أسباب تعلق المراهق بالمشاهير وتأثيرهم على شخصيته

تعرفوا إلى أسباب تعلق المراهقين بالمشاهير وكيف يتأثرون بهم وكيفية علاج هوس المشاهير عند المراهق
أسباب تعلق المراهق بالمشاهير وتأثيرهم على شخصيته
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تعتبر ظاهرة الاعجاب بالمشاهير عادية عند المراهقين خاصة بمراحل نمو الشخصية ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يتحول الاعجاب إلى هوس، فما هي الأسباب التي تجعل حياة المراهقين تتمحور حول هؤلاء المشاهير، وما هي مكامن الخطر، وكيف يمكن للأهل التعامل مع الموضوع؟

الهوس بالمشاهير أو عبادة المشاهير Celebrity Worship هي حالة من التعلّق غير الطبيعي بشخص مشهور أو بمجموعة من المشاهير تتجلى بتتبع أخباره والبحث الدائم عنه ومحاولة التواصل معه ورؤيته وتقليد شخصيته وطريقة كلامه وأسلوب لبسه، ويعد هوس المشاهير أكثر شيوعاً بين المراهقين.
يبدأ هوس المشاهير عادة من الإعجاب بشخصية مشهورة مثل ممثل أو رياضي أو مطرب أو داعية ديني أو كاتب، ثم ينمو التعلق المرضي بالمشهور مع الوقت لدرجة تؤثر على أسلوب الحياة والأداء الدراسي والاجتماعي، ويصنف هذا النوع من الهوس بدرجات معينة كاضطراب سلوكي ومرض نفسي يحتاج إلى تدخل تجنباً من تفاقم الحال كما يحتاج إلى تفهم من الأهل ومحاولة مساعدة المراهق على تخطي هذه المرحلة. [1]

animate
  1. تغيرات مرحلة المراهقة: إن التغيرات الجسدية والنفسية التي يمر بها المراهق تتجلى بالبحث عن الهوية، ويعتبر التقليد وإيجاد مثل أعلى من أبرز سمات مرحلة الطفولة المتأخرة والمراهقة، وفي معظم الحالات يتعلق المراهقون بشخصيات مشهورة ويقتدون بها، ولا يشترط أن تكون هذه الشخصيات موجودة في نفس زمنهم فقد يتعلقون بشخصيات تاريخية أو حتى بشخصيات خيالية في الأفلام والروايات.
  2. اكتساب هوس المشاهير من الأهل: فإذا كان الأهل أو المحيط الذي يعيش فيه المراهق من المتابعين الدائمين للمشاهير وأخبارهم ونمط حياتهم، وكانت قصص المشاهير وأخبارهم حاضرة في كل وقت، فهذا سيؤثر بشكل كبير على نظرة المراهق إلى المشاهير ومشاعره تجاههم وتأثره بهم.
  3. الاعتقاد أن المشاهير مثاليين: اعتقاد المراهق أن المشاهير مثاليين وحياتهم خالية من المشاكل ومليئة بالترف والسعادة يجعله يحلم بأن يعيش هذه الحياة حتى في خياله، واتباع أسلوب المشهور في الكلام واللباس والتصرف يقرّب المراهق من هذا الحلم.
  4. قضاء وقت طويل على مواقع التواصل: قضاء وقت على مواقع التواصل الاجتماعي والإدمان عليها ساعد على إزالة الفجوة والمساحة بين الجمهور عموماً والمراهقين خصوصاً من جهة وبين المشاهير من جهة أخرى، مما ساعد في زيادة ظاهرة هوس المشاهير والتعلق بهم وذلك بسبب سهولة التعرف على حياتهم ومتابعتهم، والدخول أكثر في التفاصيل الجذابة في حياة المشاهير من خلال حساباتهم الشخصية.
  5. الفراغ العاطفي: في حالة التخبط العاطفي التي يمر بها المراهقون يكون التعلق بالمشاهير نوعاً من أنواع البحث عن الاستقرار العاطفي، فتعلق الفتاة بمطرب جميل وأنيق ليس إلّا نوعاً من محاولة إيجاد قصة عاطفية خيالية.
  6. الشعور بالانتماء: تعلق المراهق بالشخصيات المشهورة يرتبط بشكل كبير بشعور الانتماء لأقرانه ولجيله، ولذلك تظهر حالات مميزة من التعلق لدى مجموعة من المراهقين في نفس الوقت مثل التعق بفرقة BTS الكورية والذي وصل إلى حد تسمية جماعة المعجبين بـ "جيش" وبينهم ما يشبه المحاكمة لكل من يشكون بانتمائه لمعجبي الفرقة الكورية العجيبة.
  7. الإحساس بالأهمية: تقليد المشاهير والدخول في تفاصيل حياتهم والتعرف إلى قصصهم وتجاربهم ثم نقلها إلى الآخرين، كل ذلك يجعل المراهق يحس بأن لديه نوع من الثقافة بحيث يكون قادراً على التحدث في اجتماعاته مع أصدقائه والتباهي بمعرفته الشاملة عن حياة مثاله الأعلى.
  8. الهروب من الواقع: يمكن أن تتسبب المشاكل الاجتماعية للمراهق- خاصة المشاكل بين الأهل أو التعرض للتنمر- بمحاولة المراهق الخروج من واقعه وتخيل عالم افتراضي مع شخص مثالي والذي غالباً ما يكون أحد المشاهير.
  9. الإغواء النفسي: الأمر لا بتعلق بالمراهق فقط بل بالمشاهير أيضاً، فمعظم الشخصيات المشهورة ومدراء أعمالهم يدركون أهمية استهداف هذه الفئة العمرية لتحقيق الشهرة والأرباح، بالتاي سنجد أن المشاهير يعرفون جيداً كيف يثيرون غرائز المراهقين ودوافعهم ليعزّزوا تعلق أكبر شريحة ممكنة بهم وبحياتهم.
  • تقمّص شخصية المشهور: يمكن أن يؤدي تعلق وهوس المراهق بأحد المشاهير إلى محاولة تقليده وتقمص شخصيته مثل تقليد لباسه أو طريقة كلامه أو مشيته أو تقليد أسلوب حياته، وحتى إن كان المشهور شخصاً جيداً يؤدي تقمص شخصيته إلى اضطراب في تكوين ونمو شخصية الطفل المراهق الخاصة والفريدة.
  • الاغتراب عن الواقع: المراهقين يسعون لتقليد المشاهير بكل تفاصيل حياتهم وبالتالي تنكسر بعض روابطهم بعالمهم الحقيقي وقد يتحولون لنسخة من نموذج مزيف ليس عن المشهور فقط بل عن نمط حياته، وتغيب عن المراهقين المهووسين بالمشاهير الكثير من الحقائق المهمة التي سيحتاجون إليها بمواجهة الحياة كأشخاص بالغين.
  • اضطرابات الأكل: مثلاً تحاول العديد من الفتيات وخاص في سن 15-17 سنة أن يصبحن نحيفات حتى يشبهوا عارضات الأزياء الأمر الذي يتسبب لهن باضطرابات في الأكل.
  • عدم الرضى عن المظهر: حيث أن 80% من المراهقين وخاصة الفتيات يقارنون أنفسهم بصور المشاهير الأمر الذي يؤدي إلى شعورهم بعدم الرضى عن مظهرهن مما يقلل من ثقتهم بأنفسهن، كذلك الشبان المراهقون يحاولون التشبّه بشخص مشهور يجذب الفتيات لأنهم يعتقدون أن مظهرهم لا يؤهلهم للفت نظر البنات.
  • التأثر بأفكار المشاهير: لا يقتصر تقليد المراهقين للمشاهير على اللباس والشخصية بل التأثير الأخطر هو التأثر بالأفكار التي قد لا تنتمي للمجتمع الذي يعيش فيه المراهق، وتأييد أو معارضة بعض الأفكار لا ينبع من فهمها أو إدراك معناها بقدر ما هو تقليد للشخص المشهور الذي يعيش غالباً في فقاعة آمنة ويكون مستعداً للتخلي عن جميع أفكاره ومواقفه حسب السوق.
  • التشتت في شخصية المراهق: إن تعلق المراهق بأحد المشاهير ومحاولة محاكاة شخصيته وحياته والتي قد تختلف عن شخصية المراهق يمكن أن يجعل أفكاره ومبادئه وقناعاته مترددة ومشتتة ومشوشة ومتعارضة أيضاً مع محيطه، ما يجعله يصاب بفقدان الاتزان النفسي.
  • التأثير على دراستهم: ملاحقة المراهق لأحد المشاهير المتعلق بهم على مواقع التواصل الاجتماعي طوال النهار يمكن أن يؤثر على تحصيلهم الدراسي والتشويش على دراستهم، وذلك لانشغال أفكارهم بهؤلاء الأشخاص المشهورين.
  • المشاكل النفسية والاجتماعية: يمكن أن تتسبب المتابعة المستمرة لتفاصيل حياة المشاهير باضطرابات في المزاج العام للمراهق والدخول أحياناً في حالة من الاكتثاب لعدم القدرة على التواصل مع الشخصية المشهورة أو لدخول هذه الشخصية في علاقة عاطفية مع أحدهم أو حدوث مشاكل اجتماعية مع الأهل نتيجة الاستخفاف بمشاعره وتعلقه هذا أو نتيجة الرغبة في الانعزال عن الواقع والدخول للعالم الافتراضي مع الشخصية المشهورة.

يقع العبء الكبير في تخليص المراهق من تعلقه وهوسه بالمشاهير على عاتق الوالدين حيث يمكن اتباع الخطوات التالية: [5]

  1. تجنب الاستهزاء بالمراهق: بالدرجة الأولى يجب أن يفهم الأهل الرابط العاطفي القوي بين طفلهم المراهق والشخصية المشهورة، وأن الاستهزاء بمشاعره أو آرائه حول هذه الشخصية أو السخرية من الشخصية المشهورة لن يقود إلّا إلى المزيد من التعلق بها والدفاع عنها.
  2. تجنب طريقة الحرمان والعزل: يجب على الأهل أن يتفهموا أن معاندة المراهق وحرمانه لن يعالج الأمر بل سيزيده سوءً، لذلك لا تحاول أخذ الهاتف من المراهق أو قطع الانترانت عنه أو تمزيق صور شخصيته المشهورة واتباع أسلوب التهديد معه وإنما يجب حل المشكلة من خلال مناقشته وإقناعه أن هوسه غير طبيعي وأن ما يمر به المراهق سيؤثر على حياته وشخصيته.
  3. تقديم البدائل: من الأسباب التي تجعل المراهق يتعلق بشخصية مشهورة سيئة أو سطحية أنه لا يمتلك خبرة كافية تجعله يختار بين بدائل متعددة، لذلك قد يكون عرض البدائل الجيدة على المراهقين خطوة مهمة في علاج هوس المشاهير، ففهم المراهق للموسيقى بشكل جيد وتعرفه على أنماط مختلفة ومتنوعة سيجعله أكثر قدرة على تذوّق الموسيقى نفسه بغض النظر عن الفنان.
  4. خلق بيئة نفسية مسالمة: يجب على الأبوين مساعدة ابنهم المراهق من خلال خلق بيئة وأجواء نفسية مستقرة وهادئة تغني المراهق عن اللجوء إلى للبحث عن الاستقرار العاطفي والنفسي بمتابعة المشاهر وتقليدهم.
  5. الاهتمام بمشاعر بالمراهق: يجب على الأبوين عدم إهمال ابنهم المراهق والاهتمام به وبمشاكله وذلك لإشباعه عاطفياً بحيث لا يحتاج لملء الفراغ العاطفي لديه من خلال التعلق بالمشاهير.
  6. التوعية بحقيقة المشاهير: يجب على الآباء توعية ابنهم المراهق وجعلهم يفهمون أن هؤلاء المشاهير ليسوا مثاليين وحياتهم ليست مثالية وأن لهم جوانب سلبية وحياتهم ليست واقعية وسهلة كما تبدو في الصور.
  7. شجعه على إيجاد هواية: حاول تشجيع ابنك المراهق على إيجاد هواية أو وسيلة ترفيه أو تسليه تشغل تفكيره عن الشخصية المشهورة مع التنبيه إلى عدم اجباره عليها.
  8. الذهاب إلى طبيب نفسي: في حال لم يستجب ابنك المراهق للحلول السابقة وكان هوسه يزداد ويؤثر على حياته ودراسته فننصح باستشارة طبيب نفسي.

الإعجاب بالمشاهير أمر طبيعي فكل شخص يفضل أحد الشخصيات العامة ويحبها وربما يقتدي بها، ولكن عندما يتحول الأمر إلى هوس يعيق الحياة الطبيعية فهنا يجب على المراهق اتباع عدة خطوات تساعده في العودة للحالة الطبيعية: [5]

  1. التخلص من الأشياء التي تذكرك بالمشهور: أول خطوة يجب القيام بها للتخلص من الهوس بشخص مشهور هو التخلص من كل الأشياء التي تذكرك به من صور على الحائط أو على الموبايل أو أي فيديوهات له وأغانيه فتلك خطوة مهمة للشفاء من هذا الهوس.
  2. الامتناع عن وسائل التواصل الاجتماعي لفترة: حاول الامتناع عن فتح مواقع التواصل الاجتماعي لفترة زمنية معينة وحاول زيادة هذه الفترة يومياً، فذلك سيساعدك على التخلص من هوس متابعة أخبار الشخص المشور طوال اليوم.
  3. إلغاء متابعة المشهور: حاول القيام بإلغاء متابعة الشخص المشهور عن مواقع التواصل الاجتماعي التي تتابعه عليها، بحيث لا تظهر صوره وأخباره عندما تتصفح في الإنترنت.
  4. اطلب المساعدة: يمكنك طلب المساعدة للتخلص من هوس الشخصية المشهورة وخاصة والديك أو المرشد النفسي في مدرستك، كما ينصح عند الشعور بأن الحالة تتطور بالاستعانة بطبيب نفسي وسلوكي.
  5. أحط نفسك بالأشخاص الإيجابيين: حاول الابتعاد عن البقاء وحيداً في المنزل فذلك يزيد من تفكيرك في الشخص المشهور ومتابعة أخباره، بل على العكس أحط نفسك بالأشخاص والأصدقاء المرحين والطموحين فذلك سيجعل هوسك أخف مع الوقت.
  6. التنزه في أماكن لا تحتوي على الانترنت: يمكنك القيام بعمل نزهات مع الأصدقاء خارج المنزل وعمل رحلة تخييم، وننصح باختيار الأماكن التي لا تحتوي على انترنت مثل الأماكن الجبلية، ذلك يساعد على تصفية ذهنك ومساعدتك على عدم التفكير بالشخصية المشهورة.
  7. عالم الانترنت عالم زائف: أخيراً يجب أن تفهم أن العالم الافتراضي هو عالم مليء بالكذب والخداع وليس كل ما تراه حقيقي وخاصة المشاهير والذين يحاولون أن يظهروا أفضل ما عندهم للحصول على إعجابات وزيادة المتابعات، لذلك يجب أن تكون واعياً أن هذه الشخصية ليست حقيقية في الواقع.

في سؤال على موقع حِلّوها عرضت إحدى المتابعات مشكلتها بأنها تحب شخص مشهور منذ مدة سنة وتقوم بمتابعته بشكل يومي وتعرف كل تفاصيله وتفاصيل حياته وأنها تفكر فيه بشكل دائم لدرجة أنها تبكي لأنها لا تستطيع الوصول له على الرغم أنه لا توجد لديها مشاكل نفسية تؤثر عليها، وتطلب الحل من خبراء حلوها.
وكان الرد من خبيرة تطوير الذات د. سناء عبده في موقع حلوها بأنها لا تزال صغيرة ومتوهمة بقصص المشاهير وتريد عيش مغامرة عاطفية وأن هذا التعلق ليس حباً لأن الحب يحتاج إلى عشرة وتفاهم وتعامل ومواقف مشتركة وأن ما تقوم به هو مجرد تضييع للوقت والعاطفة ونصحتها بترك هذا التعلق وأن تعيش واقعها وحياتها ووضع أهداف في الحياة والسعي لتحقيقه.
لمراجعة الاستشارة وآراء الخبراء وتفاعل مجتمع حِلّوها أنقر على الرابط، كما يمكنكم في أي وقت طلب الاستشارة من الخبراء المختصين في موقع حِلّوها من خلال النقر على هذا الرابط.

المراجع