كيف تتعود على غياب شخص ومتى تنسى شخص أحبه!

الكثير من المواقف والاحداث تضعنا في موقف صعب نكون فيها مضطرين لتحمل غياب شخص عزيز علينا، وهنا نحتاج للوسائل التي تساعدنا على تحمل غياب هذا الشخص والاعتياد على عدم وجوده في حياتنا، وعلى اختلاف هذه الأسباب يعتبر الاعتياد على غياب شخص كان غالي وعزيز أمر صعب، في هذا المقال نتعرف على أفضل الوسائل التي تساعدنا في الاعتياد على غياب شخص.
- اعترف بمشاعرك ولا تنكر الألم: يُعد التعبير عن الحزن والفراغ الناتج عن الغياب خطوة ضرورية للمعالجة النفسية، ويساهم في تقليل الضغط الداخلي وتجنب التراكم الانفعالي للعواطف، وبالتالي الاعتياد على الغياب مع الوقت.
- أعد بناء الروتين اليومي: يساعد إدخال أنشطة جديدة أو تعديل الجدول اليومي على تقليل الفراغ الذي كان يشغله الشخص الغائب، ويُعزز الشعور بالاستقلال النفسي مع الوقت والاعتياد على الغياب.
- ابحث عن الدعم الاجتماعي: التواصل مع الأصدقاء أو أفراد العائلة يساعد في تخفيف الإحساس بالوحدة الناتج عن غياب هذا الشخص، ويمكّن الفرد من مشاركة مشاعره والحصول على دعم عاطفي بديل.
- أعد تعريف الهوية الذاتية: حتى يتمكن الفرد من الاعتياد على غياب شخص ما من المهم أن يعمل على اكتشاف ذاته خارج إطار علاقته مع هذا الشخص الغائب، وبناء صورة ذاتية جديدة تستند إلى قدراته واهتماماته الشخصية.
- انخرط في أنشطة ذات معنى: التوجه إلى الأنشطة التي تحقق الشعور بالهدف والإنجاز، مثل العمل التطوعي أو تطوير المهارات، يساهم في ملء الفراغ النفسي الناتج عن غياب شخص ما والاعتياد على هذا الغياب، وتوجيه الانتباه نحو المستقبل.
- مارس الصبر والقبول التدريجي: تقبّل حقيقة الغياب كجزء من واقع الحياة، والتخلي عن محاولات المقاومة المستمرة، يساعد على الانتقال من الألم إلى التكيف مع حقيقة غياب شخص كان عزيز.
- استعن بالمساعدة النفسية عند الحاجة: في حال استمرار الشعور بالحزن أو تعطل الأداء اليومي، يُنصح باللجوء إلى متخصص نفسي لدعم عملية التكيف وإعادة التوازن العاطفي.

من الناحية النفسية لا توجد مدة زمنية واحدة تنطبق على الجميع لنسيان شخص محبوب، إذ تختلف التجربة تبعاً للفروق الفردية وطبيعة العلاقة، ومع ذلك تشير الدراسات النفسية إلى أن متوسط مدة التكيف بعد الانفصال أو فقد شخص عاطفياً تتراوح بين 3 إلى 18 شهر، وقد تمتد لفترة أطول في حالات الارتباط العاطفي العميق أو الاعتماد النفسي الكبير.
ومع ذلك لا يعني مرور الوقت بالضرورة النسيان الكامل، بل يشير إلى تحسّن تدريجي في القدرة على التعايش مع الغياب، وعودة التوازن النفسي دون ألم دائم أو تفكير قهري بالشخص الغائب، وعادةً يمر الإنسان بعدد من المراحل النفسية التي تساعده على معالجة الفقد العاطفي والتكيف مع الغياب، وهي:
- الصدمة والإنكار: في البداية قد يرفض الفرد تقبل الواقع، ويستمر في التفكير بأن العلاقة لم تنتهِ فعلياً.
- الحزن والانهيار العاطفي: تظهر مشاعر الحزن، والاشتياق، وأحياناً نوبات بكاء أو تقلبات مزاجية حادة.
- الحنين والمثالية: يتذكّر الفرد الجوانب الإيجابية للعلاقة ويُضفي عليها طابع مثالي، ما يُطيل أحياناً فترة التعلّق.
- الغضب أو الإحباط: قد تظهر مشاعر الغضب تجاه الشخص أو الذات، نتيجة الإحساس بالخذلان أو الفقد.
- إعادة التقييم وإدراك الواقع: يبدأ الفرد بتقييم العلاقة بشكل أكثر موضوعية، ورؤية الإيجابيات والسلبيات بوضوح.
- إعادة البناء النفسي: يبدأ الشخص بإعادة تنظيم حياته، وبناء روتين جديد لا يعتمد على وجود الطرف الآخر.
- القبول والتعايش: يصل الفرد في النهاية إلى مرحلة من التوازن العاطفي، يتمكن فيها من تذكّر العلاقة دون ألم، والاستعداد لعلاقات جديدة أو التركيز على ذاته.
- الارتباط العاطفي العميق: عندما يكون الشخص الغائب مصدر أساسي للأمان والدعم النفسي، فإن الانفصال عنه يترك فراغ يصعب ملؤه بسهولة، وهذا يُطيل فترة التعلّق به وصعوبة نسيانه.
- نمط التعلّق غير الآمن: تشير نظريات التعلّق إلى أن الأفراد الذين يعانون من تعلق قلق أو تجنبي يميلون إلى صعوبة الانفصال النفسي، ويستمرون في التعلق العاطفي حتى بعد الغياب.
- الذكريات العاطفية القوية: الدماغ يُخزّن الخبرات العاطفية بشكل أعمق من الذكريات العادية، وهذا يجعل استرجاع اللحظات المشتركة أمر تلقائي ومؤلم أحياناً.
- غياب الإغلاق النفسي: إذا انتهت العلاقة دون تفسير واضح أو دون فرصة للتعبير الكامل، فإن المشاعر تظل عالقة، وتعيق عملية النسيان.
- الفراغ العاطفي أو الاجتماعي: عندما لا تتوفر بدائل نفسية أو علاقات جديدة تُشبع الاحتياجات العاطفية، يبقى الشخص الغائب حاضر كرمز لتلك الاحتياجات التي لا يمكن تلبيتها فيصعب نسيانه.
- المقاومة الداخلية للتغيير: يرتبط بعض الأشخاص بماضيهم كوسيلة للهروب من مواجهة الحاضر أو المجهول، وهذا يجعل من التعلّق وسيلة دفاع نفسية ضد القلق أو الوحدة.
- الحنين كآلية دفاعية: أحياناً يُستخدم الحنين للماضي كوسيلة نفسية لحماية الذات من الألم الآني، وذلك يعزّز التعلق بالشخص الغائب.
- قطع أو تقليل المحفزات المرتبطة بالشخص: يساعد تقليل التعرض للمحفزات المرتبطة بتذكر الشخص الغائب مثل الصور، أو الرسائل، أو الأماكن المشتركة على تقليل تنشيط الذاكرة العاطفية.
- إعادة بناء الهوية الذاتية: لنسيان شخص غائب محبوب يوصى بالتركيز على الأدوار والأهداف الشخصية بعيداً عن العلاقة السابقة معه، وذلك لإعادة تعزيز الإحساس بالذات خارج إطار التعلّق.
- إعادة صياغة الأفكار المرتبطة بالشخص أو العلاقة: تتم إعادة صياغة الأفكار المتعلقة بالشخص الغائب عبر تقنيات العلاج المعرفي السلوكي، ويمكن استبدال الأفكار المثالية أو المؤلمة بأفكار أكثر واقعية وتقبّل، تساعد في إدراك الصورة الحقيقية لهذا الشخص واستبعاده من دائرة المثالية التي تعزز التعلق.
- التعبير الكتابي العلاجي: توصي بعض الدراسات بكتابة الأفكار والمشاعر المرتبطة بالشخص الغائب كوسيلة فعالة لتنظيم المشاعر وتعزيز المعالجة الإدراكية للفقد.
- تقبل الغياب كجزء من التغيير الطبيعي في الحياة: التكيف مع فكرة الغياب لشخص ما يتطلب تقبّله، دون التعلّق بالماضي أو مقاومة الواقع الجديد.
- استخدام التأمل أو تقنيات تنظيم الانفعال: مثل تمارين التنفس، واليقظة الذهنية (mindfulness) التي تعزز الهدوء النفسي وتقلل الاجترار الذهني.
- استعادة الاستقلال النفسي: نسيان الشخص الغائب أو القدرة على التأقلم مع غيابه يعيد للفرد القدرة على اتخاذ قراراته بعيداً عن التأثير العاطفي المستمر، ويُعزز من ثقته بذاته.
- تحسين الصحة النفسية: تجاوز التعلق العاطفي يخفف من القلق، والاكتئاب، ونوبات الاجترار الذهني، وهذا يمكن أن ينتج حالة أكثر استقرار وهدوء على المستوى الشخصي للإنسان.
- التحرر من التعلق غير الصحي: الاعتياد على الغياب ونسيان الشخص الغائب يُنهي التبعية العاطفية التي قد تكون مرهقة نفسياً، ويمنح مساحة لنمو علاقات صحية مستقبلية.
- تحسين التركيز والإنتاجية: مع زوال الانشغال العاطفي، يستعيد الفرد تركيزه على أهدافه الشخصية والمهنية ويُصبح أكثر فاعلية في حياته اليومية.
- القدرة على بناء علاقات جديدة: عندما يتعافى الشخص من علاقات سابقة، يُصبح أكثر انفتاح لتجارب جديدة وأكثر وعي بما يحتاجه في العلاقات المستقبلية.
- النضج العاطفي: تُسهم تجربة النسيان والتعافي في تطوير فهم أعمق للمشاعر، وتعليم الفرد كيفية التعامل مع الفقد دون الانهيار.
- اعترف بمشاعرك ولا تحاول إنكار الحزن أو الاشتياق.
- تجنّب التعلق بالماضي وامنع نفسك من مراجعة الرسائل أو الصور.
- غيّر روتينك اليومي لتتجنّب المحفزات المرتبطة به.
- اشغل وقتك بأنشطة جديدة تُشعرك بالمعنى والإنجاز.
- تواصل مع أشخاص آخرين ووسّع دائرة علاقاتك.
- دوّن مشاعرك وأفكارك للمساعدة على التفريغ والتنظيم النفسي.
- ذكّر نفسك بالسبب وراء الغياب ولا تخلق أوهام عاطفية.
- مارس تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق.
- ضع أهدافاً شخصية قصيرة المدى تركز فيها على نفسك فقط.
- اطلب الدعم النفسي المهني إذا طالت المعاناة أو أثرت على حياتك.