العنف في العلاقة الحميمة بين الزوجين "حكمه وحدوده"

الجنس الخشن بين الزوجين وحكم العنف في العلاقة الزوجية، هل يفضل الرجل العنف في العلاقة الجنسية أكثر من المرأة؟
العنف في العلاقة الحميمة بين الزوجين "حكمه وحدوده"

العنف في العلاقة الحميمة بين الزوجين "حكمه وحدوده"

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

قد يظن البعض أن العنف في العلاقة الحميمة بين الزوجين أمر موجود في الأفلام والقصص فقط، لكن في الحقيقة هذا أمر موجود ويمارسه كثيرون بقصد المتعة والوصول إلى المتعة المطلوبة والمرجوة من العلاقة الجنسية بين الزوجين، ولأجل ذلك سنعرض في هذا المقال تفاصيل قد تهم كثيراً من الأزواج تتعلق بالعنف في العلاقة الحميمة بين الزوجين، ومدى مشروعيته والسماح به، والمرغوب منه لدى الرجال والنساء.

يمكن التعبير عن مصطلح الحدود المتعلقة بالعنف في العلاقة الزوجية والأحكام التي تنطبق عليه من النواحي الاجتماعية والأخلاقية والدينية كما يلي: [1،2]

  • يعتبر الإسلام أن الاستمتاعات الزوجية لا بد وأن تكون محدودة بما تتماشى مع أهداف الزواج في الإسلام على أن تتضمن سلامة الزوجين وكذلك سلامة العلاقة الزوجية والأسرة من جميع الجهات، وبخصوص الاستمتاع الجنسي بين الزوجين فقد سمح الدين الإسلامي للزوجين بالاستلذاذ والاستمتاع المتقابل جنسياً بينهما ضمن حدود الشريعة الإسلامية؛ أي ما لم تتجاوز الاستمتاعات حدود المعاشرة بالمعروف، وما لم تتضمن محرماً من المحرمات، أو تتسبب في ترك واجب من الواجبات الزوجية، فللزوجين أن يتلذذا من بعضهما متى شاءا وكيفما شاءا.
  • يجيز الإسلام الاستمتاعات الجنسية بين الزوجين بكل أشكالها نظراً ولمساً وتقبيلاً وما إليها من أنواع الاستمتاعات المتصورة.
  • يشترط أن تكون الاستمتاعات بين الزوجين غير ضارة وغير مؤذية لأي منهما، كما أنه إذا تلذذ أحد الزوجين بالآخر عن طريق أفعال مثل القَرص أو العَض أو ضرب الطرف الآخر فهذا يجوز أيضاً بشرط رضا الطرف الآخر واستمتاعه أيضاً.
  • هناك من يتبع أساساً يقول إن القواعد الأخلاقية العامة تنطبق على المعاملة في الأفعال الجنسية كما تنطبق على جميع العلاقات الإنسانية، وحقيقة أخرى تقول إن الجنس الخشن يمكن أن يكون ممتعاً للجميع، لكنه عندما يتحول إلى عنف جنسي فيتم التعامل معه على أنه فعل أو جريمة عاطفية مدفوعة بالغيرة أو فشل الشريك في تحقيق التوقعات، وأحياناً يدخل ضمن العنف المنزلي الأسري الذي يعاقب عليه قانوناً بحسب القانون الدولي لحقوق الإنسان.
animate

العنف في العلاقة الزوجية أو ما يعرف بالجنس الخشن أمر مستحب لدى بعض الرجال ويرغبون بممارسته أثناء العلاقة الحميمة كما قد يرغبون بأن يمارس معهم وعليهم من قبل الشريكة، وهذه بعض أسباب رغبة الرجال بالعنف أثناء العلاقة الحميمة: [3]

  • الميل للسيطرة والهيمنة الجنسية: يحب الرجال الجنس العنيف لأنه يمنحهم فرصة للتعبير عن أنفسهم بصورة المهيمنين والمسيطرين جنسياً في العلاقة الحميمة، بالإضافة إلى رغبتهم برؤية المرأة في وضعية السيطرة والعنف في بعض الحالات، فالرجال بطبيعة الحال لديهم إذن نابع من طبيعتهم البيولوجية بأن يكونوا عدوانيين لكنهم أثناء ممارسة الجنس أحياناً يكبحون هذه المشاعر، وبالتالي هم يشعرون بالسعادة عند إبداء المرأة للرغبة ببعض العنف أثناء العلاقة وحين يكون هذا العنف متبادلاً بينهما.
  • التعبير عن تفضيلات جنسية معينة: قد يعتبر الجنس الخشن طريقة لعلاج الرجال الذين عادة ما يشعرون أن الجنس بحد ذاته مع ألفاظه البذيئة وحركاته الشهوانية غير صحيح ولا مهذب، فيكون هذا الشكل القاسي والعنيف من الجنس جرعة صادمة قد تساعد الرجل على العودة إلى قواعده سالماً والتعامل مع المرأة جنسياً بالطريقة التي تظهر أنوثتها وتبين رجولة الرجل كما يجب أن تكون في أثناء العلاقة مليئة بالسيطرة والقوة والشهوة.
  • تفريغ الضغوطات: قد يرغب الرجال بالجنس العنيف لأنه وسيلة لتفريغ الكثير من المشاعر التي يمكن أن تختزن في دواخلهم من جراء المواقف التي يتعرضون إليها في الحياة العامة، فيشعرون بعد ذلك براحة كبيرة لأنهم أرادوا تفريغ شيء ما واستطاعوا ذلك.
  • اكتشاف الذات من خلال الجنس الخشن: قد يعمل الجنس العنيف على تحفيز ظهور جوانب معينة لدى الرجل لم يكن يعلم بوجودها أو لا يمكن ان تظهر إلا في حالات مثل ممارسة الجنس العنيف أو الخشن، فهم يميلون إلى اكتشاف جوانب من أنفسهم لم يكونوا على دراية بها فتخلق لديهم تجربة أكثر عمقاً عن هذا الجانب الوحشي والمسيطر من شخصيتهم الذي كان مكبوتاً.
  • ممارسة الجنس العنيف تشعر الرجال وكأنهم قد حرروا أنفسهم: لأن العلاقة الحميمة التي يخلقها الجنس العنيف بين الرجل وزوجته هي أكثر من مجرد علاقة جنسية؛ إنه شعور عميق بأن الشريك قد أخرج منه شخصاً آخر وتحول هو بدوره إلى شخص ثان، حيث يتيح الجنس الخشن اعتبار هذا الجزء من شخصية الرجل أمراً جميلاً وعظيماً، وكذلك وسيلة للتعرف على الذات واكتشاف أجزاء من شخصية الفرد وشخصية الشريك لم تدرك من قبل.
  • متعة الجنس العنيف: يمكن أن تكون ممارسة الجنس العنيف بالنسبة للرجل مجرد متعة ولكنها في الحقيقة بمثابة إثبات لمشاعر الذكور عن الذات والمشاعر الأخرى المعقدة المرتبطة بالجنس والقوة والشريك وتقبله.

في الحقيقة فإن النساء ينظرن للجنس بشكل أعمق بكثير مما يدركه الرجال، وهنا ليس المقصود فقط الجنس المهذب أو الجنس الرزين فالامرأة العصرية لديها العديد من المداخل النفسية والاجتماعية والعاطفية التي يؤدي امتزاجها لأمور مهمة تتعلق بشهوتها الجنسية وطرق إشباعها من خلال العلاقة الحميمة مع زوجها، حيث إن الجنس العنيف أو الخشن واحد من هذه الطرق الواردة والتي تحبها الكثير من النساء.
وإن كان لا يبدو بالفعل على النساء الرغبة في العنف في العلاقة الجنسية، إلا أنهن في الواقع قد يرغبن بذلك وقد يطلبنه بشدة أكثر من الرجل أيضاً، وفي في بعض الأحيان يتم أخذ الرجال على حين غرة من قبل نسائهم لأنهم يريدن علاقة حميمة خشنة، ويباشرن بتنفيذ ذلك من دون طلب صريح من أزواجهن، فيعبرن عن أنفسهن بالممارسة لا بالطلب. [3]

بالنسبة للزوج فهو يمكن أن يعتبر نفسه المسيطر وقائد دفة العلاقة من ناحية العنف الممكن أن يوجد فيها وتتضمنه، وهناك العديد من الممارسات العنيفة التي يستلذ بها الرجل أثناء العلاقة الحميمة مع زوجته وقد يطلبها أو ينفذها فوراً، مثل: [3]

  • إعطاء الأوامر: يحب الزوج أحياناً أن يقوم بأمر زوجته بفعل بعض الأمور كمداعبته بعنف أو يأمرها بالاستلقاء أو بالقيام بحركات تثير شهوته وهي تبدي شراسة ما، لكن بشرط أن تستجيب هي لأوامره وكأنها مسيطر عليها وهو صاحب السيطرة والهيمنة الوحيد، ويحب أن يأمرها بصوت عالٍ قاسٍ وهي تستجيب له.
  • العض واستخدام الأسنان: يحب الزوج بعض الممارسات التي تصنف على أنها جنس خشن لكن من النوع المتدرج في عنفه مثل العض واستخدام الأسنان، قد يرغب هو بعض زوجته أو يريد أن تعضه هي وتجرحه قليلاً بأسنانها ليحصل على اللذة التي يريدها.
  • القيود والربط: بعض الرجال يحبون تطبيق الجنس العنيف أو الخشن من خلال استخدام القيود والأصفاد والحبل لتقييد المرأة وربط أطرافها ومن ثم ممارسة الجنس معها، كما قد يرغبون بأن يكونوا هم الطرف الذي يمارس عليه العنف المتضمن الربط والتقييد والجلد والذرب.
  • الضرب والجلد: قد يستخدم الرجال السوط لجلد المرأى والعصا لضربها والشعور بالسيطرة وبالتالي اللذة الكامنة في الجنس العنيف الخشن، وأيضاً يمكن ان يرغب الرجل بأن يطبق ذلك عليه من قبل المرأة إن كان عاشقاً لرؤية سيطرتها عليه.

بالنسبة للزوجة التي لا يمكن تجاهل رغباتها وشهواتها والطرق التي يمكن أن ترغب باتباعها لإشباع رغباتها الجنسية والحصول على المتعة من قبيل ما يلي: [3]

  • العنف في بداية العلاقة: قد ترغب المرأة بأن يكون العنف من بداية العلاقة أي بدلاً من خلع ملابسها ستحب أن يمزق الرجل فستانها أو يفتح تنورتها بعنف، وكذلك أن يمزق حمالة صدرها وسراويلها الداخلية، ومن هنا تبدأ المتعة لديها.
  • اندفاع الرجل في العلاقة: عند نزع ملابسها بطريقة مثيرة وعنيفة ورؤيتها الشرر في عيني زوجها مقترناً بالشهوة الجامحة؛ ستحب المرأة أن يشد الرجل شعرها، وقد ترغب بأن يسحبها منه على الأرض أو يدفعها على الحائط وهو يشد شعرها أو يرمي بها على السرير فستشعر بالإثارة الشديدة.
  • العض والقرص: من أشكال العنف التي تحبها المرأة في العلاقة الحميمة هي أن يحاول الرجل عض مؤخرة رقبتها ثم ينزل بأسنانه ولسانه وأظافره إلى أسفل فأسفل ويعض يديها وصدرها ويقرصها ويترك علامات أظافره على كتفيها او رقبتها أو ظهرها او صدرها وآثار أسنانه على يدها أو فخذيها، قد تتألم ولكنها ستحب ذلك مادام في حدود المتعة وليس الأذى.
  • القسوة اللفظية: أن يكون الرجل قاسٍ في كل شيء وألا يعتذر عن أي من الألفاظ السيئة التي يتفوه بها وأن يستخدم خشونته الرجولية في كل شيء من القبلة حتة نهاية العلاقة.
  • الضرب والإيلام: قد ترغب بعض النساء بمزيد من الألم في العلاقة الحميمة فتطلب هي من الرجل أن يضربها أو يعضها أو يقيدها.

لكل زوجين يرغبان بمزيد من المتعة والإثارة التي يريان أنها موجودة في الجنس العنيف أو الجنس الخشن كما يعرف اسمه فهناك بعض النصائح البسيطة التي قد يفيد الاطلاع عليها: [4]

  • تحديد درجة العنف: يجب أن يكون كل من الرجل والمرأة على دراية ووعي بأي درجة من الجنس العنيف قد تجعلهما يشعران بعدم الأمان أو عدم الراحة وأن يتعامل كل منهما مع هذه المشكلات التي يسببها الجنس العنيف المبالغ فيه مع الشريك في وقت مبكر.
  • إدراك خطورة العنف المفرط: على كل من الزوجين أن يفرقا بين العنف المحدود في العلاقة الجنسية الذي يؤدي إلى المتعة، وذاك العنف الذي قد يخرج من النطاق الإيجابي ويجعل العلاقة سلبية وتندرج تحت العنف المنزلي الذي يخضع للشكوى والعقاب قانونياً.
  • الحوار حول العنف في العلاقة الزوجية: على الزوجين مشاركة مخاوفهما مع بعضهما البعض والعمل على حل وتجاوز هذه المخاوف التي تتعلق بالعنف المرافق للعلاقة الحميمة بينهما، بعد تقبلها من الجانبين.
  • استكشاف بعضهما: يجب على كل من الزوجين تحديد العوامل والسلوكيات التي تظهر في وقت مبكر من العلاقة والتي قد تكون إشارات على وجود مشكلة في المستقبل من ناحية الإفراط في العنف الجنسي لاستدراكها ومعالجتها.
  • البحث عمّا يمتع الزوجين في الفراش: النصيحة الأهم هي أن يعتبر الزوجان أن الساحة أمامهما واسعة ومفتوحة في حدود ما يسبب المتعة لهما معاً، وهذا أصلاً هو الهدف المرجو من العلاقة الجنسية، وكل ما عدا ذلك يصبح في المسار غير الصحيح.

في الختام.. الجنس شيء ضروري ومهم وجميل وهو أساس العلاقة الزوجية، كما أن ممارسته في الإطار الذي يسعد الزوجين أمر جيد حتى وإن تضمن بعض العنف المقبول غير المؤذي والذي لم تحرمه القوانين ولا الديانات، وهنا من الضروري لكل من الزوجين الاستماع لرغبات الشريك والاتفاق على المسموح وغير المسموح في علاقتهما الحميمة معاً.ٍ

المراجع