العدل بين الزوجة والأولى والزوجة الثانية في الجماع

ما هو حكم عدم العدل بين الزوجة الأولى والثانية في الفراش! وكيف يمكن تحقيق العدل بين الزوجتين
العدل بين الزوجة والأولى والزوجة الثانية في الجماع

العدل بين الزوجة والأولى والزوجة الثانية في الجماع

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

حلل الإسلام تعدد الزوجات للرجل، ولكن ليس المقصود إطلاق العنان لرغباته دون حدود أو شروط، ومن الشروط التي تحكم تعدد الزوجات العدل في جميع مناحي الحياة، السكن والنفقة والتعامل، ولكن ماذا عن العلاقة الحميمة؟ هل يستطيع الرجل المساواة بين الزوجتين في الفراش؟ وما الحكم الشرعي في العدل بالعلاقة والجماع في تعدد الزوجات؟

يتفق أهل العلم أن العدل بين الزوجات من واجبات الرجل الشرعية، لكن العدل والمساواة في الجماع والعلاقة الحميمة بين الزوجات من الأمور التي قد تخرج عن إرادة الرجل وقدرته لذلك هو غير ملزمٍ به.

وحكم عدم العدل بين الزوجة الأولى والثانية في الفراش أن الزوج مطالبٌ بالعدل فيما كان داخلاً تحت قدرته بما في ذلك العلاقة الزوجية، وخاصةً إذا كانت الزوجة تتضرر من ترك الجماع وهو قادرٌ على ذلك، لأن واجبه رفع الضرر عن جميع زوجاته وتحصينهن.

ويتفق أهل العلم أنه يجب على الرجل العدل في تقسيم الليالي بين زوجاته والنفقة والسكن لأنه يملك ذلك، أما ما لا يملكه مثل الميل والمحبة وانعكاس ذلك على العلاقة الزوجية الحميمة ومرات الجماع، فلا حرج عليه فيه وعليه الاجتهاد لأجله.

قال الشيخ ابن باز على الزوج تحري العدل بين الزوجات والاجتهاد لأجله ما استطاع، وواجب الزوج تجاه زوجاته العشرة بالمعروف والإحسان وتقوى الله في المعاملة، أما ما كان خارجاً عن قدرته وإرادته فيعفو الله عنه، وذلك تفسير قوله تعالى في سورة النساء: (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ).

وحكم العلاقة الحميمة مع الزوجة في غير ليلتها أنه يجوز للرجل قضاء الليلة الزوجة الثانية ولو في غير يومها، خصوصاً إذا كانت الزوجة الأولى في الحيض، لحاجته إلى ذلك ودفع الشهوة في الحلال.

animate

مرات الجماع ليست من الأمور التي يجب على الرجل أن يساوي فيها بين الزوجة الأولى والثانية، فهذا فوق طاقته وقدرته، وإنّما يجب على الرجل أن يلتزم حدود الشرع في أداء واجبه تجاه الزوجة في الفراش دون النظر إلى المساواة في مرات الجماع، وقال ابن حزمٍ أن واجب الرجل الجماع مرة في الشهر أو مرةً كل حيض وطهر، وهذا ما ذهب إليه جمهور العلماء.

الخلاصة أن ليس على الرجل حرج ألّا يساوي بين زوجاته في عدد مرات الجماع، لكن عليه واجب الشرع ألّا يهجر إحدى زوجاته لمدة أكثر من التي يحددها الشرع، وهي مختلفٌ عليها، فقال بعض أهل العلم شهرٌ وقال آخرون 4 شهور، وقال آخرون الجماع لكفاية الزوجة دون إرهاق الرجل، والله أعلم.

تعتبر المشاعر والميول من الأمور التي لا يمكن لأي رجل التحكم بها، فهي نابعة من القلب، ورغم هذا هناك أسباب لزيادة ميل الزوجة نحو زوجةٍ دون الأخرى، ومن العوامل التي تؤثر على التمييز في العلاقة الحميمة بين الزوجة الأولى والزوجة الثانية:

  • استمتاع الرجل في العلاقة: قد يستمتع الزوج مع واحدة من زوجاته في العلاقة الحميمة دون الأخرى، ما يجعله يشعر بالاستمتاع والرضى بالعلاقة الحميمة معها أكثر وبالتالي يمتنع عن الزوجة الثانية ولا يتمكن من العدل بين الزوجتين في الفراش، وهو ما أعفاه الشرع منه ما دام غير قادرٍ على التحكّم في ميله ورغبته.
  • جمال المرأة وعنايتها بنفسها: ينجذب الرجل إلى الشكل الخارجي للمرأة بشكل كبير، فعندما تكون إحدى زوجاته أكثر جمالاً وأكثر اعتناءً بشكلها الخارجي والداخلي بالإضافة إلى النظافة الشخصية يشعر الرجل برغبة أكثر في ممارسة العلاقة الحميمة معها مقارنة بزوجته الأخرى.
  • الحب والعاطفة تجاه إحدى الزوجات: لا يمكن السيطرة على مشاعر الحب والمودة خاصةً عند الرجل، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يميل إلى عائشة رضي الله عنها أكثر من جميع نسائه، ورغم وجوب العدل بين الزوجات أعفى الله تعالى الرجل من العدل في المشاعر والميل لأنه أمرٌ لا تحكّم للزوج به، وهو من أهم أسباب عدم قدرة الرجل على العدل بين زوجاته في الفراش.
  • برود الزوجة في الفراش: قد يكون برود الزوجة في العلاقة دافعاً أساسياً للزواج لتفضيل زوجته الثانية عليها في الفراش، وقد يرتبط الضعف الجنسي عند المرأة ببعض الأمراض، مثل أمراض القلب، أو استخدام بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب التي قد تقلل من الرغبة الجنسية عند المرأة، أو زيادة الضغوط العاطفية والنفسية.
  • القدرة على الإنجاب: من أسباب تفضيل الرجل للزوجة الثانية على الأولى في العلاقة الحميمة والفراش أنه يريد الإنجاب وربما كان ذلك سبب زواجه من الثانية، سواء كانت الزوجة الأولى أقل قدرة على الإنجاب بسبب عمرها أو مرضها، أو كان قد أنجب منها ويريد أن ينجب من غيرها لسببٍ أو لآخر، كرغبته بإنجاب الذكور.
  • أخلاق كل من الزوجتين: قد يكون سبب التمييز بين الزوجتين في العلاقة الحميمة بسبب المرأة نفسها، حيث تختلف رغبة الزوج من زوجة إلى أخرى بحسب قدرتها على مسايرته وأسلوب التعامل معه، ما يجعل الرجل يميل إلى الزوجة الأكثر لطفاً والابتعاد عن الزوجة التي تكثر من المشاكل والجدال والنقاش معه بحدة.
  • تحدثي مع زوجكِ بصراحة عن حاجتك للجماع واشتياقكِ له وشعورك بالضرر لأنه يميّز بينك وبين زوجته الثانية في الفراش والعلاقة الحميمة.
  • اهتمي بنفسك أكثر وحاولي جذب زوجكِ إلى الفراش من خلال الحفاظ على جمالك وأناقتك ونظافتك الشخصية.
  • حاولي التفكير بالأسباب التي تجعل زوجكِ أكثر ميلاً لزوجته الأخرى، واعملي على معالجتها.
  • غيري أسلوب تعاملك مع زوجكِ وحاولي أن تكوني أكثر لطفاً وقرباً منه، واهتمي أكثر بشؤونه وراحته.
  • لا تفتعلي المشاكل مع زوجته الثانية واعملي على تقبّل الأمر الواقع والسعي لجعل حياتك أكثر هدوءً، فلا تحرضيه على زوجته الثانية ولا تحاولي جعله يكرهها.
  • اطلبي المشورة من أهل العلم والفتوى عن كيفية التعامل مع هجر الزوج لزوجته في الفراش بسبب ميله لزوجة ثانية، واطلبي الاستشارة من الأطباء إن كانت لديك مشاكل صحية في العلاقة الحميمة.
  • الاجتهاد للعدل بين الزوجتين: حتى إن لم يكن العدل في الجماع من شروط العدل فين الزوجات فعلى الزوج الاجتهاد لذلك، وأن يحاول ما استطاع تلبية احتياجات الزوجات في الفراش، وضبط مشاعره أمام الزوجة الثانية قدر الإمكان، للحفاظ على استقرار الأسرة.
  • عدم التقصير بحق الزوجة الشرعي: على الرغم من عدم القدرة على السيطرة على مشاعر المحبة والميل، يجب على الرجل إرضاء الزوجة في العلاقة الحميمة لتحصينها، فيتوجب على الرجل الالتزام بالجماع في الفترة الشرعية، ومحاولة تعويض الزوجة عن التمييز بالرفق في المعاملة وتلبية احتياجاتها الأخرى.
  • علاج مشاكل الرغبة والقدرة الجنسية: قد يكون التمييز بين الزوجتين من باب نقص الرغبة عند الرجل في الجماع أو توفير قدرته لزوجته التي يميل إليه، ولا حرج عليه أن يحاول تعزيز رغبته الجنسية من خلال الأغذية المناسبة، وأن يحاول تجديد حياته الجنسية مع زوجته التي لا يميل إليها في الفراش.
  • إخفاء تفاصيل العلاقة الخاصة عن الزوجات: من طرق تقليل الخلاف والغيرة بين الزوجة الأولى والثانية أن يكتم الرجل مشاعره أمام زوجاته ولا يبالغ في إظهار محبته أو ميله لإحداهن أمام الأخرى، وأن يتعامل مع العلاقة الزوجية الحميمة بوصفها من الأسرار الزوجية التي لا يجب أن يطلع عليها أحد حتى زوجته الثانية.
  • تأمين سكن مستقل للزوجتين: قد يتسبب تواجد الزوجات في منزل واحد زيادة الحساسية بينهن وعرضة أكثر لملاحظة التمييز في المشاعر والرغبة وحتى في العلاقة الحميمة، ما يشعل الفتنة بينهن ويزيد من اشتعال نار الغيرة، وواجب الزوج في الشرع أن يفصل مسكن الزوجات إن كان في سكناهن معاً ضرر أو ضرار.
  • العدل في تقديم الهدايا: يعتبر العدل في تقديم الهدايا بين الزوجتين من الطرق التي تساعد الرجل في التخفيف من المشاكل بين الزوجتين والتخفيف من مشاعر الغيرة، خاصةً في حال كان الزوج لا يستطيع العدل بينهن في العلاقة الحميمة والمحبة,
  • العدل في المعاملة والكلام اللطيف: العدل في المعاملة اللطيفة والمعشر الحسن من واجبات الرجل تجاه زوجاته ولا يجب عليه تركه وإن لم يستطع العدل بين الزوجات في الفراش، وإذا كان الزوج عادلاً في الإنفاق والاهتمام والتعامل ربما خفف ذلك من المشاكل والغيرة بسبب عدم عدله في العلاقة الزوجية.

تشتكي صاحبة الاستشارة من زوجها الذي تزوج عليها ولا يعدل بينها وبين زوجته الثانية في المبيت والعلاقة الزوجية الحميمة، فهو يغيب عند زوجته الثانية طوال الأسبوع ويعود إلى زوجته الأولى -صاحبة السؤال- يوم واحد فقط في الأسبوع، وعندما طلبت منه العدل هجرها أكثر وخيّرها بين تقبّل الوضع الراهن أو الفراق.

أجابتها الخبيرة في موقع حِلّوها ميساء نحلاوي أن عليها التفكير فعلاً بالانفصال إن كانت غير قادرة على التأقلم مع هذا الوضع، وإذا كانت خائفة من الطلاق من أجل بناتها فعليها الصبر حتى يتزوجن والعمل على تأمين مستقبلها بعيداً عن زوجها، والأهم أن تتوقف عن تتبع أخباره مع زوجته الثانية وأن تحاول عدم الاهتمام بأمره ما دام قد اختار هو ذلك.

اقرأ القصة كاملة من خلال النقر على العنوان (زوجي لا يعدل في المبيت وقرر هجري).

المراجع