كيف أنسى الماضي وأمارس حياتي بشكل طبيعي؟

تعرّف إلى أهم النصائح لنسيان الماضي والتوقف عن التفكير بالذكريات المؤلمة والبدء من جديد
كيف أنسى الماضي وأمارس حياتي بشكل طبيعي؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تحدُث معنا خلال حياتنا وعلاقاتنا الكثير من الظروف والحوادث التي تجعلنا بحاجة للنسيان، فنسيان الذكريات والتجارب القاسية يجنبنا مشاعر الألم والاكتئاب والإحباط، في هذا المقال سوف نتعرف على طرق تساعد في نسيان الماضي والذكريات السيئة المؤلمة، وما هي أسباب عدم النسيان في بعض الحالات؟
 

قد لا يكون نسيان الماضي أمراً هيناً خاصة إذا كان هذا الماضي مؤلماً جداً، ولكن مع اتباع بعض الخطوات وإحداث تغييرات في حياتك ستتمكن من نسيانه، وهنا نقدم بعض النصائح لتتمكن من تحقيق ذلك:

  1. غيّر أسلوب تفكيرك: كيف أنسى الماضي المؤلم وأعيش حياتي من جديد؟ الحل يبدأ من نفسك ومن نمط تفكيرك، فإذا كان عقلك يركز على الأشياء السلبية التي حدثت معك في الماضي فإن مشاعرك ستتحرك باتجاه سلبي وتعيش في حزن وكآبة وتظل حبيس الماضي، بدلاً من ذلك استبدل هذه الأفكار السلبية بأخرى إيجابية مثل: "سأكون ناجحاً، ما ينتظرني رائع، لا شيء سيقف في طريقي".
  2. تخلَ عن بعض الصداقات: كيف أنسى الماضي المر؟ يمكنك ذلك من خلال التخلي عن بعض أصدقائك السلبيين، فهناك أصدقاء نبقى معهم على الرغم من أنهم يساهمون في إبطاء حياتنا وتأخيرنا عن تحقيق أهدافنا، فإذا أردنا التفكير بإيجابية فيجب التخلص من الأصدقاء السلبيين في حياتنا لأنهم دائماً يذكروننا بأخطاء الماضي ويثيرون مشاعر وذكريات سلبية.
  3. حدد أهدافاً لنفسك: كيف أنسى أخطائي؟ واحدة من أهم الطرق التي ستمكنك من تجاهل الأمور السلبية ونسيان الأخطاء التي حدثت في الماضي هي تحديد أهداف لمستقبلك، تحتاج إلى الإيمان بأنها ليست نهاية العالم وأن لديك إمكانيات مذهلة لتحقيق أشياء أكبر في الحياة.ابدأ بتخيل نفسك تقوم بأشياء كبيرة في المستقبل، كالذهاب إلى الجامعة، والحصول على وظيفة أحلامك، وبدء أعمال تجارية جديدة، فتحديد الأهداف سيجعلك منشغلاً في تحقيقها بدل العيش في صندوق الماضي.
  4. تعلّم التسامح: من أسوأ الأمور التي قد يقوم بها الشخص بحق نفسه هي حمل الضغينة وعدم التسامح، فالحقد لا يفعل شيئاً سوى تدميرنا عاطفياً وجعنا مسجونون في الماضي، الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تنسى بها الماضي هي التسامح مع من أخطأ بحقك، لا يهم كم هم سيئون وما هو مقدار الأذى الذي سببوه لك، إنس الماضي واستبدل روح الكراهية بالحب، فالتسامح أمر حيوي لعملية الشفاء والمضي قدماً دون الشعور بالذنب أو الخجل أو الحقد.
  5. توقف عن محاولة إقناع الناس: كيف أنسى شيء يضايقني؟ يمكنك ذلك عن طريق ترك محاولاتك في اقناع الأشخاص بتصرفاتك، فأنت لا تدين لأي شخص بتفسير ما تشعر به، لذا يجب التوقف فوراً عن السعي للحصول على قبول الناس واقناعهم بما تفعل فلا يمكنك إرضاء الجميع، فمحاولة إرضائهم ستقودك إلى الإحباط والفشل والعيش بالماضي الأليم، لأن هنالك أشخاص سيقومون دائماً برفض أفعالك فقط بهدف احباطك.
  6. تحلَ بالامتنان: إن الامتنان هو الاعتراف بأشياء الجيدة الموجودة في حياتك وتقديرها وشكر الله عليها مهما كانت صغيرة كوجود أشخاص يحبونك أو عمل تبدع به وتحبه، حتى تتمكن من التركيز على الأشياء الجيدة في حياتك مما يجعلك تشعر بمتعة الحاضر وتتخطى أحزان وصعوبات الماضي.
  7. أفصح عما تشعر به: إن التحدث إلى شخص تثق به عن مشاعرك وألمك وما تواجهه من صعوبة في تخطي الماضي سيساعدك على التخلص مما تحمله من مشاعر سلبية، وحديثك عنه قد يساعد على نسيانه بدلاً من كبته والاحتفاظ به في عقلك.
  8. أطلب مساعدة مختص: إذا كنت تشعر أن محاولاتك للنسيان بائت بالفشل وأن ذكريات الماضي تلاحقك وتعطلك عن المضي قدماً وممارسة حياتك الطبيعية، فد تحتاج لاستشارة أحد المختصين في الصحة النفسية والعقلية لمساعدتك في تخطي الماضي وبدء حياة جديد. [1]
animate

لا يكفي أن تنسى الماضي إنما عليك البدء بالتخطيط للحياة الجديد والمستقبل الذي ينتظرك، فكيف تبدأ حياتك من جديد؟ من خلال اتباع هذه الخطوات:

  1. تقبل الماضي كذكرى وليس عقبة: لا تحاول الهروب من الماضي بل بالعكس، قم بمواجهته وتقبل أنه ذكرى وبأنه مهما فعلت فلا يمكن أن تعيد الماضي، فتعلم من أخطائك ولا تجعلها عقبة تحبطك وتشل إرادتك وأحلامك، فما مضى قد مضى ولا يمكن تغييره، إنما أنت في الحاضر يمكنك أن تعمل لتغير مستقبلك.
  2. أعد ترتيب الأهداف: قد تؤدي أحداث الماضي إلى نسف بعض الأحلام أو الأهداف أو تغير أهميتها بالنسبة لك، لا بأس، ابدأ من جديد، أعد ترتيب أهدافك حسب ظروفك وأوضاعك الحالية، وإياك أن تترك الماضي يجعل منك شخصاً بلا هدف.
  3. اصنع ذكريات جديدة: حتى تتمكن من البدء من جديد وعدم العودة للماضي مجدداً قم بإنشاء ذكريات جديدة تحل محل تلك الذكريات المؤلمة، فمثلاً سافر إلى أحد الدول التي لم تزرها من قبل، أو جرب تناول طعام جديد في أحد المطاعم الجديدة أو أخرج مع مجموعة من الأصدقاء الإيجابيين للتخييم مثلاً.
  4. القيام ببعض التغيرات: إحداث التغييرات في حياتك اليومية يمكن أن يساعد كثيراً في تخطي الماضي والبدء من جديد، تخلص من كل ما يذكرك بالماضي، فمثلاً تخلص من الملابس التي تذكرك بشخص سبب لك هذه الذكريات المؤلمة، أو غيّر مكان إقامتك أو عملك إذا كان يذكرك بماضي قاسي يدمرك ويشل طموحك وأحلامك.
  5. تحليل أخطاء الماضي وتجنبها: لا يهم نسيان الماضي بقدر أهمية التعلم من أخطائه، حاول تحليل هذه الأحداث المؤلمة وتحديد أخطائك وأسباب وقوعك بها وحاول أن تكون صريحاً مع نفسك في ذلك، حتى تتمكن من تجاوز الماضي وعدم تكرار هذا الخطأ في المستقبل.
  6. التفكير الإيجابي بالمستقبل: تخلى عن كل الأفكار السلبية التي ستحبطك وتثبط من عزيمتك، وفكر في حاضرك ومستقبلك بتفاؤل فذلك سيقوي إرادتك على تخطي الماضي وبناء حياة جديدة بالأمل والتفاؤل.
  7. العمل على اكتساب مهارات جديدة: اشغل يومك بتعلم مهارات جديدة أو تنمية مهارات سابقة سواء عن طريق الانترنت أو من خلال الالتحاق بدورات أو معاهد، فذلك سيزيد من ثقتك بنفسك وقدرتك على تخطي العقبات وقد تفتح لك مجالات عملية واسعة، بالإضافة إلى أنها ستملأ وقتك بدلاً من التفكير في الماضي.
  8. التمسك بالفرص المتاحة: قد تدفعنا ذكرياتنا السيئة أو تجاربنا في الماضي إلى رفض الفرص المتاحة سواء العمل أو العاطفة أو الزواج أو السكن...الخ أو حتى عدم ملاحظتها خوفاً من تكرار الأخطاء أو الأحداث السابقة وهذا ما يجعلنا نضيع الكثير من الفرص الثمينة التي يمكن أن تعوضنا عن كل ما مررنا به في السابق، لذلك تمسك بهذه الفرصة فقد تنتشلك من ماضيك إلى حياة جديدة أفضل مما كنت تتمنى. [2]
  • إعطاء الموضوع وقته: كل شيء يحتاج إلى وقت كي ينسا لذلك لا تضغط على نفسك وحاول إخراج هذه المشاعر السلبية، خذ وقتك في الحزن أو البكاء ولا تقم بكبته حتى لا يأخذ معك تخطي الماضي وقتاً أطول.
  • تجنب الغوص في تفاصيل الذكرى: يستغرق بعض الأشخاص في تفاصيل الحادث المؤلم في الماضي وكأنهم يعيشونه من جديد وهذا بدوره يسبب حدوث الألم النفسي مرة ثانية، تجنب تلك التفاصيل فتذكرها لن يغير ما حدث وحاول أن تشغل تفكيرك في أمور أخرى جديدة.
  • تجنب ما يرتبط بالذكريات السيئة: لتجنب آلام وذكريات الماضي يجب تجنب الأماكن التي كانت تحدث بها تلك الذكريات أو التي ترتبط بها، فتجنب مثلاً الذهاب إلى المطاعم والمنتزهات التي تستدعي الذكريات المؤلمة أو السير في الأماكن المرتبطة بتلك الذكريات
  • إعادة التقييم الإيجابي: هناك بعض الحالات التي لا يمكن فيها للشخص نسيان موقف أو شخص أو علاقة معينة، فغالباً نجده يركز على التفاصيل الجميلة التي خسرها بخسارة هذه العلاقة أو الشخص وتجاهل المكاسب، وعملية إعادة التقييم تفيد في فهم الموضوع بشكل متكامل ورؤية الموضوع من الناحية الإيجابية وبالتالي التخفيف من التحسر على الذكرى والحالة النفسية التي ترافقها.
  • الانشغال عن موضوع الذكرى: فإذا كانت الذكرى متعلقة بوفاة شخص عزيز فالجلوس دائماً في الأماكن التي كان يتواجد بها أو فعل الأشياء المشتركة معه، من الأشياء التي تعيق نسيان هذه الذكريات، وإنما من الأفضل معرفة أي الأوقات والأماكن التي تعيد الذكرى المؤلمة بشكل كبير وتجبنها.
  1. الذكرى المؤلمة: تحتل الذكريات المؤلمة أحد أهم الأسباب التي تجعلك لا تستطيع نسيان الماضي بسهولة وكلما زاد مقدار الألم كلما كان من الصعب نسيانها وخاصة إذا رافقها الندم والشعور بالذنب، فمثلاً خسارة أحد الأشخاص العزيزين بشكل مروع وأمام عينيك قد يظل عالقاً بذهنك للأبد وقد تحتاج إلى مساعدة من مختص نفسي ليعينك على التخلص من هذه الذكرى.
  2. عدم القدرة على تجاوز العقبات: يؤدي وجود بعض الالتزامات المتعلقة بالعمل أو الدراسة أو المهام الواجب القيام بها إلى الضغط النفسي وزيادة الألم ما يصعب نسيان الماضي المؤلم، لذلك حاول تجاوز المهام الواجب القيام بها لأن النجاح بها سيعطي قوة أرادة كبيرة لك تساعدك في نسيان الماضي والبدء من جديد.
  3. الشخصية الانهزامية: الشخصية الانهزامية هي شخصية تشاؤمية مستسلمة وليس لديها أي نية للتطور يسيطر عليها إحساس العجز في جميع مناحي الحياة تعاني من ضعف في الإرادة، يركز تفكيره على ما ضاع منه ليشعر نفسه بالفشل والإحباط فيجلد ذاته دون قيامه بأي خطوة لتطوير نفسه، مما يجعله لا ينسى ذكرياته.
  4. عدم الثقة بالنفس: تساعد الثقة بالنفس على تجاوز العقبات والذكريات المؤلمة بطريقة أسرع وأقل ألم، لذلك حاول أن تثق بنفسك أنك قادر على تجاوز الذكرى والبدء من جديد وأن ما يحصل معك هو مجرد مرحلة يتعرض لها الجميع وعليك تجاوزها مثل الآخرين.
  5. التعلق العاطفي: كثيراً ما ترتبط الذكريات المؤلمة بأشخاص آخرين كانت تربطنا بهم علاقة قوية قد تكون علاقة قرابة أو صداقة أو حب، عليك الإيمان بأن فقدان الأشخاص في حياتنا هو قدر مكتوب من الله وأن لكل واحد منهم دور سوف يؤديه بحياتنا.
  6. عدم وجود فرص أفضل: العيش في الماضي وعدم القدرة على تخطيه قد يكون سببه عدم وجود فرصة أفضل تساعدك على تغيير واقعك، فمثلاً عدم وجود شخص جديد في حياتك ليملأ الفراغ العاطفي الذي تركه شخص سابق أحد الأسباب التي تصعب عليك نسيان الماضي.
  7. الروتين والوقوع بالاكتئاب: تكرار الأشياء والأعمال التي كنت تقوم بها في الماضي بشكل يومي دون إحداث أي تغيير سيجعلك تعيش دائماً في ماضيك ولن يترك لك أي مجال للنسيان والتخطي فكل شيء سيذكرك بالأحداث السابقة، كما أن الاكتئاب سيجعل منك شخصاً تحيط به الأفكار السلبية والتشاؤمية مما سيجعلك تستحضر الماضي دوماً.
  8. جلد الذات: إلقاء اللوم على النفس وجلد الذات من الأمور التي تجعلك عالقاً في ماضيك، فتحاول أن تختلق سيناريوهات لحدث معين في الماضي وتلقي اللوم على نفسك لأنك لم تقم بهذا أو هذا دون أن تدرك أن ذلك لن يعيد الماضي ولن يغيره، فالندم والشعور بالذنب يأسر الإنسان في ماضيه ويشل حركته للتقدم وتخطي الذكريات. [4-5]

اللجوء إلى الله تعالى هو أفضل طريقة لتجاوز كل الأمور السيئة والصدمات المؤلمة ونسيان ما مضى، وذلك يكون من خلال الدعاء الصادق والملّح بالإضافة إلى وجود الإرادة والرغبة في النسيان وإحداث التغيير، وهذه بعض الأدعية للنسيان:

  1. يا ودود يا ذا العرش المجيد أسألك بقدرتك ورحمتك ألا تحملني ما لا طاقة لي به وامحو من قلبي كلَّ حزن وهم أصابني في الماضي وأنسني إياه بقدرتك يا رب العالمين.
  2. اللَّهُمَّ أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ألا تحملني ما لا أطيق وأن تمحو ما مررت به في الماضي من ألم وهم وحزن.
  3. اللَّهُمَّ أسألك أن ترضيني بما قسمته لي، فاجبر عني وعوضني عن الماضي ولا تتركني إلى نفسي طرفة عين وخلصني مما همني وأتعبني وأنسني ما ألمني إنك أنت الرحمن الرحيم.
  4. اللَّهُمَّ أجبر عني، اللَّهُمَّ إني ضعيف فقوّني، وإني ذليل فأعزني، اللَّهُمَّ اصرف عن قلبي وعقلي كلَّ حزن وهم عشته في الماضي وأكتب لي هدوء البال.
  5. اللَّهُمَّ أسألك بقدرتك التي وسعت كل شيء أن تعنّي على النسيان وتفرج عني كربتي واملأ قلبي بالرضا عن نصيبك يا رب.
  6. أسألك يا رب العالمين يا قاضي الحاجات اقضي حاجتي واجعل فراقه أعظم مصائبي، وأكبر مصائبي، وآخر مصائبي.

في سؤال على موقع حِلّوها تحكي إحدى المتابعات مشكلتها وهي أنها كانت على علاقة مع شاب عبر الانترنت لمدة سنتين ثم تقدم لها شخص من عائلتها وعلى الرغم من رفضها الزواج منه إلا أن والدها أجبرها على هذا الزواج، وزوجها إنسان جيد يتحملها ويحبها ويحاول ألا يجرحها وأن يساعدها، ولكنها لا تستطيع نسيان ذلك الشاب الذي أحبته وليست قادرة على تجاوز الماضي مما أثر على حياتها الزوجية وسعادتها وطلبت المساعدة من خبراء الموقع لتنسى الماضي.

وكان الرد من قبل اخصائية علم النفس والتثقيف الصحي في موقع حلوها ميساء النحلاوي، والتي أخبرتها أنها تعيش في خيال يمنعها من عيش حاضرها وإسعاد نفسها وزوجها، ونصحتها بالعيش في الواقع لا الوهم قبل أن تخسر كل شيء وتضيع رجلاً يحبها ويفعل ما بوسعه لإسعادها، بالإضافة إلى توعيتها بأن العلاقات العاطفية على عبر مواقع التواصل الاجتماعي علاقات كاذبة وليست حقيقية.

لمراجعة الاستشارة وآراء الخبراء وتفاعل مجتمع حِلّوها أنقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الربط.

المراجع