"ابني لا يحترمني" مشكلة قلة احترام الأبناء لأمهاتهم

أطفالي لا يحترمونني، علامات قلة احترام الطفل لأمه، أسباب قلة احترام المراهق لوالدته، حل مشكلة عدم احترام الأبناء للأم والتعامل مع الطفل الذي لا يحترم أمه
"ابني لا يحترمني" مشكلة قلة احترام الأبناء لأمهاتهم
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الاحترام أساس كل علاقة متينة ومتناغمة، كما أنه سيدً الأخلاق والتعامل اللطيف في الحياة وستبدو حياتنا مربكة ومتوترة في حال كان أولادنا، فلذات أكبادنا يعاملوننا بقلة احترامٍ وتهذيب؛ إن كان هذا الوضع قائمٌ في المنزل فقط أو على أعين العالم الخارجي أيضاً.
وبالرغم من أن هناك العديد من الجهات المعنية التي تساهم في غرس الاحترام لدى أطفالنا كالمدارس ودور العبادة؛ إلا أن الاحترام يبدأ من المنزل وإن تمكنتِ من تعليم أطفالك على احترامك واحترام أنفسهم والآخرين، فسوف يحملون هذه القيمة عند انخراطهم في العالم الخارجي وستكون عاملاً أساسياً لهم كي يصبحوا أشخاصاً ناجحين وسعداء ومشاركين فاعلين في المجتمع.

لكل أم تعاني من مشكلة عدم أو قلة احترام أولادها لها، سنقدم لكِ مقالنا هذا؛ موضحين أسباب هذه المشكلة وأبعادها وحلولها.
 

أسباب مشكلة قلة احترام الطفل والمراهق للأم 
لا يمكننا تعميم مشكلة سلوك قلة الاحترام على جميع الأطفال والمراهقين، إلا أنه لا يمكن أن نغض الطرف على أنه جزءٌ لا يتجزأ من السلوك المرافق لهم أثناء فترة نموهم وتطور شخصيتهم، وإلى حد ما فإن هذا السلوك هو تعبير عن أفكارهم المستقلة، التي ستتضارب مع أفكارك وقد تقومين بمعارضتها.

والاستقلال الذاتي لطفلك في مرحلة المراهقة هو جزء لا يتجزأ من نموه، كما أنه علامة جيدة على أن طفلك يحاول تحمل مسؤولية أكبر، إلا أنه لا يزال يتعلم كيفية التعامل مع الآراء المختلفة المحيطة به بالشكل المناسب، كما أنهم يلجؤون إلى هذا التصرف ظناً منهم أنهم سيتركون بصمتهم وسينجحون في التأثير على الآخرين؛ ومن الشائع أن يتصرفوا بهذا الشكل فقط، لأن أصدقائهم يتصرفون على هذا النحو [1].

دعينا نركز أيضاً على البيئة التي يعيش بها طفلك بعيداً عن مرحلة النمو والمراهقة التي يمر بها، إذ أن المكان الأول الذي سيتعلم منه الاحترام أولاً هو المنزل كما ذكرنا سابقاً، والمنزل هو المؤثر الأساسي والأول على الطفل، إذ أنه لن يقوم بالتقليل من احترامك في حال لم يرى هذا السلوك يُمارس أمامه أو عليه.

​​​​​​​لذا علينا التركيز على هذه النقطة قبل كل شيء عزيزتي الأم، وعليكِ القيام بمراجعة نفسك وزوجك والتأكد من أن محيطَ الطفل سليم وأنه لم ينشأ على نزاعات منزلية مليئةٍ بالصراخ والصخب والتقليل من الاحترام بينك وبين والده.
واستناداً إلى رأي الدكتورة هداية المختصة بتربية ونفسيه الطفل في موقع حِلّوها، في ردها على تساؤل صديقة للموقع، وتؤكد دكتورة هداية على أن "الطفل سيتمثل بتصرفات أحد والديه، لذا من الواجب عليكِ البدء بحل مشكلتكِ مع زوجك ومن ثم الانتقال إلى الأطفال".
 

animate

علينا ألا ننسى أيتها الأم أنك قدوة أطفالك وأن أي تصرف ناتج عنهم هو ليس إلا فعل يقومون به لأنك تقومين به أمامهم، لذا علينا أن ننتبه إلى أن العلاقة بيننا وبين أطفالنا، هي علاقة متبادلة نوليهم الاحترام بنيّة الحصول عليه، لذا علينا الحرص والانتباه لسلوكنا قبل سلوك أطفالنا[2] . 

1- ردود الفعل الشائعة لدى الآباء والأمهات والحد منها:
في حال كنا في الخارج أو في متجر البقالة أو في زيارة ما وقام طفلك بموقف قلل من احترامك من خلاله أمام الجميع ما أول تصرف قد تقومين بفعله؟ إما السكوت والعجز عن القيام بأي تصرف أو أن نقوم بالمبالغة برد فعلنا بالصراخ عليه وتوبيخه ومعاقبته أيضاً، بهذا الشكل سنزيد الأمر سوءاً علماً أن معظمنا يعتقد أن هذا التصرف (عقاب الطفل) هو التصرف الصحيح لمثل هذا الموقف...
لكن وكي يتعلم أطفالنا الاحترام علينا أن نظهر احترامنا لهم من خلال اهتمامنا بهم بفهم مشاعرهم أولاً، كما يجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار عمر طفلنا واحتياجاته، كي نتمكن من رؤية الأشياء من وجهة نظره.

2- الحوار هو جزء أساسي للعلاقة بينك وبين طفلك:
ابحثي عن الوقت المناسب للجلوس مع طفلك والحديث معه عن الموضوع؛ محادثةً سلميةً وبأسلوب إيجابي للوصول إلى الحلول معاً وعدم تكرار مثل هذا الموقف، ونصيحتنا لك هي الإصغاء لأطفالك بتأنٍ وفهم القلق الذي بداخلهم، وهذه ستكون أفضل طريقة لإظهار احترامك لأطفالك وستنعكس إيجاباً بمبادلتهم لكِ الاحترام ذاته.
ناهيك عن الروابط الأخرى التي ستقومين بتعزيزها من خلال هذا الحوار الصغير المتبادل من توجيهٍ ودعمٍ واطمئنان.. بوجودك قربهم والقيام بحمايتهم عند الحاجة.

3- التعامل مع الطفل بتهذيب وانضباط بعيداً عن القسوة والصرامة:
سلوككِ ومعاملتك لأطفالك من أكثر الأمور الواجب عليكِ الانتباه عليها خصوصاً عند حديثك معهم عن سلوكهم وتصرفاتهم، ابتعدي عن الصراخ ولا تدعي الحديث يتحول إلى ساحة جدال وصراخ، لإن صوتك المرتفع لن يمنحك مزيداً من السلطة والاحترام بل على العكس تماماً فلن ينتج عنه إلا المزيد من الخوف والعصيان والابتعاد عن أطفالك، بالتالي عدم احترامهم لكِ.
وهذا ما قامت بسرده الخبيرة حياة ميساء حموري على موقع حِلّوها والتي أكدت بدورها على أهمية السيطرة على الغضب والعصبية والتعامل مع أطفالك بلينٍ وحكمة، من خلال السعي الدائم إلى التحدث مع أطفالك بهدوء والتحكم بلغة جسدك وبنبرة صوتك، كما يجب عليك أن تنتقي الكلمات المناسبة كي يستجيب لكِ أطفالك بالطريقة ذاتها.
وحتى في حال لم يستجب طفلك وعارضك ابقي هادئة موضحةً له أن أسلوبه لا يجدي نفعاً معك، وأن التعامل بهذه الطريقة يعتبر أمراً غير صحيحاً، وعلميه أن هناك أساليب وطرق أكثر احتراماً عند تحدثه مع الآخرين؛ بعيداً عن سلوك العدوان والعنف الذي يقوم بإتباعه.
 

خطوات ونصائح لتعليم الطفل الاحترام وتعزيزه لديه
 تحاولين جاهدة كأم تقديم وتوفير كل ما هو آمن ومريح لأطفالك وبالمقابل كل ما يقومون به هو عدم احترامك مع عدم تقدير كل ما تقومين به لأجلهم، واستناداً إلى مقابلة العديد من المراهقين والأطفال حول مفاتيح حلول مشكلة قلة احترام الطفل، نلخص نتائجها ضمن الأفكار والمقترحات التالية[3] :

- قدمي الاحترام لطفلك: كما وضحنا لك سابقاً أن الطفل يقوم باستنساخ تصرفاتك وسلوكك إذ ينبغي عليك أن لا تقللي من شأنه أمام أحد وألا تسعي لإحراجه، كما يجب الابتعاد عن انتقاده بشدة أو نعته بالكلمات المؤذية؛ لتلحظي أنهم سيبادلونك السلوك ذاته وسيظهرون لك الاحترام ذاته.

- لا تبالغي في رد فعلك على الطفل: حاولي ألا تبالغي في رد فعلك اتجاه أسلوب طفلك أياً كان شكله ومهما بلغت من التوتر فعند تجاوبك مع الموقف بهدوء وحزم وبشكل مناسب، من المؤكد أن تلاقي الرد ذاته من الطفل، تعلمين أن طفلك يقوم بأي تصرف مزعج فقط ليحظى بانتباهك، وكل ما عليك فعله في هذا الموقف هو أن تقومي بمحادثته بهدوءٍ، وأن تقومي بالتواصل معه وجهاً لوجه "إننا لا نقوم بمثل هذا التصرف في المنزل" ، وارشديه إلى التصرف السليم لمثل هذا الموقف وأنك ستقومين بتلبية طلبنه في حال تصرف بأسلوب محترم.

- استمعي إلى طفلك: جزء من الاحترام الاستماع إلى الطرف الآخر وعند قيامك بالاستماع إلى أطفالك سوف تجدينهم أكثر حماساً للإصغاء إليكِ، حيث ينشغل الكثير من الأمهات والآباء عن أطفالهم بسبب كتابة بريد الكتروني أو حتى عند قيامهم بالتحقق من هواتفهم الذكية، مما يؤدي إلى إرسال رسالة إلى الطفل مفادها عدم تقديره، مما يؤثر سلباً على تقديرهم لذاتهم وضعف احترامهم لأنفسهم، مما يؤدي إلى تصرفهم بقلة احترام اتجاه والديهم والآخرين.

- اطلب رأي طفلك: سيشعر أطفالك بتقدير أكبر في حال أخذت برأيهم في عدة أمور تخصهم وتخص المنزل، كالوجبة التي يفضلون تناولها على العشاء أو النشاط الذي يرغبون بتأديته في عطلة نهاية الأسبوع، فكما تؤمنين بأهمية رأي أطفالك، فهم يؤمنون بذلك مما سيعزز الاحترام فيما بينكم.

- اختصري الكلام النظري للطفل: من منا لا يمل من طول المحاضرة بالأخص إن كانت محاضرةً أدبية؛ قد تجاوزت عمر الخامسة والعشرين ولا أزال أخشى هذه المحاضرات.. من المحبب ألا تقومي بها البتة ولكن إن وجدت أن ذلك مستحيل، فقومي باختصارها قدر استطاعتك بما لا يتجاوز العشر ثوان! كي لا يقوم أطفالك بالتململ والتظاهر بالإصغاء إليك مما يقلل من احترامهم لكِ.

- طرح الإيجابية بدلاً من السلبية في التعامل مع الطفل: سلوك ذكي علينا أن نقوم بالتركيز عليه لضمان نتائج مجدية، فكل ما عليك فعله هو أن تخبري طفلك بالأمر الذي تريدينه أن يقوم به بدلاً من إخباره بالأمر الذي لا تريدينه القيام به؛ بشكل أبسط: "رجاءً قم بالمشي عند تواجدك بالمنزل" بدلاً من "لا تركض!".

- اهتمي بهواياتهم وأنشطتهم: إن قمت بذلك سيدرك أطفالك أنك مهتمة بهم كأشخاص ومهمين لكِ، أذ سيساعدك اهتمامك الحقيقي بهم وبهواياتهم على بناء علاقة أقوى، بالتالي سيبدون احتراماً أكبر في تعاملهم معك.

- ذكري أطفالك بأنك تحبينهم دون أي قيود وشروط: أغلب الأطفال يشعرون أن حب أهاليهم مرتبط دوماً بمدى أدائهم للواجبات المدرسية أو المنزلية أو حتى بمدى تصرفاتهم بشكل جيد، ومن الضروري تذكيرهم بحبك غير المشروط لهم وغير المرهون بهذه الأشياء، لتجدي أن علاقتك بهم ستقوى أكثر فأكثر.

- زراعة ثقافة الاحترام في العائلة: تشجيع الأطفال على التصرف باحترام اتجاه جميع أفراد أسرته، وأن الطريقة التي تقومون بالتحدث من خلالها مع بعضكم البعض، هي أساس بناء منزل سعيد ومستقر حتى في حال وجود اي اختلاف في الآراء.

- العادات الأساسية الحميدة: كقولنا "شكراً" ، "من فضلك" ، على اعتبارها بديهيةً وأساسيةً في حياتنا، إلا أن الطفل لم يُلد متعلماً بل يكتسب هذه الكلمات من والديه أولاً، لذا علمي طفلك مهارات التفاعل الاجتماعي الأساسية، وستلحظين أنك قد قطعت شوطاً طويلاً بتربية احترام طفلك لك وللآخرين.

- أهمية احترام الآخرين: عليكِ ألا تتهاوني عن تعليم طفلك أهمية احترام الآخرين، وأهم من يجب أن نقوم باحترامهم هم الأب والأم لما يقومون بتقديمه دون أي مقابل ولأنهم جزء لا يتجزأ من تكوين وتطوير شخصية بالطفل صحياً وعلمياً ومهنياً، كما يجب احترام المعلم والجار والضيف والصديق وكل من نقوم بالتعامل معه.

كما أنّ الأطفال يتعلمون الاحترام والنقاش المنضبط من خلال شجار الوالدين أمامهم؛ شاهد بالفيديو كيف يكون الشجار أمام الأبناء مفيداً لهم:

ختاماً.. الانضباط المستمر هو المفتاح الأساسي لمساعدة طفلك على إحراز التقدم بتعلم قواعد الاحترام وعلى مدى طويل، بالطبع لن تتمكني من تطبيق كل ما ذكرناه دفعة واحدة، فيمكنك البدء بنصحيتين في كل أسبوع ومع مرور الوقت ستلحظين تغييرات كبيرة على طفلك، والأهم من ذلك أن تكوني قدوة جيدة للطفل، ومهما تعرضتِ لضغوطات خارجية دعي طفلك بعيداً عن هذه الضغوطات، وتعاملي مع الآخرين أمامه باحترام كي يحذو طفلك حذوك.
 

[1] مقال "سلوك المراهقين غير المحترم وكفية التعامل معه" منشور على موقع raisingchildren.net.au تمت مراجعته في 24\9\2019
[2] مقال "الاحترام المتبادل بين الآباء والأمهات والأطفال" منشور على موقع youaremom.com تمت مراجعته في 2\6\2018
[3] مقال "50 طريقة لجعل أطفالك يحترمونك" منشور على موقع daniel-wong.com تمت مراجعته في 8\1\2020