الرضاعة في رمضان وتأثير الصوم على الرضاعة الطبيعية

ما تأثير الصيام على الرضاعة في رمضان؟ تعرفي إلى تأثير الصوم على الرضاعة وكيفية الحفاظ على إدرار الحليب في رمضان
الرضاعة في رمضان وتأثير الصوم على الرضاعة الطبيعية
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تتساءل الأمهات دوماً مع قدوم شهر رمضان عن الرضاعة في رمضان وهل يمكنها الصيام وهي مرضع، وهل صيامها يؤثر سلباً على صحة الطفل وإدرار الحليب؟ وكيف تحافظ على إدرار حليبها خلال الصيام؟ وهذا ما سنوضح تفاصيله من خلال هذا المقال.

الرضاعة والصيام في رمضان لا يتعارضان ما دامت صحة الأم والطفل جيدة وتسمح بصيام الأم، وعادةً يمكن أن تستمر الأم بالرضاعة الطبيعية في رمضان مع الصيام إذا استطاعت تنظيم جدول غذائي مناسب للرضاعة يعوضها عن العناصر الغذائية التي تفقدها، خصوصاً إذا كان عمر الطفل الرضيع أكبر من 6 شهور.

حيث يلعب عمر الطفل دوراً في تحديد تأثير الصيام على الرضاعة في رمضان، لارتباط عمر الطفل بعدد الرضعات وكمية اللبن في كل رضعة، وقدرة الطفل على الأكل من الطعام العادي، ويظل المعيار الأهم في الرضاعة الطبيعية في رمضان هو صحة الأم والرضيع، وتتبع العلامات التي تشير لسوء التغذية.

تأثير الصيام في رمضان على الرضاعة الطبيعية

تتأثر الرضاعة الطبيعية في رمضان بشكل مباشر بصيام الأم نتيجة عدم قدرة الجسم على تصنيع الحليب الكافي لإشباع الطفل، خاصة الأطفال تحت 6 شهور الذين يعتمدون بشكل كامل على حليب الأم.

أهم تأثيرات الصيام في رمضان على الرضاعة الطبيعية هي نقص السوائل الذي يؤثر على كمية وجودة لبن الأم، ونقص العناصر المغذية والفيتامينات وخصوصاً الحديد وفيتامين ب 12، والعديد من المعادن والفيتامينات الضرورية لتصنع لبن الأم وتغذية الطفل بشكل جيد.

animate

أفضل طريقة لتنظيم الرضاعة الطبيعية مع الصيام في رمضان هي تخزين حليب الأم بالتزامن مع اتباع نظام غذائي مناسب، حيث تقوم الأم بجمع لبن الثدي في الفترة بين السحور والإفطار ووضعها في الثلاجة بأكياس خاصة، لتقدمه لطفلها الرضيع خلال النهار وهي صائمة، ما يقلل من عدد مرات الرضاعة أثناء الصيام.

ويجب أن يتزامن تخزين حليب الأم مع الحصول على العناصر الغذائية المناسبة والسوائل خلال الفترة بين الفطور والسحور، تساعد هذه الطريقة باستخراج لبن الثدي للرضاعة في أفضل وقت عندما يكون جسم الأم متوازناً بالرطوبة والعناصر الغذائية خارج وقت الصيام، إلى جانب تخفيف عبء الرضاعة خلال فترة الصيام.

  • عمر الطفل أقل من ستة أشهر: يؤثر الصيام على الرضاعة الطبيعية وتغذية الرضيع بشكل مباشر إذا كان عمره تحت 6 شهور، لأن الطفل في هذه الحالة لا يحصل على أي مصدر آخر للغذاء، وقد تشعر المرضع مع الصيام بالتعب العام والإرهاق والدوار والغثيان، ويجب على الأم أن تستشير الطبيب إذا شعرت أنها غير قادرة على الصيام مع الرضاعة وبإمكانها أن تفطر.
  • عمر الطفل بين ستة أشهر وسنة: يقل تأثير الصيام على الرضاعة الطبيعية إذا كان عمر الطفل فوق 6 شهور، حيث يستطيع الطفل في هذا العمر شرب الماء والحصول على عدد كبير من الأطعمة العادية التي تعوضه عن حليب الأم، ويمكن أن تستمر الأم بالإرضاع في رمضان مع الصيام ما دام الطفل يقبل الطعام العادي وتظهر عليه علامات الشبع، وعلى الأم المرضع التي تصوم في رمضان مراقبة وزن طفلها لتتأكد أنه يحصل على كفايته من الطعام، وينصح بتجنب الحليب الصناعي ما دامت الأم قادرة على الإرضاع.
  • عمر طفل فوق السنة: غالباً في هذا العمر يكون الطفل قد استقل نوعاً ما بغذائه عن أمه وبدأ بتناول الحليب العادي والعديد من المصادر الغذائية المهمة للطفل لذلك يمكن للأم أن تصوم دون أن تتأثر هي أو طفلها.
  1. نقص وزن طفل: من أهم العلامات التي يجب مراقبتها مع الرضاعة الطبيعية في رمضان تطور وزن الطفل، ويجب على الأم أن تستشير الطبيب في حال لاحت تباطؤ في زيادة وزن الطفل أو نقصاً في وزنه، في الحالة الطبيعية يجب أن يزيد وزن الطفل خلال الشهور الستة الأولى من عمره بمعدل 150 غرام أسبوعياً، وبين الست أشهر والسنة بمعدل 100 غرام في الأسبوع، وبعد السنة يجب أن يزيد بمعدل 150 غرام كل شهر تقريباً.
  2. الإمساك الشديد عن الرضيع: قد يتعرض الطفل في حال صيام الأم إلى نقص بالعناصر الغذائية الأساسية ونقص في السوائل خصوصاً إذا كان تحت 6 شهور، ما يعرضه لإمساك شديد أو تغير ملحوظ في لون البول والبراز، وفي حالات أخرى تكتشف الأم تأثير الصيام على صحة الطفل من ندرة التبول عند الطفل، وهو ما يجب أن تعالجه مباشرة بإعادة تغذية الطفل بشكل جيد.
  3. عصبية الرضيع: من الآثار السلبية للصيام على الرضاعة الطبيعية والطفل هو تأثيره على سلوك الطفل وعصبيته، ويحدث هذا الأثر نتيجة عدم شعور الطفل بالشبع على الرغم من طول فترة الإرضاع عن الفترة قبل رمضان، فمثلاً قبل رمضان إن كان الطفل يشبع من الرضاعة لمدة ثلث ساعة متواصلة دون بكاء، ثم يستسلم بعدها للنوم أو اللعب، بعد صيام الأم قد يبقى الطفل لأكثر من نصف ساعة وهو يحاول ويحاول إخراج الحليب من الثدي دون فائدة فيبكي كثيراً لأنه لا يشعر بالشبع.
  4. نقص مناعة الطفل: في الرضاعة الطبيعية تنتقل الأجسام المضادة المقوية للمناعة من الأم لطفلها من خلال الحليب، وعندما تصوم الأم المرضع وطفلها تحت 6 شهور، قد ينقص حليبها وتضطر لإدخال الحليب الصناعي وما شابه لتغذية الطفل، وهو ما يعرضه للأمراض نتيجة الإصابة بعوامل ممرضة بسيطة، يكون محمي منها لو كان مصدر غذائه الرئيسي هو حليب الأم.
  5.  تباطؤ نمو الطفل: من الآثار المحتملة للصيام في رمضان على الرضاعة الطبيعية أنه قد يسبب تباطؤ أو تأخر نمو الطفل بسبب عدم حصوله على ما يكفيه من العناصر الغذائية الضرورية للنمو، ويؤثر ذلك بشكل سلبي على تطور أجهزة الطفل وقدراته الحركية والذهنية. [4]

في حال كان الطفل يعتمد على مصادر غذائية غير حليب الثدي، وضمان عدم ضرر الطفل من صيام أمه، يمكن للأم أن تصوم مع الحرص على زيادة إدرار حليبها في شهر رمضان، وذلك عن طريق:

  1. الإكثار من شرب السوائل: لكي يصنع جسم الأم الحليب يحتاج لكميات كبيرة من المياه والسوائل وهو ما ينقصها في رمضان، لذلك يجب عليها الإكثار من شرب السوائل وتعويض الماء بين الإفطار والسحور، للحفاظ على إدرار حليبها، فيمكنها تناول المياه بمعدل كأس في كل ساعة أو زيادة تناول العصائر الطبيعية وعصائر الفاكهة والحليب لتقلل من تأثير الصيام على الرضاعة في رمضان.
  2. تناول ما يزيد من إدرار الحليب: العديد من المواد الغذائية تزيد من إدرار الحليب والتي يمكن للأم تناولها لزيادة إدرار اللبن في رمضان، مثل الفواكه المجففة والتمر والحلبة والشوفان والمكسرات.
  3. تناول وجبات خفيفة بين الإفطار والسحور: من المهم ألا تكتفي الأم المرضعة في رمضان بوجبتي الإفطار والسحور فقط، حيث يجب أن تتناول وجبات صغيرة بينهما كي لا يؤثر الصيام على رضاعة الطفل، ويجب أن تكون الوجبات غنية ومفيدة للأم وطفلها وتحتوي العديد من الفيتامينات والمعادن والعناصر التي تدخل بتصنيع حليب الثدي.
  4. الحفاظ على برودة الجسم والرطوبة: الرضاعة والصيام في رمضان يسببان للأم جفاف بنسبة كبيرة، لذلك من المهم لإدرار الحليب أن تحافظ على برودة وترطيب جسمها، من خلال الحصول على الكمية الكافية من السوائل والماء خلال فترة الإفطار، والحفاظ على برودة الجسم خلال النها وخاصة في الأيام الحارة.
  5. تناول المكملات الغذائية للرضاعة: عادةً ما يوصف الأطباء المكملات الغذائية للأم خلال فترة الرضاعة في رمضان وخارج أيام رمضان، حيث تحتاج الأم في هذه الفترة لعناصر غذائية مضاعفة لتغذية جسدها وجسد طفلها معاً، فيجب أن تحرص على تناول فيتامين C وفيتامين D والكالسيوم والحديد وغيرها من المكملات التي توصف من قبل الطبيب.
  6. تجنب الملح في الطعام: الملح له دور في التأثير السلبي على سوائل الجسم، لذلك يجب أن تتجنب الأم الطعام المالح خلال فترة الرضاعة في رمضان، تجنباً للعطش والجفاف بالدرجة الأولى، وكي لا يمر الملح عبر حليب الأم للطفل.
  7. تجنب الحلويات: للحلويات في رمضان دور بسد الشهية عن الطعام الصحي من جهة وعدم احتوائها على عناصر غذائية مهمة من جهة أخرى، لذلك يجب على الأم المرضع أن تتجنب تناول الحلويات الدسمة في رمضان وتناول عوضاً عنها الفواكه التي تحتوي الفيتامينات والمعادن ونسبة سوائل عالية كالفراولة والبطيخ والموز وغيرها.
  8. عدم الإكثار من المنبهات: المنبهات بأنواعها كالقهوة والشاي وغيرها لها دور مدر للبول يعمل على خسارة الأم المرضع للسوائل وإصابتها بالجفاف، لذلك يجب تجنب الإكثار منها مع الرضاعة الطبيعية والصيام في رمضان. [3-4]

تحتاج الرضاعة والصيام في رمضان لجدول غذائي صحي غني بالعناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن والسوائل والألياف، لتعويض العناصر التي تفقدها الأم خلال فترة الصيام، حيث تحتاج الأم المرضع في رمضان 500 سعرة حرارية زائدة عن حاجتها الأساسية من غير الإرضاع، وهنا مثال بسيط عن الجدول الغذائي للرضاعة خلال الشهر الفضيل:

الوجبة الرمضانية

الحاجة الغذائية للمرضع

مصادر التغذية

وجبة الإفطار

وجبة خفيفة لتجنب الاضطرابات الهضمية فيجب أن تكون غنية بالسوائل والكربوهيدرات، ومنتجات الكالسيوم والحديد والفيتامينات.

5 حبات من التمر وكوب من الحليب مع الحرص على تناول كوب من المياه في كل ساعة بما يقارب 2،5 إلى 3 ليتر يومياً، مع طبق من الشوربة سواء كانت خضار أو دجاج أو العدس لتعويض السوائل وتحفيز المعدة على الهضم، مع طبق من السلطة ومصدر الكربوهيدرات يكون باستا أو بطاطا أو أرز.

وجبة العشاء

بعد تحفيز المعدة وتنشيطها يجب أخذ وجبة تحوي بروتينات وفيتامينات ومعادن.

الدجاج أو اللحم أو السمك مع الخضار أو طبق من السلطة الغنية بالعناصر الغذائية.

وجبة السحور

بروتينات مع منتجات الألبان ومصادر الكالسيوم والمعادن للمحافظة على إدرار الحليب خلال الصيام.

البيض أو الفول مع الجبن واللبن الزبادي وخمس حبات من التمر والماء.

وجبات خفيفة

لتعويض السوائل والفيتامينات والمعادن المهمة لإدرار الحليب.

كوكتيل الحليب والفاكهة، يمكن أن تضيف عليه المكسرات والعسل أو عصائر الفواكه الطازجة، كعصير البرتقال، أو الشوفان مع الزبادي.

الرضاعة الطبيعية في رمضان قد تكون سبباً لخسارة بعض الوزن، حيث تنحف الرضاعة في رمضان نتيجة التأثير الطبيعي للرضاعة الطبيعية على وزن الأم، مترافقاً مع تأثير الصيام على الوزن والامتناع عن الطعام لفترة طويلة، وعلى الأم المرضع في رمضان أن تراقب وزنها ووزن الرضيع باستمرار، مع مراقبة علامات نقص التغذية وفقر الدم.

نقص أو انخفاض وزن الأم المرضع في رمضان قد لا يكون أمراً خطيراً ما دام ضمن الحدود الطبيعية ولا يؤثر على صحتها، لكن الخطير هو نقص وزن الطفل الرضيع المتزامن مع صيام الأم في رمضان، ويعتبر نزول وزن الرضيع في رمضان من الأسباب التي يجب أن تدفع الأم للإفطار وتعويض طفلها بالسرعة الممكنة.

هل يجوز الإفطار في رمضان بعذر الرضاعة الطبيعية؟ حكم الإفطار في رمضان للأم المرضع أنه جائز في حال خافت على نفسها أو طفلها ولم تكن قادرة على الصيام والإرضاع معاً، وذلك باتفاق المذاهب الأربعة، ويتوجب عليها القضاء وتعويض الأيام التي أفطرت بها، أما في حال كانت بصحة جيدة هي وطفلها فعليها الصيام.

وعند بعض المذاهب يجب على الأم التي تفطر في يوم رمضان بعذر الرضاعة الطبيعية دفع فدية إفطار رمضان أو الكفارة الصغرى مع قضاء الأيام التي أفطرتها، والفدية تكون إطعام مسكينٍ عن كلِّ يومٍ أفطرته في رمضان، فيما أوجبت مذاهب أخرى القضاء ولم توجب الفدية.
اقرئي أكثر عن أحكام كفارة الفطر في رمضان ومتى يجب دفع الكفارة والقضاء أو القضاء دون كفارة، من خلال النقر على هذا الرابط.

والحالات التي يجوز معها إفطار الأم في رمضان بسبب الرضاعة الطبيعية:

  • يجوز للأم الإفطار في يوم رمضان بعذر الرضاعة الطبيعية إذا خافت على طفلها واستشعرت أن صيامها يؤثر على صحته ونموه.
  • إذا خافت الأم على نفسها لأن جسدها ضعيف ولا يحتمل الصيام والرضاعة في رمضان معاً.
  • إذا أصاب الأم المرضع مرضٌ أو مكروه يزيد من مشقّة الصيام والرضاعة في رمضان.
  • إذا كان حليب الأم ضعيفاً وخافت عليه من الجفاف بسبب الصيام في رمضان.
  • إذا كان الطفل الرضيع مريضاً وخشيت الأم أن يؤثر صيامها عليه ويؤخر شفاءه أو يزيد من مرضه. [1-7-6]

المراجع