ما هي التربية المتساهلة وما تأثيرها على الأبناء؟

ما معنى التربية المتساهلة! تعرفوا أكثر إلى مفهوم التربية المتساهلة وعلاماتها وكيف يؤثر التساهل في التربية على الأبناء
ما هي التربية المتساهلة وما تأثيرها على الأبناء؟

ما هي التربية المتساهلة وما تأثيرها على الأبناء؟

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

تختلف طريقة كل شخص في أسلوب تربية أبنائه، وبعض الآباء يكونوا أكثر ميلاً للتسامح في أسلوبهم التربوي مع أبنائهم، وهذا ما يطلق عليه نمط التربية المتساهلة، فما هي التربية المتساهلة، وما هي خصائصها، وكيف تؤثر على شخصية وسلوك الأبناء؟ وما الفرق بين التساهل والإهمال التربوي؟

معنى التربية المتساهلة هو أحد أنماط التربية التي يتسم فيها سلوك الآباء بالتسامح والتهاون في وضع القواعد التربوية وتطبيقها، وتعتمد بشكل أكبر على التحفيز والمكافئة، وتجنب تطبيق أي عقوبات على الأطفال.

يبحث الأهل في التربية المتساهلة عن سعادة أبنائهم الراهنة بالدرجة الأولى، ولا يرغبون بالتسبب لهم بأي إزعاج، حتى لو أثر ذلك على شخصية أبنائهم أو تربيتهم أو مستقبلهم، فالأهل في هذا النمط التربوي غالباً ما ينصب تفكيرهم على الوقت الراهن ويضعفون أمام المواقف التي يضطرون فيها لإلزام أطفالهم بقواعد معينة أو توجيه عقوبات تربوية لهم.​​​​​​​

animate
  1. تتضمن قدراً أقل من القواعد: يترك الأطفال على راحتهم لفعل ما يريدون في نمط التربية المتساهلة، ولا يتم وضع قواعد كثيرة لسلوكهم وتصرفاتهم إلا بعض القواعد البسيطة والواضحة التي تجنبهم الوقوع في الخطر.
  2. التهاون في تطبيق القواعد: حتى لو وضع الأهل بعض القواعد التربوية لضبط سلوك أبنائهم، إلا أن هذه القواعد يتم التعامل معها بمرونة مفرطة في التربية المتساهلة، فلا يتزمت الأهل كثيراً في تطبيقها، وعندما يتجاوزها الطفل يتم التسامح معه بسهولة.
  3. إعطاء مساحة أكبر من الحرية والخصوصية: في نمط التربية المتساهلة يعمد الأهل لإعطاء مستوى أعلى من الحرية لأطفالهم في اتخاذ قرارتهم وفعل ما يريدون، ويتم احترام خصوصية الطفل في أشيائه وغرفته وأصدقائه، وأحياناً تتحول هذه الخصوصية إلى انفصال كامل عن الأهل.
  4. اعتماد أسلوب التحفيز والتشجيع: أسلوب التشجيع والمكافئة هو الأسلوب الشائع في نمط التربية المتساهلة، فالأهل لا يوجهون الكثير من العقوبات للطفل، ولتحسين سلوكه يعمدون لتشجيعه وتحفيزه بدلاً من ذلك، إلى حد يبالغون فيه في تقدير إنجازاته ونجاحاته حتى لو قام بأشياء بسيطة.
  5. الدلال الزائد للأبناء: مبالغة الأهل في التساهل في تربية ابنهم وكثرة تشجيعه وفعل ما يريد وتركه على راحته، تعتبر شكل من أشكال الدلال الزائد.
  6. تجنب العقوبات التربوية: لا يعتمد الأهل على طريقة العقاب في تربية أبنائهم في نمط التربية المتساهلة، فهم يتجنبون أي تزمت أو إلزام لأبنائهم في تنفيذ القواعد التربوية، خوفاً من أذية مشاعر أبنائهم أو إزعاجهم.
  7. مستوى مفرط من العاطفة والحنان: يتميز نمط التربية المتساهلة في مبالغة الأهل في تقديم العاطفة والحنان للأطفال، الجميع يحبون أولادهم، ولكن تختلف طريقة كل منا في تقديم هذه المحبة وإظهارها للأطفال، وفي نمط التربية المتساهلة يبالغ الأهل في إظهار هذه العواطف.
  8. تحقيق جميع طلبات الطفل: الأطفال يطلبون الكثير خلال اليوم، ولا خطأ في تلبية بعض رغباتهم وطلباتهم، ولكن المبالغة في ذلك تعتبر شكل من أشكال التساهل التربوي.
  9. تجنب تحميل الطفل المسؤولية: لا يعمد الأهل المتساهلين لتحميل طفلهم أي مسؤوليات، بل يعودونه على أن هم من يقوموا بواجباته، ويساعدوه في كل شيء، ويلبون طلباته، وهو ما عليه إلا أن يلعب ويفعل ما يحلو ما له.
  1. مستوى أقل من الانضباط: عدم وجود الكثير من القواعد السلوكية والتربوية وعدم الجدية في فرض هذه القواعد إن وجدت، يجعل الطفل ينمي شخصية غير منضبطة، يفعل ما يحلو له ولا يعرف حدود وقد يقلل من احترام الآخرين، ولا يوجد نظام وروتين واضح في حياته اليومية.
  2. تنمية صفات أنانية عند الطفل: يتربى الطفل في جو التربية المتساهلة على أن كل ما يريد مباح وأن أهله دائماً ما ينفذون رغباته وطلباته، وأن جميع من في المنزل مهتمون فقط بسعادته حتى لو على حسابهم، وهذا يجعل الطفل ينمي شخصية أنانية في سلوكه وأفكاره.
  3. مستوى أعلى من الحرية: يشعر الطفل بمستوى عالي من الحرية والقدرة على التعبير واتخاذ القرار في نمط التربية المتساهلة، وهذا يجعله ينمي شخصية حرة لا تحتمل القواعد أو السيطرة من قبل أحد.
  4. تحقيق الإشباع العاطفي للطفل: من النواحي الإيجابية للتربية المتساهلة أن الطفل يشعر فيها بمحبة أهله له، وهذا يحقق له اتزان وإشباع على المستوى العاطفي.
  5. شعور الطفل بالراحة والسعادة: الحرية وتلبية الطلبات والإشباع العاطفي الذي يوفره نمط التربية المتساهل، يجعل الطفل دائم الشعور بالسعادة والراحة، فلا قواعد كثيرة ولا ضغوط تربوية ولا مسؤوليات ولا حرمان.
  6. تنمية الاعتمادية والاتكالية: يعتاد الطفل في نمط التربية المتساهلة على قيام والديه بجميع الواجبات الأسرية والمنزلية، بل حتى العناية بشؤونه الشخصية وتلبية متطلباته، وهذا يجعله لا يتعلم القيام بشيء وحده وبالتالي تنمو لديه صفات اتكالية واعتمادية.
  7. ضعف المهارات الفردية للأبناء: لا ينمي الطفل المهارات الفردية في نمط التربية المتساهلة، فهو بحاجة لتحمل بعض المسؤولية والتدرب والقيام بالوجبات حتى ينمي هذه المهارات، والتهاون في ذلك في التربية المتساهلة يحرمه من تنميتها.
  8. تنمية شخصية قوية أمام الأهل وضعيفة في الخارج: في الحياة الخارجية مثل الحي والمدرسة والأندية وغيرها من أماكن تواجد الطفل، لا يلقى فيها نفس التساهل والتهاون الذي اعتاد عليه في المنزل، وهذا يسبب نمو شخصية قوية ومتمردة أمام الأهل وضعيفة أمام الغرباء إذا وافق ذلك بعض الظروف النفسية والبيئية الخاص.
  9. عدم الاعتياد على النظام: لا يوجد قواعد ثابتة للسلوك ونمط المعيشة في التربية المتساهلة ولا يوجد حدود تلزم الطفل بشكل مؤكد بهذه القواعد، وهذا يسبب له تعلم الفوضى وعدم الاعتياد على نظام محدد في يومياته، فهو ينام متى يريد ويستيقظ متى يريد ويقوم بواجبات كيفا أحب.
  10. التقليل من هيبة واحترام الوالدين: أحياناً تؤدي التربية المتساهلة لتقليل هيبة الوالدين في نظر الطفل، وذلك نتيجة عدم تأنيبه بحزم عندما يخطئ بحقهما، وفي بعض الأحيان قد يتعلم التقليل من احترامهما جراء ذلك.

عادةً ما يستخدم الأهل أسلوب التربية المتساهلة مع أطفالهم انطلاقاً من بعض المبررات أو الأسباب، ومن أهم أسباب أو مبررات التساهل في التربية:

  1. تجنب أنماط التربية القاسية: أحياناً يرغب الأهل في تجنب نمط التربية الاستبدادية حتى لا يعرضوا طفلهم لمشكلات نفسية وتربوية أو التأثير على شخصية طفلهم، ومن هذا المنطلق يروا أنه من الأفضل استخدام نمط تربوي يعتمد على التحفيز والتشجيع، ومن هنا يتحول سلوكهم التربوي للتساهل دون أن يقصدوا ذلك أحياناً.
  2. محبة الأبناء والتعلق المفرط بهم: يتذرع بعض الآباء بأنهم يحبون أطفالهم بشكل زائد ولا يحتملوا إزعاجهم أو اجبارهم على شيء، وقد يكون السبب في ذلك أن يكون الطفل وحيد أو جاء بعد فترة طويلة، وهذا يجعلهم يعتمدون الدلال وأسلوب التربية المتساهلة معه.
  3. الرغبة بعدم حرمان الطفل من شيء: قد يمر الأهل أحياناً هم نفسهم بظروف تربوية صعبة، عانوا فيها من الحرمان أو الكبت أو التسلط التربوي، ولا يريدون لأطفالهم المرور بنفس التجربة القاسية، ويقومون بكل شيء معاكس للطريقة التي تربوا بها.
  4. تنمية علاقة جيدة مع الطفل: يعتقد الأهل أحياناً أن دلال الطفل وفعل ما يريد وتركه على راحته يحسن علاقتهم به ويزيد الرابط والمحبة بينه وبينهم، وهذا يجعلهم يتناسوا باقي الآثار التربوية للسلوك التربوي المتساهل.
  5. التضحية لإسعاد الطفل: يرى بعض الأهل أن التساهل في التربية وجعل الطفل يفعل ما يريد وقيامهم بكل رغباته وواجباته وعدم ارغامه على شيء أو قمعه أو عقابه، يثبت أنهم يضحوا في سبيل طفلهم، سواء أمام أنفسهم أو أمام الآخرين.

كثيراً ما يتم الخلط بين مفهومي التربية المتساهلة والإهمال التربوي، وينتج هذا الخلط عن السلبيات التربوية التي قد تنتج عن كل منهما، ولكن في الحقيقة هما مفهومان مختلفان تماماً، ويكمن الفرق الواضح بينهما في مستوى الاهتمام بالطفل.

ففي نمط التربية المتساهلة أو المتسامحة يكون الاهتمام بالطفل زائداً، ولكن ليس بالضرورة أن يكون موجه بطريقة صحيحة دائماً، فمع الفائدة الناتجة عن اهتمام الوالدين بطفلهم وتلبية حاجاته وتحقيق رغباته وتقديم الإشباع العاطفي والدعم له وتحفيزه دائماً، إلا أن المبالغة في ذلك تتحول لنوع من الدلال الزائد وقلة المسؤولية وإهمال تعلم الطفل لقواعد السلوك والأخلاق والمعاير، والقيام بواجباته والاجتهاد للنجاح في حياته.

أما في حالة الإهمال التربوي لا ينتج التساهل عن رغبة الأهل في إسعاد الطفل وتحقيق متطلباته، وإنما يكون الأهل أكثر اهتماماً بأنفسهم وتحقيق رغباتهم حتى لو كان ذلك على حساب الطفل، ويكونوا غالباً منشغلين عن الطفل ولا يهتموا بشؤونه أو مشاعره أو رغباته إلا في الحدود الدنيا، فمن ناحية لا يمنعونه عما يريد إلا إذا تعارض ذلك مع رغباتهم، ومن ناحية أخرى لا يسعون بجدية لتحقيق رغباته حتى لو كانت حاجات ضرورية وملحة.

هل أنت من الأهل المتساهلين في التربية! إذا كانت معظم إجاباتك عن الأسئلة التالية هي "نعم" فأنت من الأهل الذين يتبنون نمط التربية المتساهلة أو التهاون في تربية الأبناء:

  1. لا أستطيع معاقبة طفلي لأكثر من دقائق قليلة.
  2. أعتقد أن أطفالي لا يحتاجون للقواعد والأنظمة، الحب يكفي لجعلهم مطيعين.
  3. أعتقد أن معظم السلوكيات الجيدة هي فطرية عند الأطفال ولا حاجة لإجبارهم عليها، يجب فقط إبعادهم عن السلوكيات السيئة!
  4. لا أستطيع السيطرة على نفسي عندما يطلب أبنائي شراء لعبة جديدة، أشتريها لهم على أية حال.
  5. أشعر بالندم الشديد عندما أضطر للصراخ على أطفالي وغالباً أسارع لأصالحهم بأي وسيلة.
  6. أخاف على أطفالي من تعامل المدرسين أو المدربين معهم بشكل قاسٍ أو إجبارهم على التعلّم والتمرين.
  7. لأبنائي تأثير كبير على قراراتي وسعادتهم المباشرة أولوية بالنسبة لي.
  8. أتعرض للانتقاد دائماً من المحيطين بي بسبب دلالي الزائد لأبنائي.
  9. عندما يقوم شريكي في التربية (الأب- الأم- المعلم- المقرّبين) بحرمان الأطفال من شيءٍ ما أحاول تعويضهم بالسر.
  10. أشعر أحياناً بضرورة ضبط سلوك أبنائي لكنني أضعف أمام حزنهم وغضبهم.

إذا كانت معظم إجاباتك عن هذه الأسئلة هي "نعم" فأنت تتبع أسلوب التربية المتساهلة، ويجب عليك إعادة التفكير في النمط التربوي وتعديله، ليكون قائماً على الحب والتعاطف والتسامح، وفي نفس الوقت فيه مجموعة القواعد الأساسية التي تقوّم سلوك الطفل وتبني شخصيته بشكل صحيح، والحزم هو عماد التربية، كما أن الحب والتسامح أساس الأبوة والأمومة.

المراجع