أسباب النوم القهري والمفاجئ وعلاج داء التغفيق

أسباب النوم القهري أو النوم المفاجئ "داء التغفيق" وأعراضه وطرق علاج اضطراب النوم القهري
أسباب النوم القهري والمفاجئ وعلاج داء التغفيق
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

قد ينام المصاب بداء التغفيق أو الخدار النومي (Narcolepsy) في أي وقت وبشكل قهري خارج تماماً عن الإرادة، وعلى الرغم من ندرة هذه الحالة إلّا أنها تعتبر من أخطر اضطرابات النوم، من جهة تؤثر بشكل كبيرة على أداء المريض في حياته اليومية، ومن جهة أخرى تعرضه للعديد من المخاطر مثل النوم أثناء القيادة أو استخدام الآلات.

النوم القهري داء التغفيق (بالإنجليزية: Narcolepsy or Paroxysmal Sleep) هو اضطراب عصبي نادر يؤثر على عملية النوم ويتجلى بعدم قدرة الدماغ على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ بشكل طبيعي، ما يجعل الشخص المصاب يعاني من النوم المفاجئ القهري في أوقات النشاط وحتى أثناء القيام بأنشطة تتطلب تركيزاً مثل قيادة السيارة، كما يؤثر على عمق واستمرارية النوم ليلاً ما يؤدي لفقدان النشاط والطاقة على مدار اليوم.

يعتبر داء التغفيق والنوم القهري من الأمراض المزمنة التي لا يوجد علاج شافي تماماً لها، وإنما يتم إدارته ببعض الأنماط السلوكية التي تخفف من أعراضه، وإهمال العلاج قد يسبب تدهور حالة المريض فضلاً عن مخاطر النوم المفاجئ.

يمكن أن يظهر داء التغفيق في أي مرحلة من مراحل الحياة ولكنه غالباً ما يبدأ بالظهور بين عمر 7 سنوات وحتى 25 سنة، وذلك عند الذكور والإناث على حدٍّ سواء، وغالباً ما يكون داء الخدار النومي أو التغفيق صعب التشخيص لتداخله مع اضطرابات النوم الأخرى وتفاوت حدة الأعراض من مريض لآخر. [1]

هل النوم القهري مرض نفسي!

النوم القهري المفاجئ ليس مرضاً نفسياً ولا يتم تصنيفه كاضطراب نفسي، وإنما يعتبر اضطراباً عصبياً وخللاً في عمل الدماغ، وقد تتشابه أعراض التغفيق أو النوم القهري مع بعض الأمراض النفسية والعقلية مثل الأرق، لكن لا يوجد أي عامل نفسي معروف لداء النوم القهري.

animate

لا يوجد سبب معلوم محدد للنوم القهري والخدار، هناك بعض الأسباب المحتملة لحالة النوم المفاجئ والتغفيق أهمها:

  1. نقص مادة الهيبوكريتين: وهي مادة كيميائية عصبية تتواجد في الدماغ وتلعب دوراً أساسياً في تنظيم عملية النوم والاستيقاظ، والنقص في مستويات هذه المادة لدى بعض الأشخاص يسبب الإصابة بداء التغفيق، ويلاحظ هذا النقص بشكل خاص عند المرضى المصابين بحالات الجمدة المفاجأة وتخشيب الجسم.
  2. اضطرابات المناعة الذاتية: قد تكون أمراض المناعة الذاتية عاملاً يسبب نقص الخلايا التي تنتج الهيبوكريتين في الدماغ وبالتالي تسبب الخدار ونوبات النوم القهري.
  3. مشاكل جينية وراثية: لا يوجد ما يؤكد انتقال داء الخدار والنوم القهري وراثياً، لكن يمكن أن يكون الخلل في عمل الدماغ الذي يسبب ضعف إدارة عملية النوم له أسباب جينية موروثة.
  4. التغيرات الهرمونية: قد ترتبط حالات النوم القهري والتغفيق بالتغيرات الهرمونية المفاجئة سواء الطبيعية أو غير الطبيعية، مثل التغيرات الهرمونية المرتبطة بمرحلة عمرية معينة كالبلوغ أو انقطاع الطمث عند النساء، أو التغيرات الناتجة عن أمراض معينة.
  5. عدوى انفلونزا الخنازير: تعطي بعض المؤشرات وجود رابط ما بين التعرض للإصابة بعدوى انفلونزا الخنازير والإصابة بداء التغفيق والنوم المفاجئ.

تتفاوت أعراض داء التغفيق بين حالة وأخرى، حيث يمكن أن يعاني بعض المصابين من أعراض كاملة ومنتظمة في الحالات الشديدة، ويحصل لدى مصابين آخرين أعراض خفيفة وقليلة، وتتمثل تلك الأعراض بما يلي:

  1. نوبات نعاس أثناء النهار: الشعور بحالة من النعاس الشديد والمفاجئ خلال فترات النهار على الرغم من أخذ قسط كافي من النوم في الليلة السابقة، وهو أول عرض يلاحظه مريض داء التغفيق، فيشعر بحاجة ملحة للنوم ويفقد القدرة على البقاء مستيقظاً.
  2. النوم المفاجئ القهري: الشخص المصاب بداء التغفيق يمكن أن ينام فجأة وبدون سابق إنذار وفي أي وقت، قد تكون غفوة تستمر لبضع ثوانٍ فقط أو تمتد لعدة دقائق، وهي حالة خطرة لأنها يمكن أن تحدث في أوقات حرجة كالقيادة أو استعمال أدوات خطرة، قد تحدث نوبات النوم المفاجئ مرة واحدة أو تتكرر عدة مرات في الحالات الشديدة.
  3. الجمدة أو التخشيب: وهي حالة مفاجئة من الضعف العضلي أو فقدان السيطرة العضلية، تحدث عند العديد من المصابين بداء التغفيق ولها عدة أشكال، منها حدوث ارتخاء مفاجئ للفك، صعوبة في الكلام، انحناء الرأس فجأة، ارتخاء الساقين فجأة، وهي غالباً رد فعل للمحفزات العاطفية كالغضب الشديد أو الضحك بكثرة أو التعرض لموقف مفاجئ أو صدمة، وتحدث بتواتر مختلف لدى المصابين فمنهم من قد تحدث لديهم مرة أو مرتين فقط، ومنهم من تحدث لديهم يومياً.
  4. شلل النوم: يحدث شلل النوم المرافق لداء التغفيق على شكل حالة من التيبس الجسدي المفاجئ أثناء النوم، فيشعر المريض وكأنه أصيب بالشلل فهو يكون عاجز عن الحركة والكلام، تستمر هذه النوبات عادة من بضع ثوان إلى دقائق قليلة وليس لها آثار مؤذية مباشرة ولكنها قد تؤدي بالمصاب لحالة من الهلع والخوف.
  5. اضطرابات النوم: وهي عراقيل تواجه مراحل النوم وتجعلها أكثر صعوبة وإزعاج، حيث أن الأشخاص المصابين بالتغفيق لا يحصلون على نوم كافٍ ومريح بسبب عدة مشاكل منها الاستيقاظ المتكرر أثناء النوم، انقطاع النفس الإنسدادي خلال النوم، الأرق، متلازمة تململ الساقين وغير ذلك.
  6. السلوك التلقائي: وهو أداء مهمة بشكل تلقائي من قبل شخص ما في غياب الوعي الكامل لذلك، وهو أحد الأعراض المرافقة لمصابي داء التغفيق، حيث يمكن أن يغفو الشخص أثناء القيادة أو الكتابة أو أثناء أي عمل آخر لبضع ثوان أو دقائق ولكن دون التوقف عن ذلك العمل، فيبقى الشخص يكتب أو يقود ولكنه غير واعٍ لذلك وكأنه نائم، وعندما يستيقظ من هذه الحالة يكون غير قادر على تذكر ما فعله.
  7. أعراض أخرى: يمكن أن يترافق داء التغفيق مع بعض الأعراض الأخرى أيضاً مثل مشاكل في تذكر الأشياء، حالات من الهلوسة أثناء النوم، نوبات متكررة وغير مفهومة من الصداع وغير ذلك. [4-3]

الأدوية المستخدمة لعلاج داء التغفيق أيضاً تكون مساعدة في السيطرة على أعراضه وخصوصاً في الحالات الشديدة، ولا تكون معالجة، وجميع الأدوية المذكورة حساسة واستخدامها يجب أن يتم بحذر شديد تحت إشراف الطبيب:

  1. المودافينيل: وهو عقار منبه للجهاز العصبي المركزي، وتمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لعلاج الخدار النومي أو داء التغفيق، وهو فعال في تقليل النعاس أثناء النهار ومساعدة المصاب في البقاء مستيقظاً.
  2. المنشطات الشبيهة بالأمفيتامين: تستخدم عندما يكون استخدام عقار المودافينيل غير فعال في حالة الخدار، ولكن هذه الأدوية تحتاج لمراقبة وانتباه شديد أثناء استخدامها لأنها تعطي تأثيرات جانبية مزعجة وخطرة أحياناً مثل إضرابات نظم القلب، الرجفان والارتعاش، التهيج والعصبية، إضرابات النوم، لذا تستخدم هذه الأدوية بإشراف طبي وحذر.
  3. مضادات الاكتئاب: تستخدم فئة الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقة في علاج بعض حالات الخدار وخصوصاً فيما يتعلق بحدوث الجمدة والتخشيب، وعلى الرغم من أن آثاراها أقل ضرراً من المنشطات الشبيهة بالأمفيتامين إلا أن الكثير من المستخدمين يشكون من تأثيرات جانبية مزعجة مثل الدوخة والدوار وجفاف الفم وغير ذلك.
  4. مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية: أو مثبطات امتصاص السيرتونين والنورابنفرين، هذه الأدوية هي نوع آخر لمضادات الاكتئاب تستخدم لعلاج عدة أعراض مرافقة لداء التغفيق منها الجمدة وهلوسة النوم وحالات شلل النوم، ويمكن أن تعطي آثاراها الجانبية حالة من الأرق أو مشاكل في الجهاز الهضمي أو زيادة في الوزن.
  5. أوكسيبات الصوديوم: وهو أحد الأدوية الموافق عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أيضاً، يستخدم لعلاج حالة الجمدة المرافقة للخدار، وفي الجرعات الأعلى يساعد في السيطرة على نعاس النهار، يؤخذ بجرعتين في اليوم الأولى قبل النوم والأخرى بعدها بأربع ساعات، لكنه لا يخلو أيضاً من بعض التأثيرات الجانبية مثل الغثيان والتسبب بالمشي أثناء النوم أو حدوث تبول لا إرادي في فترة النوم، ويمكن أن يكون تناوله مع الأدوية المنومة أو مسكنات الألم أو المشروبات الكحولية خطر جداً على الشخص فيحدث لديه صعوبة في التنفس يمكن أن تتطور إلى غيبوبة وقد تنتهي بالموت. [3-1]

 كما ذكرنا سابقاً داء التغفيق والنوم المفاجئ حالة مزمنة لا يوجد علاج نهائي لها، وإنما تكون العلاجات المعتمدة هي أساليب سلوكية حياتية أكثر صحة تقلل قدر الإمكان من أعراض داء التغفيق المزعجة:

  1. تنظيم جدول النوم: يساعد ضبط جدول النوم على الحصول قدر الإمكان على فترات نوم منتظمة مريحة وبدون مشاكل، حيث يجب الالتزام يومياً بموعد موحد للنوم والاستيقاظ حتى في أيام العطل.
  2. اعتماد قيلولة قصيرة في النهار: تستطيع القيلولة القصيرة خلال فترة النهار أن تساعد في الانتعاش والتخلص من الشعور المتكرر والمزعج بالنعاس، ويمكن أن تكون تلك القيلولة لفترة 20 دقيقة أو أكثر بقليل مثالية ومريحة.
  3. الابتعاد عن التدخين والكحول: حيث يمكن أن تسبب هذه المواد وخصوصاً عند استهلاكها في وقت قريب من النوم إلى مفاقمة أعراض داء التغفيق وازديادها سوءً.
  4. ممارسة الرياضة في وقت مناسب: الرياضة هامة في إنعاش حالة الجسد خلال النهار ودعم الحيوية والطاقة لدى الشخص المصاب بداء التغفيق، ولكن يجب أن يتم اختيار وقت مناسب لها بحيث تبتعد عن وقت النوم بما لا يقل هن 5 ساعات لكيلا تسبب الشعور بالنشاط قبل النوم وبالتالي الأرق وقلة النوم.
  5. تجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم: لأن هذا يمكن أن يؤثر على جودة النوم ويؤدي إلى زيادة المشاكل والصعوبة فيه.
  6. الاسترخاء قبل النوم: هناك عدة ممارسات يمكن أن تساعد في تعزيز النوم ليلاً وتعطي فرصة في الحصول على راحة أكثر، مثل أخذ حمام بماء ساخن قبل النوم مما قد يعزز الشعور بالنعاس، النوم في مكان مريح، الابتعاد عن شاشة الهاتف أو التلفاز قبل النوم بمدة ساعة تقريباً، النوم في مكان مظلم وما إلى ذلك. [3-1]

المراجع