أضرار الرجيم القاسي وكيف يكون الدايت القاسي صحي

تعرف إلى أضرار الرجيم القاسي ورجيم إنقاص الوزن السريع، كيف يؤثر الرجيم القاسي على الجسم وإلى مدى يجب اتباعه، وما هي الخطوات الصحيحة لبدء رجيم قاسي
أضرار الرجيم القاسي وكيف يكون الدايت القاسي صحي

أضرار الرجيم القاسي وكيف يكون الدايت القاسي صحي

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

إن كنت تعاني من الوزن الزائد وترغب في فقدان بعض الكيلوغرامات وتنحيف جسمك للحصول على جسدٍ مثالي فأول ما سترغب في القيام به هو البدء في نظامٍ غذائي قاسي، ولكن في كثيرٍ من الأحيان يجب الشخص نتائج سلبية وقد ينتهي به الأمر لعودة الوزن الذي فقده بسرعة عند التوقف عن الرجيم القاسي.
هل هذا يعني أنّ اتباع رجيم قاسي يعني بالضرورة الحصول على النتائج مؤقتة وغير مفيدة دوماً؟ بالطبع لا .. ولكن الأمر يتعلق بالعديد من العوامل الأخرى، فإن كنت ترغب بالحصول على نتائج إيجابية ومفيدة يجب أن تبدأ الرجيم بشكل صحيح وتتبع نظاماً بخطوات سليمة.

قبل أن تبدأ برجيم قاسي عليك أن تعلم أنّ هذه الأنظمة الغذائية رغم كونها قادرة على مساعدتك على فقدان الوزن بسرعة وتحريك إبرة الميزان بشكل سريع، ولكن قبل أن تغرك النتائج عليك أن تعلم بأنّ هناك نتائج سلبية يمكن أن تحدث أيضاً، ما هو الحل؟ الحل هو أن تعلم مسبقاً تأثير الرجيم القاسي على الجسم: [1]

  • التجفاف ونقص الماء: فقدان الوزن السريع في الأيام الأولى للرجيم القاسي هو أساساً وهم لأنّ هذه الكيلوغرامات التي اختفت فجأة في معظمها لا تعدو كونها وزن الماء الذي تخلص منه الجسم، السبب الأساسي لذلك لكون الجسم يستخدم الجليكوجين المخزن في الكبد والعضلات كمصدر أول للطاقة وحيث أنّ كل جزيئة من الجليكوجين ترتبط بثلاثة أضعاف وزنها من الماء. عندما يستهلك الجسم الجليكوجين فهو يطرح المياه المرتبطة فيه مما يخفض الوزن بهذا الشكل السريع، ولكن الأمر قد يترافق مع صداع وإرهاق.
  • اختلال مستويات سكر الدم: يختلف تأثر مستويات الجلوكوز من حميةٍ لأخرى، ولكن ما يبقى ثابتاً هو حقيقة أنّ عدم الحصول على مصدر مستقر من السكريات أو البروتين أو الألياف يؤدي لارتفاعات أو انخفاضات مفاجئة في نسب سكر الدم. هذه التقلبات المفاجئة يمكن أن تجعلك تشعر بالجوع الشديد بعد فترة قصيرة من تناول الطعام وتشير بعض الدراسات إلى إمكانية ارتباط هذه التقلبات بظهور مقاومة الأنسولين.
  • فقدان الكتلة العضلية: فقدان الوزن يترافق مع فقدان للكتلة العضلية دوماً، ولكن نسبة العضلات المفقودة من الوزن الضائع تختلف باختلاف الحمية المتبعة، بينت الدراسات أنّ الحميات القاسية تجعلك تفقد 3 أضعاف العضلات التي تفقدها عند خسارة الوزن بشكل بطيء.
  • تباطؤ عملية الاستقلاب: مع فقدان جزء من الكتلة العضلية ينخفض معدل الاستقلاب في الجسم بشكل تلقائي وهو بدوره يجعلك تتوقف عن فقدان الوزن حتى مع اتباع الرجيم القاسي الذي يفترض أن يُساعدك على فقدان الوزن، وفي نفس الوقت هذا الأمر يجعل دماغك يعتقد أن كمية الطعام المتاحة قليلة ولذلك يحافظ على السعرات الحرارية كي يحافظ على الجسم.
animate

فقدان الوزن السريع لا يأتي دون ثمن فهو قد يؤدي إلى بعض المشاكل الصحية التي تترك أثراً على الجسم على المدى الطويل، بعض أبرز هذه المشاكل تتمثل بـ: [2]

  • اضطراب توازن الكهارل: اتباع بعض الحميات القاسية يؤدي لاختلال توازن الكهارل التي تحافظ على توازن شوارد الجسم، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل عدم انتظام ضربات القلب أو نوبات عصبية، وفي حال استمر الاختلال لوقتٍ طويل ستبدأ وظائف الجسم بالاضطراب.
  • عوز بعض العناصر الغذائية: يحتاج الإنسان للعديد من العناصر الغذائية من أجل النمو وأداء وظائف الجسم، الحميات القاسية تقيد بشكل كبير المواد المسموح تناولها والكميات المسموحة وبالتالي تمنع في كثيرٍ من الأحيان حصول الشخص على حاجته من العناصر المغذية. عوز عناصر مثل الفيتامين D أو الكالسيوم مثلاً يزيد من احتمال تعرضك لإصابة أو كسر كما يمكن لعوز الحديد مثلاً أن يؤدي لفقر الدم.
  • تشكل الحصى في المرارة: يؤدي نقص كمية الطعام الواجب هضمها إلى نقص في إفراز العصارات الهاضمة وبالتالي تتصلب هذه العصارات في المرارة مشكلةً حصى المرارة، تُسبب حصى المرارة ألماً شديداً وعسراً في الهضم وهو ما يؤدي بدوره للمزيد من الألم.
  • إرهاق ونقص في الطاقة: عدم حصول الجسم على كفايته من الطاقة يؤثر على مستويات الطاقة ويُشعرك بالتعب والإرهاق، هذا سوف يؤدي إلى ضعف الإنتاجية في العمل وتقليل مستويات الإدراك المعرفي ويقلل من القدرة على ممارسة الرياضة أيضاً، إضافةً لذلك فهو يجعلك في حالة مستمرة من التوتر والقلق.

الرجيم القاسي له العديد من الأضرار بالطبع وخاصة في حال استمر لوقتٍ طويل، ولكن من الممكن أن تبدأ برجيم قاسٍ مع إمكانية تقليل الأضرار وزيادة الفوائد بعض الشيء وذلك عبر اتباع بعض الخطوات الصحية والمفيدة، من هذه الخطوات التي تُساعدك على بدء رجيمٍ قاسي: [3]

  • اختيار رجيم صحي: الخطوة الأولى يجب أن تكون اختيار رجيم صحي يضمن لك الحصول على كافة احتياجات جسمك والعناصر المغذية الضرورية للصحة، هذا يتضمن وجود أطعمة مثل الخضروات واللحوم ومنتجات الألبان قليلة الدسم والمأكولات البحرية والأطعمة غير المعالجة، والابتعاد عن الحميات التي تقوم على نوع واحد من الطعام أو شراب، فهذه الحميات حتى وإن لم تسبب أضرار صحية فهي تسبب إنقاصاً وهمياً للوزن يتراجع بمجرد توقف الحمية السريعة.
  • الانتقال ببطء أو خطوات الأطفال: التغيير يمكن أن يكون صعباً للغاية وخاصةً عندما يكون تغييراً جذرياً، لذلك الحل الأفضل هو الانتقال التدريجي البطيء وهذا يعني التقليل من الأطعمة غير الصحية والضارة بشكل تدريجي والتوقف عن تناول مادة معينة واحدة كل أسبوع كي تمنح جسمك وقتاً للاعتياد على الأمر وإنشاء عادات صحية جديدة.
  • وضع أهداف واقعية: عند بدء رجيم قاسي يبدأ الكثيرون بتخيل نتائج صعبة المنال ويحلمون بأحلام وردية كأن يتمكنوا من ارتداء ملابس أصغر بعدة مقاسات في أسبوع وهذا أمرٌ غير واقعي، فقدان الوزن يتطلب وقتاً وهو ما عليك فهمه مسبقاً. مثلاً يمكنك أن تطمح لخسارة كيلو غرام أو 2 في الأسبوع مع الاستمرار على هذا المنوال بشكل ثابت.
  • الحصول على شريك: قد يكون الحصول على شريك للدعم واحداً من أهم النقاط التي يمكن أن تُساعدك على بدء رجيمٍ قاسي، يمكنك أن تطرح الأمر على أحد أفراد العائلة أو على صديق مثلاً أو أي شخصٍ يمكن أن يوفر لك الدعم والإلهام للاستمرار في النظام الجديد.
  • تسجيل الوجبات: حساب السعرات الحرارية هو أحد أساسيات الرجيم القاسي ولذلك سيكون من الضروري أن تعمل على تسجيل الوجبات وحساب السعرات، يمكن أن تجد العديد من التطبيقات التي تُساعدك على القيام بذلك بسهولةٍ وسلاسةٍ أكبر
  • ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة سوف تُساعدك على تعزيز قوة العضلات وعلى حرق السعرات الحرارية مما يُعزز فقدان الوزن، لممارسة الرياضة تأثير كبير لأنها ستجعل النتائج أوضح وتُشجعك على الاستمرار.

الرجيم والقاسي ووعود فقد الوزن السريع قد تغري البعض لاتباعه لفترةٍ طويلة، والفكرة الأساسية في ذهن الشخص ستكون اتباع الرجيم لعدة اشهر بحيث يفقد الوزن الزائد الذي يُزعجه بسرعة ليعود من بعدها لتناول طعام صحي وللاستمتاع بجسمه الجديد، ولكن المشكلة في هذه التخيلات هي أنها لا تُراعي الحقائق المرتبطة بفقدان الوزن.
بينت الدراسات أنّ فقدان الوزن السريع يجعل الجسم يُحارب فقدان الوزن بشدة ويعمل على الحفاظ على الطاقة الموجودة لديه، والحل الأمثل سيكون اتباع رجيم قاسي لفترة معينة (شهر أو شهرين مثلاً) ومن ثم اتباع نظام صحي مع تمارين رياضية إلى حين اعتياد الجسم على الوضع الجديد وحينها يمكن العودة لاتباع رجيم قاسي من جديد إن كان الأمر يتطلب. [4]

كثيراً ما يشعر الشخص بالذنب لتناول قطعة حلوى أو شرب كوبٍ من العصير خلال فترة الرجيم وخاصة إن كان الرجيم الذي يتبعونه قاسياً، ولكن هل كنت تعلم أنّ تلك الأطعمة يمكن أن تُساعدك على فقدان الوزن؟ قبل أن تتحمس وتقرر إيقاف النظام الغذائي واللجوء إليها فنحن نقصد تناولها بشكل متقطع ومحدود خلال الرجيم فيما يُسمى بيوم الراحة أو يوم الغش فهذه الممارسات تحمل معها العديد من الفوائد لفقدان الوزن: [5]

  • يوم الراحة وتعزيز الأيض: عندما تتناول طعاماً غنياً بالسعرات الحرارية أو المواد الممنوعة عادةً في الرجيم فأنت ترسل إشارةً لدماغك بأنك لا تعيش في مجاعة وأن الطعام متوفر وهذا سيجعله يُعزز من العمليات الحيوية ويمتنع عن الدخول في حالة من حفظ الطاقة، كما أنّ الحريرات ستحصل عليها ستمنحك قدراً كافياً من الطاقة كي تتنشط وتستعيد حيويتك من أجل العودة للرجيم.
  • التأثير النفسي للطعام: نعلم جميعاً أنّ الطعام يجعلك تشعر بالراحة والسعادة وهذا قد يكون السبب في كون البعض يفرطون في تناول الطعام أساساً، لهذا فإنّ تناول الطعام الممنوع في يوم الراحة سيحسن من شعورك ويُساعدك على إتمام الرجيم.
  • إفراز الأنسولين: تناول الطعام الدهني في يوم الراحة سيترافق مع تحسن في عملية الهضم وذلك يعود أساساً إلى إفراز الجسم لكمية إضافية من الأنسولين تُساعده على الهضم بشكل جيد.
  • زيادة تشكيل العضلات: الطاقة التي يحصل عليها الجسم في يوم الراحة لأنه سيستخدم هذه الطاقة بدلاً من تخزينها في الدهون وبالتالي سوف يُحفز تشكيل العضلات بفعالية أكبر.
    بالطبع يجب أن تُراعي أنّ بعض أنواع الرجيم القاسي لا تسمح إطلاقاً بيوم الراحة مثل رجيم الكيتو الذي يؤدي فيها يوم الراحة وتناول الأطعمة الممنوعة لإيقاف التقدم الذي حصدته في الأيام السابقة.

ختاماً ... يجب أن تتذكر دوماً أنّ الرجيم القاسي قد يكون وسيلةً فعالةً لفقدان الوزن ولكن ضمن شروطِ محددة لأنه قد يتحول إن أُسيء استخدامه لأداة لضرر الجسم وزيادة الوزن، وتذكر أنّ تناول الطعام الصحي باعتدال وبشكل مستمر يُعتبر أفضل حمية لفقدان الوزن.

المراجع