كثرة الخصام بين الحبيبين وأسباب المشاكل في الحب

هل كثرة الخصام بين الحبيبين دليل على الحب؟ أسباب كثرة المشاكل والخلافات في الحب، الخصام بين الحبيبين وتأثيره على العلاقة، حلول كثرة الخصام بين الحبيبين
كثرة الخصام بين الحبيبين وأسباب المشاكل في الحب
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

المشاكل والخلافات والخصام تجارب أصيلة في الحب والعلاقات العاطفية، ويجب أن يستغرب الحبيبان إن لم يكن بينهما ما يكفي من التقارب والاهتمام لصناعة شجارٍ وجدال! والمهم هو كيف يدير الطرفان هذه الخلافات والمشاكل، وإلى أي درجة يستطيعان تحقيق نتائج جيدة على الأمد الطويل من كثرة الخصام والخلافات.

  • الخصام الطبيعي في الحب: تبدأ علاقة الحب عادةً بإعجاب كبير متبادل بين الطرفين، وغالباً ما يكون هذا الانبهار مبالغ به وغير واقعي، لكن بعد فترة قصيرة يبدأ مفعول طاقة الحب بالانخفاض وتبدأ الخلافات والمشاكل بالظهور بين الحبيبين كتطور طبيعي لعلاقة الحب بينهما، ونادراً ما تتطور علاقة الحب وتنمو دون خصام وخلافات ومشاكل، تساعد على رسم ملامح العلاقة وتحديد احتياجات الحبيبين من هذه العلاقة.
  • رسم حدود العلاقة: من الأسباب الرئيسية للخصام بين الحبيبين رغبتهما برسم حدود العلاقة بينهما وتحديد موقع كلّ منهما في هذه العلاقة، ومن الطبيعي أيضاً أن تظهر بعض الخلافات بين الحبيبين في محاولتهما رسم الحدود للعلاقة، وتحديد حقوق كلّ منهما على الآخر وواجباته.
  • الغيرة والشك: الغيرة في الحب من أهم أسباب الخصام المستمر والطويل، وتعتبر الغيرة من الأدلة القوية على اتقاد الحب بين الحبيبين وقوّة العلاقة بينهما، لكن دون أن تتحول هذه الغيرة المحبوبة إلى حالة من الشك والريبة والغيرة المرضية، والخصام بسبب الغيرة من الفرص الجيدة ليختبر الحبيبان بعضهما في هذه النقطة قبل الارتباط.
  • بناء التوقعات المرتفعة: التوقعات التي يرسمها الإنسان لعلاقة الحب تلعب دوراً أساسياً في اختيار الحبيب والوقوع في الحب، وعادةً ما تعمل النفس على إسقاط التوقعات على الحبيب حتى وإن لم تكن متطابقة معه تماماً -وهو أمر صعب المنال- وبعد فترة يبدأ الشعور بخيبة الأمل نتيجة اختلاف التوقعات عن الواقع، لذلك تعتبر إدارة التوقعات في العلاقات العاطفية ثم في الارتباط والزواج؛ أولوية لبناء علاقة ناجحة.
  • إثبات الذات في العلاقة: قد يكون سبب الخصام المستمر بين الحبيبين رغبة كلّ منهما بإثبات ذاته كطرف أقوى في العلاقة، غالباً ما تنخفض محاولات إثبات الذات في العلاقة العاطفية مع مرور الوقت واكتشاف الآخر أكثر، لكن الفشل في إثبات الذات أو الوصول لتفاهم بين الحبيبين قد يقود إلى علاقة حب سامّة وفاشلة.
  • عدم التكافؤ: كثير من علاقات الحب الحالمة تصطدم بعد فترة بعدم التكافؤ، ووجود فجوة كبيرة بين الحبيبين من الناحية الثقافية والعلمية وحتى المالية، ومع المواقف اليومية التي تواجه الحبيبين تظهر خطورة هذه الفجوة أكثر، وتعبّر عن نفسها من خلال الخصام المستمر وحالة الشجار اليومي والشعور الدائم بتوتر العلاقة واقترابها من الانهيار في كل وقت.
  • لا يوجد حب عميق! في بعض الحالات قد تكون كثرة الخصام بين الحبيبين نتيجة مباشرة لتشوّش مشاعرهما وعدم التأكد منها، ويكون الخصام في هذه الحالة طريقة للتعبير عن القلق والتشوّش وربما طريقة لدفع العلاقة إلى مصيرها سواء من حيث قدرتها على البقاء والاستمرار أو ميّلها أكثر للنهاية.
  • الخوف من الارتباط: الارتباط الرسمي من المواضيع الأساسية التي تشعل الخلاف بين الحبيبين، وقد يكون الخوف من الارتباط ومسؤولية الزواج سبباً رئيسياً لاستمرار الخلاف والشجار بين الحبيبين.
  • أسباب أخرى للخصام بين الحبيبين:
    • السمات الشخصية للحبيبين، مثل الأنانية والنرجسية والغرور، أو ضعف الشخصية، سرعة الغضب، وغيرها من السمات الشخصية التي تغذي الخصام الدائم في الحب.
    • التجارب السابقة التي قد تجعل أحد الحبيبين يتخذ موقفاً دفاعياً في العلاقة ويحاول الدفاع عن نفسه بشكل مستمر أو الهجوم على الآخر.
    • محاولة إنهاء العلاقة والانسحاب بشكل غير مباشر، فاختلاق المشاكل والحفاظ على توتر العلاقة في أقصى درجاته؛ من الطرق الشائعة لإنهاء علاقة الحب.
    • تدخل الآخرين في العلاقة قد يكون سبباً وجيهاً أيضاً لكثرة الخصام بين الحبيبين، حتى وإن كان هذا التدخل عن حسن نيّة.
animate

الخصام والخلاف جزء طبيعي من علاقة الحب الصحيّة، بل أن علاقة الحبّ لا تبدأ باتخاذ مسار جدّي وحقيقي إلا مع بداية الخلافات بين الحبيبين على بعض الأمور الأساسية، لكن مع ذلك لا يصح القول أن كثرة الخصام دليل على الحب بين الحبيبين، وإنما طريقة حلّ الخلافات والخصام بين الحبيبين هي ما يدل على قوّة الحب بينهما ومدى ترابطهما عاطفياً وفكرياً.
الخصام في الحب نقطة أساسية تدور حولها معرفة الحبيبين ببعضهما وتحديد الطريقة الأفضل لإيجاد حلول لتحديات العلاقة في المستقبل، وتشير بعض الأبحاث أن الأزواج الذين يختلفون باستمرار وعلى أشياء صغيرة أكثر قدرة على الصمود والاستمرار مقارنةً بالأزواج الذين يتخاصمون على الأمور الخطيرة والكبيرة فقط! ويعتقد 44% من الأزواج أن الخلافات الأسبوعية تساعدهم في الحفاظ على علاقة مستقرة أكثر. [2]
ما يعني أن بعض الخصام والمشاكل بين الحبيبين قد يكون له أثر إيجابي على العلاقة، يتوقف ذلك على طريقة إدارة هذه المشاكل والخلافات، وسنتعمّق أكثر في تحليل فوائد وإيجابيات الخصام بين الحبيبين في الفقرات اللاحقة.

ما دام الشجار والخصام بين الحبيبين بعيداً عن الإساءة اللفظية والجسدية؛ فهو في أغلب الأحيان روتين مفيد للعلاقة، وروتين مفيد أيضاً في المراحل القادمة من الارتباط والزواج حيث تصبح الخلافات أعمق، وهذه هي أبرز إيجابيات كثرة الخصام بين الحبيبين:

  1. اكتشاف الطرف الآخر: الخصام بين الحبيبين يساعد كل منهما على معرفة الآخر أكثر، معرفة ما يزعجه وما يجعله مرتاحاً، الأمور التي تدفعه إلى الجنون والطريقة التي تجعله يهدأ، ولذلك تعتبر الخلافات هي نقطة الانطلاق الحقيقية لعلاقة الحب بعد فتورة المشاعر القوية والبدء في معالجة الاختلافات الطبيعية بين الحبيبين، استعداداً لعلاقة طويلة الأمد.
  2. بناء العلاقة على أسس صحيّة: يساعد الشجار بين الحبيبين على وضع قواعد واضحة للعلاقة منذ البداية، ذلك بشرط أن ينتهي الخصام بينهما بحلول واضحة وعملية، حيث يعتبر كل خصام وخلاف بين الحبيبين فرصة لجعل علاقتهما أقل توتراً في المستقبل.
  3. الخصام بين الحبيبين دليل على الاهتمام: فالخصام يشير إلى الرغبة باستمرار العلاقة بشكل أفضل، والدخول في شجار طويل بين الحبيبين يعني أيضاً اهتمامهما بإيجاد الحلول للاستمرار بالعلاقة، لكن مع التأكيد على أسلوب الخلاف وطريقة إنهاء الخصام بين الحبيبين.
  4. يعزّز الخصام طرق التواصل: يكتشف الحبيبان من خلال الشجار والخصام المستمر أفضل طريقة للتواصل بينهما، في البداية قد يكون الغضب سيد الموقف، ومع الوقت يكتشف الحبيبان أن عليهما عدم الحديث في الموضوع مباشرة وتأجيل النقاش حتى الهدوء.
  5. يطوّر الشجار طرق حل المشاكل في المستقبل: حيث يكتسب الحبيبان العديد من المهارات اللازمة لإدارة الخلافات الزوجية في المستقبل، خصوصاً أن الخلافات جزء طبيعي وضروري من الحياة الزوجية.
  6. الشجار في الحب يشير إلى علاقة أطول! فإذا اتفقنا أن الخلافات البنّاءة بين الحبيبين تعني اهتماماً أكثر بتحسين العلاقة، وقدرة أكبر على مواجهة التحديات الحقيقية بعد الارتباط والزواج، فهذا يعني بالضرورة أن الخلافات بين الحبيبين ستمنحهما فرصاً أكبر لاستمرار العلاقة، ما داما قادرين على حل النزاعات بينهما بطريقة جيدة ومفيدة.
  7. الخصام ملح العلاقات العاطفية: تخيل أن تشاهد فيلماً رومانسياً يكون في البطل والبطلة حبيبين متفاهمين على طول الخط، لا يوجد بينهما أي خلاف، لا ظروف صعبة ولا تحديات، لا مفاجئات ولا شجار! يعتقد البعض أن الخلافات بين الحبيبين لا تساهم في تحسين التواصل بينهما فحسب، وإنما تكسر الروتين وتواجه الملل في العلاقات العاطفية، وتضيف بعض الإثارة لحياتهما.

كثرة الخصام بين الحبيبين قد تكون مؤشراً خطيراً على علاقة سامّة وغير صحيّة، يتوقف ذلك على طريقة تعامل الطرفين مع الخصام والخلاف بينهما، وأسلوب الحوار والنقاش حول النقاط الخلافية، وهذه أهم العلامات التي تشير إلى خصام خطير في علاقة الحب:

  • محاولة التسلط والسيطرة: عندما يكون السبب الرئيسي للخصام بين الحبيبين هو محاولة فرض السيطرة على الآخر؛ غالباً ما تنتهي هذه الخلافات بطريقة سلبية ومؤذية، فالهدف من كل خصام وخلاف يجب أن يكون إيجاد حل لموضوع الخصام نفسه، وليس فرض السيطرة.
  • خلافات كثيرة عالقة: أول سمة من سمات الخلافات الإيجابية في الحب أنها تنتهي إلى حلول جيدة ومرضية للطرفين، أما تراكم أسباب الخلاف بين الحبيبين فيشير إلى علاقة آيلة للانهيار.
  • غياب الاحترام: يعتبر الاحترام الشرط الأساسي والأول لكل العلاقات الإنسانية الناجحة، بل أن نجاح الزواج في المستقبل يتوقف على مدى احترام الطرفين لبعضهما أكثر من درجة الحب بينهما، لأن الحب وحده لا يمكن أن يبني أسرة مستقرة، لكن الاحترام قادر على وضع أسس واضحة وصحيّة لعلاقة مستمرة وقوية.
  • الإساءة اللفظية والجسدية: مجرد أن تتحول الخلافات بين الحبيبين إلى الإهانة اللفظية والإساءة الجسدية فهذا مؤشر قوي على خطورة هذه الخلافات، ومؤشر على فشل العلاقة وسمّيتها.
  • الهروب من المسؤولية واللوم المستمر: من علامات الخطر للخصام بين الحبيبين الهروب من المسؤولية ومحاولة تحميل الطرف الآخر مسؤولية جميع المشاكل والخلافات في كل مرة، وعادةً ما ينتقل هذا الأسلوب إلى الزواج ويتحول إلى سبب جديد للخلاف والخصام.
  1. تقبّلا الخلافات العادية في الحب، ولا تحاولا بناء علاقة خالية من المشاكل والخلافات لأن ذلك مستحيل وغير صحيّ.
  2. لا تقولا شيئاً في لحظة غضب، وامنحا بعضكما فرصة للهدوء قبل نقاش موضوع الخلاف.
  3. حدّدا الأسباب الحقيقية للخلافات، فكثير من مواضع الشجار لا تكون الأسباب الحقيقية للشجار، حاولا إيجاد السبب الحقيقي للخصام المستمر واعملا على إصلاحه بدلاً من تغطيته بخلافات أخرى.
  4. لا تكتبا سيناريو مسبق للخصام، فوضع توقعات مسبقة لما سيحدث في الشجار أو النقاش يعني أن هذا سيحدث فعلاً، اقرأ مقالنا عن برمجة العقل الباطن في الحب والعلاقات العاطفية من خلال النقر هنا.
  5. الاعتذار سلوك مهذَّب ومهم في العلاقات العاطفية، والتمسّك بموقف خاطئ أو التهرب من المسؤولية يزيد الأمور سوءاً.
  6. لا تتركا الخصام يستمر طويلاً، وحاولا إيجاد حلول سريعة وعملية للمشاكل بحيث لا تعود مرة ثانية، ومهما كان الأمر لا تناما متخاصمين.
  7. ابتكرا طرق مميزة للمصالحة، فالخصام فرصة جيدة لإثبات الاهتمام والحب من خلال طريقة المصالحة بين الحبيبين.

المراجع