ماذا تعرف عن الاكتئاب الصباحي؟

ما هو الاكتئاب الصباحي؟ ما هي أعراض الاكتئاب الصباحي وتشخيصه؟ كيف يمكن أن أستيقظ بنشاط وراحة؟ ومتى يجب أن أراجع الطبيب لعلاج الاكتئاب الصباحي؟
ماذا تعرف عن الاكتئاب الصباحي؟

ماذا تعرف عن الاكتئاب الصباحي؟

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

مررنا جميعاً بذلك المزاج المتقلب بعد منتصف الليل، خاصة أولئك الذين يعانون من التفكير الشديد طوال الوقت، وكذلك من يعيشون وحدهم، فتبدأ جميع الذكريات الحزينة بمهاجمتهم، والأسئلة المنطقية بالولوج إلى عقلك، لتتركهم في حالة من الإحباط واليأس والحزن.
ولكن هل سمعت عمن يعانون من تعكر المزاج في الصباح، فيقاومون النهوض من أسرتهم، رافضين الذهاب إلى العمل أو الدراسة، بالإضافة إلى شعورهم باليأس والعجز والحزن.
 

يمكن تعريف الاكتئاب الصباحي بأنه أحد أنواع الاضطراب الاكتئابي الرئيسية، وعلى عكس الحالات الأخرى تشتد أعراض الاكتئاب في الصباح مقارنة بحالة المريض خلال فترة الظهيرة أو المساء، ويمكن أن تشمل تلك الحالة الحزن أو الإحباط والغضب والإرهاق، ويختلف عن الاكتئاب الموسمي الذي يحدث بسبب تغيير فصول العام.
وأقرت مؤخراً جمعية الطب النفسي الأمريكية، بكون الاكتئاب الصباحي هو أحد أعراض للإصابة بالاكتئاب، بعدما كان الأطباء يعتبرونه مرضاً مستقلاً. 

animate

لم يحدد الأطباء سبباً رئيسياً في الإصابة بالاكتئاب الصباحي، ولكن هناك العديد من العوامل التى تسبب هذه الحالة في نفس التوقيت تقريباً.
يسير جسد الإنسان وفق ساعة بيولوجية محددة، وهى التى تجعلنا نشعر بالنعاس خلال الليل واليقظة والنشاط خلال النهار، كما أنها المسؤولة عن عمل الأعضاء الحيوية بداية من تنظيم عدد ضربات القلب، وحتى درجة حرارة الجسم، وحالة المزاج، وبناءً على هذا النظام يفرز الجسم الهرمونات المناسبة للزمن الذي تتواجد به، لكن عند حدوث خلل في الساعة البيولوجية، فإن هذا الخلل يؤدى إلى إفراز هرمونات في غير أوقاتها.

ويعتبر السبب الرئيسي في الاكتئاب الصباحي هو فرط إفراز هرمون الميلاتونين خلال الصباح مما يجعلك تشعر بالتعب والعصبية الشديدة.
وترجع بعض الأبحاث الإصابة بهذه المشكلة بسبب عدم تعرض الجسم إلى ضوء الشمس الكافي، خاصة في فترة الصباح.

وهناك عوامل أخرى تساهم في هذه المشكلة، منها التاريخ العائلي للإصابة بالاكتئاب، أو أن يكون الشخص مدمن كحول أو مواد مخدرة سابقاً، أو الإصابة ببعض الاضطرابات مثل مشاكل النوم، الألم المزمن، القلق، التغيرات الاجتماعية المفاجئة مثل الانفصال، وفاة شخص عزيز، التعرض لصدمة قوية، وغيرها. 

الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الصباحي يعانون من نفس أعراض الاكتئاب السريري، لكن تشتد الأعراض في الصباح، وحتى يتم تشخيص هذا المرض يجب أن يعاني المريض من 5 أعراض أو أكثر، ولمدة تتجاوز الأسبوعين أو أكثر، وإليك أبرز هذه الأعراض

  • الصداع الشديد
  • مزاج مكتئب معظم اليوم، لكن تشتد الحالة في الصباح.
  • فقدان الوزن بدون تخطيط.
  • عدم القدرة على الاستيقاظ الكامل والخروج من السرير.
  • الشعور بالملل معظم أيام الأسبوع.
  • الشعور بالتعب والإجهاد وعدم الرغبة في بدء اليوم.
  • الإحساس بالذنب وعدم التقدير الذاتي.
  • الشعور بصعوبة القيام بالمهام اليومية البسيطة مثل غسل الوجه أو الأسنان.
  • فقدان التركيز وعدم القدرة على استيعاب ما يحدث لفترة.
  • اضطراب الشهية وهي تختلف من شخص إلى آخر، فالبعض يأكل بشراهة، والبعض يفقد شهيته.
  • الأفكار المتكررة حول الموت أو الانتحار أو إيذاء النفس.

الاكتئاب الصباحي هو أحد أعراض مرض الاكتئاب السريري، لذلك لا يوجد معايير محددة لتشخيص وجوده، ولكن سيطرح عليك الطبيب النفسي بعض الأسئلة مثل: 

  • هل أعراض الاكتئاب تسوء بشكل عام في الصباح أم في المساء؟
  • هل لديك مشكلة في الخروج من السرير أو القيام بالمهام العادية في الصباح؟
  • هل تتغير حالتك المزاجية إلى الأحسن خلال اليوم؟
  • هل لديك مشكلة في التركيز؟
  • هل تجد نفس المتعة في الأنشطة التي كنت تستمتع بها؟
  • هل تغيّر روتينك اليومي في الآونة الأخيرة؟
  • هل تتعاطى أي أدوية مختلفة، حيث أن بعض الأدوية لها آثار جانبية تسبب الاكتئاب.
  • هل تغيّرت عادات نومك؟

هناك عدة طرق علاجية للتخلص من مشكلة الاكتئاب الصباحي:

  1. العلاج الدوائي: على عكس الأنواع الأخرى من الاكتئاب، فإن مرضى الاكتئاب الصباحي لا يستجيبون للأدوية المثبطة للسيروتين، ومع ذلك قد يساهم بعض الأدوية المضادة للاكتئاب في تخفيف الأعراض إلى حد كبير.
  2. العلاج المعرفي: وهو أحد فروع علم النفس الحديثة، والتي تهدف إلى الكشف عن السبب الرئيسي لتلك الحالة النفسية، من خلال التحدث مع المريض للكشف عن الأفكار الخاطئة وتصحيحها وتعديل السلوك، وغالباً يتم الجمع بين هذا العلاج والعلاج الدوائي.
  3. العلاج بالضوء: وفي هذه الحالة يكون الاكتئاب الصباحي ناتجاً عن نقص التعرض لضوء الشمس، لذلك يتم وضع المريض في غرفة بها ضوء يشبه الضوء الطبيعي مما يؤثر على الكيمياء الموجودة بالمخ.
  4. العلاج بالكهرباء: ويتم اللجوء إلى هذا الإجراء في الحالات الشديدة والمستعصية، وغالبا يتم تخدير المريض.
  5. العلاج باليوجا والرياضة: وجِد أن بعض الأنشطة كالتأمل من شأنها تخفيف من حدة أعراض الاكتئاب الصباحية.

إذا كنت تعاني من تقلب في المزاج بشكل مفاجئ صباحاً، فإليك بعض الإرشادات التي ستجعل حياتك أفضل بشكل عام، وحالتك النفسية والجسدية بحال أمثل، وإذا استمر الأمر معك، فأنت بحاجة لزيارة طبيب. 

  • عدّل بعض سلوكياتك، فمثلاً حاول إعداد الملابس ووجبات الطعام ليلا ًلتسهيل البداية في الصباح. 
  • احرص على الاستيقاظ مبكراً والتعرض لضوء الشمس الطبيعي، فيمكن أن يحسن ذلك من حالتك المزاجية.
  • تأكد من حصولك  على 8 ساعات متواصلة من النوم خلال الليل، فذلك سيساعدك على إعادة التوازن في إفراز الهرمونات، ويتم هذا من خلال توفير سبل الراحة مثل الحفاظ على نظافة غرفة المنزل والتخلص من جميع الأجهزة الإليكترونية، وتعتيم الغرفة.
  • تناول طعام صحي وغذاء متوازن خلال النهار، وابتعد عن الدهون والوجبات السريعة، وقلل من الملح، لتحصل على صحة جسدية ونفسية متوازنة.