دراسة تخصص هندسة التصميم الداخلي

ما هو تخصص هندسة التصميم الداخلي Interior Design Engineering؟ تعرف إلى شروط القبول في تخصص التصميم الداخلي ومواد الدراسة والوظائف في المستقبل
دراسة تخصص هندسة التصميم الداخلي

دراسة تخصص هندسة التصميم الداخلي

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

دائماً ما يسعى الأشخاص لتحسين شروط البيئة التي يعيشون فيها بحيث تناسب ثقافتهم وأفكارهم واحتياجاتهم، فيقدم لهم ذلك متطلبات الراحة والاستقرار التي يبحثون عنها، ومن هنا تأتي فكرة وأهمية علم التصميم الداخلي الذي يسعى هو الآخر لتحقيق أساسيات تلك الراحة، فما هي هندسة التصميم الداخلي وما أهم الأساسيات التي تعتمد عليها؟ وما الوظائف التي يمكن العمل بها بعد التخرج؟ نتعرف على ذلك في هذا المقال.

يُعنى التصميم الداخلي بتجهيز البيئة الداخلية لمنشأة أو مبنى عن طريق وضع تخطيط للفراغ داخل المبنى وتأهيله ليناسب تطلعات المستخدم، ويكون ذلك دون التدخل بهيكلة المبنى خارجياً، وإنما ينحصر العمل ضمن نطاق المساحات الداخلية للمبنى.
يقوم المصمم الداخلي برسم أفكار ومخططات لطريقة تقسيم وتقطيع المساحات ضمن المبنى وأساليب توزيع التفاصيل البنائية الداخلية، مثل الأعمدة أو الأدراج أو الرفوف بأشكالها وأماكن وجودها وحجمها وغير ذلك. [1]

تخصص التصميم الداخلي في الجامعة

أما دراسة التصميم الداخلي كفرع جامعي، فهو يختلف من جامعة لأخرى، فيكون في بعض الجامعات أحد أقسام كلية الهندسة المعمارية، وفي جامعات أخرى يكون فرعاً لكلية الفنون الجميلة، وقد يكون له مسمى آخر وهو العمارة الداخلية، وعلى الرغم من أن العمارة الداخلية أكثر شمولاً من التصميم الداخلي إلا أنها تشمل ذات الأفكار ومجالات العمل، ففي الجامعات التي لا تخصص قسماً لدراسة التصميم الداخلي يكون لديها قسم للعمارة الداخلية باعتبار الفرعين وجهين لنفس الاختصاص، وتشمل مدة الدراسة في العموم أربع سنوات جامعية.

animate

للتمكن من دراسة مجال التصميم الداخلي نحتاج لمجموعة من الشروط التي تؤهلنا للتسجيل أولاً في هذا الفرع، ثم سنحتاج لعدة مهارات ومواهب تضمن الاستمرار في دراسته والنجاح فيه، وتكون تلك الشروط والمؤهلات على الشكل التالي: [3-2]

  • شهادة الثانوية العامة: إن الجامعات التي تصنف هذا التخصص تحت اسم العمارة الداخلية يكون غالباً قسم من أقسام كلية الفنون الجميلة وهنا تنفع كلا الشهادتين العلمية أو الأدبية للتسجيل، ويكون معدل القبول أقل من المتوسط، أما التصميم الداخلي فهو في معظم الأحيان أحد تخصصات الهندسة المعمارية وإن التخصص به يشترط الحصول على شهادة الثانوية العامة من الفرع العلمي وبمعدل عالي نسبياً.
  • اجتياز اختبار القبول: الدراسة في كلية الفنون الجميلة أو كلية الهندسة المعمارية يشترط بها اجتياز فحص قبول أولاً له علاقة بمهارات ومواهب الرسم والتصميم، فهذه المهارات شرط أساسي للدراسة في كلا الكليتين، وبعد اجتياز ذلك الاختبار يتم التسجيل في قسم التصميم الداخلي.
  • معرفة في برامج الحاسوب: تنفيذ المخططات التصميمية لأي مشروع تتم بجزء كبير منها باستخدام برامج حاسوبية مختصة، وهذا ما يحتاج من الدارسين في تخصص التصميم الداخلي أداء جيد في التعامل مع تقنيات الحاسوب وبرامجه.
  • موهبة الرسم والتخطيط: عمليات رسم التصاميم وإنشاء المخططات هي أساس العمل في مجال التصميم الداخلي، وهذا ما يتطلب مهارات ومواهب قوية في الرسم والتخطيط الهندسي، وهي مهارات يمكن اكتسابها وتعلمها لكن بشرط وجود الهواية الأساسية التي تحفز الاستمرار في تعلم وتطوير موهبة الرسم.
  • مهارات عالية في تقدير الأبعاد والمسافات: يحتاج المصمم الداخلي لقوة مخيلة عالية ومهارة في تقدير الأبعاد ليتجاوب مع طبيعة عمله، فعند وضع مخطط لتقسيم أي فراغ ووضع تقطيعات له يجب أن يتم العمل على التقدير الصحيح لحجم تلك التقسمات والتقطيعات على أرض الواقع بحيث تكون مناسبة لطبيعة استخدام ذلك الفراغ من ناحية ومتطابقة مع المخططات من ناحية أخرى.
    فمثلاُ عند وضع مخطط لتصميم درج يجب أن يكون الحجم المختار للتصميم مناسباً مع مكان وجوده إن كان شركة أو منزلاً عادياً، وأن يكون مناسباً لحجم الفراغ الموجود عموماً بحيث لا يأخذ ذاك الدرج كل مساحة المكان الموجود فيه بدون بقاء مكان للحركة براحة حوله، وهناك كثير من الأمثلة الاخرى المتعلقة بضرورة وجود مهارة التقدير عند الشخص ليتمكن من العمل كمهندس تصميم داخلي ناجح.
  • النظرة الفنية الإبداعية: أيضاً من العوامل المطلوبة للنجاح في العمل كمصمم داخلي هي امتلاك مخيلة إبداعية تجعل التصاميم المنتجة متوافقة مع الحاجات المطلوبة وخارجة عن الإطار المثالي النموذجي، بحيث يكون العمل المطبق على أرض الواقع مختلفاً عن غيره فنياً لكنه مريح ومناسب للعميل.
    ويندرج في إطار ذلك مهارة اختيار الألوان وتنسيقها، الاهتمام بالتفاصيل الجمالية، ترتيب وتنظيم التقطيعات داخل المساحة الموجودة بشكل متوازن، الابتعاد عن الفوضى التي تسبب عدم راحة العميل، وعدة أمور غير ذلك.
  • قدرات عالية في التواصل والاستماع: أثناء العمل في مشروع لبناء معين يحتاج مهندس التصميم الداخلي لأسلوب تواصل فعال ليستطيع من خلاله توصيل رؤيته ووجهات نظره حول التصاميم المقترحة، بالإضافة للقدرة على استيعاب وفهم متطلبات العميل.

المواد التي يتم إدراجها في المناهج التعليمية لتخصص التصميم الداخلي تدور حول محاور واحدة لكنها تختلف بالتسميات بين جامعة وأخرى وأيضاً بأسلوب ترتيبها ضمن السنوات الدراسية، وتكون معظم تلك المحاور هي:

  • تاريخ الفن القديم والحديث.
  • أساسيات التصميم بجميع الأجزاء.
  • الرسم الحر.
  • أساسيات الألوان والخامات.
  • نظريات التصميم الداخلي.
  • التصميم السكني بأجزائه.
  • رسم تصاميم ثنائية الأبعاد تقنياً.
  • رسم تصاميم ثلاثية الأبعاد تقنياً.
  • السلوك الإنساني تجاه البيئة.
  • مبادئ الرياضيات.
  • تصميم المكاتب.
  •  إنشاء المباني.
  • التصميم الداخلي للمنشآت التجارية.
  • تصاميم الإضاءة.
  • النسيج والمفروشات.
  • تصميم الأثاث.
  • تصميم الحدائق الداخلية.
  • الظل والمنظور.
  • مواد وخامات إنشاء المباني.
  • تحليل ونقد في التصميم الداخلي.
  • علم الجمال والتذوق الفني.

العمل على تنفيذ تصميم بيئة داخلية لمشروع ما يتطلب من المهندس التنسيق بين عدة أمور أساسية وضرورية لنجاح ذاك التصميم، من أهمها:

  • مسار الحركة: أهم عامل في التصميم الداخلي ومن أساسيات التطبيق فيه، حيث يهتم المهندس الذي يعمل على وضع تصميم داخلي لمنشأة ما بتجهيز تقطيع مناسب للمساحات بحيث يحقق مسار الحركة الذي يضمن راحة العميل ويتناسب مع جميع رغباته.
  • الحاجات الوظيفية: يقصد بالحاجات الوظيفية نوع الخدمات التي يجب أن يحققها المبنى المراد إنشاءه، فتختلف طرائق تصميم المشافي داخلياً عن طرائق تصميم المدارس أو الشركات أو الشقق أو المكاتب، حيث إن الوظيفة التي يؤديها كل نوع من المنشآت آنفة الذكر للمستخدمين تتطلب أُسس تصميم مناسبة لها بحيث تعطي خدماتها بأفضل شكل.
  • حاجات المستخدمين: وهنا يتم الحديث عن نوع المباني التي لا يستخدمها أصحابها بشكل مباشر، مثل مبنى المدرسة أو المشفى، فيختلف الناس الذين يملكون هذا المبنى عن الناس الذين سيستخدمونه، وهنا يتم التنسيق بين هذين النوعين من الناس، بحيث يتم تنفيذ رغبات صاحب العمل بالتنسيق مع طبيعة المستخدمين والعوامل التي تلبي احتياجاتهم.
  • الحاجات الفردية: يتم تسجيل الرغبات الشخصية لأصحاب المبنى أو المنشأة، فيعمل مهندس التصميم الداخلي على تطبيق متطلبات صاحب المبنى إن كان فقط شخص واحد يمتلكها، أو كل فرد من الأفراد المستخدمين لتلك المنشأة إذا كانت مشتركة.
    فإذا كان المبنى مثلاً عبارة عن منزل لعدة أشخاص فيتم الاتفاق ما بين مهندس التصميم الداخلي على الطريقة الأنسب لتقطيع ذلك المنزل ومساحات الغرف بأسلوب يناسب الجميع، ثم يعمل المهندس بعد ذلك على تطبيق حاجات كل فرد في مكانه أو ديكور غرفته الخاصة.
  • الحاجات الشكلية الجمالية: يعطي الشكل رونق مميز للمكان دوماً ويشكل عامل جذب هام، لذا من المهم الاعتناء برتابة الشكل العام للمبنى الذي يتم تصميميه وانفراده عن غيره، ولكن بشكل يضمن ارتباطه مع فكرة المبنى، فلا يمكن إعطاء مظاهر شكلية داخلية لبناء مشفى مشابهة لمظاهر بناء مركز تجميل، لذا فإن الحاجات الشكلية ترتبط جداً بكل الحاجات الوظيفية.

الوظائف التي تتاح لمهندس التصميم الداخلي كثيرة ولها أماكن متعددة، فتنوع التخصصات التي يمكن أن يختارها المصمم الداخلي خلق أشكال عدم لمجالات العمل، ومن أشهر تلك الوظائف والمجالات: [4]

  • العمل في مكتب تصميم داخلي: من أوائل الأفكار التي قد تتوارد لذهن الطلاب المتخرجين حديثاً من تخصص التصميم الداخلي هي العمل في مكتب هندسي متخصص بالتصميم الداخلي، بحيث يتم فيه تقديم خدمات التصميم والإشراف للمشاريع المختلفة بالإضافة لتنفيذها سواء في أحد المجالين التجاري أو السكني.
    حيث يفضل البعض العمل في مجال المشاريع السكنية التي تتضمن تصميم وتنفيذ مخططات العمارة الداخلية للمنازل والشقق المنفردة أو المباني السكنية بشكل كامل أو الفلل والمزارع الخاصة، ويتجه البعض الآخر من المصممين إلى العمل في المشاريع التجارية كالتي تتعلق مثلاً بالمحال التجارية المختلفة، أو المطاعم والمقاهي، أو مكاتب العمل والشركات وما إلى ذلك.
  • العمل في معرض إكسسوارات منزلية: الإكسسوارات المنزلية هي جميع القطع التي يتم العمل بها على تزيين ديكور المنزل، مثل المزهريات والمرايا والشمعدانات والساعات والتحف الفنية والأباجورات وكل ما يتعلق بذلك، فيعمل المصمم على إنتاج أشكال عصرية ومميزة لهذه القطع بالإضافة إلى تنوعها لتناسب جميع الأذواق، وثم يعرضها في أحد المعارض المتخصصة بها أو يقوم بافتتاح معرضه الخاص لعرض جميع تصاميمه.
  • معارض الأثاث: يتجه الكثير من المصممين للعمل في مجال تصميم قطع أثاث المنزل بمختلف أنواعها، مثل تصميم الأرائك والطاولات والكراسي وأشكال الخزانات وغير ذلك، وهذا النوع من الأعمال من أكثر المجالات الذي يحتاج إلى الاهتمام بالتفاصيل وإلى الإبداع والتميز في إنجاز التصاميم للحصول على منتجات فريدة وذات أفكار جديدة.
  • صالات الأفراح والاستديو هات والمجلات: تحتاج جميع أماكن العمل السابقة الذكر لديكورات وتصميمات داخلية خاصة تختلف بين الفترة والأخرى بسبب ورود أنواع مختلفة من العملاء عليها، وهذا ما يخلق الحاجة لوجود متخصص تصميم داخلي مسؤول عن تنفيذ تلك التصميمات بشكل دائم.
  • الجامعات أو المراكز التعليمية: يمكن أن يستغل مهندس التصميم الداخلي معارفه وخبراته المتعلقة بتصميم المنشآت والديكورات المختلفة في مجال التعليم والتدريس سواء في الجامعات والمراكز العلمية، أو عن طريق إقامة دورات تدريبية للطلاب المستجدين ليتعرفوا أكثر على مجالات العمل في هذا الاختصاص وعلى كل تفاصيل الدراسة به.

المراجع