ما هو علاج الطفل المتحرش وكيف يتم تعديل سلوكه؟
حتى يتم علاج الطفل المتحرش الذي يقوم بالاعتداء الجنسي على أقرانه بأي شكل من أشكال التحرش، نحتاج إلى فهم الأساس النفسي والسلوكي لهذا التصرف، ويتم ذلك من خلال التقييم وفهم الحالة أولاً، ومن ثم اتباع الوسائل العلاجية نفسياً أو عاطفياً أو حتى نفسياً، والتأكيد على الدعم الأسري والاجتماعي.
- التقييم الشامل للحالة: يبدأ العلاج بتقييم نفسي وسلوكي متكامل من قبل اختصاصي، لتحديد دوافع السلوك الجنسي غير المناسب، وتقييم البيئة الأسرية، والتاريخ النمائي والنفسي، ومدى وجود اضطرابات مصاحبة.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يُستخدم لتعديل الأفكار المشوهة، وضبط السلوكيات الجنسية غير الملائمة، وتعليم الطفل بدائل سلوكية مناسبة، من خلال جلسات فردية أو جماعية حسب العمر والقدرة المعرفية.
- التثقيف الجنسي العلاجي: يُقدَّم للطفل بمستوى يتناسب مع نموه العقلي، لتصحيح المفاهيم الجنسية، وتعليمه الحدود الشخصية، والفروق بين السلوك المناسب وغير المناسب.
- العلاج الأسري: يشمل تدريب الوالدين على تعزيز الضبط السلوكي، وتحسين التواصل مع الطفل، ومعالجة أي خلل أو إهمال أو عنف أسري قد يساهم في نشوء السلوك الجنسي غير المناسب.
- العلاج النفسي الفردي: يُستخدم لمعالجة الصدمات أو الاعتداءات السابقة إن وجدت، والتي قد تكون سبب في تقليد السلوك الجنسي أو تكراره على الآخرين.
- المراقبة والمتابعة طويلة المدى: يتطلب العلاج خطة متابعة دورية لتقييم التقدم السلوكي، ومنع الانتكاس، وضمان انتقال الطفل إلى مراحل عمرية لاحقة دون تكرار السلوك.
- إشراك المدرسة والمجتمع: في بعض الحالات، يتم التعاون مع المدرسة لضبط السلوك في البيئة التعليمية، وتقديم الدعم ضمن إطار مجتمعي آمن ومراقب.
- العلاج باللعب (Play Therapy): يستخدم خصوصاً مع الأطفال الصغار للتعبير عن مشاعرهم وفهم دوافعهم دون ضغط.
لماذا يتحرش بعض الأطفال بأقرانهم؟
قد يكون نتيجة تعرض الطفل سابقاً لإساءة جنسية، أو تقليد سلوكيات شاهدها واقعياً على رقمياً، أو ضعف في الضبط السلوكي والتمييز الأخلاقي في سلوكياته لأسباب تربوية أو تطورية، أو اضطرابات نفسية مثل اضطراب السلوك.
هل الطفل المتحرش يعاني من اضطراب نفسي دائم؟
ليس بالضرورة أن يعاني الطفل المتحرش بشكل مؤكد من اضطرابات نفسية، فقد تكون السلوكيات مؤقتة وقابلة للعلاج إذا تم التدخل مبكراً بطريقة مناسبة، فهي في كثير من الأحيان تنتج عن الفضول والتجريب مع ضعف الرقابة والوعي بخطورة بهذا السلوك.
ما نوع العلاج المناسب للطفل المتحرش؟
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو الأكثر فعالية، ويُدمج غالباً مع تدخلات أسرية وتربوية وعلاج نفسي، وفي حالات معينة قد يرتبط هذا السلوك باضطرابات نفسية أو عقلية لا بد من الاهتمام بعلاجها.
هل يمكن أن يتغير سلوك الطفل المتحرش؟
نعم، مع التقييم المبكر، والتدخل العلاجي الصحيح، وعلاج أي اضطرابات نفسية أو عاطفية يعاني منها الطفل المتحرش، يمكن تعديل السلوك ومنع تكراره، كما أن دعم الأسرة وفهمها للسلوك يسهم في نجاح العلاج وتوفير بيئة آمنة للطفل.
هل تتم محاكمة الطفل المتحرش؟
لا تتم محاكمة الطفل المتحرش بتهمة جنائية غالباً، بل تتم إجراءات المحاكمة بهدف تحويله إلى جهة رعاية مختصة تحت إشراف قضائي، ويختلف تعامل القانون والقضاء مع تحرش الطفل بطفل آخر حسب قانون البلد الذي يحدد تفاصيل التعامل مع هذه القضية.
هل يجب عزل الطفل المتحرش عن أقرانه؟
قد يحتاج للعزل مؤقتاً في حالات معينة لحماية الآخرين، لكن الهدف هو إعادة دمجه بعد بدء العلاج، وليس اجراء عقابي أو انتقامي، كما أن العقاب لا يُعدّ طريقة علاجية فعالة، بل قد يزيد السلوك سوءاً، العلاج النفسي السلوكي هو الأفضل.
