علاج الخوف من الأماكن المفتوحة ورهاب الخلاء Agorphobia

ما هو الخوف من الأماكن المفتوحة أو رهاب الخلاء؟ أسباب رهاب الأماكن المفتوحة، أعراض فوبيا الأماكن المفتوحة الجسدية والنفسية، علاج رهاب الخلاء والخوف من الأماكن المفتوحة
علاج الخوف من الأماكن المفتوحة ورهاب الخلاء Agorphobia
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يمر الإنسان بمواقف تجعله يشعر بالخوف بشكل مؤقت فالخوف شعور خلق مع الإنسان بشكل فطري، ولكن سرعان ما يزول الخوف بمجرد الهدوء وزوال أسبابه، ولكن هذا الشعور يمكن أن يخرج عن السيطرة في بعض الحالات ويتمثل بعدة أنواع من الفوبيا، فمثلاً هنالك أشخاص يخافون من الأماكن المرتفعة وآخرون لديهم فوبيا من الحشرات وأشخاص يخافون من الأماكن المفتوحة أي رهاب الميادين، ما المقصود برهاب الميادين أو رهاب الساح أو رهاب الخلاء، وكيف يتم تشخيص هذه الفوبيا، وما هي أعراضها، وكيف يتم علاجه؟ هذا ما سنتعرف عليه في المقال التالي.

رهاب الخلاء أو رهاب الساح ورهاب الميادين (Agorphobia) وأسماء عديدة أخرى جميعها تصف حالة الخوف من الحصار في الأماكن المفتوحة التي تشكل صعوبة بالنسبة للمصاب بالهرب من المواقف المخيفة أو المحرجة، وهي حالة نادرة من اضطرابات القلق والخوف الشديد التي يصاب بها الشخص في المواقف التي يصعب فيها الهروب.
يأتي الاسم Agorphobia من اللغة اليونانية القديمة والتي تعني مكان التجمع وهذا الرهاب لا يشمل فقط الأماكن الفارغة المفتوحة بل يشمل أيضاً نوبات الذعر التي تصيب الشخص في الأماكن المزدحمة أو في الأماكن النائية والمساحات المفتوحة البعيدة عن التجمعات السكانية.
فقد يشعر المريض بهذه الفوبيا بالخوف الشديد عندما يكون متواجد في النقل العام أو السيارات المغلقة أو القطارات أو الطائرات، أو عندما يكون في أماكن مغلقة ومزدحمة كالسينما على سبيل المثال مما يجعل المريض يتجنب الأماكن العامة نتيجة شعوره بأنه غير قادر على الهروب. [1،2،3]

animate

معظم الأحيان لا يكون هنالك سبب محدد وواضح وراء رهاب الأماكن المفتوحة، إلا أن هنالك بعض المواقف التي تحدث ويمكن أن تؤدي لتطور هذه الفوبيا عند بعض الأشخاص، ومن هذه الأسباب نذكر: [2،3،4]

  1. اضطرابات الهلع: قد تحدث اضطرابات الهلع كرد فعل انعكاسي بعد التعرض لصدمة معينة مثل حادث في مكان عام أو اعتداء جسدي أو جنسي، ويدخل المريض في اضطراب ما بعد الصدمة، مما يجعله يشعر برهاب هذه الأماكن وأنه غير قادر على التخلص من هذه الفوبيا.
  2. أسباب نفسية واجتماعية: اضطراب القلق الاجتماعي والخوف أو اضطراب الوسواس القهري كل هذه المشاكل النفسية التي تؤدي إلى الاكتئاب يمكن في نهاية المطاف أن تتطور إلى فوبيا رهاب الميادين.
  3. المخدرات: إن المخدرات لفترات طويلة يجعل المريض يعاني من هلوسات وخوف وقد تظهر عليه أعراض فوبيا الأماكن المفتوحة.
  4. رهاب مكتسب: قد يكون أحد أفراد العائلة مصاب بهذه الفوبيا فيكبر الشخص على هذا الرعب، مما يجعله يكتسب بلا وعي شعور الخوف من الأماكن المفتوحة.

يمكن أن تتمثل فوبيا الأماكن المفتوحة بعدة أعراض نفسية وجسدية، حيث يتجنب المصاب الأماكن التي يتواجد فيها الناس بأعداد كبيرة وضجة مزعجة، وسوف نوضح هنا الأعراض النفسية التي تظهر على المريض: [1،2،4]

  1. الخوف من مغادرة المنزل: من أكثر الأعراض وضوحاً لفوبيا الميادين هو الخوف عند مغادرة المنزل، لذلك يفضل المريض في هذه الحالة البقاء في المنزل لفترات طويلة ولا يخرج إلا للضرورة القسوة وعند خروجه يكون حذر جداً ويكون معرض للدخول في نوبة من الذعر.
  2. عدم البقاء وحيداً في المناسبات الاجتماعية: الخوف المسيطر على المريض في فوبيا الأماكن المفتوحة يجعله غير قادر على البقاء وحيداً في المناسبات العامة، كالحفلات التي تقام في الجامعة بين الأصدقاء أو حفلات العائلة.
  3. الخوف من التواجد في أماكن يصعب الهروب منها: أحد أعراض رهاب الميادين الخوف من الأماكن التي يصعب الهروب منها، كالتواجد في وسائل النقل العامة أو الطائرات أو المصعد على سبيل المثال.
  4. الدخول في نوبة من الهلع بين الناس: قد يشعر المريض بأن جميع من حوله في الأماكن العامة ينظرون إليه، حيث أن الخوف من نظراتهم يمكن أن يدخل المريض بنوبة من الهلع والهروب.
  5. تغيير السلوك في المنزل أو المدرسة أو العمل: عند الإصابة بهذه الفوبيا يتغير سلوك المريض، حيث يبتعد عن أصدقائه في المدرسة أو زملائه في العمل حتى أنه يفضل أن يبقى وحيداً بعيداً عن أفراد العائلة في المنزل.
  6. تعاطي الكحول والمخدرات: هروب المريض الدائم من جميع الأشياء والأشخاص التي تحيط به، من الممكن أن يجعله يسيء استخدام الكحول، وقد يصبح في مراحل معينة مدمن على المخدرات لكي يسيطر على شعور الخوف الذي يرافقه في كل مكان.

الأعراض الجسدية لفوبيا الأماكن المفتوحة متعددة ومتنوعة، حيث أن المريض يعجز عن السيطرة على نفسه، وتكون هذه الأعراض واضحة في تصرفاته في الأماكن المفتوحة، ومن هذه الأعراض نذكر: [1،2،3]

  1. الرجفان والتعرق: قد يشعر المريض بالرجفان والتعرق البارد المفرط ويكون غير قادر على السيطرة عليه عندما يتواجد في أماكن مفتوحة أو بين أشخاص لا يثق بهم، هذه الأعراض تنتج عن الخوف الشديد الذي يشعر فيه المريض.
  2. الدوخة والإغماء: في الحالات الشديدة من فقدان السيطرة وعدم القدرة على الهروب وبقاء المريض وحيداً قد يشعر بالدوار، ومن الممكن أن تتطور الحالة إلى إغماء في حال عدم السيطرة على الموقف.
  3. ضيق التنفس والشعور بالاختناق: في بداية نوبة الهلع التي تصيب المريض يشعر بضيق في التنفس وكأنه يختنق نتيجة الخوف الذي يعيشه، ولكن هي أعراض مؤقتة تزول بمجرد هدوء المريض والعودة للحالة الطبيعية.
  4. الإحساس بالخدر والوخز: يشعر المريض بالتنميل في أطرافه عندما يشعر بالخوف، وقد يتطور هذا الإحساس إلى الخدر والوخز والبرودة في الأطراف.
  5. مشاكل في البلع: الشعور بالخوف يجعل المريض يشعر بصعوبة في البلع نتيجة للتوتر الذي يعيشه سرعان ما يزول هذا الشعور عند الاطمئنان والهدوء.
  6. تسارع النبض وضغط القلب: في مراحل الخوف الشديدة يتم إفراز الأدرينالين بشكل سريع مما يجعل المريض يشعر بتسارع نبضاته وضربات قلبه الشديدة، بالإضافة إلى دخوله في اضطراب بدرجات الحرارة فيشعر بهبات ساخنة وهبات باردة.
animate

قد تتشابه أعراض فوبيا الأماكن المفتوحة مع عدة أمراض جسدية أخرى، لذلك يحتاج المريض لاستشارة الطبيب للوصول إلى التشخيص الصحيح واستبعاد الأمراض الجسدية الأخرى، ويتم تشخيص هذه الفوبيا من خلال: [3،4]

  1. تحديد الأعراض النفسية التفريقية: في هذه المرحلة يقوم الطبيب برؤية المريض لعدة جلسات من أجل معرفة:
    • تجنب المريض البقاء وحيداً دون رفيق يثق به.
    • خوف المريض وقلقه المستمر دون وجود خطر حقيقي يحيط به.
    • الخوف عند المريض يتسبب بضائقة شديدة تؤثر على قدرة الشخص على العمل أو الدراسة.
    • يجب أن تستمر الأعراض النفسية لستة أشهر على الأقل لتلقي العلاج.
    • استبعاد الحالات النفسية الأخرى التي تسبب نفس الأعراض.
    • في نهاية التشخيص النفسي يكون العرض النوعي لرهاب الخلاء هو البقاء في أماكن آمنة وتجنب الأماكن العامة والمفتوحة على مسافات طويلة.
  2. نفي الأمراض الجسدية التي تتشابه بالأعراض مع رهاب الأماكن المفتوحة: يجب أن يقوم الطبيب بعدة إجراءات وفحوصات جسدية فمثلاً:
    • فحوصات لنفي الأسباب القلبية: حيث أن الأعراض الجسدية مثل الدوار والغثيان والإغماء وتقلبات الحرارة مع تسارع النبض والقلب، هذه كلها يمكن أن تكمن وراء أسباب جسدية قلبية، لذلك يجب على الطبيب التأكد من سلامة القلب وأن هذه الأعراض تتبع لحالة نفسية نتيجة الخوف الشديد الذي يتعرض له المريض فقط وتزول بمجرد هدوء المريض واستعادة توازنه.
    • فحوصات تنفي الأسباب المعوية: حيث أن الخوف والتوتر الذي يعيش فيه المريض يجعله يشعر بعدة أعراض معوية كالإسهال والألم المعوي والمشاكل في البلع، لذلك يجب التأكد من عدم وجود أمراض جسدية قبل إعطاء التشخيص الصحيح.

يجب أن يكون المريض واعي ومتفهم بأن الحالة التي يعيشها هي اضطراب نفسي ويجب أن يعالج بأسرع وقت ممكن، وأنه سوف يخضع لعدة مراحل من العلاج حتى يشفى تماماً ويكون قادر على العودة إلى الحالة النفسية الطبيعية، وسوف نوضح هنا طرق علاج فوبيا الأماكن المفتوحة: [1،5]

  1. العلاج السلوكي المعرفي: يساعد العلاج السلوكي المعرفي في معرفة وجهات نظر المريض ومشاعره المضطربة تجاه الخلاء، ويتلقى المريض في هذا العلاج طرق للتعامل مع المواقف الصعبة من خلال استبدال الأفكار السلبية بأفكار صحيحة يمكن من خلالها السيطرة على الخوف والذعر.
  2. علاج التعرض: يشمل هذا النوع من العلاج التعرض بشكل تدريجي للمواقف والأماكن التي يخاف منها المريض، مما يجعل خوفه يقل مع مرور الوقت حتى تمام السيطرة عليه والعودة إلى الحالة الطبيعية.
  3. العلاج النفسي لرهاب الأماكن المفتوحة: يتضمن العلاج النفسي عدة مقابلات منتظمة مع طبيب نفسي اختصاصي في الصحة العقلية حيث يتم النقاش حول مخاوف المريض وما مدى جديتها، بالإضافة إلى مناقشة جميع العوامل التي تجعل المريض يشعر بالخوف، وعادة يقوم الطبيب بجمع العلاج النفسي مع الدوائي لتحقيق الفعالية المطلوبة بوقت مثالي، ويتم بعدها إيقاف جميع الأدوية بمجرد تحسن المريض وقدرته على مواجهة خوفه لوحده.
  4. تغيير نمط الحياة: تغيير نمط الحياة لا يكون بقصد العلاج من فوبيا الأماكن المفتوحة، ولكن الغرض هو دعم العلاج وتقليل التوتر والخوف اليومي من خلال عدة إجراءات بسيطة يومية مثل ممارسة التمارين الرياضية التي تعطي قوة وثقة بالنفس، وممارسة التأمل والتنفس العميق الذي يساهم في تقليل التوتر والقلق، واتباع نظام غذائي صحي وتناول الأطعمة التي تزيد من هرمونات السعادة كالشوكولا.
  5. العلاج الدوائي لرهاب الخلاء: يجب الانتباه لأن هذا العلاج يتم بإشراف طبي وبعد تأكيد التشخيص الصحيح، حيث يستمر العلاج الدوائي لفترة قصيرة ويمكن أن يشمل:
    • مثبطات امتصاص السيرتونين الانتقائية مثل باروكستين أو فلوكستين.
    • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة مثل أميتريبتلين.
    • الأدوية المضادة للقلق مثل كلونازيبام.

المراجع