اكتشف طرق تنمية مهارات التكيّف وتحمّل الضغوطات

ما معنى القدرة على التكيّف! اكتشف أهم مهارات التكيّف وأفضل وسائل التأقلم بسرعة والتعامل مع الضغوطات
اكتشف طرق تنمية مهارات التكيّف وتحمّل الضغوطات

اكتشف طرق تنمية مهارات التكيّف وتحمّل الضغوطات

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الحياة المعاصرة تغص بالمهام الكثيرة والمتنوعة وضغوطات الحياة من جميع الجهات وفي مختلف المجالات، وهذا الضغط يحتاج لقدر كبير من المرونة والقدرة على التكيّف والتأقلم، حتى يستطيع الإنسان تحقيق الشعور بالسلام النفسي والاستقرار الاجتماعي، فما هي القدرة على التكيّف وما هي مهارات التكيّف، وأفضل طرق تقوية القدرة على تحمّل الضغوط!

القدرة على التكيّف هي القدرة على التأقلم السريع والمتوازن مع التغيّرات والظروف المختلفة التي نمرّ بها، والقدرة على استيعاب الضغوطات والتعامل معها بشكل يسمح بتحقيق المهام المطلوبة أو الحفاظ على الأداء بالتزامن مع الحفاظ على الاستقرار النفسي والراحة، وتظهر الحاجة الماسّة للتكيّف بشكل خاص عند المرور بظروف استثنائية أو تغيرات كبيرة في الحياة.

التكيّف ليس صفة الأفراد والجماعات فقط، بل هو صفة مهمة في حياة جميع الكائنات الحيّة، حيث تعتبر القدرة على التكيّف عاملاً حاسماً في تجنب الانقراض! لكن على صعيد الأفراد فإن القدرة على التكيّف والتأقلم هي مفتاح الحفاظ على الصحة النفسية وإدارة الضغوطات اليومية في العمل والعلاقات والحياة الاجتماعية بكفاءة وفاعلية.

animate

أهم مهارات التكيف هي التفكير المرن والقدرة على التحكم بالانفعالات وإدارة المشاعر والتعلّم المستمر، ومهارات التكيف هذه قد يكون بعضها مكتسباً دون جهد أو إرادة من خلال التجارب التي يمر بها الفرد في حياته ويتعلّم منها، وقد يحتاج بعضها إلى التنمية والتطوير للوصول إلى الدرجة المنشودة من القدرة على التكيّف وإدارة الضغوطات:

  1. التفكير المرن: التكيّف لا يحتمل الجمود الفكري أو التحجر أو الإنكار المستند إلى مقاومة التغيير، بل يجب أن يكون لدى الشخص مرونة في التفكير تساعده على تقبل التغيير وفهمه والعمل على التماهي معه أو التأقلم معه أو حتى العمل على تغييره وإعادة بناء الموقف!
  2. القدرة على إدارة المشاعر: بما أن التكيّف استجابة لاضطراب في المشاعر والأفكار نتيجة تغيير ما أو دخول بيئة جديدة أو التعامل مع أمر مجهول؛ فإن أهم مهارات التكيّف والتعامل مع الضغوطات هي القدرة على التحكّم بالمشاعر من خلال فهمها وإدارتها بشكل يساعد في السيطرة على تأثيرها على الأداء.
  3. قوّة الإرادة: المواقف التي تحتاج للتكيّف هي مواقف عصيبة ومعقّدة أهم سماتها الخروج من منطقة الراحة إلى منطقة التوتر والخطر، لذلك لا يمكن الوصول إلى القدرة على التكيّف دون إرادة قوية تغلب مشاعر اليأس والإحباط والاستسلام.
  4. التعلّم المستمر: يجب أن تكون لدى الشخص المتكيف قدرة جيدة على التعلم من الخبرات السابقة والتجارب التي يمر بها أو المعلومات التي يحصل عليها، فالتكيّف مبني على هذا الخبرات، وعلى فهمٍ عميق أن ما لديك من معرفة لا يكفي، وأنّك دائماً بحاجة للمزيد من المعرفة للتمكن من التأقلم مع ظروف جديدة.
  5. التواصل الفعال: يحتاج التكيّف للتواصل مع الآخرين بطريقة فعالة وفي سياقات مختلفة، فالتواصل ضروري في فهم جميع أنواع الناس وتوقع سلوكهم ومواقفهم، والشخص القادر على التواصل الفعّال أكثر قدرةً على تقبّل الحالة الراهنة حتى لو كانت غير مألوفة وأكثر قدرةً على التأقلم والتعامل مع الضغوطات.
  6. التخطيط والتنظيم: أيضاً من أهم مهارات التكيّف القدرة على التخطيط للتغيرات المحتملة وتنظيم الوقت والمهام بشكل فعال، حيث أن هذا التخطيط يساعد في مواجهة أي شيء جديد ويبقى الشخص جاهزاً دائماً للتوافق مع الظروف الجديدة والتعامل معها، فهو منذ البداية مستعد لما يتوقع أن يمر به من تغيرات.
  7. القدرة على استدراك الخطأ: جميع الأشخاص معرضين للوقوع في الأخطاء وإذا لم يتم استدراك هذه الأخطاء بسرعة وإصلاحها قد تطور آثارها لنتائج سيئة، لذا فإن القدرة على التحليل الذاتي والتقييم المستمر واستدراك الخطأ تعد صفة ومهارة مهمة من مهارات القدرة على التكيّف.
  8. الإبداع والابتكار: الإبداع والقدرة على الابتكار مهارة من مهارات التكيّف، فالتغيرات أو الصعوبات التي تمر بالإنسان تعتبر بمثابة مشكلة والتكيّف معها يحتاج أفكار وحلول إبداعية مبتكرة.

لا يوجد وصفة عامة تساعد على التكيّف السريع مع جميع المتغيرات والضغوط والظروف، وإنما يوجد سمات شخصية وآلية تفكير تساعد على اجتياز فترات الضغط وإدارة التغيرات بطريقة سلسلة، وأهم طرف تقوية القدرة على تحمّل الضغوطات والتكيّف:

  1. التفكير الإيجابي: تحويل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي والتركيز على الحلول والفرص المتاحة في مواجهة التحديات أو التغيرات والظروف التي يمر بها الإنسان تعتبر طريقة جيدة جداً في عملية التكيّف، فالأفكار السلبية تجعل الشخص يقف في مكانه ويستسلم لظروفه دون أي محاولة لتحسين الأمر.
  2. التعلم وتطوير الذات: المعرفة هي مفتاح التكيّف وإدارة الضغوطات والتعامل معها، والمعرفة لا تعني فقط المعرفة العلمية والعملية لإدارة التغيير أو التعامل مع الظروف الصعبة، بل أيضاً المعرفة العميقة للذات وإدراك القدرات والمهارات ونقاط الضعف وآليات إدارتها.
  3. التركيز على الحاضر: الاهتمام باللحظة الراهنة من أفضل طرق تقوية القدرة على التكيّف والتعامل مع الضغوطات، فالوقوف والنظر إلى الخلف بحسرة وحزن لا يمكن أن يحل أي مشكلة، وكذلك الاستغراق بالتخطيط للمستقبل البعيد في ظروف غير ملائمة هو طريقة سيئة للفشل، في اللحظات الصعبة يكون التفكير بالوقت الراهن هو أفضل الحلول!
  4. تنظيم الوقت: يمكن تحسين التكيّف من خلال تخطيط وتنظيم الوقت بشكل فعال لتقليل الإجهاد وذلك عند التعرض لأي تغيرات أو ظروف جديدة، وتنظيم الوقت وتقان بناء الروتين ليست مهارةً سهلة.
  5. الحصول على بعض الترفيه والاسترخاء: من طرق تحقيق تكيف أفضل مع المتغيرات والظروف الجديدة القيام بالأنشطة التي تساعد على الاسترخاء والترفيه مثل القراءة أو مشاهدة فيلم أو الخروج مع الأصدقاء، كثيراً ما تكون الخطوة الأولى في التكيّف هي إجازة سريعة مريحة من كل شيء!
  6. الممارسة اليومية للتأمل: التأمل هو طريقة للتفكير تشعر الشخص براحة واسترخاء من جهة، وتساعده على إبعاد الضغوط وإيجاد حلول إبداعية مبتكرة لأي مشكلة أو ظرف يتعرض له من جهة أخرى، ويمكن استخدام التأمل لتقليل التوتر والقلق وتحسين الصحة النفسية.
  7. الحفاظ على نمط حياة صحي: الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية من خلال نمط الحياة هي أهم عوامل تعزيز القدرة على التعامل مع الضغوطات والقدرة على التكيّف، حيث يمكن تحسين التحمل والتكيّف من خلال تناول الأطعمة الصحية والممارسة الرياضة بانتظام.
  • تحديد الأولويات: التعامل مع الضغوط الحياتية سواء العملية أو النفسية أو الاجتماعية أو العاطفية، يحتاج لتحديد الأولويات والتركيز على المهام الأكثر أهمية لتحقيق الأهداف المرجوة، فهذا التحديد للأوليات يقسم المهام وبالتالي ستتمكن من العمل عليها بشكل منظم وعدم الشعور بالتقصير وبالتالي تخفيف الضغوط التي تمر بها.
  • تقليل التوتر: الضغط أي كان نوعه يسبب شعوراً بالتوتر والقلق وربما الاكتئاب، ومن الخطوات المهمة في التعامل مع هذه الضغوط العمل على تقليل هذا التوتر، من خلال مثلاً ممارسة التمارين الرياضية أو الاسترخاء العميق أو العمل على الهوايات المفضلة.
  • إعادة التشغيل! تعتبر من أنجح وسائل التعامل مع الضغوطات والتكيّف في الظروف والمواقف الصعبة، تقوم طريقة إعادة التشغيل على محاولة التوقف تماماً عن التفكير في الأمر الذي يسبب لك الضغط والقلق، ومحاولة إعادة شحن طاقتك من خلال توجيه اهتمامك إلى أمر مختلف تماماً، ثم العودة لحل المشاكل بطاقة كاملة.
    لكن هذه الطريقة لا تنجح مع الجميع، البعض سيحتاج إلى الانغماس أكثر في المشكلة دون راحة ليتمكّن من استيعابها والتكيّف مع الضغط.
  • تحديد الممكن والمستحيل: أفضل وأنجح وسائل إدارة الضغوطات والتكيّف هي تحديد ما هو ممكن وقابل للتعديل أو التغيير وفق قدراتك، وما هو مستحيل وخارج عن إرادتك، فعند حصول أي مشكلة يجب أن تتخلص من أي فكرة لا قيمة عملية لها، مثل الحسرة والندم والتفكير لو أن الزمن يعود إلى الوراء!
  • البحث عن الدعم وطلب المساعدة: قد تحتاج عند المرور ببعض الضغوطات للبحث عن الدعم والمساعدة من الآخرين، ويمكن البحث عن الدعم من الأصدقاء أو العائلة أو المستشارين النفسيين للتحدث عن المشاكل والضغوط والحصول على المساعدة اللازمة لتعزيز القدرة على التكيّف والتأقلم.

المراجع