اريد الانتحار لأن أهلي يكرهونني

أنا امي تميز اخي علي ولكن صراحتا اتقبل الامر بشكل سلس فالحب ليس بيد احد تسامحي يا اخت فهذه الحياة قاسية بما فيه الكفاية، لذلك لا نقسوا على من انفسنا اكثر لأننا في حاجة إلى من يحنو علينا حتى لو كنا نحن من يحنوا على انفسنا تسامحي

ربما هم يجدوا أنك قدر المسئولية وهذا ما يجعلهم يزيدوا المسئوليات عليكي، أما فكرة قولهم انهم يكرهوكي فربما يفعلوا ذلك حتى يشجعوكي على التعب أكثر فهناك الكثير من الاباء يقسون على الادهم حتى يصيروا أفضل لذلك التمسي لهم العذر فهذا شكل من اشكال البر

من المؤكد يا ابنتي انهم لا يكرهوكي لكن يبدو من قصتك أن لديكي بعض التصرفات التي تفهم بشكل خاطئ أو تجعلهم يظنوا أنك غير جيدة، لذلك حاولي ان ترضيهم حسب ما يريدوه هو وليس حسب ما تريه صحيح

من الواضح انك تحاولين ان ترضى كل من حولك، ونسيتى نفسك، اين انت من نفسك، يجب ان تنجحى لنفسك، وتخلقى لنفسك حياه خاصه بك، ونجاحك فى هذه الحياه سيجعل كل من حولك يحترموك ويسعون الى كسب ودك، وليس العكس، انسى العالم واهتمى بنفسك ولا ترمى اللوم على احد، وحققى ذاتك واستقلاك ،يعود اليك العالم راجيا منك ان تعطيه مساحه ولو صغيره فى حياتك، وساعتها يجب ان تختارى من يستحق ان يكون فى حياتك

اختي العزيزة حاولي ان تذهبي لطبيب نفسي يعالجك من حالة التوحد هذه وبعدها اخبري اهلك بكل ما تشعرين به بأي شكا من الاشكال وبالتأكيد سيتفهموا الامر ويعرفوا انهم كانوا مخطئين في حقك كثيراً

حاولي ان تتناقشي معهم بشكل هادئ وعليكي ايضاً التحمل والصبر فا بكل تأكيد سيأتي عليكي يوم وتتزوجي وتعيش بعيد عنهم وحينها سيشتاقون اليكي بكل تأكيد

يجب عليكي تحمل المسؤلية ، وبالتأكيد هم يحبونك لا يكرهوكي كما تقولين فلا يوجد اب او ام لا يحبون اي طفل من اطفالهم

إبنتي العزيزة ، لقد تركت معاملة ابيك وامك فيك أثرا نفسياً عميقاً ولذلك أدعوك للتوجه إلى الطبيب النفسي من أجل ان يساعدك على تخطي هذه المشكلة ، وصدقيني فهو أفضل من سيساعدك ، خاصة وأن الأمر قد تطور معك لأن ترى أشخاص غرباء وتستيقظين للبكاء في الليل

لا حول ولا قوة إلا بالله ، ومن ادراك أن الله لا يحبك ، او يكرهك ، الله لا يكره يا عزيزتي ، الله يحب عبادة ، وليس معنى انه لا يستجيب لدعائهم انه يكرههم ربما يعرف ان هذه الدعوة ليست في صالحهم ، أنه يحمل لك قدراً وهذا القدر قدر جميل فثقي به ، وحاولي ان تتقربي منه وتقربي من عائلتك ولا تضعي في قلبك شيئا قد لا يكون حقيقيا 

الحقيقة ان المشكلة غير واضحة ولكنني أرى أنك تعانين من الاهتزاز في الشخصية وعدم الثقة في النفس ، فأنت ترين عائلتك تكرهم ، وكذلك الله يكرهك ، والحقيقة أنه لا الله ولا عائلتك يكرهونك وانت فقط تشعرين بإنعدام الثقة في نفسك ، حاولي أن تزيدي ثقتك في نفسك قليلاً وسوف يكون كل شيء على ما يرام فلا تخافي من هذا الأمر 

حبيبتي ، كيف يكرهك الله ، وهو الذي خلقك ؟ وهو الذي تدعينه في حاجتك .. أنت لك إيمان به فكيف يكرهك ، بالعكس هو يحبك كثيراً ، ويعرف ما بداخلك ، فإستمري في دعاءه ، بكل تأكيد ربك يحبك ، لو احببته بقدر حبه لك سوف يستجيب لك في الوقت المناسب 

عزيزتي الله قد لا يستجيب لك في الدعاء لأنه يحمل لك شيء أكبر ، او لأنه يعرف أن توقيت الدعاء ليس صحيحاً وينتظر التوقيت الصحيح ، لا يوجد دعوة تضيع عند الله ، قد يقوم ربك بتأجيلها ولكنه لا ينساها فلا تتركي حبل الله واعتصمي به إلى الأخير

في البداية يا حبيبتي لا يوجد أهل يكرهون بنتهم ، ثاني شيء وإن كانوا سيفرقون بينها وبين اخوتها وهذا مستحيل فهم لن يفرقوا على اساس الجمال ، فلا تضعي مثل هذه الأفكار في رأسك في النهاية ، وحاولي أن لا تكبري المواضيع في رأسك وتضخميها حتى لا تصنعي حواجز بينكم