أعراض اضطراب الاكتناز القهري وطرق علاجه

تعرف إلى أعراض اضطراب الاكتناز القهري ومخاطره وكيفية علاج اضطراب التكديس أو التخزين القهري
أعراض اضطراب الاكتناز القهري وطرق علاجه
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

قد تكون من الأشخاص الذين يهوون جمع الطوابع أو الأنتيكات، وقد تفضل الاحتفاظ بملابس أطفالك ليرتدوها أطفالهم في المستقبل، وهذا أمر عادي جداً ومنطقي. لكن هناك أشخاص يبالغون في موضوع جمع الأغراض وتخزينها لدرجة كبيرة جداً ودون الحاجة لهذه الأغراض، هؤلاء هم من يعانون من اضطراب الاكتناز القهري أو اضطراب التخزين، سنتعرف أكثر على اضطراب الاكتناز القهري في هذا المقال، فأكمل القراءة.

الاكتناز القهري بالإنجليزية Compulsive hoarding هو اضطراب يصيب الذكور والإناث على حد سواء، يجعلهم يقومون بتخزين المقتنيات بشكل قهري خارج عن السيطرة، ويرفضون الاستغناء عنها بغض النظر عن قيمتها المادية، وذلك لأنهم مرتبطين بها عاطفياً أو لأنهم يعتقدون أنها قد تنفعهم في يوم من الأيام مستقبلاً.
فتراهم يملؤون المكان بالفوضى وبالأغراض التي لا حاجة لها لإرضاء أنفسهم، وعادة يبدأ اضطراب الاكتناز القهري أو اضطراب التخزين مع الشخص في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وتزداد حدته كلما تقدم المصاب بالعمر، ليصعب التخلص منه كلما كبر سنه ويصبح سلوكاً متأصلاً يزعج من حوله ويأثر عليه هو شخصياً. [1]
فقد يكون هناك شخص في الأسرة يأبى أن يرمي أي شيء في القمامة؛ فتراه يحتفظ بالبطاريات القديمة والعلب الفارغة والأثاث المستعمل والملابس وغير ذلك، ويكدسهم في المنزل ليملؤه بالفوضى، ويغضب غضباً شديداً إن حاول أحدهم التخلص من هذه الأغراض، فيشعرك وكأنها مقتنيات نفسية وثمينة ومفيدة جداً، فتنشأ صلة عاطفية قوية بينه وبين مقتنياته. قد تجد شخصاً آخر يعاني من اضطراب التخزين أيضاً لكنه يميل للاحتفاظ بنوع معين من المقتنيات أكثر من غيره، فتراه يحب تكديس كل شيء، لكنه يميل بشكل خاص لتخزين الكتب مثلاً أو الأثاث أو غير ذلك.
وقد يشكل اكتناز الحيوانات نوعًا خاصًا من هذا الاضطراب، فيجمع الشخص المصاب أعداداً كبيرة (العشرات أو حتى المئات) من الحيوانات، ويمكن أن يتم الاحتفاظ بها في مكان غير مناسب صحياً وغير آمن. [2]

animate

دعونا نستعرض بعض أعراض اضطراب الاكتناز القهري، لتعرف ما إن كنت تعاني منه أنت أو أحد من معارفك: [1]

  • لا قيمة ملموسة للشيء: فيخزن الشخص الأشياء بغض النظر عن قيمتها المادية، فقد تكون رخيصة الثمن وفي متناول الجميع في أي وقت، لكنه ما يزال يرفض الاستغناء عنها وكأنها قطع نفيسة ونادرة، في المقابل يرى الآخرون أن هذا الشيء عديم القيمة والفائدة.
  • الارتباط العاطفي بالأشياء المكدسة: فيشعر الشخص بالحاجة الفعلية لهذا الغرض والارتباط الكبير به، فيرفض التخلص منه بشدة.
  • مشكلات مع الآخرين: فبالتأكيد ستنشب مشكلات مع أفراد الأسرة أو حتى مع زميل العمل –إن كان الشخص يفعل هذا الأمر في العمل- الذين يتضايقون من الفوضى والأوساخ في كل مكان.
  • التكديس الخارج عن السيطرة: تم تسمية هذا الاضطراب بالقهري لأن المريض وإن كان يدرك غرابة ما يفعله لكن سلوك التكديس لديه خارج عن السيطرة، وعلى الرغم أن التكديس فيه متعة خاصة للمصابين باضطراب الاكتناز القهري، لكن هذه المتعة تشبه الإدمان، بمعنى أنه غير قادر على التوقف عن التكديس والتخزين وإن حاول لك منفرداً، وإجباره على التخلي عن أغراضه أو منعه من التخزين؛ قد يكون تصرفاً خطيراً.
  • التخزين الزائد عن الحد: فتبدأ المساحات تنفذ من كثرة المقتنيات المخزنة، وتبدأ الأغراض المهمة فعلياً تضيع مع هذه الفوضى العارمة.
  • إهمال السلامة العامة: فالهدف لدى المصاب باضطراب الاكتناز القهري هو الحفاظ على أكبر قدر ممكن من مقتنياته، بالتالي لن يهتم كثيرها بطريقة ترتيبها وتخزينها ما دامت توفر مزيداً من المساحة لتخزين المزيد من المقتنيات، هذا غالباً يجعل من منزله أو مكان عيشه مكاناً خطيراً.
  • وجود مشكلات نفسية أخرى لدى الشخص: مثل وجود ميل نحو التردد والمثالية، والمماطلة ومشاكل في التخطيط والتنظيم.

ليس كل شخص يميل للاحتفاظ بالأشياء يعاني من اضطراب الاكتناز القهري، فهناك أشخاص يرفضون الاستغناء عن أمور ثمينة حقاً، أو يعرفون فعلياً أن هذه الأغراض ستكون مفيدة يوماً ما لهم أو للآخرين.
كما أن هناك أشخاص يهوون جمع أغراض معينة كجمع الطوابع والعملات وغيرها، لكن الاكتناز ليس مثل الجمع؛ فعادة ما يجمع هواة الجمع الممتلكات بطريقة منظمة ومتعمدة وموجهة، ويعرضونها أمام الآخرين، بينما يعد اقتناء الأشياء لدى الأشخاص الذين يخزنون أمرًا اندفاعيًا إلى حد كبير، مع الافتقار للتخطيط والتنظيم.
قد يدرك بعض الأفراد المصابين باضطراب الاكتناز القهري ويعترفون بأن لديهم مشكلة في تخزين الأشياء، بينما قد لا يرى آخرون أن لديهم أي مشكلة في ذلك. [2]

ولتتضح لك الصورة والدرجة التي يصل إليها الشخص المصاب باضطراب الاكتناز القهري بارتباطه العاطفي بالأشياء خذ هذا المثال الحقيقي.
كان هناك شخص متعلم ومثقف إلى درجة كبيرة جداً، وكان يعاني من اضطراب الاكتناز القهري، وخاصة في موضوع الكتب، فكان قد ملأ منزله –في كل ركن فيه- بالكتب والمراجع في شتى مجالات الحياة، حتى أنه قد حرم أسرته من الشرفة التي هي المتنفس الوحيد لهم، حيث يسكنون في عمارة سكنية، فاستخدمها مخزناً إضافياً لكتبه، بعد أن امتلأ البيت بالكامل، بما في ذلك المطبخ وغرفة التخزين، وحتى غرف الأولاد وخزائنهم.
لدرجة أنه عندما كان يسأل كم من الأولاد لديه كان يقول أن لديه 4 أولاد ومكتبة! كما أنه يرفض الاستغناء عن أي غرض يستهلك؛ فيحتفظ بالبطاريات المستعملة وبالأثاث القديم، لدرجة أن زوجته كانت أحياناً تقوم باستغلال الأوقات التي لا يكون فيها في المنزل لتتخلص من بعض هذه المقتنيات وترميها بعيداً قبل أن يصل وينتبه لعدم وجودها، فتطلب من حارس العمارة أن يأخذ خزانة الأحذية القديمة بشرط ألا يضعها على باب منزله حتى لا يراها إن زاره يوماً، وتشغل سيارتها آخذة معها بعض المقتنيات القديمة لترميها في الحاوية البعيدة عن المنزل.

ليس هناك أسباب واضحة ومؤكدة لاضطراب التخزين، لكن الاختصاصيون قاموا بربطه ببعض الأمور منها دراسة علم الوراثة وعمل الدماغ وأحداث الحياة اليومية المجهدة كأسباب محتملة للإصابة باضطراب الاكتناز القهري.
فمثلاً قد يكون الفقر والعوز هو أحد الأسباب؛ فعندما ينشأ شخص ما فقيراً، فقد يكبر وهو يعاني من الاكتناز القهري حتى لو أصبح غنياً، وليس بحاجة فعلياً للمقتنيات التي يحتفظ بها. وأيضاً قد يصاب أحد باضطراب التخزين بعد وفاة شخص عزيز أو الطلاق أو الإخلاء أو فقدان الممتلكات في حريق.
كما أن تاريخ العائلة يلعب دوراً أيضاً؛ فهناك علاقة قوية بين وجود هذا الاضطراب لدى أحد أفراد الأسرة وإصابة شخص آخر بالأسرة به. [1]

هناك عوامل خطر محتملة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتناز القهري، أهمها: [1]

  • مشكلات أسرية: فعندما يخزن شخص من الأسرة مقتنيات بشكل مبالغ فيه مستغلاً مساحة المنزل، فهذا يخلق مشكلات بينه وبين باقي أفراد الأسرة الذين يعانون من الفوضى والأوساخ وقلة المساحة.
  • العزلة: فيتعلق الشخص الذي يعاني من اضطراب الاكتناز القهري بمقتنياته التي يخزنها كثيراً، وقد ينعزل عن الناس ويرفض الاختلاط بهم.
  • تهديد السلامة العامة: كخطر سقوط هذه المقتنيات والتسبب بالأذى للمصاب ومن حوله، وخطر الحريق. كما أن الغبار الناتجة عنها تسبب أمراض تنفسية كما أوضحنا سابقاً.
  • ضعف الإنتاجية: فالفوضى تقلل الإنتاجية، وشدة التعلق بالشيء كذلك.

نظرًا لأن أسباب اضطراب الاكتناز القهري ما تزال مبهمة، فلا توجد طريقة معروفة للوقاية منه ولا حتى علاجه والتعامل معه، سوى تمكين الشخص وزيادة ثقته بنفسه ومحاولة معرفة سبب المشكلة ومعالجتها، وغالباً ما يلجأ المعالجون إلى العلاج السلوكي المعرفي للتقليل من حدة اضطراب التكديس.
كما يجب على الناس الذين حول الشخص المصاب باضطراب الاكتناز القهري أن يعرفوا كيفية التعامل معه، من خلال تفهم سلوك المصاب الذي يعتقد المصاب أن هذه المقتنيات فريدة أو ستكون مطلوبة في وقت ما في المستقبل، كما أن لها أهمية عاطفية بالنسبة لهم أو ذكرى، ويشعرون بأمان أكبر عندما يحاطون بهذه الأشياء التي يحفظونها. [1،3]

المراجع