اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟ ما هي أعراضه وأسبابه عند الأطفال؟ كيف يمكن معالجة الأطفال المصابين به؟ وما الدور الذي يلعبه الأهل؟
اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعاني العديد من الأشخاص حول العالم من اضطراب ما بعد الصدمة، وهو ليس مرض حديث، بل هو قديم قدم الزمن، حيث كان يصاب به الجنود بعد الحرب منذ القدم. لا يعاني البالغين فقط من هذا الاضطراب، بل يصيب الأطفال أيضاً. سنتعرف في هذا المقال على اضطراب ما بعد الصدمة وعلاقته بالأطفال بشكل خاص، كما سنقوم بالتحدث عن أسبابه وأعراضه على الأطفال، إضافة إلى كيفية علاج الأطفال المصابين به ودور الأهل في العلاج، تابعوا معنا. 

كيف عرّف العلماء هذا الاضطراب الشهير؟
اضطراب ما بعد الصدمة هو اضطراب نفسي يمكن أن يحدث للأشخاص الذين عانوا أو شهدوا حدثاً صادماً مثل الكوارث الطبيعية أو الحوادث الخطيرة أو الأعمال الإرهابية أو الحرب أو القتال أو الاغتصاب أو أي اعتداء شخصي عنيف آخر. 
عرف اضطراب ما بعد الصدمة بالعديد من الأسماء في الماضي، مثل "الصدمة الصادمة" خلال سنوات الحرب العالمية الأولى و"تعب القتال" بعد الحرب العالمية الثانية. إلا أن اضطراب ما بعد الصدمة يحدث لجميع الناس، من أي عرق أو جنسية أو ثقافة، والأهم، من أي عمر. يعاني حوالي 3.5 بالمئة من البالغين في الولايات المتحدة وحدها من اضطراب ما بعد الصدمة، حيث يتم تشخيص واحد من كل 11 شخص باضطراب ما بعد الصدمة. يعرف عنه أن النساء أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بالرجال.
يمتلك الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة من الأفكار والمشاعر الكثيفة والمثيرة للقلق التي تتعلق بتجربتهم السابقة، وتستمر هذه المشاعر لفترة طويلة بعد انتهاء الحدث الصادم. حيث من الممكن أن يسترجع الناس هذه الأحداث من خلال الذكريات أو الكوابيس، لذا يتسبب الأمر لهم بالانفصال عن الواقع وعن الآخرين حولهم، ويصبح هؤلاء الناس عرضة لردود الأفعال السلبية القوية لأمور عادي كالضوضاء العالية أو لمسة عرضية. 
 

animate

ما هي الأعراض التي تظهر على الأطفال المصابين باضطراب ما بعد الصدمة؟
تختلف علامات وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة من طفل لآخر اعتماداً على نوع الصدمة التي تعرض لها، والبيئة التي تحيط بالطفل عقب الحدث المؤلم، ومزاج الطفل، ووجود الأهل لتوفير الأمان له. إلا أن معظم الأطفال المصابين باضطراب ما بعض الصدمة يشهدون مجموعة مشتركة من الأعراض.

الأعراض السلوكية
1- تجنب بعض الأشخاص أو الأماكن أو الأنشطة.
2- التبول اللاإرادي.
3- المشي خلال النوم.
4- ردود أفعال مبالغ بها.
5- التصرف بطريقة جنسية.
6- التصرف بطريقة عنيفة.
7- إيذاء النفس.

الأعراض الجسدية
1- التفاعلات الجسدية المتضخمة عند التذكير بالصدمة (توتر العضلات، التعرق الغزير، التنفس السريع، ضربات القلب السريعة، الغثيان).
2- اضطرابات النوم.
3- الصداع المزمن.
4- انخفاض الطاقة، والشعور بالإرهاق المفرط دون سبب.

الأعراض المعرفية
1- الكوابيس والرعب خلال الليل.
2- ذكريات حيّة للماضي.
3- تبدد الشخصية.
4- العزلة عن الواقع.
5- مشاكل في الذاكرة.
6- صعوبة في التركيز.

الأعراض النفسية والاجتماعية
1- فقدان الاهتمام بالأشياء التي اعتاد الاستمتاع بها.
2- احترام متدني للذات.
3- عدم الثقة بالآخرين.
4- زيادة مشاعر الإثارة العاطفية.
5- زيادة في مشاعر الانفصال (التخدير العاطفي).
6- انخفاض القدرة على الشعور والتعبير عن المشاعر الإيجابية.
7- ازدياد في مشاعر القلق والخوف والحزن والغضب.
 

ما هي العوامل المؤثرة في إصابة الأطفال باضطراب ما بعد الصدمة؟
هنالك ثلاث أسباب رئيسية غير مباشرة تؤدي إلى إصابة الأطفال باضطراب ما بعد الصدمة، وهي:
- حدث ما في حياة الطفل.
- حدث ما في حياة شخص قريب من الطفل.
- حدث ما شهده الطفل.

غالباً ما يتأثر خطر الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال بقرب الطفل وعلاقته بالصدمة، وشدة الصدمة، ومدة الحدث المؤلم، وتكرار الحدث المؤلم، ومرونة الطفل، ومهارات التعامل مع الطفل، وموارد الدعم المتاحة للطفل من الأسرة والمجتمع ما بعد الحدث. فيما يلي بعض الأمثلة للأحداث التي قد تكون خطراً للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال، في حال شهد الطفل الحدث أو شاهده.
- الحوادث الخطيرة (مثل حطام سيارة أو قطار).
- الإجراءات الطبية الخطيرة للأطفال الصغار (دون سن 6 سنوات).
- عضات الحيوانات (مثل عضات الكلاب).
- الكوارث الطبيعية (كالفيضانات أو الزلازل).
- مآسي من صنع الإنسان (مثل التفجيرات).
- الهجمات الشخصية العنيفة (مثل السرقة أو الاغتصاب أو التعذيب أو الاحتجاز أو الاختطاف).
- الاعتداء الجسدي.
- الاعتداء الجنسي.
- التحرش الجنسي.
- الاعتداء العاطفي (كالتنمر).
- الإهمال.
 

ما هي الخطوات العلاجية الأساسية في التخفيف من اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال؟
من الأمور المريحة التي سنخبركم بها كأهالي لأطفال مصابين باضطراب ما بعد الصدمة هو أن هذا الاضطراب قابل للعلاج، يتطلب العلاج بعض الخطوات الأساسية التي إن قام بها الأهل سيشفى أطفالهم من أي أثر لهذا الاضطراب، تابعوا معنا هذه الخطوات. 

العلاج السلوكي المعرفي
يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من أكثر "العلاج بالتحدث" شيوعاً، ويمكن المعالجين استخدام أسلوب العلاج الذي يركز على الصدمات النفسية للعمل مع الأطفال الصغار. يساعد المسؤول عن العلاج المعرفي السلوكي المركز على الصدمات على تحديد هوية الطفل وتصحيح الأفكار غير المنطقية أو الخاطئة التي قد تكون لديهم بشأن الصدمة نفسها أو الأشخاص والمواقف التي يواجهونها في الحياة اليومية. يشمل العلاج المعرفي السلوكي عادة تعليماً نفسياً حول تقنيات الاسترخاء والتعامل مع الإجهاد. 

العلاج باللعب
يمكن لهذا النوع من العلاج أن ينجح بشكل خاص عند الأطفال الأصغر سناً الذين يكافحون من أجل توصيل ردود أفعالهم المتعلقة بالصدمة وفهم ما حدث. يستخدم المعالجون باللعب العلاج بالألعاب والتدخلات الأخرى لمساعدة الطفل على معالجة الصدمة والتعامل مع الحياة بمرونة. 

إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة
هي تقنية حديثة تزداد شعبية بين المتخصصين في الصحة العقلية. يتضمن العلاج تمارين حركة العين الموجهة بينما يتذكر الطفل الحدث الصادم ويعمل من خلال الإدراك والاستجابات العاطفية لهم حول هذا الموضوع.

العلاج الدوائي
لا يوجد دواء يستطيع أن يشفي من اضطراب ما بعد الصدمة، إلا أنه يوجد في بعض الأحيان مجموعة من الأدوية التي يمكن أن تساعد في هذه الحال. يمكن لمضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق أن تخفف من الاعراض الخاصة باضطراب ما بعد الصدمة عند بعض الأطفال، إن كانت تترافق مع الأدوية زيارات للمعالج النفسي أيضاً.
 

كيف يمكن للأهل أن يساعدوا طفلهم المصاب باضطراب ما بعد الصدمة؟
إضافة إلى الخطوات العلاجية التي ينبغي أن يخضع لها الطفل المصاب باضطراب ما بعد الصدمة، يتوجب على الأهل القيام ببعض الخطوات الإضافية التي تساعد أطفالهم في التخلص من اضطراب ما بعد الصدمة، تابعوا معنا هذه الخطوات.
- تقديم المساعدة والتقبل
كخطوة أولى، يستطيع الأهل أن يساعدوا طفلهم من خلال تقديم الكثير من الحب والدعم، حيث لا يمكن إنكار صعوبة الأمر على الأهل، عندما يجدون أن طفلهم يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة. إلا أنه لا يمكن حل هذه المشكلة عن طريق حزن الأهل على الإطلاق، بل يجب عليهم أن يكونوا متواجدين دوماً من أجل طفلهم كي لا يفهم الأطفال أنكم تلومونهم على ما حدث.

- تعليم طفلك عن اضطراب ما بعد الصدمة
عليك أن تخبر طفلك بأن إصابته بهذا الاضطراب هو أمر طبيعي وهو يعني رغبة جسمنا بالتكيف مع الواقع، وعليك أن تخبرهم أنهم نتيجة لهذا الاضطراب من الممكن أن يعانوا من ردات فعل قوية غير مبررة وهو أيضاً أمر طبيعي ولا داع للخوف منه.

- بناء شجاعة طفلك
إن التقدم الذي ترغب أن يقوم به طفلك مبني على العمل الشاق. إن كنت تلاحظ تحسناً فالفضل لك ولطفلك أيضاً. إن التغلب على هذه الحالة يتطلب التمرين. لا تشعر بالإحباط إن كان طفلك يعاني من الهفوات ويعود إلى السلوكيات القديمة مرة في كل فترة، خاصة خلال الأوقات العصيبة. إنه أمر طبيعي جداً! عليك فقط أن تقوم ببناء شجاعتك مجدداً كي تستطيع أن تبني شجاعة طفلك من أجل أن يستطيع تقبل حالته والخروج منها بأسرع وقت ممكن.

في النهاية، نتمنى من جميع الأهالي الذين يشعرون بأن أطفالهم يعانون من الأعراض التي قمنا بذكرها لكم ويعرفون أنهم تعرضوا إلى أي حدث مؤلم أن يقوموا بقراءة طرق العلاج ومحاولة تطبيقها على أطفالهم. قمنا في هذا المقال بالتحدث عن اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال وأسبابه وأعراضه وعلاجه، في حال راودكم أي سؤال يمكنكم التواصل مع خبراء موقع حلوها