تعزيز القيم والأخلاق عند الطفل وتربية طفل خلوق

دليل لقواعد الأخلاق عند الطفل، المبادئ الأخلاقية التي يجب أن يهتم بها العاملون في رعاية الطفولة، ونصائح لتربية الطفل على الأخلاق وتربية طفل خلوق
تعزيز القيم والأخلاق عند الطفل وتربية طفل خلوق

تعزيز القيم والأخلاق عند الطفل وتربية طفل خلوق

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعزز تعليم الأخلاقيات؛ القيم لدى الأطفال والمراهقين، في إطار حق الطفل في التعليم، كما هو منصوص عليه في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، حيث يتطور الأطفال ويتعلمون بطرق مختلفة وبمعدلات مختلفة أيضاً، إذ أن جميع مجالات التعلم والتطوير؛ لها نفس القدر من الأهمية ومترابطة فيما بينها، وكي تربي طفلاً مستقلاً وجريئاً ويعتمد على نفسه، لا بد من تعليمه القيم والأخلاقيات الأساسية في الحياة، وهو موضوع مقالنا.

التعليم المبكر لتنمية الأخلاق عند الطفل
 كل طفل.. متعلم مؤهل منذ الولادة، ويمكن أن يكون مرناً وقادراً وواثقاً بنفسه، حيث يتعلم الأطفال أن يكونوا أقوياء ومستقلين انطلاقاً من قاعدة قوية ومستقلة تقوم على علاقات المحبة والأمان داخل الأسرة وفي مراكز رعاية الطفولة المبكرة (الحضانة ودور الرعاية اليومية)، هكذا يدعم التعليم المبكر في مرحلة الطفولة المبكرة؛ تقديم المعلومات والرعاية الفعّالة، التي تدعم بالنتيجة تنمية الصغار، حيث يستحق كل طفل أفضل بداية ممكنة في حياته بدعمه لتحقيق إمكاناته، حيث لتجار الأطفال في السنوات الأولى تأثير كبير على حياتهم المستقبلية. 
ويعتمد التعليم المبكر على ما يعرفه الأطفال بالفعل وما يمكنهم فعله، إذ يجب مراعاة فهم الوالدين والقائمين على الرعاية واستجابتهم؛ لاهتمامات الطفل الحالية، كذلك مرحلة التطور ومستوى التعلم، وهنا فإن طريقة لعب الطفل تعكس اهتماماته الواسعة والمتنوعة، حيث يتعلم الأطفال على أعلى مستوى، من خلال اللعب مع أقرانهم، كأحد الجوانب المهمة لتطوره.
 

animate

مبادئ وقواعد الأخلاق في مرحلة الطفولة المبكرة
لتعزيز الأخلاق لدى الأطفال لا بد من التعامل معه وفقاً لمبادئ أخلاقية، حيث يقلق الأهل في بداية ترك أطفالهم في دور الحضانة (أول ابتعاد لهم عن المنزل)؛ ما الذي يمكن أن يلتقطه الطفل من الأطفال الآخرين؟ ما الذي أو من قد يؤذي صغيرهم؟ وغيرها من دوافع الخوف لدى الوالدين، وقد وضعت دول مختلفة مثل أستراليا وبريطانية؛ مبادئ للقواعد الأخلاقية، التي يتم التعامل مع الطفل على أساسها، وهنا نستفيد مما قدمته هذه الدول [1]، من خلال هذه هي المبادئ لقواعد السلوك لمعلمي ورعاة الطفولة المبكرة:
1- يعزز اختصاصيو الطفولة المبكرة؛ صحة ورفاه جميع الأطفال.
2- يستخدم معلمو الطفولة المبكرة؛ ممارسات مناسبة للتطور والنمو، عند العمل مع جميع الأطفال.
3- يُظهر اختصاصيو الطفولة المبكرة؛ الاهتمام بجميع الأطفال، وفي جميع جوانب ممارستهم.
4- يعمل اختصاصيو الطفولة المبكرة؛ بالشراكة مع أولياء الأمور، ويدعمونهم في الوفاء بمسؤولياتهم تجاه أطفالهم.
5- يعمل معلمو الطفولة المبكرة؛ بالشراكة مع الزملاء ومقدمي الرعاية الآخرين في المجتمع، لدعم رفاهية الأسر.
6- يعمل معلمو الطفولة المبكرة؛ بطرق تعزز كرامة الإنسان.
7- يتابع اختصاصيو الطفولة المبكرة بشكل مستمر؛ صقل المعارف والمهارات والوعي الذاتي المطلوبين ليكونوا مؤهلين مهنياً لرعاية الأطفال.
8- يُظهر اختصاصيو الطفولة المبكرة النزاهة في جميع علاقاتهم المهنية.
كما يعمل المهنيون والمتخصصون برعاية الطفولة في أستراليا وفقاً لقواعد السلوك [2]؛ على المصالح الفضلى لجميع الأطفال، وبشكل جماعي لضمان ازدهار وتعلم كل طفل.
ومن أهم الجهات التي عملت على صعيد عربي في تنمية الطفولة المبكرة، والتأكيد على مبادئ التعامل والتعليم في هذه المرحلة الحساسة من حياة الطفل؛ ورشة الموارد العربية.. التي وضعت دليل ونهج شمولي تكاملي في رعاية وتنمية الطفولة المبكرة [3]، حيث يمكنك الاستفادة منها سواء كنت أحد الوالدين أو مقدمي الرعاية اليومية للطفل.
 

قيم أخلاقية يجب تعليمها لأطفالك
أقصد من كل ما تحدثت حوله أعلاه؛ أن التربية الأخلاقية للطفل تجد المحك لاختبارها الفعلي، عندما يبدأ الطفل الاختلاط بالمجتمع وأقرانه والقائمين على رعايته، فأنت تعرف جيداً أن المبادئ والتربية الأخلاقية التي قمت بتأسيس الطفل عليها في منزلك حتى اليوم، ستكون صحيحة وفقاً لمبادئك كشخص وقناعاتك، كذلك الموديل التربوي الذي انتهجته في تنشئة أطفالك، بهدف رؤيتهم يكبرون ليصبحوا مواطنين صالحين ومسؤولين في المجتمع وفي أي مكان من العالم، فيتم التمييز بين ما هو جيد أو سيء على أساس المعايير الاجتماعية، التي تتغير ببطء مع مرور الوقت أيضاً.

البيئة الأولى للطفل بعد الولادة هي الأسرة.. ويصبح المنزل أول مدرسة للمراقبة والتعلم من جميع الأحداث والسلوكيات التي تجري فيه، بالتالي ينتقل نظام قيم الأسرة بالكامل وببطء إلى الطفل، فعادة ما تصبح الأم قدوة لابنتها والأب قدوة للابن، وبينما تلعب جينات الوالدين دور مهم في تشكيل شخصية الطفل، لذا تؤثر الأسرة بشكل مستمر على الطفل، من خلال مجموعة من طرق التفكير والتعبير لدى أفراد الأسرة الأكبر، التي تعكس قيمهم وتفضيلاتهم.

والأطفال لا يتعلمون الأخلاق بمفردهم، أو يمكن الزعم بأن مرحلة ما قبل المدرسة مبكرة ويتعذر على الطفل التعلم خلالها؛ عن القيم والأفكار الأخلاقية، لكن من الأفضل تعليم الطفل قيم وأخلاق معينة في سن مبكرة، بحيث تصبح جزءاً من شخصيته أثناء نموه، ولكي تغرس القيم الأخلاقية لدى أطفالك عليك باتباع هذه الطرق:

- مارس ما تؤمن به: يتعلم الأطفال ممن حولهم، لذلك من أجل تعليم أطفالك قيم جيدة؛ يجب أن تمارسها في حياتك أولاً، هذا ويمكنك شرح العديد من القيم لفظياً، لكن ابنك لن يلتقط بشكل أفضل.. سوى القيم، التي تعرضها من خلال سلوكك.

- التجارب الشخصية: لأنها تشبه القصص، وجميع الأطفال يحبون سماع القصص، لذا شارك قصصك مع أطفالك، وكيف كان التزامك بقيمة أخلاقية ما؛ تجربة إيجابية في حياتك.

- مكافأة حسن السلوك: خصص نظاماً لذلك، حيث تكافئ طفلك على الالتزام بالقيم الأخلاقية في حياته، لأن الثناء والمكافآت بطريقتها الصحيحة هي تعزيز إيجابي؛ يعمل بشكل جيد في تشكيل شخصية الأطفال.

- التواصل بشكل فعال: تحدث مع طفلك كل يوم، حول كيفية استفادته من هذه القيم الأخلاقية في حياته اليومية، على سبيل المثال يمكنك مناقشة قصة أو فيلم كرتوني مع طفلك، وسؤاله عما كان سيفعله؛ لو أنه في نفس الموقف.

- مراقبة مشاهدة الطفل للتلفزيون واستخدام الإنترنت: تعلم أنه لا يوجد هروب من التلفزيون والإنترنت، لكن يمكنك مراقبة ما يشاهده طفلك، تأكد من أن ذلك يعزز القيم والأخلاق الجيدة ومناسب لعمره أيضاً.

دعنا الآن نلقي نظرة على أهم القيم الأخلاقية: التي يجب على كل والدين أن يعلماها لأطفالهم:
- التقدير والاحترام:
يخطئ الكثير من الآباء في تعليم أطفالهم فقط فيما يتعلق باحترام المسنين، وخطأ ذلك هو أن كل شخص يستحق الاحترام، بغض النظر عن العمر أو المكانة الاجتماعية، فالاحترام هو قيمة أخلاقية أساسية لابد أن يعرفها ويتعلمها طفلك في سن مبكرة، لأنه يلعب دوراً مهماً في سلوكه تجاه الغرباء والشيوخ أيضاً، كما أن الأطفال الصغار الذين يتعلمون احترام أقرانهم وكبارهم.. في سن مبكرة؛ يستفيدون من ذلك في المستقبل، وحتى عندما تكون الأوقات صعبة، سيكون طفلك أكثر احتراماً للآخرين.

- قيمة الأسرة: إنها جزء لا يتجزأ من حياة الطفل، بيئة رعايتهم ونمو شخصياتهم إلى مرحلة البلوغ، إن العائلة هي العمود الفقري الذي تقوم عليه حياة المرء، فمن المهم تعزيز إحساس أطفالك بقيمة العائلة ومساعدتهم على فهم أهمية الأسرة، بطبيعة الحال سوف يكبرون ويحترمون أسرهم التي يؤسسونها في المستقبل ويحبونها في السراء والضراء.

- التكيف والدهاء: من المهم أن يعرف الطفل "لا يسير كل شيء وفقاً لما يريده"، لذا علّمه في سن مبكرة أنه عندما يكون أمر ما ضروري للغاية بالنسبة له؛ قد يضطر إلى المحاولة والتعديل للتكيف، يجب أن يتم تعليم طفلك التكيف والدهاء، وهذا رائع من حيث المبدأ، لكن هناك خط رفيع جداً.. بحيث إذا انتهى الأمر بفشل الطفل بسبب حل وسط؛ فهذا ضار به، بل يمكن أن يحد من ثقته بنفسه.

- قيم المساعدة والإيثار: يجب تعليم طفلك قيم مساعدة الآخرين في سن مبكرة، حيث عليك أن تعلمه أهمية ذلك، وكيف يمكن أن يسعده على الدوام، وكي يكون جزءاً من المجتمع، من المهم أن يتعاطف طفلك مع احتياجات الآخرين.

- احترام الدين: يجب أن ينشأ طفلك؛ ليس فقط على احترام دينه.. ولكن لفهم أن لكل شخص الحق في احترام دينه أيضاً، وعليك أن تعلم أطفالك منذ صغرهم؛ أن جميع البشر متساوون.. بغض النظر عن دينهم أو الطقوس التي يحتفلون بها.

- العدالة: إنها البوصلة الأخلاقية.. فالشعور بالعدالة من أهم القيم، التي يجب أن يتمتع بها أي طفل منذ سن صغيرة، لذا يجب أن تشجع أطفالك على رفض الصمت عندما يتم ارتكاب خطأ ما، كذلك أن لا يكذب لمصلحته الخاصة أو لصالح آخرين.

- الصدق: لا بد من تعليم الطفل قيم الصدق منذ سن مبكرة، حيث ينبغي غرس الصدق باعتباره واحد من أهم القيم للأطفال، وأن يعرف أن الصراحة هي أفضل سياسة عيش حيث تنجح دائماً، كما يجب تشجيع طفلك على قول الحقيقة، بغض النظر عن الأخطاء التي ارتكبها.

- لا تؤذي أحداً: اشرح لطفلك أن إيذاء شخص ما ليس مجرد مشكلة جسدية، لأن أي إصابة يمكن أن يكون لها تأثير نفسي وعاطفي أيضاً، وتذكر تعليم أطفالك قيمة الاعتذار وكيفية القيام بذلك، شجعهم كذلك على الاعتذار فوراً؛ سواء في حال أذووا شخص ما.. جسدياً أو لفظياً، كما عليك أن تعلمه فن إدارة الغضب منذ سن مبكرة، بطبيعة الحال يتوقف تعليمه كل هذه القيم الأخلاقية على ما يراه من سلوكياتك معه ومع الآخرين.

- الأمانة: فالسرقة خاطئة.. بغض النظر عن المبررات التي تقف وراءها؛ والأمانة واحدة من القيم الجيدة للأطفال، لذا علم طفلك أن السرقة شيء خاطئ، ليس فقط من الناحية القانونية، لكن من الناحية الأخلاقية أيضاً، لأنه يعني أخذ شيء.. هو ملك لشخص آخر، والتعدي على حقوق الآخرين وتجاوز الحدود الخاصة للآخرين.

- غرس حب التعلّم: فالتعليم هو أهم أداة حياتية يمكن للمرء امتلاكها، والشيء الأكثر تأثيراً على المكان الذي سيصل إليه الطفل في الحياة مستقبلاً، لذا يجب أن تزرع حب التعلم لدى الأطفال، بدءاً من مرحلة ما قبل المدرسة، كما يجب عليك جعل طفلك يفهم أهمية التعلم مدى الحياة، في حياته الأكاديمية والخاصة ومن خلال تجاربه أيضاً.

في النهاية.. يجب غرس القيم الأخلاقية عند الأطفال منذ البداية، ولا يوجد وقت مبكر أو متأخر لبدء ذلك، لأنها تلعب دوراً كبيراً في بناء شخصية الطفل، كذلك تشكيل قناعاته ومبادئه لكامل حياته، شاركنا رأيك.. وما هي أهم القيم الأخلاقية، التي تهتم بغرسها لدى أبنائك، منذ مرحلة الطفولة المبكرة.

[1] "مبادئ الأخلاقيات لرعاية الطفولة المبكرة"، منشورة على موقع early-education.org.uk، تمت المراجعة في 27/06/2019
[2] "مبادئ أخلاقيات الطفولة المبكرة بأستراليا"، منشورة على موقع earlychildhoodaustralia.org.au، تمت المراجعة في 27/06/2019
[3] "النهج الشمولي التكاملي في رعاية وتنمية الطفولة المبكرة" 2003، منشور على موقع mawared.org، تمت المراجعة في 27/06/2019
[4] "القيم الأخلاقية التي يجب تعليمها للطفل"، منشور على موقع firstcry.com، تمت المراجعة في 27/06/2019