أسباب الغرغرينا وطرق علاج مرض الغرغرينا

هل الغرغرينا معدية وهل تسبب الوفاة؟ ما هو مرض الغرغرينا؟ أسباب الإصابة بالغرغرينا، أنواع مرض الغرغرينا، طرق علاج الغرغرينا، الوقاية من مرض الغرغرينا
أسباب الغرغرينا وطرق علاج مرض الغرغرينا

أسباب الغرغرينا وطرق علاج مرض الغرغرينا

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

كثيراً ما نسمع عن مرض الغرغرينا ودائماً ما يحذر من إهمال الجروح أو الإصابات البسيطة خوفاً من الإصابة بهذا المرض، فذكر هذا المرض غالباً ما يرتبط بصورة بتر أحد الأطراف أو تشوه أجزاء من الجسم، فما هو مرض الغرغرينا وما أسبابه؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

 الغرغرينا Gangrene هي حالة مرضية خطيرة يحدث فيها موت لأنسجة معينة في الجسم نتيجة عدم كفاية كمية الدم الواصلة إليها، حيث أن الدم يكون محملاً بالأكسجين والعناصر الغذائية التي تحتاجها كل خلية في جميع أنسجة الجسم حتى تستطيع البقاء على قيد الحياة، وبمجرد انقطاع الدم أو ضعف وصوله إلى تلك الخلايا تتعرض للموت بشكل تدريجي.
وتكون الأطراف هي الأعضاء الأكثر عرضة للإصابة بالغرغرينا كأصابع القدمين أو اليدين كونها المناطق الأبعد عن القلب وبالتالي الأكثر تأثراً بضعف التدفق الدموي، ولكن تتأثر في بعض الحالات أيضاً الأنسجة أو الأعضاء الداخلية للجسم كالأمعاء أو المرارة، إلا أنها قليلة الحدوث.

animate

لا تنتقل الغرغرينا من الشخص المصاب إلى الشخص السليم في معظم الأحوال، لكن في حالات نادرة قد تكون الغرغرينا معدية نتيجة انتقال البكتريا المسببة لها إلى جروح مفتوحة لدى الشخص السليم كما قد يحدث في العمليات الجراحية بأدوات غير معقمة بشكل جيد، كما يعتبر المصابون بضعف المناعة بسبب العلاج الكيماوي أو المصابون بالإيدز -عوز المناعة البشري المكتسب- أكثر عرضة للعدوى بالبكتيريا التي تسبب الغرغرينا.
على الرغم أن الغرغرينا غير معدية ينصح الأطباء بعدم لمس المكان المصاب بشكل مباشر، وبضرورة تعقيم الأيدي باستمرار لمن يتواصلون مباشرةً مع المريض وخصوصاً مقدمو الرعاية الصحية.

 العديد من العوامل المرضية أو البيئية أو المرتبطة بالعادات الشخصية للإنسان يمكن أن تؤدي للتعرض لضعف الجريان الدموي وبالتالي الإصابة بالغرغرينا ومن هذه العوامل: [1،2]

  • العدوى البكتيرية: تسبب بعض الأنواع من البكتيريا الإصابة بحالة خطرة من الغرغرينا يمكن أن تؤدي إلى الموت، حيث تنمو تلك البكتيريا داخل الأنسجة مفرزة مواد وسموم تلحق أضراراً كبيرة بكل من الأنسجة وخلاياها والأوعية الدموية القريبة منها وتؤدي لموتها في غالب الأحيان، بالإضافة إلى أنها تنتشر بسرعة إلى باقي أنسجة الجسم وتشكل خطراً كبيراً إذا لم يتم معالجتها بشكل فوري.
  • الإصابات الخطرة: كالجروح العميقة والكسور والحروق أو الضربات القوية التي تؤدي لهرس الأنسجة في مكان الضربة، كتلك الناتجة عن حوادث السيارات أو عن الإصابة بطلق ناري، بحيث تتعرض تلك الإصابات لخطر الإصابة بعدوى بكتيرية يمكن أن تؤدي لحدوث الغرغرينا.
  • مرض السكري: من المحتمل أن يتسبب اختلال مستويات السكر في الدم الناتج عن مرض السكري في حدوث تلف بأحد الأوعية الدموية أو أحد الأعصاب مما يؤثر على الأنسجة التي تحيط بها تلك الأوعية والأعصاب وتجعلها عرضة للجروح ونمو البكتيريا بشكل أكبر، ويمكن أن تكون أيضاً عرضة لنقص الوصول الدموي.
  • مشاكل الأوعية الدموية وأمراض القلب: حيث يمكن أن تمنع هذه الأمراض وصول الدم بشكل سليم إلى أحد مناطق أو أعضاء الجسم، يكون سبب تلك المشاكل غالباً سوء صحة الأوعية الدموية في الجسم أو الإصابة ببعض الأمراض فيها كتصلب الشرايين أو التعرض للجلطات الدموية، وتزيد بعض الأمراض الأخرى من احتمالية حدوث مشاكل الأوعية الدموية كمرض السكري ومرض ارتفاع ضغط الدم.
  • الغرغرينا ومرض رينود: وهو حالة مرضية تنتج عن حدوث تضيق في الأوعية الدموية التي تغذي الجلد في ناحية معينة من الجسم كأصابع اليدين أو القدمين، يتغير فيه لون الجلد إلى اللون الأبيض غالباً بالإضافة إلى الشعور بالتنميل بشكل خاص في درجات الحرارة المنخفضة، وفي حالات نادرة الحدوث تتطور هذه الإصابة نتيجة تضيق الأوعية الدموية إلى حالة غرغرينا.
  • ضعف المناعة: التي تتسبب بها الإصابات الفيروسية كمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، أو بعض الأمراض المزمنة كمرض السكري، وقد ينتج ضعف المناعة من مشاكل أخرى كتعاطي الكحول أو المخدرات لفترات طويلة، أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لأمراض السرطان.
  • البدانة وزيادة الوزن: حيث يمكن أن تعيق الدهون المتراكمة في أنسجة الجسم في حالة البدانة والسمنة المفرطة وظائف بعض الأعضاء أو بعض الأوعية الدموية وتحول دون وصول كميات الدم اللازمة إليها فتزيد خطر تعرضها للإصابة بالغرغرينا.
  • التدخين: يؤثر التدخين المستمر لفترة طويلة بشكل سلبي على صحة الأوعية الدموية في الجسم وبالتالي على وصول الأكسجين بالكميات الكافية للخلايا والأنسجة.

هل الغرغرينا تسبب الوفاة؟ تأتي الغرغرينا بأشكال مختلفة فمنها ما يكون واضحاً وظاهراً وقليل الخطورة، ومنها ما يستغرق وقتاً حتى تظهر أعراضه فيشكل خطراً أكبر على الحياة، وللتمييز بين تلك الأشكال تصنف الغرغرينا إلى عدة أنواع بحيث يكون لكل نوع خصائص توضح أسباب الإصابة به وطرق علاجه ونحدد الأنواع الأكثر خطورة والتي قد تسبب الوفاة:

  1. الغرغرينا الجافة: أكثر الأنواع شيوعاً وأقلها خطورة، تحدث بسبب النقص الكبير في كمية الأكسجين التي يحصل عليها أحد الأنسجة نتيجة عدم الوصول الكافي للدم إلى ذلك النسيج، ويمكن أن تترافق مع وجود بعض الأمراض كأمراض الأوعية الدموية أو مرض السكري، يصبح شكل الجلد في الغرغرينا الجافة منكمش وبارد نتيجة جفافه، ويتراوح لونه ما بين البنفسجي إلى البني أو الأسود.
  2. الغرغرينا الرطبة: شكل من الأنواع الخطيرة للغرغرينا تتسبب به الإصابة بعدوى بكتيرية غالباً بعد التعرض للإصابات الشديدة كالجروح العميقة أو قضمة الصقيع أو بعد العمليات الجراحية، بالإضافة إلى أن مرضى السكري معرضين للإصابة بالغرغرينا الرطبة بنسبة أكبر من غيرهم، يظهر في هذا النوع أعراض جلدية متمثلة بتقرحات وتورمات كيسية تكون في أغلب الأحيان مملوءة بسوائل كريهة الرائحة بحيث تؤدي إلى انسداد مجرى الدم الواصل إلى مكان النسيج الذي تظهر فيه وتمنع وصول خلاليا الدم البيضاء التي تكافح البكتيريا، وبسبب ذلك تنتشر تلك البكتيريا المعدية بشكل سريع إلى باقي الأنسجة وتسبب خطر الإصابة بصدمة إنتانية قد تنتهي بالوفاة إذا لم تتم معالجتها بشكل فوري.
  3. الغرغرينا الغازية: أيضاً من الأنواع الخطرة والتي تكون مهددة للحياة أحياناً، تحصل عندما يصاب أحد أنسجة الجسم بعد حدوث جرح أو إصابة فيه بنوع من البكتيريا يدعى كلوستريديوم بيرفرينجنز (Clostridium Perfringens) وهي بكتيريا خطرة تؤثر على الأنسجة العميقة والبعيدة عن سطح الجلد وتطلق سموماً غازية فيها، يتعقد أنها تنتقل إلى البشر عن طريق التربة لذا كانت الغرغرينا الغازية أحد أسباب الوفاة في الحروب، يكون الجلد في بدايتها طبيعياً ثم يتأثر مع تطور الإصابة بحيث أنه يتلون بلون رمادي أو أحمر أرجواني، ويمكن أيضاً أن تظهر فقاعات منفوخة على سطح الجلد يصدر منها صوت طقطقة عند الضغط عليها وذلك نتيجة وجود الغازات داخلها.
  4. الغرغرينا الداخلية: تصيب الأعضاء الداخلية كالأمعاء أو المرارة أو الزائدة الدودية عندما ينقطع وصول الجريان الدموي إلى أحدها، يلاحظ في هذا النوع الإصابة بحمى وآلام شديدة في منطقة الإصابة، وهي أيضاً يمكن أن تعد حالة خطرة قد تتسبب الوفاة إذا أُهمل علاجها أو لم يتم بشكل صحيح.
  5. غرغرينا فورنييه (غرغرينا الجهاز التناسلي): يستهدف هذا النوع من الغرغرينا الأعضاء التناسلية وبشكل خاص عند الرجال أكثر من النساء، تحدث نتيجة الإصابة بعدوة ما في الجهاز التناسلي أو في المسالك البولية وتسبب حدوث آلام وتورم واحمرار وترقق في الجلد في تلك الأعضاء.
  6. الغرغرينا الجرثومية التآزرية التقدمية (غرغرينا ميليني) هذا النوع نادر الحدوث، يصاب به بعض الأشخاص بعد إجرائهم لعمليات جراحية بحيث يصابون بأنواع معينة من البكتيريا منها بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية التي تكون خطرة عندما تصل إلى الأنسجة والأعضاء العميقة كالدم أو القلب أو الرئتين، وتتجلى أعراضها بظهور آفات جلدية بعد ما يقارب أسبوع أو أسبوعين من إجراء العملية الجراحية. [2،3]

يوجد عدة أعراض لمرض الغرغرينا تختلف بحسب المسبب الأساسي لحدوثه، وقد تتطور بشكل تدريجي من أعراض بسيطة إلى أعراض خطرة يمكن أن تنتهي ببتر العضو المصاب إذا لم تتم المعالجة الفورية، وتشمل هذه الأعراض بشكل عام ما يلي: [2،4]

  • تغير لون الجلد بشكل واضح إلى عدة ألوان أخرى يبدأ بشحوب المنطقة المصابة ثم اتخاذ لون أزرق أو أحمر أو أسود.
  • ترقق الجلد واتخاذه شكلاً لامعاً.
  •  ورم في مكان ما من سطح الجلد يكون عبارة عن بثور منتفخة مملوءة بسائل.
  • ألم يحدث بشكل مفاجئ في أحد مناطق الجسم أو الإحساس بالخدر فيها.
  • قد يخرج من مكان حدوث الورم سوائل ذات رائحة كريهة.
  • سقوط الشعر من على سطح الجلد في مكان الإصابة.
  • يكون الجلد بارداً مكان الإصابة.
  • في بعض الحالات قد يؤدي الضغط على منطقة مصابة من الجلد إلى إصدار صوت طقطقة.

أعراض الصدمة الانتانية للغرغرينا

يمكن أن تسبب العدوى البكتيرية المسببة لأحد أنواع الغرغرينا حدوث صدمة إنتانية خطرة تشمل أعراضها ما يلي:

  • انخفاض ضغط الدم
  • تسرع ضربات القلب.
  • الدوخة والدوار.
  • حمى والشعور بالحر أو حدوث رجفان.
  • انخفاض درجات الحرارة عن معدلها الطبيعي.
  • ضيق في التنفس وتسارع في معدله.

علاج الأنسجة التي تضررت بعد إصابتها بالغرغرينا أمر غير ممكن لأن خلاياها قد ماتت ولا يمكن استرجاعها، وتكون العلاجات الممكنة عبارة عن خطوات تعويضية أو وقائية نحاول من خلالها قدر الإمكان تجديد الأجزاء المفقودة من الأنسجة أو الوقاية من إصابة أنسجة جديدة: 

  1. العلاج باستخدام المضادات الحيوية: تعطى المضادات الحيوية عن طريق الحقن الوريدي أو الحقن مباشرة في مجرى الدم لعلاج الغرغرينا الحاصلة نتيجة العدوى البكتيرية، بحيث تعطى في بداية حدوث العدوى أو بعد الإجراء الجراحي الذي تم فيه إزالة الأنسجة الميتة بهدف التخلص من العدوى وعدم الحاجة للخضوع لعملية جراحية ثانية.
  2. علاج الغرغرينا بالجراحة: يتم اللجوء إلى الجراحة لإزالة القسم الميت من الأنسجة التي تعرضت للغرغرينا، مما يوقف من انتشار العدوى ويساعد على الشفاء.
  3. الجراحة الترميمية (التطعيم): وتدعى أيضاً عملية الترقيع الجلدي بحيث يتم عن طريق هذه الجراحة تعويض الأنسجة الجلدية التي فقدت وتمت إزالتها جراحياً بعد إصابتها بالغرغرينا، فيقوم الطبيب بأخذ طعم جلدي من مكان سليم وغير مكشوف من الجسم ويزرعه في مكان الإصابة ومن ثم يقوم بتثبيت الجلد الجديد باستخدام ضمادة أو بضع غرز صغيرة، ويشترط قبل القيام بهذه العملية التأكد من إصلاح واستعادة الأوعية الدموية في تلك الأنسجة.
  4. العلاج بالأكسجين عالي الضغط: وهو علاج من نوع خاص يتم فيه وضع المريض بغرفة صغيرة مكونة من سرير مغطى بأنبوب بلاستيكي، يتم ضخ هذه الغرفة بالأكسجين النقي بحيث يرتفع ضغط الأكسجين فيها ببطء حتى يصل إلى ما يقارب ضعفي الضغط الجوي العادي، تهدف هذه العملية إلى زيادة كميات الأكسجين التي يحملها الدم فهذا يساعد على محاربة البكتيريا ويسرع من التئام الجروح، يحتاج هذا العلاج إلى حوالي 90 دقيقة في الجلسة الواحدة وقد يحتاج المريض إلى ثلاثة جلسات يومياً.
  5. بتر العضو المصاب: قد يُلجأ إلى بتر العضو المصاب بالغرغرينا كأحد أصابع القدمين أو اليدين أو أحد الأطراف في الحالات الشديدة بحيث يكون وجوده خطراً يهدد حياة المريض، ومن ثم يتم استبدال العضو المبتور بعضو اصطناعي يحل محله

تعد الغرغرينا مرض خطر صعب العلاج وذو تأثيرات سلبية جداً من غير الممكن الرجوع فيها، لذا فإن اتباع التدابير الوقائية أمر غاية في الأهمية لتجنب التعرض لمخاطرها، ومن الاقتراحات لتحقيق ذلك: [2،5]

  • رعاية مرضى السكري لأنفسهم ومراقبة مستويات السكر وتنظيمها لديهم بشكل دائم، ويجب أيضاً أن يقوموا بفحص أجسادهم بحثاً عن أي علامة أو احمرار أو تورم غير طبيعي وعرضه على الطبيب بشكل فوري، بالإضافة إلى ضرورة مراجعة الطبيب بشكل دوري ومتكرر مرة واحدة على الأقل في السنة.
  • يجب أيضاً التخفيف من الوزن الزائد حيث تؤثر البدانة والدهون المتراكمة على عمل الكثير من أعضاء الجسم وتضغط على الشرايين وتعيق عملها مسببة بطء في التئام الجروح.
  • الإقلاع عن التدخين أيضاً من الأمور المهمة حيث يسبب التدخين مع مرور الوقت تلف الأوعية الدموية.
  • يجب دوماً الحرص على تعقيم الجروح أو الالتهابات التي تصيب أي جزء من الجسم.
  • الانتباه من درجات الحرارة المنخفضة جداً التي يمكن أن تسبب الإصابة بقضمة الصقيع.

المراجع