تمارين التخاطر الذهني والتواصل مع الآخرين بالأفكار

ما هو التخاطر وهل الجميع قادرون على ممارسة التخاطر الذهني؟ تمارين التخاطر والتواصل مع الآخرين بالأفكار وعلامات نجاح التخاطر الذهني، وانتقادات التخاطر الذهني
تمارين التخاطر الذهني والتواصل مع الآخرين بالأفكار

تمارين التخاطر الذهني والتواصل مع الآخرين بالأفكار

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

كم مرة قلت أن "قلبك مقبوض" ولا تعلم لماذا، ومن ثم حدث معك أمراً سيئاً! وكم مرة كنت سارحاً تفكر في شخص ما، وإذ به يتصل بك فوراً! أو قد تكون قد حلمت حلماً وبدا لك هذا الحلم وكأنه حقيقة! كل هذه أمثلة على التخاطر، فكلنا يمارس تمارين التخاطر بشكل واعٍ أو غير واعٍ أو على الأقل يكون قد مر بتجربة التخاطر ولو لمرة واحدة في حياته دون أن يعلم.
في هذا المقال سوف نحاول أن نغير طريقة تفكيرك عن العالم من خلال تعريفك بالتخاطر وعرض بعض تمارين التخاطر الذهني والتواصل مع الآخرين بالأفكار.

التخاطر الذهني أو توارد الأفكار Telepathy هو إيصال المشاعر أو رسائل تخاطرية معينة لشخص معين، ويكون إما بالاستماع لأفكار هذا الشخص ومعرفة ما يفكر به، أو زرع فكرة معينة في عقله، أو التحكم بأفكاره ومشاعره أو التواصل معه. ويحدث مع الناس والحيوانات على حد سواء مهما كانت المسافات طويلة بين المرسل والمستقبل، وهو لا يحتاج للحواس الأخرى لأنه يتم عن طريق العقول فقط. هذا الأمر هو أشبه بموجات الراديو أو البلوتوث؛ فكلنا لديه طاقة في جسده، وعندما نتحكم باهتزازاتها لتلتقط الأمواج المقصودة نكون قد نجحنا وأصبنا الهدف. [1،2،3]

animate

وجدت دراسة عام 2014 أجراها الطبيب النفسي كارليس غراو أن التواصل من عقلين ممكن لكل البشر وليس حصراً على أحد؛ فهو كتقنية البلوتوث التي تصل للجميع. إلا أن له شروط معينة سنتطرق لها لاحقاً في هذا المقال. [1]
قد يصل الشخص لمرحلة التخاطر الذهني تلقائياً وبشكل لا إرادي دون بذل أي مجهود منه كأن تشعر الأم بأن قلبها مقبوض أو أن ابنها مريض في الغربة دون أن تمارس أي تمرين، وقد يحتاج البعض لممارسة تمارين معينة منها:

  • تمرين التخيّل وإرسال رسالة: واحد من أشهر تمرينات التخاطر الذهني والتواصل مع الآخرين بالأفكار هو التالي: [3]
    1. استرخ في مكان هادئ وخذ نفساً عميقاً عدة مرات؛ بأن تأخذ الشهيق من أنفك كأنك تشم وردة لمدة 5 ثوانٍ، ثم الزفير من فمك وكأنك تطفئ شمعة لـ 7 ثوانٍ، ولا تفكر بأي شيء.
    2. استحضر فكرة معينة تود إيصالها للشخص المعني، مثل "اتصل بي".
    3. استحضر الشخص أمامك أو تخيله حتى تراه وكأنه موجود أمامك في الحقيقة بتفاصيل وجهه وملابسه ورائحة عطره.
    4. خذ نفساً عميقاً مرة أخرى ثم أرسل رسالتك بكل إيجابية وأريحية.
    5. استحضر هذا الشخص بأنه قد تلقى الرسالة وتشربها جيداً وسعد بها.
    6. تخيل أنه يبتعد عنك شيئاً فشيئاً حتى يختفي من أمامك تماماً، ثم خذ نفساً عميقاً من جديد.
  • تمرين المرآة:
    1. قف أمام المرآة واسترخ وخذ نفساً عميقاً كما في التمرين الأول.
    2. استحضر الرسالة الواضحة والمختصرة التي تريد إيصالها للشخص المعني.
    3. ابدأ بتخيل صورة الشخص المفصلة الذي ستوجه له الرسالة منعكسة في المرأة.
    4. قل له الرسالة بإيجابية وثقة.
    5. تخيل أنه يختفي بالتدريج وعد للتنفس البطيء ولوضعك الطبيعي ثم انس الأمر وعد لممارسة حياتك الطبيعية.
  • عليك أن تصل إلى أعلى مستويات الاسترخاء أثناء تطبيق التمارين، ويمكن لبعض الروائح كرائحة اللافندر والبابونج، وبعض الشموع الخفيفة مساعدتك في هذا.
  • عليك أن تفرغ أفكارك تماماً وألا تفكر إلا بالشخص المستقبل وبالرسالة التي تريد إيصالها له، كما يجب أن تكون أفكارك إيجابية.
  • عليك أن تختار رسالة واضحة ومختصرة وإيجابية.
  • عليك التواجد في مكان هادئ.
  • يفضل أن تمارس تمارين التخاطر في ساعات الليل المتأخرة أو في ساعات الفجر لأن الطاقة الطبيعية في هذه الأوقات تكون في أوجها، كما يكون الهدوء كبير.
  • كن على ثقة بنجاح هذه التقنية، وأن رسالتك قد وصلت فعلياً للشخص المعني وأنك سوف تحس بردة فعله فعلياً حتى لو لم تنجح محاولاتك في البداية؛ فتمارين التخاطر ليست سهلة ولا أحد تقريباً يتقنها منذ المحاولات الأخرى، ولكنك سوف تتقنها وتبدأ بلمس آثارها مع التمرن عليها وتكرارها بشرط ألا تفقد الأمل أو الثقة فيما تفعل.
  • بعد الانتهاء من التمرين انسَ الأمر ولا تنتظر الرد، ولكن عليك أن تكون متيقظاً ومنتبهاً لعلامات نجاح التخاطر.

لتعرف أنك قد نجحت في التخاطر وأن رسالتك قد وصلت للشخص المعني فعليك كما قلنا أن تكون واثقاً بنجاح العملية تماماً، وأن تنتظر الرد الذي قد يأتيك على هيئة حلم، أو قد يتصل بك الشخص الذي أوصلت له الرسالة أو يتواصل معك.

علامات تدل أنك قد تنجح في التخاطر أكثر من غيرك

من العلامات والإشارات التي تدل أنك تتخاطر مع الآخرين دون أن تشعر، وأنك لو بدأت بممارسة تمارين التخاطر بشكل إرادي فإنك سوف تحقق نجاحاً كبيراً أنه يمكنك بسهولة التقاط الأكاذيب من حولك حتى بعدم وجود أدلة، كما قد تتحقق الكثير من أحلامك التي رأيتها خلال نومك على أرض الواقع، وقد تكون تعرف أحياناً ما يفكر به الناس من حولك وتحس إن كانوا ليسو بخير، وأخيراً أنك شخص محب للهدوء والتأمل وطاقتك إيجابية وقوية.

يمكن للجميع ممارسة التخاطر الذهني، كما يمكن للحيوانات التخاطر للتواصل مع بعضها البعض، ويمكن للإنسان التواصل مع الحيوانات بهذه الطريقة أيضاً.
يقول بعض العلماء بأن التخاطر هي تقنية فطرية موجودة فينا ولكن مهاراتنا فيها تتراجع أحياناً، وخاصة في هذه الأيام التي ابتعدنا فيها عن بعضنا ولم نعد نثق بقدراتنا الداخلية الكامنة، وحلت التكنولوجيا معظم مشكلاتنا.
والرسائل التخاطرية ليست فقط كلمات وإنما هي طاقة، قد تستخدمها مع حيوان تخاف منه لتسيطر على ردود أفعاله فتحمي نفسك من خطره، أو مع صديقك المقرب أو عشيقك أو بين الآباء والأبناء وخاصة الأم التي تتواصل بالتخاطر لمعرفة أمور معينة عن أبنائها إما بشكل إردي أو غير أرادي؛ فتراها تشعر بالضيق فجأة وينقبض قلبها إن حدث لابنها أمر سيء حتى لو كانت تفصله عنها مسافات ومسافات، كذلك يتواصل التوائم بالتخاطر كذلك فترى أحدهما أحياناً يكمل الفكرة التي بدأ بشرحها توأمه فيكشف أفكاره، ويشعر به. [2]
كما أن التواصل بالتخاطر مفيد لبعض الأشخاص أكثر من غيرهم كأهالي الأطفال الذين يعانون من إعاقات معينة فلا يستطيعون التعبير عما بداخلهم لمعرفة إن كانوا جياعاً أو عطشانين أو يعانون من الألم، وكذلك بين العشاق وخاصة في لحظات البعد.

لتنجح في مسألة التخاطر عليك أن تتمتع بروح شفافة وصافية وهدوء نفسي كبير بالإضافة إلى طاقة إيجابية قوية، كما أن صحتك العامة تؤثر كذلك، فكلما كانت صحتك جيدة كلما كنت أقرب للنجاح. إضافة إلى تطبيقك للملاحظات العامة التي ذكرناها سابقاً أثناء ممارستك لتمارين التخاطر.
ويمكنك تحقيق كل ذلك وتفعيل التخاطر والتدرب عليه من خلال مجموعة تقنيات منها: [1،3]

  1. حاول تخمين ما يشعر به الناس دون أن تكون متواجداً معهم، طبق هذا مع أصدقائك وتأكد منهم إن كان ما شعرت به صحيحاً أم لا.
  2. لتحسين ما تشعر به افعل أمور تزيد من هرمون الأوكسيتوسين كاحتضان هؤلاء الناس وتعزيز العلاقة بينكما.
  3. العب لعبة البريد الإلكتروني... فخمّن من الذي سوف يرسل لك رسالة كل 4 ساعات.
  4. مارس تمرينات الاسترخاء وتعلم تقنيات التنفس الصحيح.
  5. تناول الطعام الصحي باستمرار؛ فاهتمامك بصحة جسدك ينعكس على الجانب الروحي لديك.
  6. تواجد بين أحضان الطبيعة.
  7. اهتم بممارسات الروحانيات كالصلاة والاستغفار واستشعار وجود لله معك دائماً، والعطاء.
  8. قم بتقوية عينك الثالثة التي ترتبط بالغدة الصنوبرية التي تساعدك للوصول لقواك الداخلية الخفية.

نظرًا لأن هذه التخاطر والظواهر الشبيهة به لا يمكن رؤيتها أو قياسها بشكل علني وملموس، فإنها غالبًا ما تعتبر غير قابلة للتصديق من قبل فئة كبيرة من الناس، كما يعتبرها البعض أنها أمور مخالفة للأديان السماوية. ومع ذلك، فإن الأبحاث الحديثة تستكشف الآليات البيولوجية المحتملة وراء مثل هذه الظواهر. [1]
كما أن ظاهرة التخاطر لو لم تكن منظمة ومحددة فإنها تعد تعدٍ على خصوصية الآخرين ومعرفة أفكارهم ومشاعرهم.
وإن كنت تريد أن تمنع الآخرين من الوصول إلى عقلك وإيصال رسائل له عن طريق التخاطر، فتخيل أنك تغلقه في وجه من يريد الوصول إليه، بهذه الطريقة تكون قد منعتهم من إرسال واستقبال الاتصالات التخاطرية منك وإليك، ولكن هذا يحتاج لمجهود كبير منك. [2]

نتمنى منكم قراءنا الأعزاء تجربة تمارين التخاطر والتواصل بالأفكار التي ذكرناها في هذا المقال، وسنكون سعداء لو قمتم بمشاركتنا تجربتكم وردود أفعالكم لإفادة قراء آخرين يودون تجربة تمارين التخاطر.

المراجع