تربية الطفل الوحيد وكيف تربي طفلك بدون أخوة

كيف أسعد طفلي الوحيد! تعرفي إلى مشاكل تربية الطفل الوحيد ونصائح تربوية للتعامل معه
تربية الطفل الوحيد وكيف تربي طفلك بدون أخوة

تربية الطفل الوحيد وكيف تربي طفلك بدون أخوة

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يميل الأزواج حول العالم اليوم لتقليل عدد الأبناء مقابل منحهم فرص أفضل في الحياة والحفاظ أيضاً على هامش من جودة الحياة للأهل، لكن يواجه معظم الأزواج الذين أتجبوا طفلاً واحداً مشاكل وصعوبات تربوية خاصة، تبدأ برغبة الطفل بوجود أخوة في حياته، ولا تنتهي عند التعلق الزائد ومشاعر الخوف والقلق المتبادلة وغيرها.

متلازمة الطفل الوحيد أو الطفل الواحد (بالإنجليزية: Only-Child Syndrome) هو مصطلح يشير إلى مجموعة من الصفات النمطية التي يمتلكها الطفل الوحيد والذي يتربى بين أبويه بدون وجود أخوة أو أخوات، وعلى الرغم أن الصورة النمطية للطفل الوحيد أنه أناني ومدلل وانطوائي، لكن الحقيقة أن الطفل الوحيد قد يمتلك مهارات إبداعية أكبر، ويمكن أن يعيش حياةً طبيعية بكل المقاييس بعيداً عن الصورة النمطية أو الذهنية.

animate

إسعاد الطفل الوحيد لا يختلف كثيراً عن إسعاد أي طفل، جميع الأطفال لديهم تقريباً نفس الميول والرغبات وتسعدهم نفس الأشياء، ولكن في حالة الطفل الوحيد يمكن التركيز أكثر على بعض الجوانب، التي تخرجه من وحدته وتشعره بالانتماء والمشاركة، ومن الأمور الجيدة في إسعاد الطفل الوحيد:

  1. قم بالزيارات عند الأقرباء الذين لديهم أطفال: يحتاج الطفل إلى التفاعل مع أطفال في مثل سنه يشاركونه الاهتمامات والأفكار والألعاب والرغبات، ومن الجيد اصطحاب الطفل الوحيد إلى الأقرباء والأصدقاء الذين لديهم أطفال بنفس العمر، لإتاحة الفرصة للطفل لتكوين علاقات تشبع لديه هذه الحاجة للتفاعل.
  2. دعه يخرج مع أصدقائه: لا تحرم الطفل الوحيد من الخروج مع الأصدقاء من منطلق الخوف عليه أو الواجبات الكثيرة، فهو يريد أن يشارك أطفال آخرين بالمتعة واللعب كونه محروم من هذا الحق، بعد أخذ احتياطات الأمان طبعاً، دعه يخرج مع أصدقائه للعب والمرح أو في الرحلات المدرسية أو غيرها، دعه يزور أصدقائه أو يجلبهم للمنزل لزيارته، فهذه الأشياء تعطي شعور كبير بالسعادة للطفل الوحيد.
  3. المشاركة في النشاطات المحببة: قد يفضل الطفل بعض النشاطات التي تسليه وتسعده وتشعره بالسعادة، لكنه محروم منها لعدم وجود من يشاركه فيها، يمكن للأهل مشاركة الطفل بهذه النشاطات مثل اللعب بألعاب الفيديو أو مشاهدة برامج الأطفال أو القيام بالأنشطة الرياضية، فوجودك إلى جانب طفلك في هذه الأنشطة ينسيه إلى حدا ما وحدته ويجعله بشعر بالمتعة والسعادة.
  4. وضع برنامج للنزهات والسياحة: يجب أن يرى الطفل الوحيد العالم من حوله ويتعرف على ما فيه من أماكن واشياء، فمن جهة يفيد هذا في زيادة معلوماته وثقافته، ومن جهة أخرة يجعله يخرج من جو الوحدة في المنزل ويستمتع برؤية أماكن مختلفة، فاصطحب الطفل الوحيد إلى البحر أو إلى المعالم السياحية الموجودة في المدينة عرفه على كل شيء بطريقة تناسب عمره واستيعابه.
  5. كن صديقاً لطفلك: حتى تسعد طفلك يجب الموازنة بين دور الوالد الذي يتمثل بالسلطة والأوامر والتوجيه والإرشاد، وبين ضرورة أن تكون صديق لطفلك، فعندما تلعب معه يجب أن تجعله يشعر أنك مستمتع مثله وأنك تحب هذا النشاط، وعندما تخرج في نزهة معه يجب أن تبدي تحمس واهتمام يوازي تحمسه واهتمامه، تحدث مع طفلك وقم بالمزاح معه، قل له أطروفة، أضحك عندما يحاول إضحاكك.

يمكن لبعض النصائح أن تفيد في معرفة جوانب معينة في شخصية الطفل الوحيد ورغباته وحاجاته والأمور التي تنقصه، والعمل على إشباع هذه الحاجات وتعويض النقص، ومن النصائح المهمة في تربية الطفل الوحيد:

  1. تعليم الطفل مهارات التواصل وبناء العلاقات: إذا تربى الطفل وحيد بدون أخوة أو أطفال مقربين يعيشون في نفس المنزل، فقد يؤثر هذا على تنمية بعض المهارات الاجتماعية لديه، وهنا يجب الاهتمام بتعليمه هذه المهارات والتركيز على ذلك، حتى يعوض النقص الذي قد يحصل من جهة، وحتى يتمكن من بناء علاقات في المدرسة أو الحي أو العائلة تخرجه من وحدته.
  2. تعويض النقص لدى الطفل الوحيد: أحياناً يشعر الطفل الوحيد بالنقص كونه يرى نفسه مختلف إلى حد ما عن باقي الأطفال من الأصدقاء أو الأقرباء الذين لديهم أخوة يلعبون معهم في المنزل ويذهبون معهم إلى المدرسة أو الرحلات ويقمون بالكثير من الأنشطة معاً، وهنا يأتي دور الآباء في تعويض هذا النقص من خلال البحث عن الشيء الذي يشعر الطفل بأنه محروم منه والبحث عن الطريقة لتعويضه.
  3. عدم ترك الطفل لوحده: لا يمكن ترك الطفل الوحيد يواجه مشاعره ومعاناته وأفكاره لوحده، بل يجب أن يبقى أبويه إلى جانبه ويحاولوا معرفة أي أفكار أو مشاعر سلبية يمر بها، لا يكفي الاهتمام فقط بصحته وتعليمه وتغذيته، بل يجب التركيز على علاقاته ورغباته وحاجاته النفسية والعاطفية، من خلال التقرب منه والتحدث معه وإشعاره بالانتماء للأسرة وأن ذويه يحبونه وأصدقائه يحبونه ويريدون إسعاده واللعب معه.
  4. إتاحة الفرصة للطفل ليكون شريكاً: خطوات بسيطة قد تفصل بين شعور الطفل بالنقص لكونه وحيد أو شعوره بالتميز لنفس السبب، وهذه الخطوات أحياناً قد تتمثل في مشاركة الطفل في الواجبات والأنشطة اليومية خاصة للأب، مثل مساعدة الأب في إصلاح شيء في المنزل أو الذهاب معه إلى السوق لإحضار حاجات المنزل أو الذهاب معه إلى أصدقائه والعمل إذا أمكن ذلك.
  5. تنمية مواهب واهتمامات طفلك: وجود أي موهبة أو مهارة يتقنها الطفل ويحبها، وعمل الأهل على تشجيعه عليها وتنميتها، يساهم بشكل كبير في انشغاله بهذه الموهبة وتعويضه عن النقص الحاصل جراء حرمانه من وجود أخوة حوله، بل وربما يشعر بالتميز وتقرب الآخرين منه بسبب هذه الموهبة.
  6. تسجيل الطفل في النوادي التعليمية والترفيهية: تنتشر الكثير في النوادي والمعاهد التي تقدم خدمات تعليمية وتدريبية وترفيهية للأطفال، مثل نوادي تعليم السباحة أو الأنشطة الرياضية والمهارات القتالية، أو مهاد تعليم الموسيقى والفنون وتربية المواهب، أو معاهد زيادة المستوى التعليمي وتحسينه، وهذه الأنشطة قد تشغل الطفل الوحيد وتشعره بالانتماء لأكثر من مكان وتتيح له الفرصة لتكوين العلاقات والصداقات، ويمكن للأهل المشاركة له في هذه الأنشطة لتعويض عدم وجود أخوة لديه.

تسبب الوحدة للطفل وعدم وجود أخوة يشاركونه تفاصيل حياة ببعض المشاعر السلبية والمعاناة من هذه المشاعر بشكل يومي، ومن هذه المشاعر:

  1. الشعور بالوحدة والعزلة: يبقى الطفل وحيداً معظم اليوم في المنزل فالوالدين دائماً بواجباتهما ومهامهما من جهة، ولا يوجد أخوة يشاركونه رغباته وأنشطته وألعابه والحديث معه من جهة أخرى، وهذا ينتج الشعور مشاعر الوحدة والعزلة، وما تسببه هذه الأشياء من اكتئاب وعدم الرضى عن الذات وربما الشعور بالنقص.
  2. الشعور بالاختلاف والغيرة: يلاحظ الطفل الوحيد أن غيره من الأطفال لديهم أشقاء يلعبون معهم ويقومون بكل الأنشطة معاً ويتشاجرون أحياناً، بل يقمون بوضع الخطط الاتفاق على بعض الأشياء والقيام بمشاريع مشتركة، بينما هو وحيد ولا يتاح له هذه الأشياء، وهذا يسبب له بشعور بالغيرة وأنه مختلف عن غيره من الأطفال وربما يشعر بالظلم.
  3. الشعر بالملل: اللعب هو أساس حياة الطفل ونشاطه الوحيد والدائم، واللعب يحتاج إلى شريك لمشاركة المتعة والمنافسة أحياناً وحتى الصراع والقيام بالأشياء المشتركة، وعندما يكون الطفل وحيد مهما كان لديه أشياء يتسلى بها من ألعاب الكترونية أو غيرها سوف يشعر بالملل من هذه الأشياء كونه لا يمكنه مشاركتها مع أحد.
  4. صعوبة تنمية بعض القدرات: تفاعل الأطفال مع بعضهم البعض وحالة المنافسة والتقليد الغيرة تساهم في تنمية بعض القدرات الضرورية لدى الطفل، مثل الكلام وتعلم اللغة أو مهارات التواصل والمشاركة والتعاون، ووجود الطفل وحيد بين آبائه الكبار يحرمه من هذه الخاصية الضرورية للتعلم.
  5. صعوبة تنمية المهارات الاجتماعية: يعتاد الطفل على البقاء بشكل وحيد وقد تنمو في شخصيته العديد من الخصائص نتيجة هذه الوحدة مثل الخدل وضعف مهارات التواصل وضعف القدرة على المشاركة، وهذه الخصائص تعيق تنمية مهارات اجتماعية في شخصيته ضرورية في حياته الحالة واللاحقة.
  • هل يصاب الطفل الوحيد بالاكتئاب؟ قد يشعر الطفل الوحيد بالاكتئاب نتيجة حالة الوحدة التي يعيشها وربما مشاعر العزلة إذا لم يعرف الأهل كيف يخرجوه من وحدته، وهذا يتطلب من الأهل محاولة ادماج الطفل الوحيد بأي أنشطة أو علاقات تخرجه من هذه العزلة حتى يخرج من حالة الاكتئاب.
  • كيف تكون نفسية الطفل الوحيد؟ يمكن أن يكون للطفل الوحيد بعض الخصائص الشخصية والنفسية التي قد تختلف عن أقرانه في نفس العمر، نتيجة اختلاف الظروف التي يتربى بها، مثل نمو صفات الخجل أو الأنانية أو عدم القدرة على العطاء والمشاركة، وهذا يتطلب تدخل إيجابي من قبل الوالدين بالقيام بكل ما شأنه إدماج الطفل في علاقات اجتماعية وصداقات مع الأقران ليخرج من وحدته ويتربى بظل أجواء تضمن صحته وسويته النفسية.
  • هل الطفل الوحيد يعاني؟ بالطبع يعاني الطفل الوحيد، فالأطفال بحاجة لوجود الأقران حولهم ومن يشاركهم المتعة واللعب والفرحة، ولكن يمكن تقليل هذه المعاناة والسيطرة على آثارها من خلال بعض الوسائل التربوية التي لا تشعر الطفل بالوحدة والاختلاف.
  • هل الاكتفاء بطفل واحد جيد؟ تتوقف الإجابة على الناحية التي يقصد بها هذا السؤال، فمن الناحية المادية والوقت والجهد التي تتطلبه العملية التربوية والاهتمام قد يكون أفضل الاكتفاء بطفل واحد، ولكن من ناحية حاجات الطفل وسويته النفسية والاجتماعية يكون من الأفضل وجود أشقاء يشاركونه حياته اليومية في مختلف النواحي.
  • كيف أسلي ابني الوحيد؟ توجد العديد من الطرق لتسلية الطفل الوحيد، مثل توفير الألعاب والأدوات التي يحبها ويمكن أن تشغل وقته وتشعره بالمتعة، أو التوجه نحو الأنشطة التعليمية والترفيهية المفيدة التي تفيد في تسلية الطفل وإسعاده بالإضافة لتعلمه شيء ما، كما يمكن القيام بالزيارات وتوسيع دائرة المعارف والعلاقات مع من لديهم أطفال من نفس السن ليتسلى الطفل معهم، أو وضع برامج وأنشطة لمشاركة الطفل باهتماماته من قبل الأهل.

المراجع