أسباب الانتحار وأعراض ما قبل الانتحار

بحث عن الانتحار، أعراض الانتحار وأسباب الانتحار والرغبة بإيذاء الذات، الأمراض والاضطرابات النفسية وعلاقتها بالانتحار، إحصائيات عن الانتحار، ومشاهير قرروا إنهاء حياتهم
أسباب الانتحار وأعراض ما قبل الانتحار

أسباب الانتحار وأعراض ما قبل الانتحار

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس مقولة نالت من الشهرة والإعجاب الكثير، وربما تعبر هذه المقولة بشكل كبير عن خيارين: قتل اليأس لعيش الحياة، أو إنهاء الحياة للتخلص من اليأس!.
الانتحار هو الإيذاء المتعمد للذات بقصد إنهاء الحياة، وغالباً ما يكون سبب الإقدام على الانتحار الإحساس بشعور عميق باليأس يؤدي إلى عدم القدرة على رؤية حلول للمشكلة، أو عدم القدرة على التعامل مع ظروف الحياة الصعبة.
وقد تكون هذه الظروف أو الأسباب طارئة تتعلق بمشكلة جديدة مستعصية تؤثر على حياة الفرد بشكل درامي، أو قد تكون متراكمة ومتعلقة ببعض الاضطرابات النفسية التي تجعل الفرد أقل تعلقاً بالبقاء.
سنتعرف في الفقرات القادمة إلى مجموعة من أبرز أسباب الانتحار، ولماذا يقدم الإنسان على إنهاء حياته؟ ما هي أهم المؤشرات والعلامات التي تسبق الانتحار؟ ما هي الإحصائيات والأرقام التي تتحدث عن الانتحار بالعالم؟، ونتحدث عن الانتحار بين الأطفال، ونذكر أمثلة عن مشاهير قرروا الانتحار.

يجب الأخذ بعين الاعتبار مدى خطورة هذه المؤشرات كونها بداية النهاية المأساوية التي يختاره الشخص المنتحر لنفسه، ويختارها أيضاً لمن حوله لأنه يترك آثار الحزن والأسى لعائلة أو صديق أو مقرب، على الرغم من أن هذه العلامات أو المؤشرات ليست شرطاً لازماً للانتحار إلا أنها مؤشرات مهمة غالباً ما تظهر على من يفكر بإنهاء حياته، تلك الأعراض هي:

  1. الحزن العميق والمزمن

    إن الحزن طويل الأمد والمزاج المتقلب والغضب السريع كلها أعراض تؤثر على آلية اتخاذ القرارات عن الإنسان، ويعتبر الحزن العميق من أبرز علامات التفكير بالانتحار.
  2. الإحساس باليأس وفقدان الأمل

    اليأس والسوداوية من أسباب الانتحار وعلاماته في نفس الوقت، فالأشخاص السوداويون أكثر عرضة للتفكير بالانتحار من غيرهم، لأنهم غالباً ما يعانون الخوف من المستقبل والقناعة بعدم إمكانية تحسن ظروف الحياة، كذلك الانقلاب المفاجئ من التفاؤل إلى التشاؤم مؤشر سلبي قد يدل على التفكير بالانتحار.
  3. الهدوء المفاجئ والانسحاب

    تتغير شخصية المقبل على الانتحار بشكل كبير، ربما من القلق والتوتر إلى الهدوء، فيقبل جميع المواقف وبأي شكل ولو على حسابه الشخصي، هذا يدفع إلى القلق!، حيث يتحول الهدوء بعد فترة من الوقت إلى كآبة ملازمة للشخص، والكآبة بحد ذاتها كفيلة لتكون محددة لمصير الانتحار والتفكير بإنهاء الحياة.
    وغالباً يميل الشخص المقدم على الانتحار إلى العزلة والهدوء والشرود المبالغ فيه، حتى تشعر كأنه لا يستمع إليك ولا يبالي بشيء، فتجد أن كثير من الأشخاص المقبلين على الانتحار يعانون من تغيرات مزاجية تؤدي إلى الانسحاب من الحالة المألوفة إلى العزلة والوحدة والكآبة.
  4. التخلي عن أغراض شخصية والتحضير لإنهاء الحياة

    التخلي عن أغراض شخصية من خلال توزيعها على المقربين أو التبرع بها، وكتابة وصية أو رسالة، توديع الناس وطلب السماح منهم، جميعها مؤشرات على كتابة النهاية، فغالباً ما يفكر الشخص المقبل على الانتحار بكتابة ملاحظاته قبل التفكير في الانتحار تاركًا رسالة ما.
  5. السلوك الخطر والسلوك الضار ذاتياً

    السلوك الخطر قد يكون جزءاً من تكوين الشخصية، لكنه عندما لا يكون كذلك فقد يصبح مؤشراً على التفكير بالانتحار، فإذا كان الشخص معروفاً بقيادته الهادئة وأصبح فجأة يقود سيارته بتهور، وإذا كان شخصاً ملتزماً بمبادئ أخلاقية واجتماعية ثم انقلب فجأة للانخراط في العلاقات الجنسية غير الآمنة، وتناول الكحوليات بشكل مفرط، كل هذه الانقلابات قد تكون مؤشرات تعبر عن عدم اهتمام الشخص بالحياة التي يعيشها ورغبته بإنهائها.
  6. الحديث عن الانتحار

    غالباً ما تجد الشخص المقبل على الانتحار يتحدث عن الانتحار وعن الرغبة بالموت ورؤية الحياة بلا قيمة، وقد يقصد من ذلك التمهيد إلى مستمعيه أنه بالفعل سينتحر، وربما يذكر لك أمثال مشاهير انتحروا نتيجة قراءته واهتمامه بمثل هذه الأمور، فهو أيضاً يبحث لنفسه عن مبررات من خلال الاطلاع على وجهة نظر من سبقوه إلى الانتحار.
animate

يمكن القول بوجود الكثير من العوامل المؤثرة باتخاذ قرار الانتحار، ولكن الأكثر شيوعاً هو معاناة الشخص من الاكتئاب الحاد نتيجة عوامل تتعلق بحياته التي يعيشها، كالشعور بالألم العاطفي مثلاً فلا يرى أية طرق لتخفيف هذه الآلام، فالاكتئاب هو أحد أهم أسباب الانتحار، ذلك المرض المتزايد في جميع أنحاء العالم.
الاكتئاب اضطراب معقد يشمل العديد من أنظمة الجسم وأجزائه، ويحدث الاكتئاب نتيجة لأسباب كثيرة، فقد ينتج عن عوامل وراثية، أو ينتج عن الصدمة كفقدان الأحبة أو الأهل، وقد ينتج عن عدم القدرة على التأقلم وغيرها.
 وينعكس الاكتئاب على الشخص المكتئب بآثار واضحة جسدياً ونفسياً، فقد يفسد الجهاز المناعي، يعطل النوم، يسبب فقدان الوزن نتيجة تداخله مع الشهية.
وهناك أمراض عقلية أخرى ذات علاقة بالانتحار مثل انفصام الشخصية(schizophrenia)  ذلك المرض الذي يمكنه أن يؤثر على الشخص فسيولوجيا ونفسياً وعقلياً وعصبياً، مما يولد الارتباك والتوتر في حياة الشخصية لدرجة أنه قد يؤذي نفسه.
كذلك اضطراب ثنائي القطب بمعنى المزاج المتقلب على فترات متناوبة (مزاج عالي ومزاج منخفض) والذي ينتج عنه الاضطراب والتوتر مما يشوش الفكر ويسبب ضعف محاكمة العقل وقلة الحيلة فيصبح المريض مهزوز الشخصية، مما يزيد خطر تعرض الشخص للانتحار.
كذلك اضطرابات الشخصية الحدية تدفع بصاحبها إلى الانتحار نتيجة عدم قدرته على التأقلم وشعور الوحدة الملازم يحفز فكرة الانتحار، وتشير الأبحاث أن ما يصل إلى 80% من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدي سيقومون بمحاولة انتحارية واحدة على الأقل، بينما يقوم العديد منهم بأكثر من محاولة.

لماذا قام المنتحر بهذا الفعل الشنيع؟ هذا السؤال الذي يفكر به أهل المنتحر والمقربين منه غالباً، سؤال يحتاج إلى دقة وتمحيص!، فلماذا قد يقدم الإنسان على إنهاء حياته وهو الذي فطرته الحفاظ على بقائه وحماية نفسه من الخطر؟.
الجواب عن هذا السؤال ليس أمراً سهلاً، فدوافع الانتحار  وإن بدت واضحة كاليأس وفقدان الأمل أو التعرض لضغط كبير؛ إلّا أنها أيضاً متداخلة ومعقدة ومتعددة.
 
يرى د. أليكس ليكرمان أن هناك أسباب ستة أساسية تؤدي إلى الانتحار:

  1. الاكتئاب والانتحار:
    "إنهم مكتئبون هذا بلا شك هو السبب الأكثر شيوعاً" يقول د. ليكرمان، كثيراً ما نجد المكتئب يتحدث عن الموت، فالمكتئب كثيراً ما يرى حياته ليس لها أي غرض وليس لها أي قيمة وكأنها عبء عليه وهو عبء عليها.
    وترتبط أعراض الاكتئاب ارتباطاً وثيقاً بأسباب تؤدي في النهاية إلى الانتحار، فالمكتئب صاحب مشاعر حزينة ،يائس، لديه إحساس بعدم القيمة، محبط، غالباً ما يشعر بالأرق والتعب، منهك ومجهد...إلخ.
  2. السايكوباتية والانتحار
    الذهان أو السايكوباتية اضطراب عقلي نفسي ينتج عنه مجموعة من التهيؤات والخيالات المرضية، وقد يعاني المصاب بالذهان من أصوات داخلية تدفع للانتحار، فالشخصية السايكوباتية منفصلة عن الواقع وغير قادرة على ممارسة محاكمة عقلية سليمة.
  3. التهور والاندفاع
    الأشخاص الذين يتميزون بشخصية متهورة ومندفعة ينخرطون بمغامرات قد تترك عندهم الكثير من المشاعر السلبية التي تقودهم للتفكير بالانتحار كالشعور بالخجل والعار، وهذا التهور والاندفاع قد يقود إلى الانتحار بشكل مباشر، أو يقود إلى سلوكيات تحرض الأفكار الانتحارية كالإدمان.
  4. الفشل في طلب المساعدة
    الشخص الذي يفكر في الانتحار قد لا يرغب بإنهاء حياته فعلياً، لكنه يحاول طلب المساعدة وإخبار من حوله أن هناك خطباً ما، وهذا ما يفسر لنا اختلاف طرق الانتحار وتعددها، فمن يلجأ للانتحار عبر تناول حبوب الدواء يعلم مسبقاً أن فرصه بالنجاة أكبر ممن يطلق النار في فمه!.
    يقول د. ليكرمان: المثال النموذجي على ذلك هو تلك الفتاة المراهقة التي تعاني من قلق حقيقي بسبب علاقة ما، ما دفعها لابتلاع زجاجة كاملة من دواء التايلينول الذي يحتوي على باراسيتامول، لكنها لم تكن تعلم أن جرعة كبيرة من هذا الدواء كفيلة بإتلاف الكبد بشكل نهائي، فلقت مصرعها وهي لا تريد الموت، بل تريد أن تطلب المساعدة!.
  5. أصحاب أمراض الموت -اللا شفاء-
    قد يكون يأساً من الشفاء أو مجرد رغبة في التحكم بالمصير، حيث تعتبر الأمراض التي تسبب آلاماً شديدة وتغيرات جسدية كارثية دافعاً للانتحار، كذلك الأمراض التي يكون الشفاء منها شبه مستحيل، حيث تصبح  فلسفة –تقصير المسافة- منهجاً للمريض تدفعه لإنهاء حياته.
  6. الشعور العميق بالذنب
    يحرم الشخص نفسه من الحياة نتيجة خطأ لا يمكن أن يسامح نفسه عليه، فيقرر أن يذهب بعيداً عن الأعين، بعيداً عن نفسه، حيث يمنعه ضعف شخصيته من المواجهة وإيجاد الحلول، أو أن الخطأ الذي ارتكبه له نتائج أسهلها عليه الموت، فيهرب من الواقع ويقرر الانتحار.
  7. اضطراب الصدمة والانتحار
    حينما يتعرض الشخص لتجارب مؤلمة مثل الاعتداءات الجنسية في مرحلة الطفولة، أو الاغتصاب، أو  صدمات الحروب، ذلك يدفعه إلى التفكير بالانتحار بشكل كبير حتى ولو بعد سنوات من هذه الصدمات لأنها تحدث كنوبات على فترات متباعدة، مما يزيد خطر الانتحار.
  8. الخوف من الخسارة أو الخسارة نفسها
    يمكن أن يفكر الشخص بالانتحار إذا خسر أو خاف أن يخسر، كما يحدث في العلاقات الرومانسية مثلًا ،أو  فقدان وظيفة، أو عدم الحصول على وظيفة، أو خسارة مركز اجتماعي، هذه الخسارة  والخوف منها تدفع الشخص إلى الانتحار.

يمكن أن يلجأ الأطفال والمراهقون الصغار إلى الانتحار نتيجة الاكتئاب الحاد، أضف إلى ذلك التعرض للعنف من قبل الآخرين سواء من الأهل أو من المدرسة.
والأطفال أصحاب السلوك العدواني أكثر عرضة للانتحار من غيرهم، والجدير بالذكر هنها دور الألعاب العنيفة التي قد تولّد سلوك عدواني لدى الأطفال.

ويمكن رصد بعض العلامات التي تدل على تفكير الأطفال بالانتحار كالآتي:

  • علامات اكتئاب الأطفال والتغيرات السلوكية الحادة التي لا علاقة لها بتطورهم السلوكي السوي.
  • عبارات مثل "ليتني أموت" أو "لا تقلق لن أكون مصدر إزعاج بعد الآن" كلها عبارات وجب أخذها في الاعتبار.
  • التوقف عن التخطيط والتوقف عن الحديث عن المستقبل كلها عوامل وأعراض توضح بيات النية في اتخاذ قرارات انتحارية.
  • الإقدام على سلوكيات إيذاء الذات.
  • تابع سجل بحث أطفالك في محركات البحث، ربما بحثوا عن طرق الانتحار.

لذا وجب عزيزي القارئ سؤال أطفالنا إن كانوا يشعرون بحزن أو يعانون من مشكلات معينة، ويجب عليك عزيزي القارئ تقييم طفلك والاهتمام بأحوال الأطفال وخصوصاً العاطفية، وأخذ هذه الأمور المهمة بجدية واعتبارها مؤثرة في قراراته الحياتية.

  • ما يقرب من 800000 شخص يموتون بسبب الانتحار سنوياً بمعدل شخص كل 40 ثانية، كما أنه في مقابل كل شخص بالغ مات منتحراً هناك أكثر من 20 آخرين يحاولون الانتحار.
  • كما أن الانتحار هو السبب الثاني الرئيسي للوفاة بين الفتيان والشبان الذين تتراوح أعمارهم بين ال 15 عام وال29 عام على مستوى العالم كله.
  • في عام 2016 وقعت 79% من الوفيات بسبب الانتحار في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة.
  • كما أن الانتحار كان السبب الثامن عشر للوفاة  لنفس العام بنسبة 1.4% على مستوى العالم.
  • ارتفعت الوفيات بسبب إيذاء الذات وفق دراسة  د/ علي مقداد بنسبة 100% (30000 منتحر) في الشرق الأوسط خلال الـ 25 عاماً الماضية في منطقة الشرق الأوسط.

من بين العديد من المنتحرين نجد مشاهير كثر تركوا الحياة منتحرين، نذكر منهم:

فرجينيا وولف
وهي واحدة من أهم كاتبات القرن العشرين برواياتها التي صنفت كأفضل ما قدم الأدب الإنجليزي في عصرها، في الثامن والعشرين من مارس عام 1941 قامت فرجينيا وولف بملء معطفها بالحجارة ورمت بنفسها في النهر,
ربما السبب كان نتيجة الحرب العالمية الثانية، أو لتدمير منزلها بلندن مما نتج عنه أمراض عصبية ونفسية جعلتها غير قادرة على الكتابة كما ذكرت في رسالتها. 
 وعليه قررت الانتحار تاركة وراءها رسالة موجهة إلى زوجها أنهتها بسبب صريح كونها لا تريد إفساد حياته وأنها فقدت كل شيء إلا يقينها بما لديه من خير.

تيسير سبول
الأديب تيسير سبول (1939/1973)شاعر وكاتب أردني، كان صاحب شخصية قوية ويتميز بسرعة البديهة والذكاء، ولكنه قرر الانتحار  بسبب الأحداث السياسية المؤلمة-هزيمة حزيران- والتي زعزعت ما استقر من حياته وكانت هذه بداية موت الشعر، وانتحر من خلال إطلاق النار على نفسه.

كريستين تشوبوك
المذيعة المشهورة كريستين تشوبوك (1944/1974) والتي فضلت أن تموت وذلك بإطلاق النار على نفسها أثناء البث المباشر معلنةً في رسالتها الأخيرة:
"تماشياً مع سياسة قناة 40، بأن تقدم لكم الأحدث من الأخبار الدموية (الدم والأحشاء) وبالألوان الطبيعية، ستشاهدون الآن خبراً آخر، محاولة انتحار".
وذلك بسبب المشاكل التي دارت بينها وبين مدير المحطة والذي كان يسعى للأخبار المثيرة بدون اعتبارات إنسانية بهدف الربح المادي وبكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، مما جعلها تقف أمامه وتوضح للعالم أجمع هذا الأسلوب الرخيص الذي ينتهجه الكثير من أصحاب ومديري المحطات.

خليل حاوي
خليل حاوي (1919/1982)
ابن لبنان، كان شاعراً، ولقب بشاعر الرموز حيث كانت قوام شعره، كان انتحاره بسبب دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي  إلى بيروت عام 1982، حيث قام حاوي بإطلاق النار على رأسه في منزله في شارع الحمراء ببيروت.