المهارات الحياتية للأطفال وتعليم الطفل مهارات الحياة
تعتبر المهارات الحياتية الأساسية من أهم ما يحتاجه كل إنسان للتأقلم مع متطلبات الحياة اليومية والتحضر للمواقف العديدة التي سوف تواجهه فيما بعد واكتساب خبرات ضرورية في كل نواحي حياته، وهي تشمل مجموعة متنوعة من المهارات على الصعيد الفكري والاجتماعي والشخصي يجب أن ينشأ عليها الإنسان منذ طفولته.
المهارات الحياتية هي مجموعة المعارف والخبرات التي يكتسبها الطفل وتسهّل عليه حياته اليومية، وتشمل مجموعة المهارات اليومية مثل العناية بالنظافة وتنظيم الوقت، والمهارات الشخصية مثل حل المشكلات، إلى جانب المهارات الذهنية والفكرية، والمهارات الاجتماعية والعاطفية.
تنمية المهارات الحياتية للأطفال جزء مهم من عملية التربية، حيث يعتمد تأقلم الطفل مع محيطه الاجتماعي على قوة مهاراته الشخصية، كما يعزز التعلّم المبكّر لمهارات الحياة ثقة الطفل بنفسه وشعوره بالاستحقاق، فضلاً عن أهمية هذه المهارات لأداء مهامها المباشرة.
- المهارات الاجتماعية: وهي المهارات التي تساعد الطفل في تعلم كيفية التفاعل مع الآخرين والتواصل معهم والعمل الجماعي وكسب محبة واحترام الآخرين واكتساب قدرات قيادية وما إلى ذلك، منها مهارات التواصل الفعال والتعاون مع الآخرين والتعاطف معهم وحل النزاعات والخلافات والقدرة على الإقناع والتفاوض وما إلى ذلك.
- المهارات الشخصية: وهي مجموعة المهارات التي تساعد الطفل مستقبلاً على فهم وتعلم كيفية إدارة حياته الخاصة وتنظيمها بما يؤمن له متطلباته وتطلعاته مثل الوعي الذاتي بالقدرات والمهارات وحدودها والحفاظ على الثقة بالنفس ومهارة إدارة الوقت وتنظيمه والقدرة على الالتزام بالوعود والعهود وتعلم كيفية تطوير الذات ومواكبة المتغيرات العصرية باستمرار.
- المهارات العلمية ومهارات التفكير: مثل مهارات التفكير الإبداعي والتفكير النقدي والمهارات التحليلية وطرح الأسئلة والاستفسار وحب الاكتشاف والتجريب ووضع استنتاجات وفرضيات منطقية وغيرها، جميعها مهارات تدفع الطفل ليصبح أكثر ذكاءً ويطور قدرات عقلية عالية تؤهبه ليصبح متفرداً وناجحاً أكثر في دراسته وأعماله المستقبلية.
- المهارات اليومية: وهي المهارات الحياتية اليومية التي تبدو بسيطة إلا أن تعويد الشخص عليها من طفولته تؤمن قدرة أكبر على ممارستها بشكل صحيح ومريح، مثل العناية الشخصية وإنهاء المهام المنزلية اليومية وتنظيم أوقات النوم والعمل وإدارة الأموال والمصاريف وغيرها.
- مهارات العناية الشخصية: مثل مهارات العناية بالنظافة الشخصية وتنسيق الملابس بشكل أنيق وترتيب المنزل والأغراض الشخصية وإعداد الطعام وتناول الطعام بشكل صحيح وفهم آداب الطعام وتطبيقها وما إلى ذلك.
يحتاج الطفل لبناء وتطوير مجموعة هامة من المهارات التي يحتاجها في مختلف جوانب حياته وتكون ضرورية لينجح ويثبت نفسه ويعيش حياة صحية، ومنها:
- مهارات التواصل: القدرة على التواصل تؤمن للطفل حياة اجتماعية ضمن الحي الذي يعش فيه أو في المدرسة التي يذهب إليها ويقيه من عدة مشاكل قد يقع بها مثل الوحدة والانعزالية والرفض من الآخرين، كما أن التواصل عند الأطفال مهارة حياتية ضرورية للمستقبل ولكل مرحلة من مراحل العمر سواء على الصعيد الاجتماعي أم المهني أم الشخصي والعاطفي.
- مهارة حل المشكلات: وهي مهارة خاصة تمكن الطفل من تطوير حلول مناسبة لأي مشكلة أو عائق يواجهه، سواء أثناء الدراسة من خلال إيجاد حلول للأسئلة والمسائل المعقدة، أو في الحياة عموماً عندما يكون الطفل أمام موقف صعب يحتاج لحل، وكذلك تنمو هذه المهارة مع نمو الطفل وتساعده بشكل كبير في تحقيق مستقبل ناجح والنجاة من أي مأزق.
- الدفاع عن النفس: وهي القدرة على حماية النفس من التعرض للأذى الجسدي أو النفسي والدفاع عن النفس في حال مواجهة أي شكل من أشكال المخاطر أو التعرض لهجوم من الآخرين، هذا ما يوفر له القدرة على مواجهة التنمر ومحاولات الانتقاد غير المبرر خلال طفولته وحتى عندما يكبر.
- مهارة اتخاذ القرارات: تعرف هذه المهارة أنها القدرة على انتقاء القرار الأفضل من بين عدة خيارات متاحة، وعندما يتعلم الشخص ويتدرب على هذه المهارة منذ طفولته يتعلم الاعتماد على النفس وتتعزز ثقته بنفسه ويكتسب قدرات أفضل على إدارة حياته باستقلالية ونجاح.
- مهارات إدارة الأموال والادخار: تعلم المهارات الحياتية المتعلقة بإدارة الأموال في وقت مبكر من الحياة تساعد الأطفال على فهم أهمية الادخار وعدم الإسراف وتعلم كيفية ضبط المصاريف اليومية بما يناسب الميزانية المتاحة، كما يساعدهم في اكتساب حكمة في التعامل مع الأموال في بقية حياتهم. [1-2]
- الاعتناء بالنظافة الشخصية: من الأساسيات التي يجب أن ينشأ عليها الطفل هي ان يتعلم كيف يعتني بنظافته الشخصية بمفرده دون مساعدة ويجب إعطاءه دوافع مقنعة لذلك ولا يجب أن يكون دافعه الخوف من العقاب أو من الأهل، بل يجب أن يلتزم بطرق العناية بالنظافة الشخصية حتى دون أن يطلب منه الاهل ذلك، مثل الاستحمام بمفرده وغسل اليدين باستمرار وتنظيف الأسنان قبل النوم وقص الأظافر وتنظيف الأذنين وتغيير الملابس المتسخة وطريقة التنظيف الصحيحة بعد الخروج من المرحاض وما إلى ذلك.
- الحفاظ على ترتيب أغراضه: فهذه المهارة التي يجب تأسيس الطفل عليها تنمي لدى الطفل القدرة على التنظيم وتقيه من الوقوع في الفوضى والعشوائية مستقبلاً، وتكون بتشجيع الطفل على ترتيب ملابسه في الخزانة ووضعها في مكانها بعد أن يعود من المدرسة وترتيب سريره عندما يستيقظ في الصباح وعدم رمي أغراضه وألعابه بشكل عشوائي بعد ان ينتهي من استخدامها كما يمكن تشجيع الطفل على مساعدة أحد الوالدين في ترتيب المنزل بين الحين والآخر.
- القيام بالأعمال المنزلية: الاطفال بحاجة لفهم نوع المهام التي عليهم القيام بها في المنزل مستقبلاً ويجب أن يعتادوا عليها وهم صغار كي يلتزموا بها عندما يكبرون، لذا يجب إشراك الطفل ببعض المهام المنزلية بما يناسب عمره وجنسه، مثل تعلم تنظيف المطبخ والمنزل وترتيبه والمشاركة بتحضير الطعام وإحضار مستلزمات المنزل وتصليح بعض الأعطال المنزلية وغيرها.
- تناول الطعام: وهي من المهارات الحياتية التي يتم تعليمها للأطفال الصغار حيث يساعد الطفل في الاعتماد على الذات وتعليمه كيفية ضبط وتنسيق الحركات بشكل مناسب أثناء تناول الطعام والالتزام بآداب تناول الطعام والشراب.
- النشاط وإنهاء الواجبات اليومية: من المهارات الحياتية اليومية الهامة لتطور ونمو الطفل هي الحفاظ على الحركة والنشاط وتعليم إنهاء الواجبات اليومية دون تكاسل أو تأجيل، وهذا مهم لمستقبل الطفل حيث يقيه ذلك من اكتساب شخصية كسولة اتكالية لا تجد وقتاً لإنهاء مهامها من كثرة التأجيل ومراكمة الأعمال، لذا يجب تشجيع الطفل على البقاء في حالة نشاط وحركة خلال اليوم وعدم السماح له بتجاهل ما عليه من واجبات.
- ارتداء واختيار الملابس: يصعب على الطفل فهم كيفية ارتداء الملابس وحده بل يجب أن يتعلم ويتدرب على هذه المهارة في البداية عدة مرات ثم يُترك ليمارسها بشكل فردي، كما يساعد تعليم الطفل وتشجيعه على اختيار الملابس التي يتم شرائها أو التي يرتديها على تطوير وتعزيز العديد من المهارات لديه مثل الاستقلالية وعدم الاتكال على الغير وحرية التفكير والتعبير عن الرغبات وتعلم كيفية تنسيق الألوان مع بعضها.
- التعامل مع المخاطر: مثل عبور الشارع والتعامل مع الأدوات الحادة والمواقف الغريبة والطارئة حيث تعتبر من المهارات الأساسية التي يجب أن يكون لدى الطفل وعي جيد لها للحفاظ على صحته وتجنيب تعريض نفسه للمخاطر. [1-2]
- لعبة الطهي: يمكن التعاون مع الطفل في طهي وجبة بسيطة بشكل ناجح بحيث تنتج وجبة يمكن تناولها بشكل مشترك مع الطفل، تشجع هذه الفكرة الطفل على تعلم مهارات تناول الطعام بشكل ممتع، كما تقوي رغبته على تعلم مهارات المطبخ.
- لعبة إعداد الميزانية: يمكن تحويل الغرفة إلى متجر صغير وهمي ببعض الألعاب والأغراض المنزلية وجعل الطفل ينتقي الأغراض الضرورية بميزانية معينة تحددها له، أو يمكن اصطحاب الطفل إلى المتجر وجعله يضع قائمة بأغراضه التي يحتاجها ثم انتقاء الضروري منها بحسب الميزانية التي يتم تحديها له ولا يسمح تجاوزها ابداً، بحيث يتعلم الطفل مفهوم إدارة المال والمصاريف من خلال ذلك.
- مسابقات التنظيف والترتيب: يمكن إشراك الطفل في بعض المهام المنزلية البسيطة التي تقوم على التنظيف والترتيب وتشجيعه عليها بفكرة المسابقات التي سيكون لها جائزة بالنهاية، سواء بين الطفل واخوته أو بين الطفل وأحد والديه، وبهذا يتعلم الأطفال مرة على مرة كيف يرتبون أغراضهم ويحافظون على نظافتها ونظافتهم الشخصية أيضاً.
- ألعاب الألغاز والتحديات: تشكل هذه الألعاب طريقة ممتعة وجذابة لتعليم الطفل مهارات التفكير بمختلف أنواعها مثل ألعاب الألغاز الرقمية وأحجية الصور المقطوعة وحل الكلمات المتقاطعة وما إلى ذلك.
- لعبة ارتداء الملابس: يمكن تعليم الطفل طريقة ارتداء الملابس بشكل صحيح بالاستعانة بدمية صغيرة وجعل الطفل يلبسها الثياب كل يوم وينتقي لها الألوان وينسق لها الثياب، ثم بعد فترة جعل الطفل يرتدي الملابس وحده بمراقبة من الأهل بحيث يتعلم بالتدريج كيف يرتدي ملابسه بشكل صحيح ومريح. [3]
- تنمية الاعتماد على النفس: يتعلم الطفل كيف يعتمد على نفسه في مختلف جوانب حياته اليومية من خلال اكتسابه للمهارات الحياتية الأساسية، كما تجعله هذه المهارات مستعد لمواجهة العالم الخارجي بكل صعابه وتحدياته.
- تنظيم الحياة: الطفل الذي يكبر دون أن يتأسس على اكتساب المهارات الحياتية يقع بحالة من التشتت والفوضى لعدم امتلاك المعرفة والمهارة للتصرف تجاه اي موقف ويصبح دائماً بحاجة لمن يرشده ويوجهه كيف ينظم ويسير في حياته، على عكس الطفل الذي يتعلم معظم المهارات الحياتية الضرورية الذي يصبح قادراً على التصرف ووضع خطط منظمة لحياته.
- تعزيز ثقة الطفل بنفسه: عندما يصبح الطفل قادراً على استخدام مهارات الحياة الأساسية بفعالية لحل المشكلات والألغاز وكسب التحديات تتعزز ثقته بنفسه يزيد وشعوره بالفخر بذاته ويكتسب شخصية قوية واثقة من نفسها.
- مواجهة التحديات اليومية: كذلك تسمح المهارات الحياتية الأساسية للطفل بمواجهة التحديات اليومية بنجاح، البسيطة منها والمعقدة، دون حاجة للمساعدة من الآخرين، بدءاً من ترتيب السرير وتنظيف الأسنان في الصباح إلى معرفة كيفية عبور الطريق وتكوين علاقات اجتماعية في المدرسة ومواجهة أي تعدي يتعرض له من الزملاء في المدرسة أو غيرهم.
- بناء علاقات مع الآخرين: الطفل الذي يكتسب مهارات الحياة الأساسية يطور ثقة عالية بالنفس ويمتلك قدرات أفضل للتواصل مع الآخرين ويصبح لديه علاقات أفضل ضمن المجتمع الذي يعيش ضمنه سواء في المدرسة أو في العائلة أو في الحي الذي يقطنه.
- فهم الذات وتعلم إدارة السلوك: فمن خلال اكتساب المهارات الحياتية الأساسية يتعلم الطفل كيف يتحكم بسلوكه ويكتسب القدرة على فهم الاحتياجات الشخصية وطرق تلبيتها بشكل سلس ومريح وبدون مساعدة من الأهل أو غيرهم. [4]