أعراض وعلاج الاكتئاب الدراسي عند الأطفال والمراهقين

تعرف إلى أعراض الاكتئاب الدراسي عند الأطفال والمراهقين وأسبابه، التعامل مع الاكتئاب الدراسي وعلاج الاكتئاب المدرسي
أعراض وعلاج الاكتئاب الدراسي عند الأطفال والمراهقين

أعراض وعلاج الاكتئاب الدراسي عند الأطفال والمراهقين

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

لكل مرحلة تحدياتها وصعوباتها فقد يظن بعض الأهالي أن أبناءهم لم يختبروا صعوبة الحياة وبمعنى آخر لم يروا شيئاً من المصاعب والتحديات فكيف لهم أن يكتئبوا بسبب الدراسة؟! حسناً لكل شخص منذ نعومة أظافره مشاعره ومشكلاته وقدرته على التحمل وبالتالي فإن الصحة النفسية أساسية تماماً مثل الصحة الجسدية وعليك الاهتمام بها لتبني إنساناً متوازناً وهذا يعني أن تتقبل مشاعره وتعلم أنه يحمل من الصعوبات ما هو مناسب لعمره ومرحلته في هذه الحياة ولتعرف أكثر تابع القراءة.

لا يصنّف الاكتئاب المدرسي كاضطراب نفسي مميز بحد ذاته، ويمكن القول أن الاكتئاب الدراسي هو الاكتئاب المرتبط بالحياة الدراسة أو المدرسية للطفل أو المراهق أو حتى طالب الجامعة، وينتج عن حالة الضغط النفسي التي تتسبب بها مشاعر ناتجة عن ضغط الدراسة والتعلم أو العلاقات في المحيط المدرسي، تؤدي إلى مشاعر كالحزن والتوتر والإجهاد والخوف، وبالنتيجة تراكمها لفترات طويلة قد يؤدي إلى الاكتئاب.
والاكتئاب عموماً مرض عقلي نفسي يجب التعامل معه وعلاجه بشكل جدي، فهو ليس نوبة حزن عابرة وإنما اضطراب عليك تقبله والسعي لعلاجه، وقد يكون الاكتئاب الدراسي مقدمة لتطور اضطراب الاكتئاب عند الطفل أو المراهق والذي قد يرافقه لفترات طويلة ويؤثر على أدائه في الحياة.

animate

فهم الأسباب التي تؤدي إلى الاكتئاب المدرسي يعتبر الخطوة الأهم في التعامل مع هذه الحالة، وقد تكون أبرز الظروف المسببة القلق والاكتئاب الدراسي عند الطفل والمراهقين: [2]

  • التعرض للتنمر والبلطجة: تنتاب الطفل الذي يتعرض للتنمر مشاعر من الحزن والخوف والقلق بشأن العودة إلى المدرسة لتجنب الأذى النفسي والجسدي الذي قد يتعرض له بسبب التنمر والبلطجة، وقد يكون التنمر من أقرانه أو حتى من المعلمين والأساتذة.
  • بيئة المدرسة: خصوصاً عندما يصطدم الطفل بمعايير مختلفة تماماً عن التي تعلمها في منزله، أو ينتقل من مدرسة إلى أخرى ولا يستطيع التأقلم مع البيئة المدرسية الجديدة، كما أن أسلوب المعلمين في التعامل مع الأطفال يلعب دوراً كبيراً في تكوين المشاعر السلبية أو الإيجابية عندهم.
  • البيئة المنزلية: على الرغم أن الاكتئاب الدراسي مرتبط بالدرجة الأولى بالمدرسة، لكن بيئة المنزل المتوترة وغير الطبيعية تنعكس أيضاً على مشاعر الطفل أو المراهق تجاه المدرسة والمعلمين والتحصيل العلمي.
  • الصداقات والعلاقات الشخصية: يعد تعدد الصداقات والعلاقات المتغيرة والمتطورة مجرد جزء من الحياة المدرسية وقد يكون هذا الموضوع صعب بالنسبة لبعض الأطفال، إذ يمكن لصعوبة تشكيل الصداقات أو لتداعيات الصداقة والدراما في العلاقات بين الأطفال؛ أن تجعل العودة إلى المدرسة أمراً مقلقاً.
  • الصعوبات الدراسية الأكاديمية: قد تكون المدرسة والدوام بالنسبة للأطفال الذين يعانون من صعوبات واضطرابات التعلم؛ مكاناً مخيفاً يسبب التوتر والقلق الشديد لأنهم يكافحون من أجل النجاح.
  • الخوف من تحقيق النجاح والفشل: قد يُطالب المراهقون بتوقعات تحصيل أكاديمي عالية تسبب لهم الخوف والقلق من الفشل في تلبية التوقعات التي وضعها الآباء الأساتذة أو الأصدقاء أو حتى الطلاب أنفسهم.
  • القلق وقلة النوم: لقد ثبت أن الأرق وهو أحد آليات الجسم الدفاعية ويتسبب في خفقان القلب والتوتر وأعراض أخرى تساهم في إرهاق الجسم والعقل وإجهاده.
  • الامتحانات والاختبارات: قد يخاف الطلاب القلقون من عدم إيجاد وقت كافٍ للدراسة أو الضغط الدراسي الذي سيسبب التعب والإجهاد الشديد وبالتالي سيؤثر سلباً على التركيز في الساعات التي تسبق الاختبار.
  • عدم وجود وقت للراحة ولممارسة الأنشطة: قد يكون التحصيل العلمي والعمل المدرسي مهم جداً، إلا أن الطلاب الذين يركزون على دراستهم بشكل كامل قد يعانون من التوتر والإجهاد بسبب عدم وجود "وقت راحة" كافٍ خارج المدرسة. وبالتالي مع زيادة الضغط الدراسي والأكاديمي يصبح الطلاب أكثر عرضة لأعراض الاكتئاب.
  • العوامل الوراثية: قد يكون بعض الأطفال أكثر عرضة للقلق من أطفال آخرين حيث يلعب الجانب الوراثي دوراً في ذلك وهناك معدل وراثي مرتفع نسبياً (30٪ إلى 67٪) في اضطرابات القلق، فمثلاً إن الطفل الذي لديه تاريخ عائلي من القلق قد يكون عرضة للقلق والتوتر وقد يتطور الأمر إلى اكتئاب.

في الواقع يرافق الاكتئاب الدراسي علامات وأعراض قد تكون مؤشراً واضحاً يدق ناقوس الخطر الذي يجب على الأهالي والمعلمين الانتباه إليهم وتضم هذه الأعراض بعضاً مما يلي: [1]

  • التوتر والقلق المستمرين في المدرسة وخارجها.
  • التغيب المقصود عن المدرسة أو الهروب من المدرسة.
  • تغيرات في الشهية كالنهم الزائد أو فقدان الشهية.
  • التعب والإعياء.
  • مشاعر الحزن والإحباط والذنب واليأس.
  • آلام وأوجاع في الظهر والمعدة والصداع ومشاكل جسدية أخرى.
  • يعاني الطلاب من مشاكل في الانتباه والتركيز في الفصول و/أو خارجها.
  • قد تلاحظ صعوبة التزام الطفل بالجلوس في مكانه في الفصل.
  • يميل إلى التعلق والتشبث بك أو بأحد أفراد العائلة.
  • إضافة إلى الشعور بالإعياء وأعراض المرض والإصابة بشكل متكرر مما قد يجعل الأهل أو المعلم يفسر الأمر على أنه تمارض أو "حجة" للشعور بالمرض.
  • بعض المشكلات السلوكية ونوبات الغضب.
  • تجنب التواصل البصري مع المعلّم في الفصل.
  • الذعر عند طلب المعلّم بالإجابة على سؤال في المدرسة.
  • بذل الجهد الشديد والمعاناة بأداء الواجبات المدرسية.
  • عدم تسليم الواجبات المدرسية المنزلية.
  • الانعزال والانطواء في المدرسة بدلاً من التواصل مع الأطفال الآخرين.
  • اضطرابات ومشكلة في النوم.

لطالما أن الاكتئاب هو مرض نفسي عقلي فهو بحاجة إلى علاج ومتابعة حتى لا يشكل حالة خطيرة وسنذكر بعض الطرق والاستراتيجيات لعلاج اكتئاب الدراسة: [1]

  • البحث عن أسباب اكتئاب الطالب: أول ما يجب على الأهل أو المعلمين فعله هو البحث عن الأسباب التي أدت إلى حالة الاكتئاب والقلق عند الطالب، ويكون ذلك من خلال التواصل الفعال مع الطفل نفسه، واللجوء إلى أقرانه وأصدقائه وأساتذته للتقصي عن الأحداث التي قادته إلى الاكتئاب، وكل ذلك يعتبر مقدمة لعلاج الاكتئاب المدرسي.
  • التواصل مع المدرسة: لعلاج الاكتئاب الدراسي لا بد أن يكون هناك تواصل فعال بين الأهل من جهة والمدرسة من جهة ثانية، حيث لا يمكن التخلص من حالة الاكتئاب عند الطالب دون هذا التعاون بين المعنيين بشكل أساسي بالمشكلة.
  • الرعاية الشخصية: من المهم أن يحصل الطلاب على الراحة والنوم الجيد وتناول وجبات الطعام المغذية بشكل جيد، وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى الابتعاد عن الكحول والمخدرات، والحصول على القدر اللازم من الاهتمام والاستماع لهم.
  • الحصول على قسط من الراحة: تعتبر المدرسة فرصة للنمو الأكاديمي وتطوير الذات، بالإضافة إلى فرص تكوين الصداقات واللقاء بأشخاص جدد والاستمتاع بذلك، لذلك من المهم قضاء الوقت الممتع مع الأصدقاء والتسلية واللعب والضحك.
  • ضبط سقف التوقعات: مساعدة الطالب على وضع توقعات منطقية وواقعية لمسيرته الدراسية والأكاديمية وتحديد أهداف واقعية وقابلة للتحقيق أيضاً، ذلك يساعد الطالب على تحفيف الضغوطات النفسية خاصة في المراحل الدراسية المهمة مثل الثانوية العامة.
  • التركيز على المهمة التي يقوم بها الطالب: فإذا كان لديه مباراة مع فريق المدرسة وامتحانات خلال هذا الأسبوع، تجب مساعدته بالتركيز على التدريب في ساعات التدريب فقط، ثم على الدراسة بتركيز واهتمام في أوقات الدراسة، بكل بساطة مساعدته على تنظيم وقته.
  • طلب المساعدة العلاجية التخصصية: من خلال العلاج بالكلام أو الاستشارة من خلال المدرسة، أو قد يقوم الطبيب بوصف الأدوية كعلاج للاكتئاب الدراسي بعد التشخيص حيث تساعد مضادات الاكتئاب على تخفيف أعراض الاكتئاب لدى الطلاب.
    ولكن في الواقع لا تقدم جميع أدوية الاكتئاب نفس النتائج وفي بعض الحالات قد يعاني الطلاب من آثار جانبية غير مرغوب فيها مثل الغثيان أو زيادة الوزن أو الأرق أو النعاس نتيجة تناول مضادات الاكتئاب، وهي تأثيرات لها مفعول أسوء على طفل مراهق.
    قد تساعد العديد من خيارات علاج الاكتئاب مثل التحفيز المغناطيسي العميق عبر الجمجمة (dTMS) الطلاب أيضاً على علاج أعراض الاكتئاب لديهم، حيث يوفر هذا العلاج معدلات نجاح أعلى للمريض مقارنة بالأدوية المضادة للاكتئاب وحدها ومع وجود برنامج علاج (dTMS)، قد يحقق الطالب الجامعي على سبيل المثال تخفيفاً طويل الأمد لأعراض الاكتئاب دون الآثار الجانبية القاسية التي يمكن أن تسببها مضادات الاكتئاب.

بداية سيكون من أهم الأشياء التي يمكن أن يفعلها أهالي ومربيي الأطفال الذين يعانون من القلق المدرسي هو التعرف على الأعراض والعلامات فإذا لاحظت أن طفلك قد يعاني من أحد الأعراض المذكورة آنفاً، تحدث مع طفلك أو ابنك المراهق حول هذا الموضوع فقد يكون منفتحاً ويمكنكما إيجاد حل مناسب معاً. [2]
بالمقابل ربما يعني ذلك تطوير إجراءات روتينية لمساعدة طفلك على الاستعداد بشكل أفضل للمدرسة كل صباح يمكنك إلقاء نظرة على واجباته المدرسية، والاستمتاع بوجبة الإفطار كعائلة على الطاولة سوياً، أو الخروج بشعار يمكنك ترديده معه أثناء توصيله إلى المدرسة لدعمه وتشجيعه، مثل "أنا شجاع ومثابر وسأجعل هذا اليوم فرصة لأكون شخصاً أفضل".
في الأسابيع التي تسبق المدرسة، يمكنك مساعدة طفلك على مواجهة قلقه المدرسي من خلال مناقشة جميع السيناريوهات المحتملة التي قد يكون قلقاً بشأنها ومساعدته على التفكير في أفضل الطرق والسبل للتعامل مع هذه المواقف قبل مواجهتها.
وبعد العودة من المدرسة، قد تجد أنه من المفيد لطفلك أن تكون موجوداً بجانبه للتحدث إليك إذا احتاج إليك، وهنا عليك التفكير جدياً بخلق روتين جديد وفرصة للتواصل مثل بدء بتناول وجبة خفيفة بعد المدرسة معاً على المائدة بينما تتحدثان وتتناقشان حول يومكما وتقيّمان معاً كيف سارت الأمور.
إذا لم تتمكن من مساعدة طفلك على التغلب على قلقه المدرسي بمفردك، فلا تتردد في طلب المساعدة، ومن المهم طبعاً التواصل مع المدرسة لتكون أقدر على تحديد الأسباب والتعاون مع الإدارة والمدرسين للوصول إلى الحل الأمثل.

غالباً ما يكون المعلمون مؤهلون للتعرف على أعراض الاكتئاب الدراسي وعلامات القلق المدرسي لدى الطفل قبل أي شخص آخر مما يتيح له التواصل مع والدي الطفل مبكراً ومناقشة الاستراتيجيات الممكنة لمساعدة الطفل على التعامل مع قلقه بمساعدة والديه.
كما يمكنك أيضاً المساعدة من خلال كونك شخص موثوق يذهب إليه الطفل في الأيام التي يعاني فيها من مشاكل، ربما يمكنكما إيجاد كلمة رمزية يمكن للطفل أن يقولها لإعلامك بأنه يشعر بالقلق. [2]
قد يستطيع المعلم المسئول عن الأطفال الصغار إيجاد مكان أو منطقة "للاسترخاء" في غرفهم ليذهب إليها الأطفال عندما يشعرون بالقلق أو الانزعاج ليس عليك تعقيد الأمور حيث يمكن أن يكون مكاناً بسيطاً مثل ركن في الغرفة مجهز بكرسي من القماش وكتب وقصص للطفل ليقضي وقتاً بسيطاً بمفرده.
بالنسبة للأطفال الأكبر سناً والمراهقين، يمكن للمدرسين المساعدة من خلال كونهم شخصاً بالغاً موثوقاً به للتحدث مع الطفل أو المراهق عندما تلاحظ علامات القلق، ويمكنك إخباره بأنك موجود وجاهز للاستماع إليه إذا كان يعاني من مشاعر صعبة والضيق والانزعاج.
عليك أن تكون عطوفاً لطيفاً ومريحاً في الاتصال، كما عليك مدح الطفل أو المراهق في الوقت المناسب وإخباره أنك تهتم به وأنك موجود وقريب إذا احتاج إلى ذلك.
وفي نهاية المطاف.. ضع نفسك دائماً مكان طفلك وتذكر أيامك خلال المدرسة أي ضع نفسك مكانه، لعلّك تستطيع فهمه ومساعدته ولا تنس أن تنتبه للأعراض والعلامات التي تنبئ عن اكتئاب دراسي، لأنها ستحتاج إلى حلول جذرية وعلاج حقيقي للتعامل مع الاكتئاب عند أطفالك.

المراجع