساليب المعاملة الصحيحة.
  • على الزوجين التعاون لجعل الخلافات في أدنى مستوى بينهما أمام الأطفال.
  • على الأبوين أن يكونا قدوة صالحة لأبنائهما.
  • تجاهل عصبية الأطفال يكون في بعض الأحيان حلاً مفيداً للمشكلة، فعندما يرى الطفل عدم استجابة أو تفاعل الأبوين تجاه عصبيته يجعله يتجنبها، ولكن لا بد من علاج يوازي هذا التجاهل، لئلا تتفاقم المشكلة.
  • تنمية روح التسامح لدى الطفل، من خلال تمرينه على مسامحة من أساء إليه والتماس العذر للآخرين.
  • تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال مدحه على إنجازاته وإشعاره بقيمته.
  • إدخال الرياضة كجزء أساسي من نمط حياة الطفل منذ صغره كي يعتاد عليها، فالرياضة تقوي الطفل نفسياً وجسدياً وتفرغ طاقاته وتجعله أكثر ثقة وسعادة. ننصحك بتعليمه رياضات الدفاع عن النفس.

لا يوجد علاج مباشر للعصبية، فلكل سبب علاج، فإن كان السبب مرضياً، عليك زيارة الطبيب الاختصاصي على الفور. أما إن كان السبب نفسياً، فننصحك باستشارة المختصين في نفسية وسلوك الأطفال. 
ولكن، هناك بعض الأعشاب التي تساعد في تهدئة الأطفال من العصبية والتوتر، ومنها:

  • زهرة البابونج: تساعد على التهدئة والاسترخاء، وذلك من خلال وضع زهرة البابونج في كوب من الماء الدافىء وشربها، ويمكن إضافة العسل أو القرفة للاستمتاع بمذاقها.
  • الليمون: تساعد رائحة الليمون على الاسترخاء والشعور بالراحة. فيمكنك عزيزتي الأم، إعطاء طفلك كوباً من الليمون المحلى بالعسل والقليل من جوزة الطيب كل صباح.
  • إكليل الجبل: يعتبر من الأعشاب الفعالة في تهدئة الجسم والشعور بالاسترخاء حتى للأطفال العصبيين، وكذلك يفيد في تنشيط الذاكرة.
  • عشبة الخزامى والمعروفة باللافندر: تعد من الأعشاب المفيدة في تهدئة الجهاز العصبي. يمكنك غلي كوبين من الماء ووضع قطرتين إلى أربع قطرات من زيت اللافندر فيه، وجعل الطفل يستنشق البخار المنبعث منه.
  • تعتبر جوزة الطيب من الثمار التي تساعد على الاسترخاء وتهدئة الأعصاب، لذا امنحي طفلك العصبي فرصة استنشاق حبة جوزة الطيب قبل النوم للاسترخاء والنوم بهدوء.

لا شك في أن ظاهرة عصبية الأطفال وعنادهم، تقف دون صفاء أذهانهم، والتشويش الناتج عنها يحول بينهم وبين تطوير أدائهم، وربما أيضاً يقف عثرة في طريق تطوير علاقاتهم، لا سيما مع الوالدين. فقد صار الحل بين يديك عزيزي القارئ، لتجنّب نفسك وطفلك خطورة هذه الظاهرة، فلتبدأ العمل الآن.

المراجع