رهاب الألم Algophobia والخوف المرضي من الأوجاع

ما هو رهاب الألم Algophobia؟ أسباب فوبيا الألم، أعراض الخوف المرضي من الألم النفسية، والأعراض الجسدية لفوبيا الألم، علاج الخوف من الألم، نصائح للتغلب على رهاب الأوجاع والألم
رهاب الألم Algophobia والخوف المرضي من الأوجاع

رهاب الألم Algophobia والخوف المرضي من الأوجاع

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الألم شعور سيء وجميعنا لا يرغب بالمرور به أي كان سببه أن نوعه، وهذا أمر طبيعي وبديهي ولا يحتاج إلى شرح أو تفسير، ولكن بعض الأشخاص يكون لديهم خوف أو قلق مبالغ فيه تجاه هذه المسألة ويمكن أن يتطور هذا الخوف إلى حد الاضطراب النفسي والإصابة بما يسمى رهاب الألم أو فوبيا الألم، فما هو رهاب الألم، وما هي أسبابه، وكيف يمكن علاجها؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.

الخوف من الألم Algophobia أو رهاب الألم هو حالة من الخوف الغير منطقي ولدرجة مبالغ فيها من أي موقف يسبب الألم أو التعرض للأذى حتى لو كان بسيطاً، وقد ينتج هذا الخوف عن أسباب نفسية وشخصية عديدة مرتبطة بالشخص نفسه مثل التعرض لتجارب قاسية أو المرور بأوقات عصيبة أو التهديد النفسي.
فمثلاً المريض في هذه الفوبيا يخاف من الإبرة أو من رفع شيء ثقيل، ولكن على عكس الأشخاص الطبيعيين الذين يملكون خوف طبيعي من الألم ويكونون قادرين على مواجهة هذا الألم والتخلص منه، يكون الألم عند مرضى الألجوفوبيا شديد لدرجة يعيق فيها الأشخاص من القيام بأنشطتهم اليومية البسيطة، فهو لا يحتمل أن يشعر بأي ألم بسيط أو معتدل. [3]

animate

إن تطور فوبيا الخوف من الألم هو أمر تراكمي ينتج عن عدة مشاكل يمر بها الشخص، مما جعل هذه الفوبيا تتطور لديه منذ نشأته، وسوف نوضح بعض الأسباب التي قد تكمن وراء تطور فوبيا الخوف من الألم:

  1. الوهم: الوهم والخيال حول موضوع الألم أو سببه قد يكون في مخيلته الشخص أكبر من الألم بحد ذاته، فمثلاً الشخص الذي يخاف من الإبر قد يكون منذ الصغر لديه وهم أن الإبرة سوف توجعه بشكل كبير لا يستطيع تحمل الألم الناتج عنها، ومع مرور الوقت لم يجرب الإبرة وبقي الشعور بالخوف منها مستمراً معه مما جعل هذا الوهم يكبر معه أيضاً، فهنالك بعض الأشخاص الذين يفقدون الوعي بمجرد رؤية الإبرة بغض النظر عن العمر فقد يكون هذا الشخص رجلاً كبيراً وواعياً ولكن الوهم قد أثر في نفسيته بشكل كبير.
  2. رؤية أحد ما يتوجع: رؤية أحد ما يتوجع أمام أمامنا قد يكون له وقع خطير ومرهق في أنفسنا، فقد لا يستطيع الشخص تجاوز الألم الذي تجسد أمامه ولا يستطيع نسيان أصوات المريض أو حركاته أثناء التألم ويشعر بأنها تلاحقه في كل مكان، فقد يكون هذا أحد الأسباب التي تؤدي إلى تطور فوبيا الخوف من الألم لدى بعض الأشخاص.
  3. تجربة الألم: تجربة الألم بحد ذاته هي تجربة قاسية قد يمر فيها الشخص لسبب ما، حيث أن التعرض للإصابة مرات عديدة ومتتالية خاصة في الإصابات المرضية الشديدة المؤلمة تجعل الأشخاص يخافون من الألم ويخافون من إعادة التجربة مرة أخرى، فتتطور هذه الفوبيا لديهم بعد أن يتلقوا العلاج الكامل ويشعرون بالراحة.
  4. الوراثة المكتسبة: في حال كان أحد يعاني من هذه الفوبيا ولديه طفل يراه بشكل دائم وقد كبر هذا الطفل ووعي على رؤية أحد من أهله يخاف من الألم ويعبر عن هذه المعاناة القاسية أمامه، يصبح بلاوعي يشعر بنفس الشعور ويخاف من الألم أيضاً وهذا ما يسمى بالوراثة المكتسبة.
  5. الشعور بالتهديد: مثل وجود الشخص في أجواء تدعو للتوتر والتهديد بالتعرض للأذى في أي وقت، مثل تعرض الطفل للتنمر، أو العيش في أجواء الحروب والكوارث والحوادث الأليمة. [1،2]

تتشابه أعراض فوبيا الخوف من الألم النفسية مع أعراض اضطرابات القلق والاكتئاب، حيث أنه يمكن أن تظهر هذه الأعراض عندما يشعر الشخص المصاب بالألم أو يفكر فيه مجرد تفكير ومن هذه الأعراض نذكر:

  1. الشعور بالرعب والهلع الشديد: من مظاهر الخوف الشديد التي تظهر على المريض المصاب بفوبيا الخوف من الألم شعوره بالرعب والفزع والهلع وتتمثل باضطرابات نفسية وقلق شديد.
  2. القلق والأرق: أحد أعراض فوبيا الخوف من الألم أيضاً هو الأرق الذي يرافق المريض عند التفكير بمخاوفه، مما يمنعه من الشعور بالسكينة والهدوء والبقاء في حالة توتر.
  3. القلق بمجرد التفكير بالألم: تظهر أعراض رهاب الألم بمجرد التفكير به، ويعاني المريض من القلق المستمر الذي لا يفارقه طوال الوقت نتيجة التفكير الزائد.
  4. قلة التركيز: ينتج عن القلق والهوس المستمرين عند مريض فوبيا الألم اضطرابات في التركيز ،حيث أن المريض لا يقدر على التركيز بموضوع معين لفترة طويلة.
  5. اضطراب المزاج بسهولة: من السهل تغير المزاج والدخول في نوع من الاكتئاب نتيجة الخوف المستمر عند مريض رهاب من الألم.
  6. العصبية والتوتر: أي موقف قد يثير أعصاب وغضب مريض فوبيا الألم حتى للأسباب البسيطة، بالإضافة للتوتر والقلق الدائم والتخوف من أشياء كثيرة مثل الأصوات العالية أو رؤية الحرائق أو المشاهد المخيفة. [2،4،5]

بالإضافة للاضطرابات النفسية، يوجد عدة أعراض جسدية تترافق مع فوبيا الألم، وسوف نوضح هنا بعض هذه الأعراض:

  1. فرط التعرق: يحدث فرط التعرق عند التفكير بالألم والخوف الشديد نتيجة التوتر الذي يشعر فيه مريض الخوف من الألم.
  2. الرجفان والارتعاش: أحد أهم الأعراض الجسدية التي تظهر عند الخوف بشكل عام هي الرجفان والارتعاش وتظهر بشكل خاص عند مرضى فوبيا الخوف من الألم لأنها حالة مستمرة نوعاً ما.
  3. فقدان الوعي: فقدان الوعي من مظاهر رهاب الألم في الحالات الشديدة التي يفقد فيها المريض السيطرة على نفسه.
  4. الغثيان وجفاف الفم: من الممكن أن يحدث جفاف في الفم مع الشعور المستمر بالغثيان عند المريض.
  5. الارتباك: أحد أعراض فوبيا الألم أيضاً هو الارتباك وعدم القدرة على التكلم بشكل صحيح نتيجة التوتر الذي يشعر به المريض.
  6. ضيق التنفس وآلام الصدر: في الحالات الشديدة التي تواجه المريض بشكل مباشر، قد يشعر بضيق في نفسه مترافق مع آلام في الصدر، وسرعان ما تزول هذه الأعراض عندما يرتاح المريض ويشعر بالطمأنينة.
  7. ضربات قلب سريعة: إن تسارع دقات القلب والنبض تحدث في الحالات التي يفكر فيها المريض بالألم وتزول مع شعوره بالهدوء.
  8. صداع شديد: أحد الأعراض التي تظهر على المريض أيضاً هي الصداع النصفي والشديد، وهذا الصداع يكون مزمن نتيجة التفكير السلبي المستمر والقلق المسيطر على المريض.

علاج فوبيا الخوف من الألم مسألة صعبة نوعاً ما، لأن المريض في هذه الحالة يجب أن يساعد نفسه للخروج من هذه الحالة، وسوف نوضح هنا بعض أساليب علاج فوبيا الخوف من الألم:

  1. العلاج السلوكي المعرفي: يتطلب هذا النوع من العلاج رؤية أخصائي في الصحة العقلية لعدة جلسات متتالية لمعرفة جذور هذا الرهاب ومنشأه وكيفية التعامل مع أي تجربة يمكن أن يواجهها المريض مرة أخرى خلال حياته اليومية، بالإضافة إلى مناقشة عدة أساليب للتغلب على الأعراض التي يشعر بها المريض ولا يكون قادر على السيطرة عليها، ومن خلال هذا العلاج يتغلب معظم المرضى على خوفهم ويتعاملون بشكل منطقي مع الأعراض عندما تواجههم مرة أخرى.
  2. العلاج الدوائي: لا يمكن استخدام أدوية دون وصفة طبيب مختص بالأمراض النفسية، لأن هذه الأدوية يجب أن يتم ضبطها بجرعات معينة ولمدة معينة وتشمل الأدوية المضادة للقلق مثل الديازيبام، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للاكتئاب مثل سيرترالين، حيث أن هذه الأدوية تساعد المريض بالتخلص من التوتر والقلق والوهم.
  3. العلاج النفسي: يهدف العلاج النفسي إلى مساعدة المريض في تبديل الأعراض والأفكار اللاعقلانية والغير منطقية إلى أفكار عقلانية ومنطقية، من خلال تحليل المواقف التي تواجه المريض وإيجاد طرق لمواجهتها، وفي نهاية المرحلة العلاجية يكون المريض قادر على التغلب على مخاوفه بعد أن أصبح يحللها بشكل منطقي، وبعد مواجهة هذه المواقف والتقليل من التفكير بالخوف يخرج المريض من هذه الفوبيا بشكل تدريجي.
  4. اليوغا: ممارسة اليوغا تحفز حالة التأمل لدى المريض مما يساعده في التفكير بهدوء أكبر والهروب من الأفكار السلبية التي تسبب له التوتر، حيث أن تقنيات التنفس العميق والصور التي يتخيلها المريض أثناء ممارسته لليوغا هي أحد العوامل التي تساعده في التقليل من التوتر وتشتت ذهنه بعيداً عن الأفكار المتعلقة بالألم.
  5. مواجهة الألم: إن الخطوة الأولى لبدء التحسن من الأعراض هي مواجهة الألم والأفكار التي تراود المريض ومحاولة تحليلها ومعرفة منبعها وأنه يمكن التخلص منها وهي مجرد أفكار سلبية غير حقيقية.
  6. تغيير نمط الحياة: من المهم عند مريض فوبيا الألم تغيير نمط حياته، فمثلاً في حال كان يبقى وحيداً لفترات طويلة مستسلماً للأفكار السلبية يجب أن ينخرط في أسرته بشكل أكبر ويبقى معهم لتشتيت أفكاره والتغلب عليها مع محاولة تنظيم فترات النوم، هذا يساعد في استقراره النفسي، بالإضافة إلى الالتزام بممارسة الرياضة البسيطة فمثلاً المشي السريع في الصباح لمدة نصف ساعة هذه الحركة البسيطة تساعد في التخلص من الطاقة السلبية بشكل كبير.
  7. التفكير بمنطقية: مهما كان الوضع مخيفاً بالنسبة للمريض عندما يبدأ بالتفكير بالأسباب بشكل منطقي يدرك حينها بأنه لا شيء يستدعي الخوف الذي يعيش فيه.
  8. طلب المساعدة: في حال تطور الوضع لدى المريض وبدأ يفقد السيطرة على الأعراض الجسدية يجب حينها طلب المساعدة من طبيب نفسي. [2،3،4]

المراجع