متى يتعلم الطفل القراءة وكيف أعلم طفلي القراءة بسرعة؟

كيف أعلم الطفلي القراءة بسرعة! تعرفي إلى أهمية تعليم الطفل القراءة وكيفية تعليم القراءة للأطفال بشكل صحيح
متى يتعلم الطفل القراءة وكيف أعلم طفلي القراءة بسرعة؟

متى يتعلم الطفل القراءة وكيف أعلم طفلي القراءة بسرعة؟

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعليم الأطفال القراءة من المراحل المهمة في رحلة التعلّم، وكلّما تمكن الأهل من تنمية وتطوير المهارات اللغوية عند الطفل في مرحلة مبكّرة انعكس ذلك على أداء الطفل الأكاديمي وجعله أكثر قابلية للتعامل في عمر مبكّر مع التعليم ما قبل المدرسي والتعليم المدرسي المبكّر، نتعرف في هذا المقال إلى مراحل تعليم الطفل القراءة وأهم النصائح والخطوات لتعلم القراءة للأطفال.

متى أبدأ بتعليم طفلي القراءة؟ معظم الأطفال يبدؤون بتعلّم القراءة بين سن الرابعة والسابعة، ويمكن البدء بتعليم الطفل القراءة مع تطور مهارات اللغة والنطق لديه في عمر 3 سنوات من خلال تعليمه أشكال وأصوات الحروف دون المبالغة بالضغط عليه لتعلّم القراءة في هذا العمر.

تختلف قدرة الأطفال على الاستجابة لتعلم القراءة من طفل لآخر، بعض الأطفال يظهرون مهارة مميزة في عمر صغير بحفظ أشكال الحروف وأصواتها وإدراك الروابط بينها التي تشكّل الكلمات، فيما يظل أطفال آخرون في النطاق الطبيعي بين 4 و7سنوات، ويتأخر بعض الأطفال في تطوير المهارات اللغوية ومنها القراءة لوقت أطول.

ويجب على الأهل مراقبة تطور مهارات الطفل اللغوية بشكلٍ جيد اعتباراً من سن الثالثة، والتي تتضمن المهارات اللفظية ومهارات استخدام الكلمات والجمل والتعبير، والتي تعتبر مهارات أساسية لتعلّم القراءة والكتابة، وتساعد هذه المراقبة على طلب الاستشارة المبكّرة لتقييم صعوبات التعلّم عند الطفل ومنها صعوبة القراءة.

animate

يمر تعليم القراءة للأطفال بمراحل متتالية ومرتّبة في أغلب الحالات، تبدأ من تعليم الطفل أشكال الحروف وأسمائها وأصواتها، ثم تعليم الطفل تهجئة الحروف المجتمعة والقراءة الصوتية، وصولاً إلى تعليم القراءة المركّبة الذي يتضمن فهماً لمعاني الجمل المركّبة، وغالباً ما تتزامن هذه المراحل مع تعليم الكتابة أيضاً:

  1. مرحلة تعليم أشكال الحروف وأسمائها: أولى مراحل تعليم القراءة للأطفال هي تعليمهم أسماء الحروف من خلال الربط بين اسم الحرف وشكله، وبعض المناهج تعتمد على تحفيظ الأطفال أسماء الحروف وشكلها كمرحلة أولى (باء - ب)، فيما تعتمد مناهج أخرى على تعليم صوت الحرف وطرق نطقه المختلفة في نفس المرحلة (باء - ب- با- بو- بي).
  2. مرحلة تعليم أصوات الحروف: في هذه المرحلة يتعلم الطفل قراءة صوت كل حرف مع التركيز على الطريقة الصحيحة للفظه، والأشكال المختلفة للفظ نفس الحرف (الحركات والأحرف الصوتية)، وإذا كان عمر الطفل واستيعابه مناسباً يمكن أيضاً في هذه المرحلة أن يتعرف الطفل إلى أشكال كتابة الحرف المختلفة حسب موضعها من الكلمة.
  3. مرحلة تعليم القراءة الصوتية: بعد تعلم الحروف والأصوات يبدأ الطفل بتعلّم القراءة الصوتية، ويتم في هذه المرحلة تعليم الأطفال كيفية تمييز الحروف والأصوات في الكلمات وتحديد الصوت الذي يمثلها، من خلال ربط كل حرف بكلمة تتضمن هذا الحرف في بدايتها أولاً، ثم في وسطها أو آخرها، مثلاً: (ألف- أرنب، باء- بابا).
  4. مرحلة تعليم القراءة التركيبية (التهجئة): يتعلم الأطفال في هذه المرحلة المتقدمة كيفية تركيب الكلمات من خلال الجمع بين أصوات الحروف أو ما يعرف بالتهجئة، حيث يبدأ الطفل في هذه المرحلة بإدراك أن الكلمة نتيجة اجتماع صوتين أو أكثر من الأصوات التي تعلمها سابقاً، مثلاً كلمة أرنب يتم تفكيكها صوتياً إلى حروف مع التشكيل.
  5. مرحلة التدريب والممارسة: عندما يتمكّن الطفل من قراءة الكلمات البسيطة عبر تهجئة الأصوات، يصبح الأمر معتمداً على الممارسة ورفع المستوى بشكلٍ تدريجي، مع مراعاة أهمية تدريب الطفل على تأثير الحركات في اللغة العربية والأحرف الصوتية في لغات أخرى.
  6. مرحلة تعليم القراءة النقدية: في هذه المرحلة يتعلم الأطفال كيفية تحليل النص وفهم المعنى العام منه وربما إيجاد الأخطاء التي قد تكون فيه والإجابة على الأسئلة المتعلقة به، وهي المرحلة الأخيرة في تعلم القراءة والتي غالباً ما تطور بشكل متزامن مع مراحل تعليم القراءة الأولى وتتبلور حتى تصل إلى الصورة المتقدمة من الوعي بالمعاني.
  1. البدء مبكّراً بتعليم الحروف: تعليم الحروف للأطفال يجب أن يبدأ مبكّراً مع بداية تطوّر اللفظ والنطق عند الطفل، لكن تعليم الحروف للأطفال بين سن 3 و5 سنوات يجب أن يراعي عمر الطفل وتطوّر مهاراته وأن التعليم في هذه السن يعتمد على المتعة واللعب بشكلٍ أساسي مع تجنّب الضغط على الطفل.
  2. استعمال وسائل ممتعة وجذابة: يعتمد التعليم المبكر للقراءة للأطفال على اختيار الوسائل المناسبة الممتعة والجذابة، مثل البطاقات المصوّرة والأغاني والألعاب والصور الملوّنة والمجسّمات، هذه الوسائل تساهم بشكّلٍ كبير في تفاعل الطفل مع ما يتعلمه.
  3. القراءة بصوت عالٍ وبإيقاع بطيء: عملية القراءة بصوت عالي تزيد التركيز لدى الطفل وتجعله يسمع كيفية لفظ الحروف والكلمات وما الأخطاء التي قد يتعرض لها، ومع تطور فهم الطفل للحروف والتهجئة يمكن مشاركته في القراءة بصوت مرتفع بسرعة مناسبة.
  4. استخدام الوسائل التفاعلية: من الأشياء المفيدة جداً في تعلم القراءة للطفل استخدام القصص والأدوات التفاعلية، حيث يتمكن الطفل من التفاعل مع القصة والنصوص من خلال النقر على الكلمات والصور والرسوم، وذلك باستخدام تطبيقات الهاتف أو اللوحات الناطقة المخصصة للأطفال.
  5. استخدام الألعاب: الألعاب بالنسبة للأطفال هي الحافز الدائم، واستغلال الألعاب التي يحبها الطفل في تعليمه القراءة لها دور كبير في تعلمه السريع، ولتحقيق ذلك يمكن استخدام الألعاب المخصصة لتعلم القراءة والمناسبة لعمر الطفل من جهة، ومن جهة أخرى يمكن ابتكار ألعاب بالاتفاق مع الطفل.
  6. التحفيز والثناء: من أهم تقنيات تعليم الطفل القراءة أن يشعر بالتحفيز من خلال الثناء والمكافئة عندما يتقن لفظ حرفٍ جديد أو يحقق تقدماً، بشرط ألّا تتحول المكافآت إلى رشوة، مع ضرورة تجنب العقوبات أثناء تعليم الطفل القراءة، فعندما لا يستجيب الطفل اعلم أن المشكلة في الأسلوب أو أن الطفل يعاني من إحدى صعوبات التعلم ويحتاج لأسلوب خاص!
  7. تحديد وقت للقراءة: من الأفضل تحديد وقت مخصص للقراءة بشكل يومي للطفل، حتى يعتاد الالتزام بهذا الوقت ويترك أي أشياء يمكن أن تشغله وتشتت تركيزه، فيتأقلم الطفل مع القراءة ويجد فيها مهمة ممتعة فيتقبل تعلمها بشكل بسيط.

التهجئة هي المرحلة الثالثة والأهم من تعليم الأطفال القراءة، بعد أن يتعلم الطفل أشكال الحروف وأصواتها ويحفظها، ويكتسب القدرة على تمييز الحروف داخل الكلمات ومعرفة الكلمة التي تبدأ بحرف معين أو تحتوي عليه، يبدأ تعليم الطفل كيفية تفكيك الكلمة إلى الحروف التي تكوّنها صوتياً وإعادة تركيبها، وهي عملية التهجئة التي تسير بالطريقة التالية:

  1. الاستماع والتكرار: لتعليم التهجئة للطفل بداية يجب اتباع طريقة الاستماع والتكرار لكل حرف وكلمة، حيث تتم قراءة الكلمات بصوت عالٍ وبإيقاع بطيء حتى يتمكّن الطفل من التقاط أصوات الحروف بشكلٍ واضح، ثم تكرار لفظ كل صوت على حدة واجتماع كل صوتين ثم كل ثلاثة أصوات... هذا يرسخ في فكر الطفل اللفظ الصحيح وكيفية نطق الكلمة كاملة والمقاطع التي تتكون منها.
  2. تدريب الطفل على البحث عن الحروف: من الوسائل الفعالة في تعليم التهجئة والقراءة تدريب الطفل أن يبحث عن حرف معين، في البداية يتم الاعتماد على كلمات تبدأ بنفس الحرف (بيت- باب- بابا- بالون...) ثم إدخال كلمات لا تحتوي على الحرف ومساعدة الطفل لاستبعادها أو اختيار الكلمات التي تحتوي على الحرف (بيت- كأس- بابا- دمية...) مع رفع المستوى تدريجياً.
  3. استخدام الصور: الصور التوضيحية طريقة جيدة جداً في تعلم التهجئة للطفل، فيمكن عرض صور لكل حرف وبكافة أشكاله وإعطاء اسم لهذه الصور حسب الحرف، ثم عرض صور تحتوي على كلمات ورسومات فيها كتابة الكلمة وعرض كيف يكون شكلها مثل اسم حيوان معين أو أداة معينة، وأيضاً جعل الطفل يحفظ هذه الصورة مع الكلمة المرتبطة بها هذه العملية تعطي الطفل فكرة عن أشكال الكلمات والحروف.
  4. تعليم الكلمات بالتدريج: يفضل أن يتعلم الطفل تهجئة الكلمات بالتدريج في الصعوبة، حيث يتم تعليمه الكلمات البسيطة أولاً، ثم الانتقال إلى الكلمات الأكثر تعقيداً، وهذا حتى يتدرب على نطق الكلمة كاملة ولا يتشتت خلال عملية التهجئة وتحليل الحروف التي تتكون منها الكلمة.
  5. الممارسة اليومية لمحاولات القراءة: الممارسة اليومية المستمرة لعملة التهجئة أمر في غالية الأهمية في تعليم القراءة للأطفال، فالممارسة المستمرة للتهجئة ومحاولات القراءة تسهّل انتقال العمليات الذهنية من الأسلوب الذي يحتاج للتركيز والتذكر إلى الأسلوب التلقائي في التفكير، كما أن الانقطاع أو عدم التنظيم قد يسبب النسيان لما تعلمه الطفل.
  6. التهجئة لعبة وليست حصة مدرسية: أهم خطوات تعليم الطفل التهجئة والقراءة تصميم جلسات التدريب والتعليم على أنها لعبة وليست حصّة مدرسية، يجب أن يشعر الطفل بالتحدي والتحفيز والحماس والمتعة تماماً كما لو أنه يلعب لعبة هو اختارها، ولا يوجد مكان محدد لهذه اللعبة، يمكن ممارستها على اللافتات في الشوارع وغلاف كيس الحلوى وشارة نهاية المسلسل الكرتوني الذي يحبه.

بعد أن يتعلم الطفل أساسيات القراءة قد يواجه الطفل صعوبة في جعل الطفل يقرأ بسرعة، أو يتجاوز التهجئة إلى القراءة السريعة والتلقائية، وأهم النصائح لتعليم الطفل القراءة بسرعة:

  1. مراعاة عمر الطفل وقدراته: بالدرجة الأولى يجب أن يتفهّم الأهل أن القراءة السريعة والتلقائية تتطلب وصول الطفل إلى مستوى معين من النضج اللغوي والذهني، والضغط على الطفل قبل الوصول إلى هذا المستوى قد يكون له آثار عكسية ويسبب نفور الطفل وتعميق المشكلة.
  2. تحفيز الطفل على القراءة: يجب أن ترتبط القراءة عند الطفل بمحفزات إيجابية تجعله أكثر رغبةً بتطوير نفسه، والتحفيز لا يرتبط فقط بالثناء والمكافآت على الرغم من أهميتها، بل بوسائل أخرى مثل تحميل الطفل مسؤولية مرتبطة بالقراءة كالطلب منه أن يقرأ قائمة المشتريات أو تعليمات استخدام الدواء أو غير ذلك، ما يجعل القراءة مرتبطة لديه بمهمة فعّالة وإنجاز واقعي وعملي.
  3. مشاركة الطفل بالقراءة: أهم وسائل تعليم الطفل القراءة السريعة أن تكون القراءة تفاعلية، مثل مشاركة الطفل بقراءة القصص وتشجيعه على ممارسة القراءة بشكل منتظم من خلال التفاعل معه.
  4. تكرار النص نفسه أكثر من مرة: لتسريع القراءة عند الطفل يمكن الاعتماد على نص معين وتكراره أكثر من مرة، عندما يتعامل الطفل مع نصّ يعرفه سيكون أكثر قدرةً على تطوير مهارة القراءة السريعة، مع التأكّد أن الطفل لم يحفظ النص 100% ووصل لمرحلة ترديده من الذاكرة، عندما يصل إلى هذه المرحلة نقوم بتغيير النص.
  5. استعمال الكلمات ذات الحروف المتكررة: من وسائل تحسين قدرة الطفل على القراءة وضع قائمة من الجمل التي تتضمن كلماتٍ فيها حروف متكررة (تأتأة- سلسبيل- قلق...) تساعد هذه الكلمات على تحفيز دماغ الطفل وتعويده على القراءة بشكل أفضل، وإليك هذا السرّ؛ هذه الكلمات ممتعة للأطفال وتشبع الدعابة بالنسبة لهم!
  6. تحسين بيئة تعليم الطفل: أحد الأسباب التي تجعل الطفل غير قادر على القراءة السريعة أن تكون بيئة التعليم أو الممارسة بيئة مشحونة ومتوترة، وفي كثير من الأحيان يقود تقليل التوتر وتحسين بيئة التعليم إلى تجاوز الطفل لصعوبات القراءة وتحقيق تقدم سريع في القراءة السريعة والعفوية.

المراجع