اللطف وسيلة فعّالة للحدّ من القلق

كن لطيفاً وتغلب على القلق.. ووفقاً للبحث العلمي، ما هي التقنيات التي تقضي على القلق وتزيد الشعور بالسعادة؟
اللطف وسيلة فعّالة للحدّ من القلق

اللطف وسيلة فعّالة للحدّ من القلق

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

على مستوى العالم.. يعاني شخص واحد بين كل 13 بسبب القلق، فإذا كنت ضحية لهذا الاضطراب والمرض غير المرئي، تابع قراءة المقال، لأن هناك طريقة واحدة بسيطة للتغلب عليه؛ كن لطيفا مع الآخرين.

محتويات المقال (اختر للانتقال)
  1. الحدّ من القلق
  2. حقائق حول القلق 

اللطف مع النفس ومع الآخرين يكافح القلق 
تشير دراسة حديثة، نُشرت في مجلة دراسات السعادة، إلى أن نشر اللطف يمكن أن يقلل من مستوى القلق لدينا، ويقول الباحث المشارك في هذه الدراسة وأستاذ علم النفس بجامعة ولاية أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، دوغلاس جنتيلي (Douglas Gentile): "إن اللطف والتصرف بلطف مع الآخرين، يقلل من القلق ويزيد من السعادة ويعزز مشاعر التواصل الاجتماعي، إنها استراتيجية بسيطة لا تستغرق الكثير من الوقت، لدمجها في أنشطتك اليومية، ليس ذلك فحسب بل يميل الأشخاص، الذين يتمنون الخير للغير إلى الشعور؛ بقلق أقل وسعادة أكبر وتعاطف أكبر ومشاعر أعلى للاهتمام والترابط الاجتماعي".

تقنيات للحدّ من القلق وتحسين السعادة

جرب الباحثون في هذه الدراسة؛ ثلاث تقنيات خاصة تهدف إلى تقليل حدّة القلق، وللقيام بذلك طلبوا طلاب جامعيين أن يتجولوا في مبنى لمدة 12 دقيقة، ويمارسون أحد التقنيات التالية:

  1. التعامل مع الآخرين بطيبة: من خلال تمني شيئاً إيجابياً للآخرين، حيث طُلب من الطلاب النظر إلى الأشخاص الذين يمرون بهم والتفكير بأنفسهم، وقول عبارات مثل: "أتمنى أن يكون هذا الشخص سعيداً"، وقد تم تشجيع الطلاب على أن يقولوا ذلك برغبة عميقة.
  2. محاولة إقامة الترابط مع الآخرين: طُلب من الطلاب أيضاً، التفكير في كيفية ارتباطهم بالأشخاص الذين يرونهم، حيث اقترح الباحثون التفكير في نفس المشاعر والآمال، التي قد يشاركونها، أو حتى نفس المفاهيم التي قد يتبنوها.
  3. المقارنة الاجتماعية: طُلب من الطلاب النظر إلى أشخاص آخرين، والتفكير في الكيفية التي قد يكونون بها أفضل منهم، حيث كانت هذه المقارنة الاجتماعية تدور حول إجراء مقارنات مع الآخرين الذين قد يكونوا أقل شأناً أو أقل حظاً، أتذكر قولاً من ثقافتنا العربية: "أنت أفضل من عشرة أشخاص، وهناك عشرة أفضل منك".

على كل حال.. أجرى الباحثون في هذه الدراسة؛ مجموعة مراقبة أيضاً، حيث طلبوا منهم مراقبة سمات معينة لدى الأشخاص الذين يقابلونهم، (ملابسهم ما يحملونه والإكسسوارات والماكياج.. الخ)، ثم قام الباحثون بمسح ودراسة جميع الطلاب قبل وبعد "التجول"، من حيث القلق والسعادة والإجهاد والصحة والتعاطف.

نتائج اختبار هذه التقنيات.. الحدّ من القلق
وجد الباحثون أن أولئك الذين كانوا محبين أو تمنوا للآخرين الشعور بالرضا، كانوا أكثر سعادة ورعاية وتأكيداً وأكثر ارتباطاً بالآخرين.. وأقل قلقاً، لكن ماذا لو لم تتطابق شخصيتك مع هذه التقنيات؟ على سبيل المثال، قد يواجه الأشخاص النرجسيون وقتاً عصيباً في تمنياتهم للآخرين بالسعادة!
اتضح من خلال هذه الدراسة، أن توافق شخصيتك مع هذه التقنيات لا يهم على الإطلاق، ويوضح الباحثون: "هذه الممارسة البسيطة؛ ذات قيمة بغض النظر عن نوع شخصيتك، إن تقديم المحبة إلى الآخرين قد ساهم بشكل جيد في تقليل مستويات القلق، على قدم المساواة مع زيادة السعادة والتعاطف وتعزيز مشاعر الارتباط الاجتماعي".
تشير دراسة أخرى أجريت في عام 2015، إلى أن "اللطف يساعد في الحدّ القلق الاجتماعي، كما أن أداء التعاطف أعطى ردود فعل إيجابية من الناس، كذلك يقلل اللطف من التوقعات والأحكام الاجتماعية، ويقلل من حاجة الفرد إلى تجنب التفاعلات الاجتماعية، بسبب الخوف أو القلق".

المقارنة الاجتماعية تؤدي إلى مزيد من القلق

من ناحية أخرى، كان الطلاب الذين قارنوا أنفسهم بالآخرين غير راضين وأكثر قلقاً، ليس ذلك فحسب، لكن زاد توترهم أيضاً!
ويشرح الباحثون: "المقارنة الاجتماعية في جوهرها؛ استراتيجية تنافسية، هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يكون لها بعض الفائدة، لكن تم ربط العقليات التنافسية بالإجهاد والقلق والاكتئاب أيضاً"، وهذا غير مفاجئ، حيث أظهرت الدراسات المختلفة حول المقارنة الاجتماعية، أو المقارنة المستمرة بيننا وبين الآخرين؛ كيف تساهم في التعاسة وضعف مشاعر تقدير الذات.
علاوة على ذلك، تتضخم الآثار السلبية للمقارنة الاجتماعية مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، بحيث يكاد يكون من المستحيل عدم إجراء مقارنات على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تختبر الدراسة المذكورة ذلك، لكن الباحثين فيها وضحوا: "أننا نشعر غالباً بالحسد أو الغيرة أو الغضب أو خيبة الأمل؛ رداً على ما نتابعه على وسائل التواصل الاجتماعي، وتلك العواطف تعرقل إحساسنا بالرفاهية والرضا".

في المحصلة... اللطف لا يكلفك شيئاً، وإذا كان يساعد في التغلب على القلق، فما الضرر من المحاولة؟ ستجلب السعادة لنفسك وللآخرين من حولك، وكما نعلم جميعاً (رجع الصدى).. بأن الآخرين قد يبادروا بالمزيد من اللطف إزاء لطفنا، علاوة على ذلك، فإن ضخ الإيجابية لديك؛ يمنعك من مقارنة نفسك مع الآخرين باستمرار، تقول أستاذة علم النفس بجامعة كاليفورنيا الدكتورة سونيا ليوبوميرسكي (Sonja Lyubomirsky): "الناس الذين ينخرطون في تصرفات لطيفة؛ يصبحون أكثر سعادة مع مرور الوقت، عندما تكون لطيفاً مع الآخرين، تشعر بالرضا كشخص أكثر أخلاقية وتفاؤلاً وإيجابية"

animate

حقائق عن الأشخاص الذين يعانون من القلق
تفسر الجمعية الأمريكية للأمراض النفسية (APA) اضطراب القلق بأنه: "عاطفة تنطوي على مشاعر التوتر والأفكار المضطربة مترافقاً مع الحالات البدنية مثل: ارتفاع ضغط الدم"، وفيما يلي خمسة حقائق مهمة، يجب عليك تذكرها.. في حال كنت تعاني من القلق أو كان لديك شخص عزيز يعاني من هذا الاضطراب:

  1. الأعراض الجسدية والنفسية: من السهل ملاحظة الطرق التي يتجلى بها القلق، والعلامة الأولى التي يجب الانتباه إليها هي التكلم بسرعة، كما قد يكون هذا مصحوباً بأخذ أنفاس أقصر أو المشي حول الغرفة أو النقر على الأصابع أو بالقدمين، كما أن ضربة مفاجئة من القلق يمكن أن تأتي جنبا إلى جنب مع الأعراض الجسدية أيضاً.. ولسوء الحظ فهي ليست بهذه البساطة، إذ قد يعاني الشخص القلق من صداع مفاجئ قد لا يستمر أكثر من لحظة، والعلامات الجسدية الأخرى الواضحة هي: الغثيان واضطرابات في المعدة، بالإضافة إلى زيادة مزعجة في درجة حرارة الجسم والوجه، فإذا أظهر أحد أفراد أسرتك هذه الأعراض؛ من الأفضل أن تجد طريقة لتخفيف قلقه، خلاف ذلك هو الفرصة لرؤية الشخص القلق في منتصف حالة القلق التي بدأت تعتريه.
  2. الاكتئاب: يمكن أن يكون علامة أخرى على القلق، ووفقاً للبحث، الذي أجرته جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية: "فإن حوالي نصف الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق، لديهم شكل من أشكال وأعراض الاكتئاب"، يمكن أن تكون أعراض كليهما (القلق والاكتئاب)، خاصة عند التقاءهما.. مدمرة، لأن الأشخاص الذين يعانون من قلق واكتئاب؛ لديهم سلوك يحركه الخوف، مما يؤدي إلى اللامبالاة.. وهذه الحياة يمكن أن تكون مرهقة جداً، لهذا السبب يحتاج الشخص القلق؛ إلى أن تكون داعماً له وهادئاً معه، عندما يُصاب بهذا الاضطراب الساحق.
  3. مشاكل التنشئة الاجتماعية: البيئات الاجتماعية قد تشكل تحدّياً حقيقياً للأشخاص، الذين يعانون من القلق؛ كلما زاد شعور الناس بالإرهاق والترهيب، وبالطبع لا يزال معظم الأفراد يتوقون إلى التفاعل البشري عندما يشعرون بالرضا، لكنهم يحتاجون إلى وقت لوحدهم للراحة وتهدئة عقولهم، ومع الشخص القلق؛ لا تأخذ الأمر شخصياً عندما لا يستطيع أن يكون معك، إذا منحته وقتاً كافياً، سيخبرك وأنت تعلم ذلك، عندما يكون مستعداً لمرافقتك لتناول العشاء في مطعم أو لمشاهدة فيلم في السينما مثلاً.
  4. وصمة الأمراض النفسية: على الرغم من أن علم النفس قد أظهر تقدماً هائلاً خلال القرن الماضي، إلا أن الأمراض والحالات العقلية والنفسية؛ تُعتبر حتى اليوم فئة أكثر تخصصاً من الأمراض، مع ذلك إذا كان شريكك قلقاً، فلا ينبغي أن تؤثر عليك هذه المقولات بأي شكل من الأشكال، ما عليك فعله هو أن تكون شريكاً وداعماً ومخلصاً، والسبب في وصمة العار التي ترافق الأمراض النفسية، وكونها واحدة من الصور النمطية السائدة، هو أن مثل هذه المشاكل النفسية والعقلية تلقى عدم الاهتمام، لذا يجب أن تتعامل مع قلقك وقلق الآخرين باهتمام.
  5. الرياضة والنظام الغذائي والنوم الجيد: من المعروف أن الرياضة تخفف من التوتر والقلق وتجعل الناس يشعرون بسعادة وصحة أكبر، والخبر السار هو: أنت لست بحاجة إلى قضاء يومك بالكامل في صالة الألعاب الرياضية، حيث لا يتطلب الأمر سوى ساعة أو أقل من التمارين يومياً، للحصول على تأثيرات إيجابية، ثم أن اتباع نظام غذائي جيد والنوم هي أيضاً عوامل حاسمة لتخفيف القلق، حيث يمكن أن يجعل حالة الأشخاص الذين يعانون مع القلق بصحة جيدة، ويمكنهم من التعامل مع التوتر بشكل أفضل، كما قد يؤثر النوم الجيد على مزاجهم بطريقة إيجابية ويقلل من مستويات الإجهاد الذي يسببه القلق.
  6. القلق ليس لطيفاً أو ناعماً أو حالة شعورية سهلة: إنه اضطراب خطير يؤثر على جميع جوانب الحياة، كما يجعل المتضررين وحياة أسرهم مرهِقة، لأنه يحول الأنشطة اليومية العادية إلى معارك، حيث تحتاج إلى الصبر والتفهم إذا كان شريك حياتك مثلاً يعاني من هذا الاضطراب، حيث يجب عليك الحفاظ على هدوءك كما ذكرنا أعلاه، ويجب ألا تنسى أنه إذا شعرت بالتوتر حيال حالته، فإن حالته العصبية وإجهاده تتولد بسبب ضعف قوتك، أخيراً.. يجب ألا ننسى أن القلق لدى شخص عزيز علينا أمر صعب، ومن الطبيعي أن تتعب من وقت لآخر، لكن هذا لا ينبغي أن يجعلنا نستسلم، فمع السلوك الصحيح والكثير من الحب، يمكن للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب التغلب عليه، أو على الأقل الحدّ من تأثيراته.

في النهاية.. إن اللطف يحسن حالتك المزاجية، وله تأثير إيجابي على قلبك ويمنحك السعادة، التي قد تكون مجرد مفتاح لمحاربة قلقك، ولا تنسى مشاركتنا حول كيفية عيشك حالات اللطف مع من حولك.