التغلب على الخجل والخوف من زيارة الطبيب النفسي

أخجل من زيارة الطبيب النفسي! تعرف إلى كيفية التغلب على الخوف والخجل من زيارة الطبيب النفسي وطلب المساعدة النفسية
التغلب على الخجل والخوف من زيارة الطبيب النفسي

التغلب على الخجل والخوف من زيارة الطبيب النفسي

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

للأسف مشكلة الخجل من زيارة الطبيب النفسي والعلاج النفسي أو الاعتراف بوجود مشكلة نفسية أمر شائع، وهي من المشاكل التي كثيراً ما تسبب تأخر العلاج للحالات النفسية، وربما تفاقم المشاكل والاضطرابات النفسية، وذلك بسبب وسم من يعاني من اضطرابات نفسية بالجنون وأشياء أخرى، فما هي أسباب الخوف من الطبيب النفسي والخجل من زيارته، وكيف يجب التعامل مع هذا الخجل؟

هل تخجل من زيارة الطبيب النفسي؟ الخجل من زيارة الطبيب النفسي أمر شائع وإن كنت تشعر بهذا الخجل فلست الوحيد، وذلك بسبب الثقافة الخاطئة التي تربط زيارة الطبيب النفسي بالجنون والأمراض العقلية، بالإضافة للوصم الاجتماعي الذي قد تتعرض له بسبب زيارة الطبيب النفسي، ولكن من ناحية أخرى هل من الأفضل لأي شخص أن يتحمل أعراض المرض أو الاضطراب أو العارض النفسي، أم طلب المساعدة من الطبيب النفسي حتى لو بقي الأمر سراً!

أصحبت المشاكل النفسية في تزايد كبير اليوم، بسبب حالات الضغوط الدراسية وضغوط العمل والضغوط الاجتماعية والمشاكل الكثيرة المرتبطة بتطور العصر، مثل الوحدة والعزلة والاكتئاب، فكل إنسان يحتاج لطبيب نفسي، ومهمة الطبيب والمعالج النفسي هي مساعدة أي شخص من خلال خبرته على تجاوز أي مشاكل تجعله حزين أو غير راضٍ عن نفسه وعن حياته، وليس بالضرورة أن من يزور الطبيب أو المعالج النفسي هو مريض عقلي أو مضطرب نفسياً.

animate

هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالخجل أو الحرج من زيارة الطبيب النفسي، ومن بين هذه الأسباب:

  1. الخوف من نظرة المجتمع: على الرغم من التطور الكبير الذي حققته ميادين الصحة النفسية، ما زال الخوف من وصمة العار ونظرة المجتمع هو العقبة الرئيسية في طلب المساعدة النفسية، وهذا الخوف أيضاً هو السبب الأساسي للخجل من زيارة الطبيب أو المعالج النفسي.
  2. تجنب الاعتراف بوجود مشكلة نفسية: يصعب على الشخص أن يعترف حتى بينه وبين نفسه بأن لديه مشكلة متعلقة بالصحة النفسية، ليس فقط كنوع من الإنكار للواقع والهروب منه بل خوفاً من النظرة الاجتماعية، وينقلب هذا التجنب والإنكار إلى حالة من الخوف والخجل من زيارة الطبيب النفسي أو حتى استشارة معالج نفسي على الانترنت!
  3. الخجل من الحديث عن المشاكل الشخصية: قد يكون الخجل من الطبيب النفسي متعلقاً بالمشكلة النفسية التي يعاني منها الشخص، فغالباً ما ترتبط المشاكل النفسية بأحداث وعلاقات يعتبرها الشخص المتأثّر شديدة الخصوصية، مثل العلاقة مع الوالدين والعلاقات العاطفية والزوجية.
  4. الخوف من التشخيص النفسي: الرغبة بالحصول على المساعدة النفسية تظهر مع ملاحظة وجود المشكلة النفسية، وغالباً ما يخاف الأشخاص بعض التوقعات والاحتمالات ويبحثون على الانترنت عن اضطرابات نفسية تناسب ما يحدث معهم، ما يشكّل لديهم خوفاً من التأكد عند زيارة الطبيب النفسي والحصول على تشخيص حقيقي مطابق لأسوأ توقعاتهم.
  5. الخوف من تقنيات العلاج النفسي: أحد أسباب الخوف من زيارة الطبيب النفسي التصوّر الذهني عن تقنيات العلاج النفسي، سواء فكرة الحجز في المصحة وتقنيات العلاج بالكهرباء وغيرها، أو الخوف من الأدوية النفسية والإدمان عليها وآثارها الجانبية.
  6. الخوف من عدم النجاح في العلاج: بما أن معظم المرضى يشعرون أن الذهاب للطبيب النفسي فيه نوع من التضحية، سيشعرون بالخوف من ذهاب هذه التضحية دون نتيجة، والعيش مع النظرة الاجتماعية للمريض النفسي دون الحصول على علاج فعال.

إذا كنت تشعر بالخجل من العلاج النفسي، يمكنك اتباع بعض النصائح التالية للتعامل مع هذا الشعور:

  1. تذكر أن العلاج النفسي ليس رفاهية: أولى خطوات التخلص من الخوف والخجل من زيارة الطبيب النفسي هي القناعة أن العلاج النفسي هو علاج طبي وليس رفاهية! فكما تذهب إلى طبيب الباطنة عندما تشكو من ألم مستمر في البطن وإلى طبيب القلب بمجرد أن تشعر بأعراض معينة، كذلك الصحة النفسية ضرورة ويجب الاهتمام بها.
  2. فكّر بفوائد العلاج النفسي: المشاكل النفسية مثل العقد والصدمات والاضطرابات سواء المزمنة أو العابرة، جميعها تعذّب صاحبها وتجعله يعيش في حالة من الألم المستمر، ومهما كانت مخاوفك حول زيارة الطبيب النفسي ستكون فوائد العلاج النفسي أكبر منها.
  3. تحدث مع أشخاص تثق بهم: الحديث عن مشاعرك ورغبتك بالحصول على مساعدة نفسية مع أشخاص موثوقين يتمتعون بقدر من الوعي والاهتمام سيساعدك على تجاوز الخجل من العلاج النفسي والخوف من زيارة الطبيب النفسي.
  4. اطمئن أنت لست وحدك! يجب أن تعرف أن نسبة المشاكل النفسية ترتفع بشكل كبير عاماً بعد آخر بسبب أسلوب الحياة الذي نعيش فيه، لذلك أنت لست وحدك، هناك العشرات ممكن يحيطون بك يحتاجون للعلاج النفسي فعلاً، وقد يكون منهم من حصل على العلاج حتى وإن لم تعرف أنت بذلك!
  5. العلاج النفسي علاج سري: الطبيب والمعالج النفسي ملزم بالحفاظ على سرية مرضاه، لا تخف على نفسك من الفضيحة، ويمكنك مناقشة هذا الأمر باستفاضة مع طبيبك الخاص عند أول زيارة لتطمئن أكثر.
  6. ابحث عن الطبيب النفسي المناسب: قد يكون الخوف والخجل من العلاج النفسي ناتجاً عن عدم الراحة أو عدم الثقة بالعلاج النفسي بسبب تجربة سابقة عشتها أو عاشها شخص تعرفه، ويمكن أن يكون العثور على الطبيب النفسي المناسب هو المفتاح للتخلص من الخوف، وذلك عن طريق الاستفادة من مصادر الإحالة الموثوقة والبحث عن الطبيب النفسي الذي يتفق مع احتياجاتك وأهدافك.
  7. استعد جيداً للعلاج النفسي: الاستعداد الجيد للعلاج النفسي يساهم في التقليل من الخوف والقلق، وذلك عن طريق الاطلاع على المعلومات حول العلاج وطرق العمل والتوقعات، وكذلك الاتصال بالطبيب النفسي للتحدث عن الأسئلة والاهتمامات.

الذهاب إلى الطبيب النفسي لا يمكن أن يكون عيباً بحالٍ من الأحوال، فإذا كان الذهاب إلى طبيب العيون لتحسن البصر عيباً عندها يمكنك وصف العلاج النفسي بالعيب أو العار! فالطبيب أو المعالج النفسي شخص محترف مدرب على مساعدة الأشخاص على تحسين صحتهم النفسية والعقلية، ومساعدتهم في الحفاظ على فاعليتهم الاجتماعية والعملية.

العيب الحقيق هو أمن تترك نفسك فريسةً للمخاوف الاجتماعي فيما تعاني آلام النفس والمشاعر السلبية، فتذكر أن لنفسك عليك حقّ، وأن حصولك على العلاج النفسي لن يحسّن حياتك فقط، بل سيحسّن حياة كل الأشخاص المحيطين بك.

المراجع