أسباب شك الزوج في زوجته وكيف يجب التعامل معه
إذا دخل الشك قلب الرجل فلن يخرج بسهولة، من العبارات المعروفة والشائعة والتي ربما جربها الكثير من الناس، فشعور الشك هو شعور سيء وينتج ضغط على الانسان صاحب الشك أو المشكوك فيه عاطفياً ونفسياً لحدود كبيرة، وبالنسبة للزوج فإن الشك في الزوجة بالخيانة قد ينتج عن أسباب كثيرة متنوعة، قد تتعلق أحياناً بسلوكيات الزوجة وارتكابها لأخطاء معينة، أو بشخصية الزوج الشكاكة التي لا تثق بأحد، في هذا المقال نتعرف على ما الذي يجعل الزوج يشك في زوجته؟
غيرة الزوج على زوجته عموماً طبيعية ومقبولة ولا تدل على مشكلة في العلاقة بالضرورة أو على مرض نفسي عند الزوج! بل العكس تشير لعلاقة صحيّة، لكن الشكّ هو مرحلة متطورة من الغيرة، لا تقف عند الانزعاج من مواقف معينة أو انتقاد أسلوب تعامل الزوجة مع الآخرين أو لباسها، وإنّما يشعر الزوج أن زوجته تتعمد لفت انتباه الرجال لها أو تحاول البحث عن علاقة أخرى أو ربما هي في علاقة فعلاً!
مع ذلك قد يكون الشك في حدود معقولة وقابل للإدارة من قبل الزوجين، لكن في بعض الحالات يتحوّل شكّ الزوج بزوجته إلى حالة مرضية مؤذية ومدمّرة للحياة الزوجية، وفي كثير من هذه الحالات يكون الزوج شكّاكاً بطبعه ويعاني من أزمة ثقة تمنعه من السيطرة على الأفكار والهواجس المتعلقة بعلاقة زوجته بالآخرين، القائمة أو المحتملة!
سبب الشك عند الرجل يختلف من شخص لآخر، وعلى الرغم من اشتراك الرجال بأسباب تطورية اجتماعية وبيولوجية تغذي الشكّ لديهم، لكن التربية والتجربة والسمات الشخصية تلعب الدور الأكبر في أسباب شك الرجل بزوجته، وأهم هذه الأسباب:
- تطور شخصية الرجل: بعض الرجال قد يحملون سمات شخصية أكثر شك وريبية وأقل ثقة بالآخرين، لأسباب نفسية أو تربوية أو حتى وراثية وقد تجتمع معاً، والرجل في هذه الحالة يعبِّر عن هذه الشخصية من خلال الشك المبالغ به بزوجته، ولا يمكن الفصل بين شكوكه وريبته في حياته اليومية وهذا الشك بالشريك.
- ضعف الثقة بالنفس: لأسباب مختلفة قد يعاني الزوج من ضعف الشخصية أو ضعف الثقة بنفسه وبالتالي لا يكون متيقناً من وفاء زوجته له كونه يرى نفسه لا يستحق هذا الوفاء، وفي كثير من حالات الشكّ المرضي بين الزوجين يشعر الطرف الشكّاك أنه أقل قدرة على الفوز بالمنافسة مع شخص آخر، ما يجعله فريسة لأفكار وسواسية قهرية نابعة من شعوره بالنقص والدونية.
- قلة ثقة الرجل بزوجته: في بعض الحالات يكون سبب شكّ الرجل بزوجته هو عدم ثقته بها وشعوره أنها غامضة أو أن سلوكها مريب، وربما يعرف بعض الصفات عنها تجعله أكثر ميلاً للشك بها مثل كونها ماديّة أو انتهازية، كذلك قد تكون لبعض القصص المرتبطة بماضي الزوجة أو ماضي عائلتها دوراً كبيراً في توليد الشكوك المرضية عند الرجل، أي الشكوك التي لا تستند للوقائع بل للافتراضات، هذا ما استثناء الرجل الذي يعاني من أزمة ثقة عموماً وليس فقط بشريكته.
- الريبة من القصص التي يسمعها: يسمع الرجل الكثير من القصص والأحداث سواء في المحيط الاجتماعي أو حتى العائلي أو في القصص التي تنتشر عبر الإعلام والأفلام والمسلسلات ووسائل التواصل، هذه القصص قد تسبب للرجل مخاوف وريبة من حالات الخيانة الزوجية، أو خداع الزوجة لزوجها، وتؤجج لديه مشاعر الشك، خاصة إذا وجد هذا الشك ما يدعمه من أفعال الزوجة أو تقاطعات بين سلوكها وسلوك بطلة مسلسل أو بطلة قصة واقعية سمعها!
- وجود خبرات أو تجارب سابقة مع الخيانة: ربما يكون الرجل قد مرّ سابقاً بتجارب عاطفية قاسية، تعرض فيها للخيانة أو الخداع أو الكذب أو أي موقف مخيب للآمال مرتبط بخيانة الثقة، تجعله أكثر حذراً وأقل ثقة بالآخرين وخاصة النساء، لا يشترط أن يكون الرجل طرفاً بهذه القصص، بل ربما يكون شاهداً عليها وخصوصاً في طفولته ومراهقته.
- الغيرة الشديدة: قد يكون لدى الزوج شعور عالي بالغيرة تجاه زوجته لأسباب شخصية أو لحبه لها وتعلقه الزائد بها أو لشكه ببعض الأشخاص حولها، وهذه الغيرة مع الوقت والتفسيرات الخاطئة قد تنتج شكوكاً أكثر عمقاً وتتحول لوسواس لا يستطيع الرجل مقاومته!
- إيحاء الزوجة بأنها تخفي شيء ما: في بعض الأحيان قد يكون لدى الزوجة تصرفات أو أفعال أو أفكار أو آراء توحي للزوج بإمكانية قيامها بخيانته أو خداعه أو الكذب عليه، فيصبح أكثر شكاً بها وحذراً منها وترقباً لأفعالها، سواء كانت الزوجة تمارس نوعاً من الضغط على الزوج أو شكلاً من أشكال الابتزاز العاطفي أو حتى مجرد قلة تقدير لمشاعره تجاه بعض تصرفاتها وأفكارها.
- الشعور بعدم الأمان: أحياناً قد يمر الزوجان بظروف تجعل الزوج لا يشعر بالأمان لناحية زوجته، قد لا تكون مرتبطة بالخيانة الزوجية بالمعنى الدارج، مثلاً أن تكون قد كذبت عليه كذبة كبيرة أو خدعته أو ابتزته أو أخفت عنه معلومات مهمة عن حياتها، فأصبح بعد ذلك لا يثق بها ويسيء تفسير تصرفاتها العادية.
- وجود محرضين للزوج: من الأسباب التي لا يمكن إغفالها لشك الزوج بزوجته وجود المحرضين أو وجود أشخاص يسعون لإفساد العلاقة بين الزوجين لمصالح معينة أو من باب الانتقام أو حتى للتسلية! وفي كثير من القصص نجد الزوج ضحية لأحد أفراد عائلته أو أصدقائه.
تختلف أسباب شك الزوج بزوجته حسب العوامل التي تثير شكوكه هل هي مرتبطة بوقائع وسلوكيات معينة تجعلها شكوكاً مشروعةً نوعاً ما، أم هي محض خيالات يتفاعل معها الزوج دون أن يكون له صلة بالزوجة، أم مزيج بين الحالتين!
فمن ناحية قد يكون شك الزوج ناتجاً عن اكتشافه لكذب الزوجة في الماضي فأصبح يشك بها بسبب هذه الكذبة ولا يأخذ كلامها وسلوكياتها على محمل الثقة، كما أن الشك قد ينتج عن خيانة سابقة بأي درجة أو مستوى من قبل الزوجة، وهذا النوع من الشك من الصعب زواله من قلب الزوج، فهو ينبع من جرح عاطفي كبير قد يحتاج لسنوات حتى يشفى.
ومن جهة أخرى، ربما يكون الزوج قد عانى من مشاكل وصدمات في طفولته ومراهقته أدت لضعف ثقته بالآخرين بشكل عام، أو بالنساء بشكل خاص، مثل تجربة علاقة سابقة تعرض فيها للخداع أو الخيانة، أو قد يكون لدى الزوج اضطرابات نفسية أو عقلية تؤدي لشكوكه مثل الشخصية الريبية، أو فقدان الثقة، أو المعاناة من حالات الرهاب العاطفي.
وفي كثير من الأحيان قد ينتج الشك لدى الزوج تجاه زوجته من مخاوف عميقة لديه من خسارتها، وهذا بسبب تعلقه الزائد بها إلى حد يمكن وصفه بالمرضي، ويرى أن شكوكه تحاصرها وتجعلها دائماً في محاولة لإرضائه وطمأنته وإبعاد أي تصرفات أو أشخاص يمكن أن يتسبب وجودهم بتهديد ثقته بها، كما يمكن أن يكون شديد الغيرة على زوجته ولا يشك بها بقدر ما يكون شكه موجه نحو الأشخاص القريبين منها!
- عزيزي عوامل الثقة بينكِ وبين زوجكِ وحاولي أن تكوني دائماً واضحة وصريحة في كل تصرفاتك.
- تجنبي الغموض أو إخفاء الأسرار أو التأكيد المبالغ به على الخصوصية.
- تقربي من زوجك وافهمي مشاعره، وتعاملي بتقبل ومحبة وعاطفة معه حتى تتراجع هذه الشكوك لديه.
- ادعمي شعور زوجك بالأمان، عن طريق المشاركة في كل شيء، والعمل على تشكيل كيان عاطفي موحد معاً.
- استبعدي أي عوامل وأسباب قد تدعم شكوك الزوج وتغذيها، فالشك شعور قهري يجبره دائماً على الميل لسوء الظن.
- ضعي حد لشكوك زوجك أو إهانته لك بسبب شكوكه، خاصة عندما تكون هذه الشكوك من غير سبب واضح.
- أصلحي أي أخطاء ارتكبتها في الماضي وتحولت إلى سبب لشكوك زوجك.
- دعي زوجك يلاحظ أنك تغيرت فعلاً إذا كانت شكوكه ناتجة عن خيانة أو كذبة سابقة أو صفة سيئة.
- ساعدي زوجك على علاج أي مشاكل عاطفية أو نفسية لديه تسبب شكوكه المرضية.
- إن لم تجدي أي حل لشكوك زوجك، ولم يكن لك ذنب في هذه الشكوك، فيجب التفكير جدياً بخيارات الانفصال عن الزوج المريض بالشك.
- تجنبي عوامل وأسباب الشك: إذا كانت تصرفاتك أو معارفك أو اهتماماتك، أو وجود شخص معين في حياتك، هي ما تثير الشك في قلب زوجك، فمن الأفضل تجنب هذه العوامل خاصة إذا كانت ليست ذات أهمية كبيرة، فحفاظ الزوجة على علاقتها بزوجها والوفاق بينهما هي غاية أهم من هذه الأشياء.
- تجنبي السرية والغموض: عندما يكون لدى الزوج شكوك تجاه زوجته بأي ناحية، فيستحسن منها تجنب المبالغة في السرية لأي شيء في حياتها، وزيادة الأشياء الغامضة حولها، فهذه العوامل تغذي شكوك الزوج بزوجته.
- كوني واضحة وصريحة دائماً: الزوج الذي يشك بزوجته يبحث دائماً عن أعذار أو أشياء تؤكد شكوكه نحوها، وعندما لا يجد ما يؤكد شكوكه فإن هذا بسبب صراحة زوجته ووضوحها، فإن هذه الشكوك من المحتمل أن تتراجع مع الأيام.
- لا تسمحي للشك أن يسيطر على حياتكما: الشك حالة مرهقة على المستوى النفسي للزوجين سواء صاحب الشك نفسه أو الشخص المشكوك به، وعلى الزوجة الواعية عدم السماح لهذا الشك بالسيطرة على حياتها مع زوجها، وفعل أي شيء لا يضرها للتخلص منه.
- ضعي حدوداً للزوج صاحب الشخصية الشكاكة: إذا كانت شكوك الزوج ناتجة عن شخصية مرضية لدى الزوج أو شخصية مرتابة لا تثق بأحد، وتسبب إهانات للزوجة وضغط نفسي كبير عليها دون وجود ما يبررها، فمن الأفضل وضع حدود للزوج والطلب منه عدم ازعاجها ما لم يكن لديه أدلة على شكوكه.
- تجنبي استفزاز زوجكِ وزيادة شكوكه: لا يجب بأي حال من الأحوال قيام الزوجة باستفزاز شكوك زوجها بشكل مقصود دائماً، فالشك من المشاعر التي يسهل استفزازها وتحريضها ولكن يصعب جداً تجنبها والتخلص منها.
لا يمكن اعتبار الشك علامة أو شكلاً من أشكال الحب، فمن يحب شخص يثق به ويحترمه ويتسامح معه ويرغب برؤيته سعيداً، ويعيش مشاعر السعادة والفرح بشكل ثنائي معه، بعيداً عن التملك والأنانية والاتهام، وإذا كانت الغيرة دليلاً على الحب، فإن الشك حالة غير صحية من الغيرة تدل غياب الثقة.
ولكن حالات التعلق العاطفي المرضي التي عادةً ما تكون حالة مصاحبةً للحب والخوف من فقدان هذا الشريك لصالح طرف آخر، قد تسبب لدى صاحبها غيرة مبالغ فيها من أشياء بسيطة ولا تستحق ذلك، وهذا بدوره يفضي لحالات الشك.
وربما شعور الزوج بالمسؤولية تجاه الزوجة والرغبة المفرطة بالحماية تجعل الزوج أكثر ميلاً ورغبةً للتدخل في أصغر وأدق تفاصيل حياة زوجته، لدرجة يجبرها على إخفاء بعض الأشياء لصعوبة التفاهم معه، وهذا بدوره يزيد الأمر سوءً ويزيد الشعور بالشك.
- الهدوء والتفكير بروية: الشك قد يجعل الشخص انفعالي ويرتكب الأخطاء، وبحال شك الزوج بزوجته يجب أولاً محاولة استجماع هدوئه ورباطة جأشه، ثم التفكير بروية بما عليه فعله، حتى لا يرتكب الأخطاء ويخسر أي فرص للتأكد من شكوكه.
- تقييم أسباب شكوكه ومدى واقعيتها: عندما يكون لدى الزوج ظنون وأفكار شك تجاه زوجته، وأمامه تصرفات أو احتمالات أو أفعال من قبل الزوجة مشكوك بأمرها، فعليه اجراء تقييم لهذه الأفكار، من حيث هل هي تصرفات طبيعية وهو يبالغ في شكوه نحوها، أم أنها بالفعل أشياء تستحق الظن والتساؤل والتخوف ويجب التأكد منها.
- العمل على التأكد من الشكوك: يجب على الزوج التأكد أولاً من يقينية هذه الشكوك وحقيقتها في الواقع، من خلال سؤال الزوجة بعض الأسئلة التي لا يمكنها الكذب فيها، إعادة تقييم نظرته لبعض السلوكيات أو الأفعال من قبل زوجته التي سببت شكوكه، ومحاولة البحث عن طريقة تجعله يتأكد بعيداً عن إشعار زوجته بذلك.
- فتح الموضوع مع الزوجة عندما يكون جاهزاً: عندما يصبح الزوج أكثر تأكداً من شكوكه، فيجب أن يستجمع معلوماته ويتوقع رد فعل زوجته ويحضر نفسه لإجابتها ومبرراتها، ثم يفتح الموضوع معها، بحيث إذا حاولت التهرب أو الكذب، فلديه ما يدعم شكوكه، ويرغمها على الاعتراف بأي كذب أو خطأ اقترفته.
- عدم حصار الزوجة بشكوكه: إذا لم يستطيع الرجل التأكد من شكوكه فمن الأفضل ألا يحاصر زوجته بهذه الشكوك، فهي إذا كانت تخفي شيء فعلاً فسوف تأخذ حذرها عندما يحاصرها زوجها بالشك، وإذا كانت بريئة من هذه الشكوك، فإنها سوف تشعر بضغط عاطفي ونفسي كبيرين، بالإضافة للشعور بالإهانة بسبب هذه الشكوك.