طرق تنمية الحركات الدقيقة عند الطفل وأهميتها

ما هي الحركة الدقيقة عند الأطفال؟ تعرفي أكثر إلى معنى الحركات الدقيقة وأهميتها للطفل وطرق تقويتها وتطويرها
طرق تنمية الحركات الدقيقة عند الطفل وأهميتها

طرق تنمية الحركات الدقيقة عند الطفل وأهميتها

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

 

تعتبر الحركات الدقيقة لحظة تطوّر مهمة في حياة طفلك، حيث سيعتمد خلال السنين الأولى من حياته على الحركات الدقيقة لاكتساب المهارات الأساسية من التحكّم بالأشياء وصولاً إلى إمساك القلم وتعلم الكتابة والرسم وغيرها من المهارات.

 

الحركات الدقيقة أو المهارات الحركية الدقيقة عند الطفل (بالإنجليزية: Fine Motor Skills) هي قدرة الطفل على استخدام عضلاته الهيكلية الدقيقة والتنسيق بينها والتحكّم بها، مثل العضلات والأوتار التي تحرك الأصابع وخاصة أصابع اليد، وتعتبر الحركات الدقيقة ضرورية للتعامل مع الأشياء الصغيرة مثل الالتقاط والفك والتركيب والقص، إضافةً لاستعمال الأدوات مثل الملعقة والشوكة والقلم.

animate

في الحالة الطبيعية يبدأ تطور المهارات الحركية الدقيقة عند الأطفال بعد عمر سنتين تقريباً، ويتدرج الطفل في تنمية هذه الحركات حسب صعوبتها ومدى دقتها ليتقن معظمها في عمر 6 سنوات، ويعتبر تطور الحركات الدقيقة جزءاً طبيعياً من التطور الحركي عند الطفل تسبقه سلسلة من التطورات.

حيث تتطور قدرة الطفل أولاً على الجلوس والتحكم بالرأس والجذع، ثم التحكم بالكتفين والقدمين وبداية الحركة، نزولاً إلى التحكم بالعضلات الدقيقة والصغيرة في المعصم والأصابع في اليد والقدم، حيث تنمو المهارات الحركية العامة التي تعتمد على العضلات الكبيرة قبل المهارات الحركية الدقيقة التي تعتمد على العضلات الصغيرة.

يقصد بالعضلات الدقيقة هي العضلات التي تتحكم بالحركات الدقيقة في جسم الطفل، وخاصة حركات اليد الإرادية، والحقيقة أن كل حركة لليد تكون نتاج لعمل منسجم بعدة عدة عضلات يصعب تفصيلها، ولكن بالنسبة لأهم العضلات التي تتحكم بأصابع اليد:

  1. العضلات بين الأصابع: بين أصابع اليد يوجد عضلات صغيرة تتظافر بعملها مع أوتار وعضلات باطن اليد والذراع لإنتاج بعض الحركات مثل تدوير الأصابع والمباعدة بينها.
  2. عضلات مباعدة الابهام: أو العضلات المباعدة للإبهام، فكما هو ملاحظ يمكن لإبهام اليد القيام بحركات منفصلة عن باقي الأصابع بسبب موضعه المستقل في كف اليد، ودعم هذه الحركات بالإضافة لعضلات وأوتار اليد بشكل عام، عضلة تسمى العضلة المباعدة للإبهام.
  3. عضلات الخنصر: على غرار الابهام يوجد أيضاً عضلة تسمى العضلة المبعدة للخنصر والتي تتيح له التحرك بعيداً عن باقي أصابع اليد.
  4. عضلات الذراع والكتف: بعض الحركات الدقيقة مثل القبض على الأشياء بقوة أو تركيب الأشياء وفكها، تحتاج لثني وتدوير الرسغ، وهذه الحركات بالإضافة لعضلات كف اليد قد يحتاج بعضها لعضلات الذراع أو الكتف لإنتاجها.
  5. الأوتار: تربط أصابع اليد بأوتار عضلية، فالإصبع لا يحتوي على عضلات، وحركات الأصابع تنتج عن أوتار عضلية مرتبطة بعضلات الذراع.

تطور المهارات الحركية الدقيقة عند الطفل ليس تطوراً عضلياً أو جسدياً فحسب، بل هو أيضاً تطور ذهني لأنه جزء من تنمية التنسيق الحركي عند الطفل بين ما يراه ويسمعه ويريده وبين الحركات التي يقوم بها، وأهم مهارات الحركة الدقيقة عند الأطفال:

  1. التقاط الأشياء: تتطور مهارة التقاط الأشياء عند الطفل بعد أن يبدأ بالحركة بشكل منفرد وتعلم الحبي وبداية المشي، وتتطور طريقة التقاط هذه الأشياء وطريقة مسكها والتحكم بها بشكل متتابع، من القبض عليها براحة يده بشكل غير احترافي حتى الوصول للقدرة على تحركها واستخدامها والحفاظ عليها بيده، ومن ثم التقاط الأشياء الصغيرة باستخدام الأصابع فقط.
  2. ثني الرسغ: في المرحلة اللاحقة يطور الطفل قدرة على الحركات التي تحتاج لثني الرسغ بكافة الاتجاهات، ويحتاج هذه المهارة في بعض الألعاب أو القيام بتقليب صفات دفتر أو تناول الطعام بالملعقة ولكن بكامل قبضة اليد دون استخدام متقن للأصابع.
  3. التحكم الأصابع: بعد أن يكون الطفل طور مهارة في استخدام قبضة اليد للقيام ببعض الأفعال والحاجات البسيطة، يطور قدرة على استخدام الأصابع وهنا تبدأ تتطور الدقة في حركاته بشكل أكبر، ويصبح قادر على التعامل مع بعض الأشياء الصغيرة مثل ألعاب التركيب والفك ومسك الأشياء كالقلم والمقص بشكل أدق.
  4. القص واللصق: طبعاً القص واللصق مجرد مثال ولكن عندما يبدأ الطفل بتعلم هذه المهارة يكون قدر طور حركات دقيقة تحتاج لتناسق عضلي وذهني ليتمكن من القيام بها، فيبدأ بقص ورقة بطريقة معينة لتشكيل شكل معين يريده.
  5. الكتابة وإمساك القلم: تحتاج الكتابة لعدة مهارات من استخدام العضلات الدقيقة وتحريك الأصابع وراحة اليد بطريقة هادفة، وانسجام عصبي وذهني، ومعرفة بمعنى الكتابة والهدف منها، وهنا يبدأ الطفل باستخدام القلم لرسم أشكال مثل الأحرف أو الأرقام.

علامات تدل على تطور الحركات الدقيقة عند الأطفال

  • يستطيع التقاط الأشياء والحفاظ عليها بيده ثم رميها.
  • التصفيق أيضاً من علامات تطور المهارات الحركية عند الطفل.
  • يبدأ التلويح بيده وتحريك الرسغ أو مفصل المعصم بسهولة وتماسك.
  • استخدام أدوات الطعام بنفسه مثل الملعقة والشوكة والسكين.
  • تقليب صفحات الكتب.
  • إمساك القلم وإن كان بطريقة غير صحيحة، لكنه يرسم به ويتحكم به نسبياً.
  • الرسم والتلوين والكتابة.
  • ربط الحذاء بنفسه.
  • لعبة التشكيل بالصلصال: اللعب بالصلصال من الألعاب الممتعة للأطفال بكافة الأعمار تقريباً، وهي إلى جانب المتعة التي تلبيها للطفل تجعله يستخدم أصابعه وقبضة يده بطرق وانحناءات عدة ويثني أصابعه بكافة الاتجاهات وهذا ينمي لديه القدرة على استخدام يده، ومن ناحية أخرى هو يفكر بالأشكال التي يريد صناعتها وكيف ينسق حركة يده مع الشكل الذي في ذهنه.
  • لعبة تركيب المكعبات: لعبة تركيب المكعبات تحتاج لدقة في وضع هذه المكعبات بترتيب معين إلى جانب بعضها البعض، وتركيز قوة يد الطفل ضمن حدود معينة حتى لا تنزلق هذه المكعبات من مكانها أو يخرب مكعبات أخرى ركبها سابقاً، وتحتاج أيضاً لتفكير في الموقع المناسب لكل قطعة وهذا أيضاً ينمي المهارات الحركية الدقيقة لديه.
  • لعبة الرسم والتلوين: عملية الرسم والتلوين تحتاج لتنسيق بين حركة الإصبع على الورقة والشكل الذي في ذهن الطفل، ومدى القوة التي يحتاجها حتى لا يمزق الورقة أو يكسر القلم أو يشوه الشكل، وهذا يساعد الطفل في إدراك حجم الطاقة اللازمة للحركة التي يود القيام بها، كما أنها تساعده في توسيع مخيلته وأفكاره حول الرسومات التي يقوم بها، بما يزيد من تركيزه للقيام بالحركات اللازمة.
  • لعبة ربط وفك العقد: مثل ربط أربطة الأحذية أو أي حبال وأشرطة حول ألعابه وأغراضه وملابسه، وعملية الفك والربط تحتاج لاستخدام الأصابع بدقة وتجريب البدائل عند الفشل واستخدام قوة اليد بتركيز مختلف، وكل هذا ينمي الحركات الدقيقة للطفل.
  • لعبة انتقاء وفرز الأشياء: مثل فرز الألوان المختلفة للخرز المختلط أو انتقاء الشوائب من الحبوب، فهذه الحركات تنمي مهارة الالتقاط وتنمي العضلات بين أصابع اليد.
  1. التركيز والخبرة في فصل حركة الأصابع عن بعضها: حتى يتقن الطفل المهارات الحركية الدقيقة يكون بحاجة لقدرة على فصل حركة أصابعه عن بعضها البعض، وهذه عملية تحتاج لتركيز وانتباه لاختيار الخطوات الصحيحة لأي حركة يرغب القيام بها.
  2. صحة العضلات والأوتار: لينجح الطفل بالحركات الدقيقة التي يحتاج القيام بها، يجب ألا يعاني من أي أمراض أو مشاكل بصحة العضلات في اليد وكف اليد أو الأوتار العضلية، مثل التشوهات الخلقية أو الكسور أو غيرها.
  3. اكتمال النمو العضلي: المهارات الحركية الدقيقة تعتبر من المهارات المتأخرة كونها تتطلب نمو عضلات يد الطفل والأوتار العضلية في أصابعه، وهذا يتطلب وصوله لعمر معين.
  4. الصحة العقلية والعصبية: الحركات الدقيقة تحتاج لانسجام وتناسق عقلي وعصبي وعضلي، ويجب ألا يعاني الطفل من أي مشاكل صحية في هذه النواحي حتى يتقن الحركات الدقيقة ويكتسب المهارة فيها، فوجود اضطرابات عقلية مثلاً أو عصبية تعيق التركيز والتناسق وبالتالي لا يتقن الطفل الحركات الدقيقة وكيفية استخدام أصابعه وراحة يده لإنتاجها.
  5. التدريب والممارسة: لا يخبر الطفل كيفية استخدام أصابع يده والتناسق في حركات لإنتاج حركة دقيقة إلا من خلال الممارسة والتدريب، ويوجد بعض الألعاب والأنشطة التي تنمي الحركات الدقيقة ويجب على الأهل المثابرة في تدريب الطفل عليها.

تنمية المهارات الحركية الدقيقة عند الطفل واتقانها من قبله له أهمية في كثير من النواحي في حياته، سواء باكتسابه القدرة استخدام الأدوات المختلفة التي يحتاجها في حياته اليومية ففي العمر الصغير يحتاج الطفل للمهارات الحركية في استخدام الأدوات كالقلم وملعقة الطعام وأدوات المدرسة وارتداء الملابس والعناية بالنظافة الشخصية، وكلها أشياء ضرورية وأساسية في حياة الطفل.

كما تساعد في تنمية القدرات الذهنية والتركيز، فالحركة الدقيقة هي نتاج منسجم لقدرات جسدية وذهنية، كونها تحتاج لتفكير من الطفل وبناء تصورات وأفكار عن الفعل الذي يرغب القيام به.

بالإضافة لأهمية الحركات الدقيقة في تعلم حرف أو مواهب معينة فالكثير من الحرف والأعمال والمواهب تحتاج لمهارات حركية دقيقة متقنة، وقدرة الطفل على استخدام جسده لإنتاج الحركات الدقيقة بتركيز عالي يساعده على اكتساب بعض هذه المواهب والحرف، مثل العزف على الآلات الموسيقية، أو الخياطة، أو الرسم، وغيرها.

المراجع