أسباب الضمور البقعي وطرق علاج التنكس البقعي

ما هو الضمور البقعي للعين وهل يرتبط بالعمر؟ أسباب وأعراض الضمور البقعي للعين وأنواع التنكس البقعي، طرق علاج الضمور البقعي طبياً وبالأعشاب والوقاية منه
أسباب الضمور البقعي وطرق علاج التنكس البقعي

أسباب الضمور البقعي وطرق علاج التنكس البقعي

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

مرض الضمور البقعي يسبب فقدان رؤيتك المركزية، حيث لا يمكنك رؤية التفاصيل الدقيقة سواء كنت تنظر إلى شيء قريب أو بعيد. لكن الرؤية المحيطية (الجانبية) ستظل طبيعية. على سبيل المثال، تخيل أنك تنظر إلى ساعة بعقارب، إذا كنت تعاني من الضمور البقعي، فقد ترى أرقام الساعة ولكن ليس العقارب.
سنتعرف في هذا المقال على كل ما يتعلق بمرض الضمور البقعي أو التنكس البقعي وأنواعه بالإضافة إلى أعراضه وأسبابه، كذلك علاجاته وطرق الوقاية من الإصابة بالضمور البقعي.

 الضمور البقعي Macular degeneration هو ذاته التنكس البقعي والبعض يسميه الضمور البقعي المرتبط بالعمر، وهو مرض يسبب تراجعاً تدريجياً في النظر بمرور الوقت، حيث يؤثر على البقعة في العين، وهي المنطقة المركزية الصغيرة للشبكية، التي تحافظ على الرؤية الدقيقة للأشياء. وتحدد صحة البقعة قدرتنا على القراءة والتعرف على الوجوه والقيادة ومشاهدة التلفزيون واستخدام جهاز رقمي ما وأداء أي مهمة مرئية مفصّلة أخرى. [1]

    animate

    هناك نوعان أساسيان للضمور البقعي: [3]

    1. الضمور البقعي الجاف (Dry AMD): ويسمى أيضاً الضمور البقعي غير النضحي (non-exudative AMD) وهو النموذج الأكثر شيوعاً حيث يصيب نسبة 80 % من الأشخاص الذين يعانون من الضمور البقعي، يحدث هذا النوع من الضمور البقعي بحيث تصبح أجزاء من البقعة أرق مع تقدم العمر وتنمو كتل صغيرة من البروتين تسمى دروسين، فتفقد ببطء الرؤية المركزية.
    2. الضمور البقعي الرطب: ويسمى أيضاً الضمور البقعي النضحي (exudative AMD)، وهو النوع الأقل شيوعاً ولكنه أكثر خطورة. يحدث عندما تنمو أوعية دموية جديدة غير طبيعية تحت الشبكية، وقد تتسرب من هذه الأوعية الدموية أو السوائل مما يسبب تندب البقعة، فتفقد الرؤية بشكل أسرع مع هذا النوع من الضمور البقعي مقارنة بالضمور البقعي الجاف.

      هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تزيد خطر الإصابة به، أبرزها الشيخوخة، وهو ما يطلق عليه الضمور البقعي المرتبط بالعمر إضافةً إلى الأسباب التالية: [1]

      1. ارتفاع ضغط الدم: الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة للإصابة بالضمور البقعي من أولئك الذين لديهم ضغط دم طبيعي.
      2. مرضى السكري: إنهم عرضة للإصابة بـمرض الضمور البقعي أكثر من غيرهم.
      3. الالتهاب الجهازي: وهو ما يستدل عليه بمستويات عالية من البروتين التفاعلي، وهو مرتبط بزيادة خطر التنكس البقعي.
      4.  الجذور الحرة: يمكن أن تلحق الضرر بالعيون. تتشكل عندما يمر ضوء الشمس الأزرق والأشعة فوق البنفسجية عبر العدسة البلورية للعين، تنتج الجذور الحرة أيضاً كمنتجات ثانوية لعملية التمثيل الغذائي الطبيعي. هذه المواد الكيميائية شديدة التفاعل وتسبب الأكسدة، والنتيجة هي عدم استقرار خلايا البقعة السليمة في العين وزيادة مخاطر إصابة العين.
      5. مستويات عالية من الهوموسيستين: أظهرت الدراسات زيادة الهوموسيستين في البلازما في المرضى الذين يعانون من التنكس البقعي المرتبط بالعمر.
      6. مشاكل وضعف جهاز الهضم ونقص التغذية: غالباً ما يعاني الأشخاص المصابين بسوء التغذية من نقص في عدد من العناصر الغذائية الضرورية لصحة العين مثل: اللوتين والأحماض الدهنية الأساسية والزياكسانثين والتورين ومضادات الأكسدة والزنك والبيوفلافونويدس والسيلينيوم وفيتامين ب المركب.
      7. انخفاض مستويات الكاروتينويدز: (carotenoids) والتي تشمل الكاروتينات (أصباغ عضوية صفراء وبرتقالية وحمراء تنتجها النباتات) الأكثر شيوعاً مثل الفيتامين أ والكاروتين.
      8. بعض الأدوية: هناك بعض الأدوية التي يمكن أن تلحق الضرر بشبكية العين، نذكر منها:
        • البلاكينيل (كبريتات هيدروكسي كلوروكوين): فقد وُجد أن هذا الدواء الذي يوصف غالباً لالتهاب المفاصل الروماتويدي، يسبب ضرراً دائماً لشبكية العين.
        • كلوريدين (كاتابريس): لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
        • الآثار الجانبية لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية من الاستخدام المنتظم نزيف الشبكية: تشمل هذه المجموعة إيبوبروفين، أسبرين، كيتوبروفين فلوربيبروفين، ونابروكسين الصوديوم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأسيتامينوفين، على الرغم من أنه ليس من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، أن يضر بالرؤية.

      ما هي عوامل الخطر التي تزيد من فرص الإصابة بالضمور البقعي؟

      • الضمور البقعي الوراثي: الوراثة عامل خطير، فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالضمور البقعي هم أكثر عرضة للمرض بهذه الحالة.
      • الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بالضمور البقعي من الرجال.
      • البدانة عند الرجال: الرجال الذين يعانون من السمنة معرضون لخطر أكبر من الرجال الآخرين.
      • المدخنون: يؤدي التدخين والتعب المزمن وضعف جهاز المناعة إلى تسريع الضرر الناجم عن الجذور الحرة.

      تشمل العلامات المبكرة لمرض الضمور البقعي ما يلي: [1و2و4]

      • صعوبة رؤية التفاصيل في ظروف الإضاءة السيئة وحساسية الوهج.
      • تبدو الخطوط مشوهة أو متموجة.
      • تبدو الأشكال مشوشة أو غير واضحة أو ضبابية في الرؤية المركزية.
      • تظهر الألوان أكثر قتامة وأقل تميزاً.
      • يصعب قراءة الكلمات لأنها غير واضحة.
      • تخفي المساحات الفارغة أو المظلمة المنطقة المركزية من رؤيتك.
      • يبدو مركز الرؤية ضبابياً أو غائماً.
      • لا يلاحظ العديد من المرضى أعراض الضمور البقعي إذا كانت موجودة في عين واحدة فقط، أو أكثر وضوحاً في عين واحدة عن الأخرى. عند المشاهدة بكلتا العينين في وقت واحد، قد لا تلاحظ أعراض الضبابية والتشويه.

      قد يُصاب الأطفال والشباب بمرض الضمور البقعي، حيث سيواجه الطفل أو المراهق المصاب بالضمور البقعي: [5]

      • صعوبة في القراءة (أو التعرف على الصور والأرقام والحروف إذا لم يكن قد قرأها بعد).
      • صعوبة في تحديد الوجوه وتعبيرات الوجه.
      • صعوبة في قيادة دراجة.
      • صعوبة في جمع جميع المعلومات المرئية على شاشة التلفزيون والكمبيوتر أو الهاتف أو الجهاز اللوحي.
      • قد يلاحظ الطفل تشويشاً أو تشوهاً في الرؤية و / أو نقطة عمياء في رؤيته.

      لا يوجد علاج لمرض الضمور البقعي ولكن العلاجات تساهم في تخفيف حدة الأعراض وإبطاء تقدم المرض وتشمل هذه العلاجات ما يلي [1و2]:

      • أدوية علاج الضمور البقعي الجاف: يصف الطبيب عادة لمريض الضمور البقعي الجاف مجموعة معينة من المكملات الغذائي، وتشمل ما يلي:
        1. فيتامين سي: 500 مللي غرام.
        2. فيتامين هـ: 400 وحدة دولية.
        3. لوتين: 10 مللي غرام.
        4. زياكسانثين: 2 مللي غرام.
        5. الزنك: 80 مللي غرام.
        6. النحاس: 2 مللي غرام.
      • دواء علاج الضمور البقعي الرطب: هناك أدوية تسمى الأدوية المضادة لنمو بطانة الأوعية الدموية لـ (VEGF)، وتعطى من خلال إبر رفيعة جداً في العين، يساعد هذا العلاج المضاد في تقليل عدد الأوعية الدموية غير الطبيعية في شبكية العين. كما أنه يبطئ أي تسرب من الأوعية الدموية.

      تشمل تقنيات علاج الضمور البقعي ما يلي: [3]

      • العلاج بالليزر (Laser therapy): قد يقترح طبيبك علاجاً باستخدام ضوء الليزر عالي الطاقة الذي يمكن أن يدمر أحياناً الأوعية الدموية غير الطبيعية التي تنمو بنشاط في الضمور البقعي الرطب (AMD).
      • العلاج بالليزر الضوئي (Photodynamic laser therapy): إنه علاج من خطوتين يستخدم عقاراً حساساً للضوء لتلف الأوعية الدموية غير الطبيعية. يقوم طبيبك بحقن دواء في مجرى الدم، والذي تمتصه الأوعية الدموية غير الطبيعية في عينك. بعد ذلك، يسلط الليزر في العين لتنشيط الدواء، الذي يضر بالأوعية الدموية غير الطبيعية.
      • مساعدات ضعف البصر: يمكنك الحصول على أجهزة بها عدسات خاصة أو أنظمة إلكترونية تعمل على تكبير صور الأشياء القريبة.

      يمكن تخفيف أعراض الضمور البقعي وإبطاء تقدمه من خلال تناول بعض الأعشاب، كما يمكنك الاعتماد على نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة لتقليل أعراض الضمور البقعي، فقد وجد أن تناول مضادات الأكسدة الغذائية، بالإضافة إلى زيادة مستوياتها من خلال المكملات الغذائية، يمكن أن يساعد في إبطاء تقدم التنكس البقعي: [7]

      • الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة (خاصة الكاروتينات): تشمل المصادر الخضراوات ذات الألوان الزاهية البرتقالية والصفراء مثل: القرع والجزر والبطاطا الحلوة والفلفل والتوت والفاكهة الحمضية. كما توفر الخضر الورقية الداكنة مثل: السبانخ واللفت والملفوف عناصر غذائية مهمة.
      • الخضراوات الورقية: كالسبانخ والهندباء والخبيزة وغيرها، لغناها بمضادات الأكسدة. يمكنك تناولها نيئة أو مطبوخة.
      • الجنكة: تستخدم كمحسّن للذاكرة، لها أيضاً تأثيرات قوية مضادة للأكسدة وقد ثبت أنها تحسن الرؤية لدى الأشخاص الذين يعانون من التنكس البقعي. الجرعة القياسية هي كبسولة واحدة 40 مللي غرام من خلاصة معيارية بنسبة 24% من جليكوسيدات الفلافون ثلاث مرات يومياً.
      • مكملات التوت البري: غني بمركبات الفلافونويد التي تساعد على تقوية النسيج الضام والأوعية الدموية. وهي متوفرة في مستخلص معياري بنسبة 25% من الأنثوسيانوسيدات؛ الجرعة القياسية هي كبسولة واحدة من 80 إلى 160 مجم ثلاث مرات يومياً. تشمل المصادر الغنية الأخرى للأنثوسيانوسيدات العنب البري، والتوت الأسود، والتوت، والعنب الأحمر، والخوخ، والبرقوق.
      • عصائر الفاكهة والخضروات الطازجة: يمكن للعصائر محلية الصنع غير المصنعة، مثل عصير الجزر أن توفر جرعة عالية من الفيتامينات الأساسية والمعادن ومضادات الأكسدة التي لها العديد من التأثيرات المضادة لعوامل أمراض العين المرتبطة بالشيخوخة.
      • شرب كمية كافية من الماء: بالإضافة إلى الحفاظ على رطوبتك عن طريق تناول أشياء مثل الشاي العشبي وماء جوز الهند، مما يساعد على إبقاء العين رطبة.
      • الأطعمة الغنية بالألياف: لإبعاد السموم عن الجسم، والمساعدة في صحة الأمعاء وامتصاص العناصر الغذائية، والحفاظ على وزن صحي، من الضروري تناول 25 غراماً على الأقل من الألياف الغذائية يومياً مثل: الفاصوليا أو البقوليات المطهوة والخضروات والفواكه والمكسرات والبذور والحبوب.

      كلما تم تشخيص إصابتك بمرض الضمور البقعي مبكراً كلما زادت فرصة العلاج، لذا راجع طبيب العيون إذا كان لديك أي أعراض الضمور البقعي، وتأكد من الاحتفاظ بجدول منتظم لفحوصات العين، كما يمكنك اتباع النصائح التالية لتقليل احتمال إصابتك بالضمور البقعي بشكليه الجاف والرطب [4]:

      • تحقق من بصرك من خلال النظر إلى شبكة (Amsler): نمط من الخطوط المستقيمة التي تشبه رقعة الشطرنج. وهي أداة يستخدمها أطباء العيون للكشف عن مشاكل الرؤية الناتجة عن تلف البقعة أو العصب البصري، يمكن أن يساعد على اكتشاف التغييرات في رؤيتك.
      • توقف عن التدخين: حيث يعتبر التدخين من العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بالضمور البقعي.
      • التغذية السليمة: اتبع نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي على الخضار الورقية ومضادات الأكسدة لتقليل مخاطر الضمور البقعية في الشبكية، وقد تقلل المكملات الغذائية التي تحتوي على مضادات الأكسدة بالإضافة إلى الزنك من احتمالية الإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالعمر.
      • حماية العين: احمي عينيك باستخدام النظارات الشمسية التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
      • فحص البصر للمسنين: إذا كان عمرك يزيد عن 65 عاماً، فيجب أن تتضمن اختبارات الرؤية التي تخضع لها بشكل دوري اختبار الضمور البقعي.

      في الختام.. الضمور البقعي أو التنكس البقعي سواء المرتبط بالعمر أو الذي يصيب الأطفال؛ أحد الأمراض التي تصيب شبكية العين، ولكن هذا المرض له أعراض مبكرة يجب الانتباه لها، ومراجعة الطبيب لتشخيصه مبكراً وتذكر أن اكتشاف المرض في بدايته سيقلل من الأضرار التي يسببها على شبكية العين بالتالي الحفاظ على صحة عينك مع التقدم في العمر.

      المراجع