كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ وكيف أعاقبه؟

كيف أعاقب ابني المراهق إذا أخطأ! تعرفوا إلى كيفية التعامل مع المراهقين عندما يخطئون والطريقة الصحيحة للعقاب
كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ وكيف أعاقبه؟

كيف أتعامل مع ابني المراهق إذا أخطأ وكيف أعاقبه؟

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

التغيرات النفسية والعاطفية التي يمر بها المراهقون تحتّم على الأهل تغيير طريقة تعاملهم مع أبنائهم، فطريقة العقاب وتعديل السلوك وحتى المكافأة التي تصلح للأطفال وتكون فعالة معهم، غالباً ما تفقد فاعليتها مع المراهقين، لذلك يجب على الأهل إدراك ما يمرّ به المراهق وكيفية التعامل معه عندما يخطئ.

أهم خطوة في التعامل مع المراهق عندما يخطأ أن يفهم الأهل دوافعه لارتكاب هذا الخطأ، فالمراهق يحاول اكتشاف عالم الكبار لأول مرة وخوض تجارب جديدة كانت ممنوعة أو ما تزال، كما يحاول إثبات ذاته من خلال بعض السلوكيات الخاطئة، وإشباع دوافع المراهق بطريقة مختلفة هو أفضل طريقة للتعامل معه عندما يخطئ:

  1. الحديث مع ابنك بشكل ودّي: يحتاج المراهق إلى أن يشعر بأنك تدعمه وتحبه مهما كانت الأخطاء التي يرتكبها، لذلك يجب التحدث إليه بشكل ودي وعرض الأمور بطريقة تبعث على الإيجابية وتجنب الحدة في الكثير من المواقف لتجنب المجابهة معه.
  2. عرض الأمور بطريقة واضحة: يجب أن تعرض على ابنك المراهق الأمور بطريقة واضحة ومحددة عندما يخطئ، بحيث يفهم الخطأ الذي ارتكبه وما هي العواقب التي سيتعرض لها نتيجة هذا الخطأ، وتدفعه للتفكير بالطريقة الصحيحة لتجنب الخطأ وفي حال أخطأ كيف عليه التصرف بشكل مستقل.
  3. استمع إليه لتفهم وجهة نظره ودوافعه: غالباً ينظر المراهق للأمور بطريقة مختلفة ما قد يجعله متسرعاً أحياناً، لذلك يجب أن تستمع إلى وجهة نظر ابنك المراهق وتفهم ما يفكر فيه وما يشعر به، يمكن لذلك أن يجعله يشعر بالأمان والتفهم كما سيساعدك على فهم دوافعه ومشاعره والعمل على إشباعها بطريقة مختلفة.
  4. التحدث عن العواقب السلبية: قد لا يعي المراهق نتيجة تصرفاته، لذا من الضروري التحدث عن العواقب التي قد تنتج عن السلوك الذي ارتكبه وليس فقط التأنيب والعقاب، ويجب أن يدرك أنّك لا تعاقبه كرهاً أو رفضاً له وإنما لتجنبه وتجنب الآخرين هذه العواقب.
  5. تشجيعه على تقديم اعتذار وإصلاح الضرر: شجّع ابنك المراهق على الاعتذار إذا كان هناك ضرر قد لحق بأي شخص، والعمل على إصلاح هذا الضرر بأي طريقة ممكنة سواءً بالاعتذار أو تصحيح الموقف أو التعويض المالي من مصروفه، يساعد ذلك على تعليم ابنك المراهق المسؤولية والتصرف بطريقة أكثر انضباطاً.
  6. تجنب بعقوبات قاسية وغير ملائمة: يجب تجنب العقوبات القاسية وغير الملائمة، فهذا سيزيد من انفعاله، والتركيز على التعليم والتوجيه بدلاً من ذلك، وعندما تقرر عقوبة، يجب أن تكون متناسبة مع الخطأ الذي ارتكبه ابنك المراهق وعمره.
  7. إشباع دوافع المراهق بطريقة مختلفة: وهي الخطوة الأهم في التعامل مع المراهق عندما يخطئ، فالسلوك الخاطئ ينبع من دوافع معينة مثل الفضول أو إثبات الذات أو الحاجات العاطفية أو الجنسية، ولا يمكن تعديل سلوك المراهق ومنعه عن الخطأ دون فهم هذه الدوافع ومحاولة إشباعها بطرق أخرى مشروعة إن جاز التعبير.
  8. وضع حدود ثابتة وواضحة: يجب وضع حدود واضحة ومحددة للسلوكيات غير المقبولة والتأكيد عليها بشكل مستمر، ويجب أن تكون هذه الحدود متسقة ومنطقية وتلائم السن والمرحلة العمرية للمراهق، مع التأكيد دائماً على تجنب التهديد إذا كنت غير قادراً على القيام به، وتجنّب الترهيب دون عقوبة فعلية عندما يقع الخطأ.
animate

يجب اختيار عقوبة متناسبة مع عمر المراهق عندما يخطأ وأن تكون بناءة وتحفيزية للتغيير الإيجابي، كما يجب مبنيّة على إدراك المراهق المسبق للسلوك الجيد والسلوك المرفوض، فلا تلم المراهقة على الخطأ إن لم تكن قد علمته مسبقاً كيفية التمييز بين الخطأ والصواب! وبكل تأكيد معاقبة المراهق على الخطأ يجب أن تكون بعيدةً عن العنف الجسدي والنفسي، مع مراعات بعض النقاط:

  1. تحديد الخطأ والاعتراف به: قبل معاقبة المراهق على الخطأ لا بد من تحديد الخطأ ووصفه ودفع المراهق للاعتراف به، كثير من الأفعال التي يقوم بها المراهقون لا ينظرون إليها باعتبارها أخطاءً تستحق العقوبة، لذلك ننصح بإقناع المراهق أولاً أنه ارتكب فعلاً غير مقبول والاعتراف بخطئه ثم الانتقال إلى العقوبة.
  2. إلغاء الامتيازات: يمكن عقاب المراهق بسحب بعض الامتيازات التي كان يتمتع بها لفترة ريثما يعود لرشده، على سبيل المثال، حرمان من استخدام الهاتف المحمول أو الخروج من المنزل أو حرمانه من المصروف، لكن تجنّب الجمع بين حرمانين! وتجنّب الحرمان المفتوح بل يجب أن يكون الحرمان لمدّة معلومة والتزم بها.
  3. دفعه للاعتذار: عندما يكون الخطأ بحق الآخرين وليس مجرد سلوكٍ مرفوض، يجب دفع المراهق للاعتذار، وتغليظ العقوبات عليه عندما يرفض الاعتذار، مع التأكيد والتوعية أن الاعتذار ليس جزءاً من العقوبة بل هو واجب على من أخطأ، ورفض الاعتذار خطأ جديد يستحق العقوبة.
  4. إجبار المراهق على إصلاح الأمر: عندما يتسبب الخطأ الذي يرتكبه المراهق بخسائر للأهل أو للآخرين، يجب إجبار المراهق على تعويض هذه الخسائر، سواء الخسائر المادية كأن يأخذ السيارة دون علمك ويحدث ضرر لها، أو الخسائر المعنوية التي يعوّض عنها بالاعتذار أو تقديم هدية للمتضرر من مصروفه الشخصي. [3]
  5. التواصل بعد العقوبة: من الأفضل أن يشعر المراهق ببعض النبذ بدون مبالغة خلال فترة العقوبة، لكن لا بد من التواصل معه بشكل قوي بعد العقوبة، وإعادة الكلام حول الخطأ وتأثيره ولماذا تعرض للعقوبة، وأخذ وعدٍ منه بعدم تكرار هذا الخطأ، مع مناقشة الطريقة التي يمكن فيها أن يعوّض أو يشبع بعض رغباته ودوافع دون أن يرتكب أخطاء جديدة.
  1. استمع له باهتمام وصبر: يحتاج التعامل مع المراهق للكثير من الصبر والحكمة، فيجب أن تتحلى بالصبر والاستماع الفعال لابنك المراهق دون ملل، وذلك من خلال تحفيزه على التحدث عن مشاكله واهتماماته، ومشاركته في بعضها، ما يحسن التواصل بينكما ويجعلك قادراً على معرفة ما يفكر به، وبالتالي قدرتك على إقناعه بكلامك ورأيك.
  2. أشعره بالأمان والراحة: يجب أن تتواصل مع ابنك بشكل واضح وصريح وباستمرار، وتوضح له أنك تهتم بمصلحته وسعادته، ويمكنك مساعدته متى احتاج لك، ليشعر بالراحة ويصارحك بجميع تفاصيله ويستمع للنصائح التي تقدمها له، وينظر لكلامك على أنه نصيحة من صديق أكثر من كونه أوامراً صارمة.
  3. لا تنزعج من ردِّ فعله: يجب المراهقون يميلون إلى التعبير عن أنفسهم بردود فعل شديدة ومتقلبة فلا تأخذ هذه الردود على محمل شخصي، وإنما تعامل معها على أنها طبيعة نفسية مرتبطة بمرحلة عمرية، وهنا سوف يرى المراهق أنك أقرب إليه ويمكن أن يسمع كلامك بشكل أفضل.
  4. أظهر له احترام آرائه: يحتاج المراهق للشعور بذاته، لذا يجب أن تظهر لابنك المراهق احترامك له وتقديرك لآرائه، وذلك من خلال الاستماع إليه وتحفيزه على التعبير عن آرائه، ومشاركته ببعض القرارات المتعلقة بأمور المنزل، فهذا لا يجعل فقط علاقتك به جيدة، بل أيضاً يساعد في تكوين شخصية قادرة على اتخاذ القرارات الصائبة، ويجعله ينظر للموضوع أنك تحترمه فبالتالي يجب عليه احترام واحترام كلامك وسماعه.
  5. اعثر على نقاط الاتفاق: صراع الأجيال هو أكثر ما يعرض ابنك المراهق للخطأ والخلاف معك، فيجب أن تحاول العثور على نقاط الاتفاق بينك وبين ابنك المراهق، وتركز على هذه النقاط لتحقيق التواصل الفعال بينكما، وبالتالي تصبح الفرص أفضل ليكون كلامك مسموع لديه أكثر.
  6. لا تضغط على ابنك المراهق: يرغب المراهق بالشعور بالاستقلالية والثقة واتخاذ قراراته الخاصة بنفسه، فيجب أن تتجنب الضغط على ابنك المراهق وعدم إجباره على القيام بأشياء لا يريدها، فهذا قد يؤدي إلى تقليل مدى استجابته لك وسماعه لكلامك.
  7. كن صديقاً له: لتجعل ابنك المراهق يسمع كلامك يجب أن يشعر أنك أقرب إليه وكأنّك صديقه، سيساعدك على ذلك أن تأخذه معك بشكلٍ اختياري في بعض المشاوير أو إلى السوق أو حتى لمقابلة صديق آخر، كما يجب أن تقوم بتطوير أسلوب الكلام معه بتغيير أسلوب الكلام مع طفل صغير. [2]
  1. الرغبة بإثبات الذات: الكثير من تصرفات المراهقين الخاطئة عادةً ما تنتج عن رغبتهم في إثبات ذاتهم، فهذه الرغبة هي ما قد يدفهم للتهور لإبراز قدراتهم أو تحدي أهلهم لإثبات الاستقلالية، أو القيام بأشياء لتقليد الكبار مثل التدخين وشرب الكحول وغيرها.
  2. الاندفاع العاطفي: أغلب أفكار المراهقين تتميز بالاندفاع العاطفي وخاصة الحصول على علاقة عاطفية، وما قد يصاحب ذلك من أخطاء بسبب التصرفات المتهورة وغيرة المدروسة، بالإضافة لزيادة التأثر العاطفي بمشاعر الغضب أو الحزن أو حتى السعادة والحماس.
  3. التغيرات الهرمونية: يواجه المراهقون تغيرات هرمونية كبيرة أثناء فترة المراهقة، ما يؤثر على مزاجهم وسلوكهم، وقد تؤدي هذه التغيرات إلى الشعور بعدم الاستقرار العاطفي والنفسي، وبالتالي يمكن أن تؤثر على اتخاذ القرارات الصحيحة وارتكاب الكثير من الأخطاء.
  4. قلة الخبرة: لا يتمتع المراهق بخبرة حياتية كافية للتعامل بشكل صحيح، ما يؤثر على قدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة، فعندما يواجهون مواقف جديدة لم يسبق لهم التعامل معها من قبل، يكون من الصعب عليهم تقييم الخيارات المتاحة واتخاذ القرار الأفضل.
  5. الضغوط النفسية: قد يواجه المراهقون ضغوطًا نفسية من العائلة أو الأصدقاء أو المدرسة أو المجتمع، وهذا يمكن أن يؤثر على اتخاذهم للقرارات الصحيحة، فقد يشعرون بالضغوط لتحقيق النجاح الدراسي أو الاجتماعي أو الرياضي، ما قد يدفعهم إلى بعض التصرفات الخاطئة.
  6. الاعتماد على التكنولوجيا: يعتبر الاعتماد على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي كوسائل ترفيهية وتواصلية مهمة في حياة المراهقين في يومنا هذا، ولكن يمكن أن يؤثر استخدامهم لهذه الوسائل بشكل سلبي على قدرتهم على التركيز والتحصيل الدراسي والتفاعل الاجتماعي، وقد يقعون في بعض المشاكل نتيجة ما يرونه على هذه المواقع.

المراجع