أسباب وسواس الموت عند الأطفال (الطفل الذي يخاف من الموت)

ما أسباب وسواس الموت عند الأطفال؟ تعرفوا إلى سبب خوف الطفل من الموت وكيفية التعامل مع الطفل الذي يخاف من الموت
أسباب وسواس الموت عند الأطفال (الطفل الذي يخاف من الموت)
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

ما أسباب وسواس الموت عند الأطفال وما مظاهر الخوف من الموت عند الأطفال؟ كيف يمكن التعامل مع كلام الأطفال عن الموت وأسئلتهم حول ماذا يحدث بعد الموت؟ وكيف يمكن توصيل فكرة الموت للأطفال وعلاج الطفل الذي يخاف من الموت؟ كل هذه التفاصيل سنتحدث عنها في هذا المقال.

ما هو وسواس الموت عند الأطفال؟ كيف يرى الأطفال الموت؟ كيف يكون تفكير الأطفال بالموت؟ كيف يكون شعور الطفل الذي يخاف من الموت؟

وسواس الموت أو الخوف من الموت هو قلق وخوف يصيب الشخص عند التفكير بالموت، وهو أمر شائع عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و7 سنوات ويقال أيضاً بين 4 و8 سنوات. يعتقد الباحثون أن تفكير الأطفال بالموت أو نظرة الأطفال إلى الموت تكون بعيدة ومجردة من الزخارف والمعتقدات الدينية وآليات الدفاع التي يتمتع بها البالغون؛ إذاً كيف يرى الأطفال الموت؟!.

يرى الأطفال الموت كحالة مرعبة من العدم، ولا يفهمون بالضرورة ما الذي يسبب الموت. وقد ينظر الطفل إلى الموت على أنه تحقيق لرغباته وأمنياته الكامنة في اللاوعي.
يفتقر الأطفال أيضاً إلى مفهوم الوقت الذي يدركه البالغون جيداً، مما يجعل من الصعب عليهم فهم فكرة أن شخصاً ما يستطيع أن يذهب بعيداً ثم يعود. 

عندما تختفي الأم، يربط الطفل غيابها بالموت؛ هذا ما يفهمه! مما يسبب للطفل مخاوف حول البقاء وحيداً، كما يقود إلى ما يسمى قلق الانفصال (Separation Anxiety)، وهو شائع بين الأطفال في عمر من 8 إلى 14 شهراً.
ولا يتم تشخيص الأطفال بأي نوع من أنواع الرهاب أو الفوبيا قبل مرور 6 أشهر على استمرار أعراض الرهاب لديهم[2].

animate

طفلي يسأل عن الموت وابنتي تخاف من الموت… فماذا أفعل؟! 
سنتحدث هنا عن كيفية توصيل فكرة الموت للأطفال أو طريقة شرح الموت للأطفال، وتوجيه وتعديل طريقة تفكير الأطفال بالموت، وعن أفضل طريقة لإجابة أسئلة الأطفال عن الموت.
في دراسة شملت 90 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4 و8 أعوام في جامعة كوينزلاند في أستراليا، أثبتت كل من فيرجينيا سلايت ومايا غريفيث أن مناقشة الموت مع الأطفال من الناحية البيولوجية بدلاً من الطريقة المجردة ارتبطت بتراجع الخوف من الموت لدى الأطفال؛ تقول سلاوتر: "إن أفضل طريقة هي وضع الموت في سياق دورة الحياة بأكملها - الولادة ثم النمو ثم التقدم في السن ثم الموت". "إنها حقيقة كل الكائنات الحية وليست شيئاً يثير الرعب. عندما يتجنب الآباء هذا الموضوع، يزداد سوء الفهم ويتعقد الموضوع"[3].

ويقول جيري كوشر، عالم نفس مختص بالأطفال في نيو إنجلاند: "عندما يسأل الطفل عن سبب وفاة حيوان أليف، فإن الإجابة التي تتضمن شيء مثل "الذهاب إلى الجنة "يمكن أن تكون مربكة أكثر بكثير من إجابة بسيطة ومباشرة مثل: "لقد أصيب بمرض شديد ولم نستطع أن نجعله يتحسن"! والمفتاح هو في معالجة السؤال المقصود داخلياً، سواء كان أو لم يكن هو الذي تم نطقه. 

تقول سلاوتر: "إن السؤال الحقيقي الذي لم يتم النطق به هو: هل يمكن أن يحدث هذا لي؟". وتضيف: "عندما تجيبه بعبارات تعتقد أنها ستكون أكثر قبولاً من الناحية العاطفية، مثل: لقد ذهب مع الله أو عند الله، سوف يتساءل الطفل: لماذا لا يريد أن يكون معي بعد الآن؟".

لكن بعد أن يتم شرح الموضوع للطفل بلغة مباشرة وواضحة وخالية من الغموض، ممكن أن يتم إخبار الطفل أن الشخص العزيز الذي مات موجود الآن في الجنة؛ إن كان مفهوم الجنة يتطابق مع معتقداتكم الدينية بالطبع[4].
يمكنك أيضاً اللجوء إلى الكتب والقصص المصورة التي تتحدث عن الموت بطريقة إيجابية واستخدامها لشرح وتفسير فكرة الموت للأطفال.

كتاب "Goodbye Mog" من تأليف جوديث كير، يتعامل مع مع وفاة القط المحبوب؛ وهو كتاب رائع ومثير للدهشة بالفعل. يوجد أيضاً كتاب بعنوان "Granpa"، كتاب مصور وحائز على جائزة، من تأليف جون بيرنجهام[3].
ومن الضروري التنبيه على أهمية اختيار الوقت المناسب للحديث في موضوع الموت أو قراءة كتب الموت، يجب تجنب الليل وأوقات النوم، حتى وإن جاء سؤال الطفل عن الموت في الليل أو عند وقت النوم، يمكن أن تكون الإجابة: "أعدك أننا سنتحدث عن هذا الموضوع غداً خلال النهار". ويجب العودة إلى الموضوع في اليوم التالي وعدم تجاهله أو إهماله[5].

عندما يشعر الأب أو الأم أن تفكير الطفل بالموت بدأ يزيد عن حدوده الطبيعية ويستهلك طاقته ويسبب له وسواساً أو رهاباً، عندها ربما يكون خوف الطفل من الموت خوفاً مرضياً، بالذات إن استمرت أعراض الخوف من الموت عند الطفل أكثر من 6 أشهر. في هذه الحالة، يجب التوجه إلى الطبيب النفسي على الفور للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.

كيف نتعامل مع مشكلة خوف الطفل من موت أمه أو أبيه؟ ما حل مشكلة الخوف من وفاة الوالدين عند الأطفال؟ كيف نجنب الأطفال الإحساس بالذنب عند وفاة شخص قريب؟
خوف الطفل من موت الأم أو الأب، أو الخوف من وفاة الوالدين أمر شائع بشكل كبير بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات[4].
توضح جوانا فورتشن، أخصائية العلاج النفسي السريري ومديرة عيادة سولام الخاصة بالعلاقة بين الوالدين والطفل، أن الخوف من وفاة أحد الوالدين يهدد بشكل مباشر حاجة الطفل إلى الحماية والأمن.
وتقول إن الرهاب يمكن أن يظهر بدون سبب، لكن الخوف قد ينشأ أيضاً إذا مر الطفل بحالة من الموت. مثلاً "إذا توفي والدا زميله في المدرسة، فقد يخشى الطفل من أن يحصل نفس الشيء لوالديه أيضاً".

اللغة التي نستخدمها عند الحديث عن الموت تكون مضرة أحياناً، فمثلاً، قول "ماتت الجدة بهدوء أثناء نومها" يمكن أن يكون مريحاً للكبار ولكنه مرعب للأطفال. فالأطفال ممكن أن يأخذوا الكلام حرفياً ويفكروا به بطريقة حرفية أيضاً، فيترجموا هذه الجملة في تفكيرهم بهذا الشكل: "أنا أو أمي أو أبي قد نذهب إلى النوم ليلاً ولا نستيقظ أبداً"، مما سيولد لديهم الخوف من النوم.
تنصح فورتشن باستخدام لغة واضحة لا لبس فيها عند مناقشة الموت مع الأطفال: "لقد كانت الجدة مريضة للغاية، لقد عمل الأطباء بجد لجعلها أفضل لكنهم لم يكونوا قادرين على ذلك، فتوفيت". ويجب أن نشرح للأطفال أن كلمة "مريض" تختلف عما يحدث عند الإصابة بالبرد أو السعال أو آلام البطن.

إذا لم يكن الوالدان مباشرين في لغتهم مع الأطفال، فقد يملأ الأطفال فجوات المعرفة من خيالهم الخاص، والتي يمكن أن تكون أكبر من الواقع. ممكن مثلاً أن يفكروا بطريقة: "لو كنت فتاة جيدة، لما توفيت جدتي". 
وعلى الوالدين تجنب تجاهل مخاوف الأطفال حول الموت بجمل مثل: "لا تقلق، أنا لن أموت"! لأنك لا تعرف ذلك، والأطفال يعرفون أنك لا تعرف ذلك أيضاً!

بالنسبة للمخاوف الطبيعية عند الأطفال، توصي فورتشن بتبني فكرة "نافذة القلق" لمدة 10 دقائق يومياً. وتقول: "منح الأطفال الإذن للتعبير عن مخاوفهم يعني أن هذه المخاوف لن تتفاقم. عندما تنتهي الدقائق العشرة، يجب تحويل المحادثة إلى هنا والآن؛ أي إلى كل الأشياء الممتعة التي تحدث الآن".

ما أسباب الخوف الزائد عند الأطفال من الموت؟ ما السبب الذي يجعل طفلي يخاف من الموت؟ ما سبب تفكير الأطفال بالموت؟ ما أسباب وسواس الموت عند الأطفال؟
قد يحدث الخوف من الموت عند الأطفال فجأة وبدون سابق إنذار بسبب مرور الطفل بتجربة ما أو رؤيته لمشهد ما أو استماعه لحديث معين عن الموت. أسباب وسواس الموت عند الأطفال كثيرة، ومنها:

  • فقدان شخص قريب مثل الجد أو الجدة أو أحد الوالدين أو أحد الأخوة أو الأصدقاء أو معلمة المدرسة.
  • فقدان الحيوان الأليف القريب إلى الطفل، كالقط أو الكلب.
  • فقدان صديقه أو زميله لأحد والديه، مما يشعره بالخوف من فقدان والديه هو الآخر.
  • الاستماع إلى حديث محزن ومؤلم عن الموت.
  • التعرض لحادث أو الاقتراب من الموت.
  • معاناة الطفل من مرض دائم أو مرض عضال قد يشعره باقتراب الموت في أي لحظة.
  • موت شخص أمام الطفل، أو متابعة مشهد موت على التلفاز.
  • الإجابة على أسئلة الطفل حول الموت بطريقة خاطئة وغامضة وغير كاملة مما يسبب له التشتت ويتركه يملأ الفراغات وحده من وحي خياله الخاص.
  • حضور جنازة أو التواجد في مقبرة مع أجواء يخيم عليها الحزن والألم والدموع.
  • قد تكون أسباب الخوف من الموت عند الأطفال غير مباشرة ويعود أصلها إلى نوع آخر من الخوف، مثل الخوف من الانفصال عن الأم بسبب اقتراب سفرها خارج البلاد، أو الخوف من المجهول بسبب عدم معرفة ما يحدث بعد الموت، أو الخوف من الألم بسبب رؤية الجد مثلاً يعاني من المرض قبل موته.
  • المعتقدات الدينية قد تكون من أسباب وسواس الموت عند الأطفال أيضاً. نعم، الأطفال أيضاً لديهم معتقدات دينية يتبنونها من الأهل. يعتقد بعض الأطفال أن الموت يوقف أي خطط للخلاص. هذا هو أحد أسباب خوفهم من الموت. يعتقد أطفال آخرون أيضًا أنه لكي يتم إنقاذهم عندما ينتهي العالم، من المفترض أن يكونوا على قيد الحياة؛ أن تكون ميتاً بالنسبة لهم يعني أنك ستدان إلى الأبد! 
    يجب أن يكون الوالدان حريصين عند التعاطي مع الأبناء في المعتقدات الدينية، وعليهم زرع هذه المعتقدات بطريقة الترغيب لا الترهيب، بطريقة تحبب الأطفال بالحياة، ولا تسبب لهم الرعب والخوف.

هل طفلي مريض بوسواس الموت وكيف يتم تشخيص مرض وسواس الموت عند الأطفال؟
طبيب الصحة العقلية هو وحده المؤهل والقادر على تشخيص مرض الخوف من الموت عند الأطفال، وذلك لأنه مدرب على كيفية القيام بذلك. 
تكون طريقة تشخيص المشكلة وأسبابها من خلال طرح مجموعة من الأسئلة الإرشادية التي ستمكن الطبيب من معرفة مدى شدة المشكلة وتقدمها وأسبابها وكيفية علاجها. إذا لاحظت أن أعراض خوف طفلك من الموت استمرت لأشهر وأنها تؤثر على حياته اليومية، فعليك حجز موعد مع الطبيب على الفور لإجراء الفحوصات اللازمة. [8]

ما علاج الطفل الذي يخاف من الموت وكيف أعالج ابني من وسواس الموت؟

عند معظم الأطفال، لن يتحول الخوف من الموت إلى مرض نفسي أو إلى رهاب، سرعان ما سيتخطى الأطفال معظم مخاوف الطفولة مع اكتسابهم النضج اللازم وتحول تركيزهم إلى هنا والآن (Here and Now)، أي إلى ما يهم في الوقت الحاضر... ومع ذلك، يجب أن يتلقى طفلك تشخيصاً لمرض وسواس الموت إذا استمرت أعراضه لمدة ستة أشهر أو أكثر.

يمكن أن يكون رد فعلك كأحد الوالدين أو المدرسين مؤثراً جزئياً على مدى شدة خوف الطفل من الموت. يفترض الكثير من البالغين أن الأطفال ليس لديهم مفهوم حقيقي للموت، لذلك يتجنبون حديث الموت مع الأطفال. لكن الأطفال يميلون إلى طلب المعلومات عندما يكونون مستعدين لها.
ويمكن للحوار الصحي الذي يقوده الطفل أن يساعد الأطفال على وضع الموت في المنظور الصحيح وتقليل شعورهم بالمسؤولية تجاهه.

إذا لاحظت أن طفلك يعاني من خوف شديد ومستمر من الموت يؤثر على حياته، أو إذا استمر الخوف لأكثر من ستة أشهر، فاطلب استشارة الطبيب على الفور. يوصى أيضاً بتقديم المشورة للأطفال الذين يمرون بتجربة خسارة كبيرة مثل وفاة أحد الوالدين أو صديق مقرب أو يشهدون حادثة مؤلمة مثل إطلاق النار في المدارس. [1]

قبل أن يتم إعطاء أي نوع من العلاج إلى الطفل، من المهم أن نفهم أولاً أهداف العلاج، لأنه حسب كل حالة يعالجها الطبيب النفسي، هناك مسببات مختلفة. شيء آخر هو أن كل مريض يريد تحقيق رغبة معين أو هدف معين، على سبيل المثال القدرة على حضور حفلات عيد الهالوين.
تشمل حلول مشكلة وسواس الموت عند الأطفال أنواع علاج مختلفة، منها العلاج النفسي بالحديث (Talk Therapy) أي حوارات تدور بين الطبيب والطفل. 
هناك طريقة أخرى تتمثل في جلسات العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive Behavioral Therapy) أو حتى التحليل النفسي الذي يحاول تسوية المشكلة من منظور عقلي. [8]

خضوع طفلك للعلاج النفسي يمكن أن يثير في داخلك مشاعر انعدام الأمن، أو الشعور بالفشل كأب أو أم. لا تستسلموا لهذا الشعور! في الواقع، يمكن أن يصاب الأطفال بأي نوع من الرهاب أو الوساوس أو الاضطرابات لعدد لا نهائي من الأسباب الخارجة عن السيطرة. 
يوفر التدخل المبكر لطفلك أفضل الفرص لعلاج الرهاب بشكل كامل والمضي قدماً في حياته بسلام، وقد يحتاج طفلك أيضاً العلاج بالأدوية. الطبيب وحده هو القادر على تحديد ذلك.

هناك نصائح أخرى مهمة على الوالدين اتباعها للمساعدة في علاج الطفل من وسواس الموت، ولتمكين الطفل من التعامل مع مخاوفه بطريقة صحيحة:

  1. إشعار الطفل بالثقة والأمان.
  2. انضمام الطفل إلى النشاطات المدرسية مثل الكشافة، وإلى المجموعات الثقافية.
  3. تشجيع الطفل على المشاركة في الأعمال المنزلية.
  4. تعليم الطفل تقنيات التنفس العميق والاسترخاء.
  5. تعليم الطفل أذكار النوم وأذكار الصباح والمساء، وتشجيعه على قراءة القرآن في سريره قبل النوم، إن كانت هذه الأمور تتوافق مع معتقداتكم الدينية، ستشعر الطفل بالسكينة والطمأنينة والراحة والأمان.
  6. الإجابة على جميع أسئلة الطفل حول الموت بشكل مباشر وصريح، وعدم ترك فجوات في الحديث لتجنب ملئها من مخيلته. وشرح دورة حياة الإنسان للطفل منذ الولادة وحتى الموت، والتي تشمل جميع الكائنات الحية.

أيضاً من النصائح الأخرى حول التعامل مع خوف الأطفال من الموت:

  • أخذ حالة الطفل على محمل الجد وعدم استسخافها أو تجاهلها.
  • عدم التعامل مع الطفل على أنه طفل صغير لا يدرك ما يقول ولا يفهم ما تقول.
  • عدم إشعار الطفل بخوفك أو قلقك أو توترك من حالته.
  • دعوة الطفل إلى التعامل بإيجابية مع الحياة واستغلال أيام حياته ليحقق جميع الإنجازات التي يتمناها وليكون سعيداً، وتشجيعه على اتباع أسلوب حياة صحي ليعيش حياة أطول وذات نوعية أفضل.
  • تأكيد أن من يرحلون تبقى ذكراهم الجميلة في قلوبنا وذاكرتنا، وليس بالضرورة أن ننساهم، فهم يعيشون في قلوبنا.
  • دعوة الطفل لتقدير الحياة والشعور بالامتنان أنه على قيد الحياة ويمكنه أن يعيش بسعادة.
  • تنفيذ تقنية "نافذة القلق" لمدة 10 دقائق يومياً، والتي تحدثنا عنها أعلاه ضمن كيفية التعامل مع خوف الطفل من موت أمه وأبيه.

اقرأ أيضاً مقالنا "كيف تساعد طفلك على التعامل مع الموت والفقدان"

اخترنا لكم هنا مجموعة قصص عن وسواس الموت عند الأطفال على موقع حلوها، والتي تحوي تجارب مشوقة عن كلام الأطفال عن الموت ومظاهر الخوف من الموت عند الأطفال وطريقة تفكير الأطفال في الموت وتجارب الأطفال مع وسواس الموت.

القصة الأولى: كيف أخبر ابني أن الموت سنة من سنن الحياة؟
تقول صديقتنا من المغرب: "السلام عليكم جميعا أنا متابعة وفية لحلوها المتميزة . أيها الإخوة عندي ابن عمره 4 سنوات عند ذهابي للعمل أتركه عند والدتي و هي ربته و هو متعلق بها . والدتي مرضت و هي الآن في حالة حرجة الله يشفيها و يخفف عليها (أرجو أن تدعو لها بارك الله فيكم) و الأطباء يقولون يجب أن نستعد لكل الاحتمالات . سؤالي كيف أخبر طفلي و كيف يفهم طفل بهذه السن المرض و الموت بطريقة لا تصدمه و لا تؤثر على نفسيته؟ بارك الله فيكم جميعا و ادام عليكم الصحة".

وردت عليها الدكتورة هداية، الخبيرة النفسية وأخصائية تربية الطفل على موقع حلوها: "السلام عليكم سيدتي الكريمة نسأل الله لوالدتك بالشفاء العاجل، أما بالنسبة إلى الطفل بخصوص ادراكاته حول الموت فهو لا يزال صغيرا على التعرف على المعنى الحقيقي للموت ويجب علينا أن نراعي السن في إفهامه هذا الأمر، لذا حاولي أن تسردي له قصص عن الحياة والموت وأننا جميعا معرضون إلى الموت والانتقال إلى رحمة الله وسنعيش في الجنة مع جدك (إذ كان متوفيا) أو أضربي له مثالا عن شخص قد مات من العائلة حتى يتسنى له الربط بين الأحداث وفق مدركاته البسيطة، فلا تعقدي الأمر وكوني بسيطة في السرد وقد قدمنا لك مثالا يمكن لك الاعتماد عليه في بنائك للقصة... موفقة".

القصة الثانية: ابني يسأل عن الموت وأين يذهب الموتى
صديقتنا من الأردن أرسلت لنا مشكلتها تقول: "ابني عمره 8 سنوات وطول الوقت بسالني شو هو الموت وين بروحوا الي بموتوا وبتوجعوا والا لاء واذا انا وابوه حنموت ونتركه ما بسالني الا هيك وما بحكي الا بالموت طبعا هالشي صار باخر 3 سنين وبكثرة بعد ما توفت جدته الي كان متعلق فيها وبعديها بشهرين توفى اخو صاحبه بالصف كان معهم بالمدرسة وكان يعرفوا ، المشكلة مش عارفة اطرد هالخوف منه ونفسي يلعب زيه زي الصغار ... وصار يخاف من كل شي ولو لعب مع حد بلعب انه مات".

وجاءها الرد من الأخصائية النفسية ميساء النحلاوي: "من الطبيعي أن تثير وفاة جدته وأخ صديقه فضوله وحيرته واسئلته عن الموت. اعطيه أجوبة منطقية كإنهم ذهبوا الى الله ويعيشون في الجنة. اعطيه وقتا لاستيعاب الفكرة والتعود عليها وكوني صريحة بإظهار مشاعر الحزن على فقدان الشخص المتوفي. ولكن في جميع الأحوال لا تعطيه أجوبة غير منطقية كأن تقولي أن المتوفي سافر او نائم حتى لا يخاف في حال سافر او أراد النوم. توقعي ان يسأل باستمرار ولو على فترات متقطعة، لا بأس بذلك سيتقبل الفكرة مع مرور الزمن".

ومن القصص والتجارب الأخرى عن وسواس الموت عند الأطفال:

المراجع