أسباب وأعراض النخالة الوردية وطرق علاجها
النخالة الوردية حالة جلدية غير خطيرة وغالباً لا تحتاج لتدخل طبي أو علاج مباشر، وربما ما يجعل النخالة الوردية مرضاً مقلقاً للبعض هو تداخل بعض أعراضها مع أمراض أخرى مثل السعفة والصدفية والتينيا، لكنها تختلف تماماً عن هذه الأمراض وهي أقل خطورة وأسرع في الشفاء، لنتعرف أكثر إلى أسباب وأعراض النخالة الوردية وطرق علاجها.
النخالية الوردية Pityriasis Rosea هي طفح جلدي مؤقت يظهر على شكل بقع حمراء أو وردية اللون غالباً، تنتشر على الظهر والصدر والبطن وتكون بيضاوية تنتشر حولها بقع أصغر حجماً، يصيب هذا المرض كلا الجنسين وجميع الأعمار لكنه أكثر شيوعاً من الفئة العمرية بين 10 سنوات وحتى 35 سنة.
مرض النخالة الوردية هل هو معدي؟
النخالة الوردية ليست معدية ولا تنتقل من شخص إلى آخر، حتى إن ظهرت النخالة الوردية على أكثر من فرد في العائلة أو على أشخاص متقاربين فهذا لا يدل على العدوى، وقد يكون ظهور أعراض النخالة الوردية على أشخاص متقاربين بسبب انتقال عدوى الهربس التي يحتمل أن تكون من أسباب النخالة الوردية.
هل النخالة الوردية خطيرة؟
لا تعتبر النخالة الوردية مرضاً خطيراً، وعادةً ما تزول النخالة الوردية من تلقاء نفسها حتى إن لم يحصل المريض على العلاج، وغالباً لن تعود النخالة الوردية مرة ثانية بعد الإصابة بها، أي أنها تترك مناعة لدى المريض، والحالة الوحيدة التي قد تثير القلق هي استمرار النخالة الوردية لفترة أطول من 3 شهور.
أسباب النخالة الوردية غير معروفة بشكل دقيق، ومع ذلك يعتبر الهربس من أكثر الفيروسات التي ترتبط بإصابة النخالة الوردية، وأهم أسبابها المحتملة: [1]
- الإصابة بالفيروسات الحلقية: يؤدي دخول الفيروس الى الجسم لارتكاس مناعي تجاه هذا العامل الخارجي، كما ترتبط النخالية الوردية عادة بإعادة تنشيط فيروسات الهربس 6 و7 التي تسبب الطفح الجلدي الأولي.
- تناول بعض الأدوية: تظهر النخالية الوردية أو الطفح الجلدي المرافق لها كرد فعل سلبي لبعض الأدوية والمستحضرات الطبية لكن تعتبر هذه حالة نادرة وعادةً من ينوه عن هذه المسألة كعرض جانبي لتناول هذه الأدوية في الروشيتة الموجودة ضمن علبة الدواء.
- بعض اللقاحات: يمكن أن تحصل النخالية الوردية عند الأشخاص الذين أخذوا لقاح ضد الانفلونزا، لكن لا يوجد أدلة قاطعة على العلاقة بين النخالة الوردية واللقاحات.
عوامل الخطورة لإصابة النخالة الوردية
- العمر: قد يكون للعمر دور في الاستجابة للعدوى بالمرض حيث أن الأطفال والشباب هم أكثر عرضة للإصابة بالنخالة الوردية.
- نوع البشرة: ليس بشكل مباشر ولكن البشرة الحساسة معرضة أكثر للإصابة بالنخالة الوردية وتنتشر عليها البقع بشكل أسرع وأسهل.
- الجنس: تصيب النخالية الوردية النساء بنسبة أكبر من الرجال وخاصة النساء الحوامل.
النخالة الوردية والكورونا
لا يوجد ما يدل على ارتباط مباشر بين النخالة الوردية والكورونا، لكن الأطباء يشيرون أن نسبة كبيرة من مرضى كوفيد-19 يختبرون أنواعاً مختلفة من الأمراض الجلدية التي قد تكون النخالة الوردية أحدها، وقد يظهر على مريض الكورونا طفح جلدي يشبه النخالة الوردية مع بعض الاختلاف في الأعراض، وعلى وجه العموم تعتبر النخالة الوردية من أقل الأمراض الجلدية التي تصاحب العدوى الفيروسية خطورةً.
الطفح الجلدي وبقعة الطليعة: من أهم الأعراض التي تظهر عند الاصابة وأولها هو ظهور بقعة كبيرة متقشرة على الجلد، يتراوح حجمها من 2 الى 10 سم، وتكون عند ذوي البشرة البيضاء بلون أحمر أو وردي، أما عند ذوي البشرة السمراء تكون بقع داكنة أو سوداء اللون.
- بقع حرشفية: بعد ظهور أول بقعة من النخالة الوردي بعدة أيام يبدأ ظهور بقع صغيرة في الظهر أو على البطن وتكون حرشفية وأصغر من البقعة الأساسية، ترافقها رغبة بالحكة.
- مشاكل في جهاز التنفس: يرافق ذلك أعراض مماثلة لتلك التي تظهر مع عدوى الجهاز التنفسي العلوي أثناء العدوى الفيروسية، كاالاحتقان وانسداد للأنف.
- الحمى: مع الشعور بصداع شديد يرافق المريض خلال اليوم.
- غثيان وفقدان للشهية: حيث يصبح المريض غير قادر على تقبل الطعام في أي وقت.
- التهاب حلق وتضخم الغدد اللمفاوية: حيث أن تورم الغدد اللمفاوية عادة ما يكون ناتج عن دخول البكتيريا أو الطفيليات أو الفيروسات إلى الجسم، وانتفاخها دليل على أن هذه الغدد تعمل على محاربة مسبب مرض قد دخل الجسم.
- اضطرابات في النوم: وتحدث هذه الاضطرابات نتيجة التغيرات الفزيولوجية التي تطرأ على جسم المريض ونتيجة التغير في نظام راحة الجسم. [2]
أي مرض خلال فترة الحمل مهما كان بسيط يعتبر مصدر قلق للحامل، فمن الممكن أن ينتقل للجنين ويهدد حياته ولا سيما الأمراض الفيروسية كالنخالية الوردية، فهو من الأمراض الفيروسية التي ممكن أن تصيب مشيمة الأم وتنتقل للجنين، إذا أصيبت الأم بالنخالية في وقت مبكر من الحمل تقريباً خلال الأسابع ال 15 الأولى من الحمل ستكون عرضة للأجهاض وفقدان الجنين، وتكون أيضاً معرضة للولادة المبكرة، لذلك يجب أن تتبع المرأة الحامل عدة خطوات لوقاية نفسها من خطر الإجهاض في حالة الإصابة بالمرض ومن هذه الخطوات: [3]
- مراجعة الطبيب: وذلك بشكل دوري لمراقبة حالتها الصحية وحالة الجنين لمواكبة أي خطورة على صحتهما.
- مراقبة الحامل المصابة بالنخالة الوردية: بمعنى مراقبة الأمهات المصابات عن كثب بحثاً عن المشاكل المحتملة الحدوث.
- تجنب النساء الحوامل الاتصال بالمرضى: لأن مناعة الحامل تكون ضعيفة ومعرضة للأصابة بالفيروس بنسبة كبيرة.
- التشخيص الطبي عند الشك بالمرض: اجراء التشخيص السريري للنخالية الوردية عند الحامل وفقا لمعايير طبية.
- عدم تناول أدوية بدون وصفة: اخبار الحامل لطبيبها الخاص بجميع الأدوية التي تتناولها، بما في ذلك الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية.
- الاستعلام عن مضاعفات الأدوية: تجنب قدر الامكان تناول الادوية التي قد تسبب تشوهات خلقية للجنين مهما كانت تستدعي الحالة الصحية للأم لذلك.
تزول النخالة الوردية من تلقاء نفسها في معظم الحالات ودون الحاجة للعلاج، وغالباً ما تبدأ أعراض النخالة الوردية بالتراجع حتى الشفاء خلال 12 أسبوعاً من الإصابة، ولا يكون العلاج ضرورياً إلى إن كانت الحكّة شديدة أو استمرت النخالة الوردية لفترة أطول من 3 شهور، والعلاجات الممكنة في هذه الحالة:
- إجراء تحليل فحص للدم: وذلك بطلب من طبيب الجلدية الخاص بالمريض، أو أخذ خزعة من أحد البقع المصابة لفحصها تحت الجلد للوصول للتشخيص الصحيح للحالة.
- تجنب استخدام الصابون: لأن الصابون يحوي مواد كيماوية ومواد عطرية، تسبب تهيج الطفح الجلدي الناتج عن النخالية وبالتالي يؤدي ذلك لتفاقم الحالة المرضية وتطول فترة العلاج لذلك ينصح المريض بالغسيل بالماء فقط والاستحمام بالماء العادي فقط واستخدام نوع من المرطب كزيت الاستحمام.
- استخدام مرطبات للجلد: التي تساعد على تلطف البشرة وترطيبها، فالحكة والتهيج على الجلد الناشئ عن النخالية يسبب جفافاً وحرقة في الأماكن المصابة فتساعد هذه المرطبات الخاصة في التقليل من الجفاف وتهدئة الحكة.
- مضادات الهيستامين: وهي من أكثر ما يشاع استخدامه لمكافحة الحساسية الناتجة عن المرض، ويصفها الأطباء لأي شخص لديه صعوبة في النوم بسبب الحكة، يمكن وضع هذا الدواء على الجلد ككريم، أو بتناوله عن طريق الفم كحبوب.
- الكريمات الموضعية: مثل كريمات الستيرويد المساعدة في تقليل الحكة التي يسببها المرض وبالتالي تخفف من شدة أعراضه ولكنها لا تقلل مدة الطفح.
- أدوية مضادة للفيروسات: بما أن المرض ذو منشأ فيروسي يجب المعالجة الطبية الداخلية للمرض وذلك بالنسبة للحالات الشديدة، فمعالجة الفايروس والقضاء عليه تشكل الخطوة الأهم للعلاج.
- المستحضرات المبردة للجلد: كالمستحضرات التي تحوي كافور أو منثول، والتي لها دور مهم في تبريد الحكة الناشئة عن النخالية الوردية، وتخفيف شدة الحالة المرضية على المصاب.
- العلاج المنزلي: تشمل العلاجات المنزلية للجلد استخدام الزيوت الطبيعية مثل زيت الأزداريشتا أو زيت جوز الهند أو الشوفان أو معجون الكاد الهندي أو الصبار، ويكون هذا العلاج الى جانب العلاج بالأدوية التي يصفها الطبيب.
- العلاج بالأشعة فوق البنفسجية: يوصى بالعلاج بالأشعة فوق البنفسجية إذا كان الطفح يغطي جزء كبير من الجلد وإذا استمر ظهور الطفح لفترة طويلة، حيث يكون العلاج باعطاء جرعات من الأشعة فوق البنفسجية وتتكرر العملية عن طريق تعريض جسم المصاب لهذه الأشعة لفترات قصيرة على أيام متعددة.
- العلاج بالضوء: يمكن اللجوء لضوء الشمس الصناعي أو الطبيعي وهذا النوع من العلاج يستخدم مع الأفراد الذين يعانون من اضطرابات شديدة الحكة على الجلد، وكان لهذا النوع من العلاج نتائج ايجابية في تسريع زوال الحكة التي سببتها النخالية والتخفيف من شدة هذه الحكة، ويمكن اللجوء لهذا العلاج إما بمفرده أو بالاقتران مع العلاجات الدوائية الموضعية.
- تجنب النشاط البدني الشاق: كي لا تسوء حالة الجلد ويصبح الطفح الجلدي أكثر وضوحاً واحمراراً ويسبب ذلك زيادة الحكة والتهيج.
ينتمي كلا المرضين النخالية الوردية والتينيا (السعفة) لفئة الأمراض الجلدية الظاهرية وتتشابهان نوعاً ما في الأعراض، ولكن هناك اختلاف واسع بين المرضين من حيث المنشأ والشكل والأسباب وطرق العلاج، وقد تكون اختبارات الدم أو اخذ خزعة من الجلد ضرورة للتمييز بين المرضين، ونوضح فيما يلي الفرق بين النخالية الوردية والتينيا: [6]
- النخالية الوردية: هي طفح جلدي عادة مايظهر على الجذع أو الذراعين أو الرقبة:
- يتميز الطفح الجلدي بالنخالة الوردية باللون الوردي غالباً، وتقلل بعض العلاجات من مدة الطفح وشدة الحكة الناتجة عن المرض.
- يعد النخالة الوردية مرض ذو منشأ فيروسي، وليس من الأمراض المعدية.
- وتعتبر النخالية من الأمراض التي تحدث مرة واحدة وعندما تزول لا تعود مرة أخرى، ولا تترك ندبات بعد زوالها.
- التينيا: وهو السعفة وهو اسم مجموعة الأمراض التي تسببها الفطريات.
- التينيا أو السعفة هو مرض معدي ينتقل عن طريق لمس شخص مصاب أو من الأسطح الرطبة مثل أرضيات الاستحمام
- ويظهر المرض على شكل طفح جلدي من بقع بيضاء أو حمراء أو أغمق من الجلد.
- يصيب المرض الجذع أو الطرفين.
- وتختلف طرق علاج التينيا من استخدام مضادات فطرية موضعية على شكل غسول أو شامبو أو صابون، ويمكن العلاج أيضاً بأخذ حبوب مضادة للفطريات وذلك في الحالات الشديدة.