شفاء جرح الولادة القيصرية وعلامات الجرح السليم

كيف أعرف أن جرح الولادة القيصرية سليم! اكتشفي مراحل شفاء جرح القيصرية وعلامات سلامة جرح الولادة
شفاء جرح الولادة القيصرية وعلامات الجرح السليم
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

ترتبط بعملية الولادة القيصرية الكثير من الأفكار والمعلومات والشائعات منها الصحيحة ومنها المغلوطة أو المبالغ فيها، حول مضاعفات هذه العملية من ناحية الآلام والالتهابات والتغيرات الشكلية المتعلقة بها، ودائماً ما تبحث السيدة عن هذه المعلومات لتعرف ما الذي عليها توقعه، وكيف يجب أن تتصرف حيال ذلك، في هذا المقال نتعرف على أهم مضاعفات الولادة القيصرية وبعض النصائح المتعلقة بها.

يكون شكل جرح الولادة القيصرية غالباً أفقياً أسفل خط البطن (فوق العانة مباشرة) بطول 10 إلى 15 سم تقريباً، ويكون بلون وردي أو أحمر بعد العملية، ثم يتحول تدريجياً إلى لون أفتح، مع إمكانية وجود ندبة سطحية دائمة تختلف بوضوحها حسب نوع الجلد وطريقة الخياطة.

يختلف شكل جرح الولادة القيصرية خلال فترة الشفاء وبعد الالتئام حسب نوعية الخيوط وتقنية الخياطة المستخدمة وخبرة الطبيب الذي يجري العملية، تأكّدي أن تطلبي من طبيبك الحصول على خياطة تجميلية لجرح الولادة القيصرية والذي يخفف كثيراً من أثر الجرح بعد الشفاء.

animate
  • غياب علامات الالتهاب: من شروط سلامة جرح عملية القيصرية عدم ملاحظة علامات للاتهاب مثل الاحمرار الشديد، أو التورم، أو ارتفاع حرارة الجلد حول الجرح، فوجود هذه العلامات قد يشير إلى وجود التهاب موضعي.
  • عدم وجود إفرازات غير طبيعية: الجرح السليم لا يُفرز صديد، أو سوائل كريهة الرائحة، ووجود أي إفرازات صفراء أو خضراء أو بنية يشير إلى احتمال وجود عدوى، وبالتالي هذا دليل على عدم سلامة الجرح.
  • اندمال الحواف بشكل منتظم: من علامات الجرح السليم بعد العملية القيصرية أن تكون حواف الجرح ملتحمة ببعضها دون تباعد أو فتح، وإلا أي ملاحظات غير طبيعية في عملية الاندمال قد تكون دلالة على وجود مشكلة.
  • انخفاض الشعور بالألم مع الوقت: من الطبيعي وجود ألم في الأيام الأولى بعد العملية القيصرية، لكن الجرح السليم يُظهر انخفاضاً تدريجياً في شدة الألم، وبالتالي فاستمرار الألم يشير لوجود مشكلة.
  • عدم وجود نزيف: بعد مرور الأيام الأولى من العملية القيصرية، يجب ألا يكون هناك نزيف من الجرح، فالنزيف يعني خلل في الاندمال وبالتالي عدم سلامة الجرح.
  • عدم وجود كتلة صلبة أو انتفاخ تحت الجلد: وجود كتلة أو انتفاخ قد يدل على تجمع دموي أو خراج في الجرح، وهذا يحتاج لمراجعة الطبيب لتقييم الحالة.
  • سلامة الجلد المحيط: الجلد المحيط بالجرح يجب أن يبدو طبيعياً من حيث اللون والملمس، دون وجود تغيرات لونية أو تحسس زائد.

التئام الجلد الخارجي لجرح الولادة القيصرية قد يستغرق من أسبوعين إلى 3 أسابيع، أما التئام الطبقات العميقة (الرحم، العضلات، واللفافة) قد يستمر حتى 3 إلى 6 أشهر، وسرعة الشفاء بعد القيصرية تختلف باختلاف العمر، والحالة الصحية، والتغذية، ومدى الالتزام بتعليمات العناية بالجرح.

في حال ظهور علامات مثل فتح جرح القيصرية، أو خروج قيح، أو ارتفاع درجة الحرارة، أو ألم متزايد، يجب مراجعة الطبيب فوراً لأن هذه الأعراض قد تشير إلى تأخر أو اضطراب في عملية الشفاء.

تعتمد عملية شفاء جرح العملية القيصرية على سلسلة من المراحل البيولوجية المنظمة التي تهدف إلى استعادة سلامة الجلد والأنسجة تحت الجلد بعد التدخل الجراحي، وتمتد هذه المراحل على مدار أسابيع، وتتضمن التئام الجلد الخارجي وكذلك التئام الطبقات الداخلية من جدار البطن والجرح، وتتمثل مراحل الشفاء في ما يلي:

  1. المرحلة الالتهابية (الأيام 1–4 بعد العملية): الهدف من هذه المرحلة إيقاف النزيف وبدء الاستجابة المناعية، في هذه المرحلة يتجلط الدم في مكان الجرح، وتتجمع خلايا الدم البيضاء (خصوصاً العدلات) لمحاربة البكتيريا المحتملة، وقد يلاحظ بهذه المرحلة احمرار خفيف، وحرارة موضعية، وتورم بسيط، وألم معتدل، وتُعتبر هذه التغيرات طبيعية ما دامت غير شديدة أو متزايدة.
  2. مرحلة التكاثر (من اليوم 4 إلى الأسبوع الثاني): الهدف من هذه المرحلة بناء نسيج جديد وإغلاق الجرح، وهنا يحدث تكوّن أوعية دموية جديدة (تكوّن الشعيرات)، ونشاط الخلايا الليفية التي تنتج الكولاجين لملء الجرح، وتكون نسيج حبيبي (نسيج وردي اللون يمهّد للإغلاق)، ويلاحظ في هذه المرحلة أن الجرح يبدأ بالجفاف تدريجياً، ويقلّ الألم، مع ظهور قشرة سطحية.
  3. مرحلة إعادة البناء أو النضج (من الأسبوع الثالث حتى الشهر السادس أو أكثر): الهدف منها تقوية النسيج المتكون وتحسين بنيته، ويحدث إعادة تنظيم ألياف الكولاجين لتقوية الجلد والنسيج الضام، واختفاء الأوعية الزائدة وخلايا الالتهاب، وفيها يصبح الجرح مسطحاً أكثر، ويتحول لونه من وردي إلى لون أقرب إلى لون الجلد، وقد يترك أثر ندبي يخف تدريجياً مع الوقت.

وفقاً للمعايير الطبية المعتمدة، فإن التهاب جرح العملية القيصرية من الداخل (أي في الطبقات العميقة مثل عضلات البطن أو الرحم أو الأغشية المحيطة) يُعد من المضاعفات الخطيرة ويصعب أحياناً تشخيصه في مراحله المبكرة لأنه لا يكون مرئياً على سطح الجلد، ومع ذلك هناك مجموعة من العلامات السريرية التي تساعد على الاشتباه بوجود هذا النوع من الالتهاب، وهي كما يلي:

  • ألم بطن مستمر أو متزايد، هذا الألم يكون غير مفسر، يتجاوز الألم الطبيعي بعد العملية، ويزداد مع الوقت بدلاً من أن يتحسن.
  • ارتفاع درجة الحرارة (الحمى) حيث يلاحظ وجود حرارة تفوق 38 درجة مئوية بعد اليوم الثالث من الولادة، وتستمر أو تتكرر دون سبب واضح.
  • إفرازات مهبلية غير طبيعية وظهور إفرازات كريهة الرائحة أو مائلة إلى اللون الأصفر أو الأخضر قد يدل على التهاب في بطانة الرحم.
  • تورم أو انتفاخ في البطن، حيث يحدث انتفاخ غير مفسر أو صلابة في جدار البطن، مع شعور بعدم الراحة أو ألم عند الضغط وهذه من علامات التهاب الجرح
  • تأخر في تحسن الحالة العامة، في حال كان جرح القيصرية ملتهب من الداخل تشعر المرأة بتعب عام، مع شعور بالضعف أو الوهن، وصعوبة في الحركة، وفقدان للشهية.
  • إفرازات من الجرح السطحي (في بعض الحالات) قد تظهر إفرازات قيحية على سطح الجلد تشير إلى أن الالتهاب انتقل من الداخل إلى الخارج.

أما بالنسبة للتشخيص الدقيق فيتم تأكيد التهاب الجرح الداخلي باستخدام، فحص سريري دقيق من قبل الطبيب، أو تحاليل الدم (CBC، CRP)، أو تصوير البطن بالأشعة فوق الصوتية (السونار) للكشف عن تجمع سوائل أو خراج داخلي، وفي بعض الحالات يتم استخدام تصوير مقطعي محوسب (CT) في حال الاشتباه بمضاعفات أعمق.

  • ​​​​​​​الالتزام بالتعليمات الطبية بعد العملية: يجب اتباع جميع التوجيهات التي يقدمها الفريق الطبي بشأن العناية بالجرح، وتنظيفه، وتغيير الضماد، فهذا يستبعد المضاعفات المحتملة ويسرع في عملية التعافي، كما يجب تجنب إزالة الضمادة أو تعريض الجرح للماء في الأيام الأولى إلا إذا أُجيز ذلك من قبل الطبيب.
  • السيطرة على الألم بوسائل آمنة: السيطرة على الألم المرافق للعملية يكون باستخدام مسكنات الألم الموصوفة طبياً، فهذا يسهم في تحسين الراحة العامة ويقلل من التوتر الذي قد يؤثر على التئام الجرح، ويجب الامتناع عن تناول أي أدوية دون استشارة الطبيب، خاصة المضادات الحيوية أو مضادات الالتهاب.
  • مراقبة الجرح بانتظام: يجدر فحص الجرح يومياً لملاحظة أي تغيرات غير طبيعية مثل الاحمرار، أو التورم، أو الإفرازات، ومراجعة الطبيب فوراً عند ظهور علامات الالتهاب أو تدهور الحالة العامة.
  • استخدام حزام دعم البطن عند الحاجة: قد يُوصى باستخدام حزام خاص لشد منطقة البطن لتقليل الضغط على الجرح، خاصة عند الوقوف أو الحركة، ويجب أن يكون الحزام مريح وغير مشدود بشكل مفرط، ولا يُستخدم لفترات طويلة دون فحص الطبيب.
  • تجنب التدخين والمواد الضارة: التدخين يعيق تدفق الدم إلى الأنسجة، ويبطئ من التئام الجروح بشكل كبير، لذا يجب الامتناع تماماً عن التدخين أو التعرّض له خلال فترة الشفاء.
  • متابعة المراجعات الطبية المنتظمة: الحضور في مواعيد المتابعة المحددة بعد العملية ليتابع الطبيب تطور التئام الجرح والكشف المبكر عن أي مشكلة.
animate
  1. ما الأشياء الممنوعة بعد العملية القيصرية؟
    ​​​​​​​من أهم الأشياء الممنوعة بعد العملية القيصرية، هي حمل الأوزان الثقيلة، أو ممارسة الرياضة الشاقة، أو العلاقة الزوجية قبل شفاء الجرح، أو استخدام الدُش المهبلي، وتعريض الجرح للماء دون استشارة الطبيب، وتناول أدوية دون وصفة طبية، أو القيادة في أول أسبوعين تقريباً.
  2. متى يكون الاستحمام بعد الولادة القيصرية؟
    يمكن الاستحمام بعد 24 إلى 48 ساعة من العملية، حسب تعليمات الطبيب، بشرط تجنّب فرك منطقة الجرح أو غمرها بالماء، مع التأكد من تجفيفها بلطف بعد الانتهاء.
  3. ما الآلام الناتجة عن عملية الولادة القيصرية؟
    أكثر الآلام شيوعاً بعد العملية القيصرية هي، ألم في أسفل البطن مكان الجرح، وشد أو تقلص في الرحم، وألم في الظهر بسبب التخدير النصفي، وغازات وانتفاخات في البطن، وألم عند الحركة أو السعال أو الضحك.
  1. ​​​​​​​الحركة المبكرة (مثل المشي في الغرفة) خلال أول 24 ساعة تُساعد في تحسين الدورة الدموية، وتقليل خطر الجلطات الوريدية، وتحفيز الأمعاء.
  2. لا تتجاهلي الألم، لكن لا تخافي منه، الألم في الأيام الأولى طبيعي، ويمكن التحكم به بمسكنات يصفها الطبيب، لكن الألم الزائد أو المفاجئ يتطلب مراجعة فورية.
  3. حافظي على نمط غذائي غني بالبروتين والألياف، فالبروتين يُسرّع التئام الجرح، والألياف تساعد في منع الإمساك، الذي قد يزيد من الضغط على البطن ويؤلم الجرح.
  4. احرصي على العناية بنظافة الجرح، اغسلي يديك دائماً قبل لمس منطقة الجرح، واتبعي تعليمات الطبيب حول تنظيفه أو تغيير الضماد.
  5. تجنّبي حمل أي شيء أثقل من طفلك، أي مجهود بدني زائد في أول 6 أسابيع قد يسبب تمزق في الخياطة أو بطء في التئام الطبقات العميقة.
  6. اهتمي بصحتك النفسية، من الطبيعي الشعور بالتقلبات النفسية بعد الولادة، لكن إذا لاحظتِ مشاعر اكتئاب مستمرة أو توتر زائد، فاستشيري مختص نفسي.
  7. تجنّبي الجماع حتى يسمح به الطبيب، عادةً يُنصح بالانتظار من 6 إلى 8 أسابيع، أو حتى يلتئم الجرح تماماً، لتفادي العدوى أو الألم.
  8. احرصي على ارتداء ملابس مريحة وقطنية، ملابس فضفاضة تُقلل الاحتكاك مع الجرح وتُساعد على التهوية الطبيعية.
  9. راقبي الإفرازات المهبلية والحرارة، الإفرازات المهبلية الكريهة أو الحمى قد تدل على التهاب في بطانة الرحم ويجب إبلاغ الطبيب فوراً.
  10. لا تترددي في طلب الدعم، سواء من الأسرة أو الأصدقاء أو الطاقم الطبي، فترة ما بعد الولادة تحتاج دعم نفسي وجسدي لمساعدة الأم على التعافي الكامل.

المراجع