ما الذي يحدد شبه الطفل لأمه أو لأبيه ومتى يظهر الشبه

لماذا يشبه الطفل أحد والديه أكثر من الآخر! تعرف إلى أسباب شبه الطفل لأحد الوالدين وهل جينات الأم أقوى أم جينات الأب
ما الذي يحدد شبه الطفل لأمه أو لأبيه ومتى يظهر الشبه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

من بداية الحمل يفكر الأهل بجنس المولود القادم، وتسيطر على مخيلتهم هل الطفل يشبه أبيه أم أمه، فكل من الوالدين يرغب بأن يرث الطفل صفاته، لكن في الواقع الجينات هي التي تتحكم في هذا الموضوع بشكل رئيسي، فما الذي يحدد شبه الطفل لأبويه؟

يشبه الطفل أحد أبويه أو كلاهما ببعض الصفات بحسب عدد وتفوّق الجينات التي يكتسبها الطفل من أمه ومن أبيه، فحسب علم الوراثة تؤثر الصبغيات والجينات التي يحملها الطفل على شكله وصفاته، وسبب شبه أحد الطفل لأحد والديه -الأم أو الأب- أكثر من الآخر هو تفوّق العوامل الوراثية التي يكتسبها الطفل من هذا الوالد على العوامل الوراثية التي يحملها من الوالد الآخر.
وعلى الرغم من الاعتقاد بوجود صفات وراثية متفوقة بطبيعتها مثل لون البشرة الداكنة على الفاتحة أو لون العين البني على الأزرق، إلّا أن الأطفال لأبوين من أعراق مختلفة قد يكتسبون صفات مختلفة، فيكون طفل ببشرة داكنة وآخر ببشرة أفتح، وطفل بعيون ملونة وآخر بعيون غامقة، ويعود ذلك لتغلب الصفة الوراثية في كل جنين على حدة، وسفر الجينات من الأجداد وليس فقط من الوالدين.

animate

الصبغيات Chromosomes هي عبارة عن جسيمات عصوية في نواة الخلية مترتبة على شكل أزواج يسمى كل طرف من هذا الزوج بالكروماتيد، ويترتب كل كروماتيد على شكل خيط حلزوني من الحمض النووي حاملاً عدداً كبيراً من الجينات، حيث يأخذ كل جين موقعاً خاصاً مشابه لموقع نفس الجين الموجود على الكروماتيد المقابل ويسمى كل موقع بالأليل ليعطي الصفات الوراثية بحسب الجينات التي تنتقل من كلا الأبوين.
تجتمع الصبغيات على شكل 23 زوجاً يكون كل واحد منها من أحد الأبوين ويحمل من مورثاته فهي المسؤولة بشكل رئيسي عن تكوين صفات الطفل الشكلية والصحية وغيرها، ومدى تطابقها واختلافها مع كلا الأبوين.

ما عدد الصبغيات التي يحملها الطفل من الوالدين؟

يمتك الانسان 46 صبغي حاملة معها مجموعة من الجينات التي يتم تشكيلها بعد حدوث الالقاح والتي يأخذ الطفل نصفها من الأم والنصف الثاني من الأب أخذةً معها الصفات الوراثية من كلا الأبوين إلى الطفل والتي تحدد شبه الطفل لأبوية.

كيف تؤثر الصبغيات على شبه الطفل لأحد والديه؟

كل صفة وراثية يملكها الطفل تنتج عن أليلين أحدهما من الأم والثاني من الأب واجتماعهما ينقل الصفة الراجحة إلى الطفل، فإذا كانت الصفة الراجحة من الأم سوف يشبه أمه وعلى العكس، وهناك بعض الصفات التي تشترك لإظهار صفة جديدة غير موجودة عند الأبوين.

إن التنبؤ بمظهر الطفل ليس أمراً سهلاً كما يتخيل الوالدان، فمعظم الصفات التي يرثها الطفل من أبويه هي نتيجة جينات متعددة تعمل معاً لتشكيل مظهره النهائي ما يجعل الطفل قد لا يشبه والديه بشكل تام، ومن العوامل الأخرى التي تؤثر على شكل الطفل: [1-5]

  1. الطفرات الجينية: قد تظهر على الطفل صفات شكلية مختلفة عن كلا الأبوين نتيجة طفرات قد تتشكل خلال الانقسامات التي تتعرض لها الصبغيات أثناء التلقيح، وقد تكون هذه الطفرات طبيعية أو مرضية، فهي قد تظهر صفات شكلية جديد لا يحملها أحد الأبوين سابقاً وتنتقل إلى أطفاله وأحفاده في المستقبل.
  2. وراثة صفات عن الأجداد: قد لا يحمل الطفل صفاته الشكلية من الأبوين بل تظهر عليه بعض الصفات التي يمتلكها الأجداد أيضاً وإن لم يكن يملكها الأبوين، حيث أن الصفات الوراثية تنتقل من جيل إلى جيل ما يمكن أن يجعل الطفل يشبه أحد اجداده وليس أبويه.
  3. ظهور الصفة الوراثية بين مجموعة أجزاء: تجتمع الصفات الوراثية لتحدد شكل الطفل من مجموعة جينات مختلفة لنفس الصفة الوراثية، فمثلا قد يأخذ الطفل لون الشعر من الأم وطبيعته من الأب وهنا يصبح الطفل لا يشبه الاثنين بشكل تام.
  4. تعادل رجوح الصبغيات: أو وجود الصفة الوراثية بشكل عام ليس فقط عند الطفل بل عند كلا والديه وعند أفراد المجتمع بشكل عام، مثلا في بلد ما قد يكون أغلب الناس يحملون لون بشرة حنطي ولون شعر أسود فعندما يكون هذه الصفات عند الطفل سوف يعتقد الأهل بأنه لا يشبههما.
  5. جنس الطفل: قد لا تتمايز لدى الطفل الرضيع الصفات الشكلية المرتبطة بالجنس فقد تلد الفتاة تشبه أبيها إلى حد كبير لكن بمجرد أن تكبر وتبدأ ملامحها الأنثوية بالظهور يبدأ هذا الشبه بالتراجع ما يجعل الأهل يعتقدون أن الطفل لم يعد يشببهم كما كمان عند الولادة، وعلى العكس عندما يكون الطفل ذكر ويشبه أمه سوف يبدأ بالتغير بمجرد بدأت تظهر عليه الملامح الذكورية.

قد يتساءل الأبوين من منهما جيناته أقوى ولديه فرصة أكبر في توريث صفاته لابنائه، ولكن هذا الموضوع لا يتم حسابه بهذا الشكل ويمكن توضيح الفكرة من خلال بعض الصفات كأمثلة: [2-3-4]

  • لون الشعر: يرث الطفل من كلا الأبوين مجموعة من الجينات التي تلعب دوراً هاماً في تحديد لون الشعر، فتعمل هذه الجينات على تنظيم الخلايا الصبغية التي تعطي لون الشعر فمثلا تنتج الخلايا الصبغية الاوميلانين الشعر من اللون الأسود إلى البني الذي يعتبر صفة راجحة فكلما ازداد عدد الخلايا كلما كان شعر الطفل أغمق، والخلايا الفيوميلانين من الأصفر إلى الأحمر وكلما ازداد عدد الخلايا تحول الشعر للون الأحمر والتي تعتبر صفة متنحية، وبحسب هذه الخالايا وتوزيعها بين الأم والأب يتم ظهور الصفة الراجحة.
  • طبيعة الشعر: اذا كان أحد الأبوين ذو شعر مجعد فعلى الأغلب يكون شعر الطفل مجعد، حيث يعتبر الشعر المجعد سمة وراثية مهيمنة على الشعر الأملس والناعم، وقد يكون أيضاً هناك احتمال أن يكون شعر الطفل أملس في حال كان الأب يحمل صفة الشعر المجعد بأليل واحد والآخر يحمل صفة الشعر الأملس لكونه بالصيغة الوراثية لكلا الابوين يحمل ثلاث أليلات من الشعر الأملس مقابل واحد من المجعد.
  • لون العيون: يتم أيضاً تحديد لون العيون بواسطة الخلايا الصبغية، فكلما كانت مفرزة أكثر للميلانين كلما كان لون العيون أغمق وقريب للبني أو الأسود وإذا كان الافراز قليل جداً يكون الطفل بعيون زرقاء، أما إذا كانت مفرزة بشكل أقل بقليل يكون لون العيون أخضر أو عسلي، ويعتبر لون العيون البني هو السائد.
  • لون البشرة: أيضاً بالنسبة للون البشرة، حيث تعتبر البشرة السمراء هي الصفة الراجحة التي يرثها الطفل من إحدى الوالدين، حيث تحدد خلايا الميلانين الصبغية لون البشرة فكلما زاد افراز الميلانين كلما زاد البشرة اسمراراً.
  • شكل الجسم: لا توجد دراسات تثبت أن جينات أحد الأبوين هي الأقوى في تحديد شكل الجسم، ولكن من المؤكد أن الجينات تتحكم في شكل الجسم عند الطفل، فمثلا مناطق تخزين الشحوم، في البطن على شكل التفاحة أو في الارداف على شكل الاجاصة، تحدده الجينات التي يرثها الطفل عن أبويه.
  • الطول: لا يمكن التنبؤ يطول ووزن الطفل المستقبلي بحسب حجمه عند الولادة، ولكن يمكن التنبؤ بطول الطفل بشكل تقربي وغير دقيق عن طريق ازالة خمس بوصات من طول الأب مع متوسط طول الام بالنسبة للفتيات، أما بالنسبة للأولاد إضافة خمس بوصات لطول الأم مع متوسط طول الأب.

قد تكون بعض الجينات أقوى عند الأب، فيأخذ الطفل من أبيه بعض الصفات الشكلية والنفسية والصحية أكثر من الأم، ومن هذه الصفات نذكر: [3-6]

  • الجنس: يتحدد جنس المولود من الرجل حيث يحوي الصبغي الجنسي عنده على صيغتي XY أما المرأة تحوي في الصبغي الجنسي على XX فيتحدد جنس الطفل بحسب الصبغي الذي يجتمع مع الصبغي X الذي يأتي من المرأة ففي حال كانت النطفة حاملة للصبغي Xسيكون المولود انثى أما Y سيكون ذكراً.
  • صحة وشكل الاسنان: يرث الطفل من أبيه صحة الاسنان فاذا كانت أسنان الاب ملتوية سوف يحمل الطفل في المستقبل أسنان ملتوية، حتى وإن كانت أسنان الأم مستوية فقد تلغي جينات الأب هذه الصفة ويرث الطفل حالة الأسنان من والده.
  • بصمات الأصابع: رغم عدم وجود بصمتين متطابقتين عند شخصين مختلفين، إلا أن بصمات أصابع الطفل قد تشبه بشكل كبير بصمات والده، فهي من الصفات الموروثة التي تنتقل من الأب إلى الطفل.
  • الصفات المزاجية: قد ترتبط الحالة المزاجية للطفل في الغالب بطبيعة حياة الأبوين وتعتبر صفة مكتسبة يأخذها الطفل عن أبيه خاصة الذكور الذين يحاولون تقليد والدهم في التصرفات وطريقة التعامل والغضب ومحاولة فرض السيطرة أو في التعامل بهدوء وعقلانية.

هناك الكثير من الخرافات الشائعة بين عامة الناس حول شبه الطفل لأحد الأبوين، ومن بعض هذه الخرافات: [7]

  • حب الزوجين لبعضهما: يشاع بين الناس بشكل كبير أن شبه الطفل يرتبط بحب الزوج للزوجة والعكس أن الطفل يشبه أمه يعني أن الزوج يحب زوجته أكثر مما تحبه أو شبهه لأبيه يعني أن المرأة تحب زوجها أكثر مما يحبها، انطلاقاً من فكرة التوحم والتفكير الزائد للأم أثناء الحمل، وهذا الكلام غير صحيح علمياً.
  • حرقة المعدة والشعر الكثيف عند المولود: تزداد حرقة المعدة عند المرأة في الأشهر الأخيرة من الحمل في الغالب بسبب ضغط الطفل على المعدة وحدوث حالات من الارتجاع والقلس المعدي، وهذا ليس دليل على زيادة الشعر في رأس المولود كما يشيع بين العوام.
  • إذا كان الماء الذي يخرج من المرأة أكثر من الرجل خلال الجماع يشبه الطفل والدته: من الناحية العلمية لا توجد علاقة بين الماء الذي يخرج من المرأة أو من الرجل خلال الجماع بشبه الطفل لأحد الأبوين فهي حالات فيزيولوجية تختلف من شخص إلى آخر.
  • الأطفال الحديثي الولادة يشبهون الأب أكثر من الأم: قد يبدو الطفل عند ولادته أكثر شبه لأبيه حيث لا تتبدأ ظهور الصفات الشكلية للطفل إلا بعد الأربعين يوماً فمن الصعب تحديد شبه الطفل في الأيام الأولى من الولادة.
  • وضعيات الجماع ووقته في تحديد جنس المولود: بحسب الدراسات التي أجريت حول تأثير توقيت الجماع ووضعياته على جنس الجنين تنفي هذه الفكرة تماماً، إلا أنه يقال حدوث الجماع في أقرب وقت من مرحلة الاباضة قبل الاباضة بيومين أو ثلاثة يزيد من احتمال إنجاب فتاة.

لا تتحد الصفات التي يتشابه بها الطفل مع أحد والديه فور ولادته فمعظم صفاته قابلة للتغير والتطور مع الوقت، ويمكن توضيح هذا الأمر من خلال عدة نواحي: [1-5]

  • لون العيون: تلد جميع الأطفال بلون عيون رمادي قاتم يبدأ تغير لون العيون منذ الأربعين يوم إلى الستة أشهر حتى تتخذ العيون لونها الحقيقية لحين تبدأ الخلايا الصبغية بإعطاء اللون الثابت لعيون الطفل وبالتالي تحديد لمن يميل في الشبه بهذه الصفة.
  • لون الشعر وطبيعته: عند مراقبتك لنمو الطفل سوف تلاحظ تغير في لون الشعر ويستمر هذا التغيير حتى الوصول لمرحلة البلوغ حيث تعمل الخلايا الصبغية على صبغ لون الشعر والحصول على لون الشعر النهائي للطفل وكذلك طبيعة تجعده، ولكن بعد عمر العام تقريباً يبدأ الوضوح لأي نوع شعر يقترب الطفل في التشابه مع أحد والديه.
  • حجم الجسم وشكله: عند ولادة الطفل هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على حجم الجسم والوزن، مثل تغذية الأم خلال الحمل، وهو ليس الشكل الذي يستمر به الطفل بقية حياته، حيث يبدأ تغيير حجم الطفل من خلال نموه والعوامل الجينية التي تؤثر على عملية النمو، لذا هنا أيضاً يصعب تحديد مع من يتشابه الطفل أكثر بهذه الصفة.
  • السلوك: يعتبر السلوك من الأمور المكتسبة عند الطفل فقد تؤثر على سلوكه الظروف المحيطة أكثر من الجينات فلا يمكن تحديد سلوك الطفل في مرحلة الرضع حديثي الولادة فليس من الضروري أن يبقى الطفل بنفس سلوكه في مرحلة ما بعد الولادة ومرافقته في المستقبل.

المراجع