موضوع عن التعاون وأنواعه وأهمية التعاون في الحياة

تعريف التعاون وأنواعه ومستوياته وأهمية وقيمة التعاون في الحياة
موضوع عن التعاون وأنواعه وأهمية التعاون في الحياة
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

يعيش البشر على الأرض ضمن بيئة اجتماعية يتفاعلون معها ويعملون ضمنها، حيث يتمايز البشر منذ الولادة وحتى الكبر، تربطهم جميعاً علاقات اجتماعية ومهنية مختلفة فيما بينهم، وتأتي أهمية التعاون من تكميل الأفراد لبعضهم البعض، والمساهمة في استمرار الحياة بجودة أفضل ويعكس التماسك الاجتماعي.

تعريف التعاون (بالإنجليزية: Cooperation) أنه الجهد المشترك الذي يتم بذله من الأشخاص في سبيل تحقيق منفعة مشتركة لأطراف التعاون، وقد يكون التعاون بين فردين أو مجموعتين أو بين مجموعة دول، ولا يقتصر التعاون على المجتمع الإنساني حيث يمكن ملاحظة التعاون بين الحشرات وبين الحيوانات وبين النباتات والحيوانات، مثل النحلة التي تأخذ الرحيق من الزهرة وتساهم في الحفاظ على تكاثر الزهور في نفس الوقت.

ويرى البعض أن التنافس هو عكس التعاون، حيث يكون الهدف في التنافس هو تحقيق مصلحة شخصية يسعى إليها مجموعة من الأشخاص لكنها ستكون من نصيب واحد منهم فقط، أما التعاون فهو يهدف لتحقيق منفعة مشتركة أو متبادلة.

animate

التعاون في الإسلام هو المساعدة والعون في الحقِّ والبرِّ، والتعاون في الإسلام من القيم السامية التي حثَّ عليها القرآن الكريم في أكثر من موضع منها قوله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) المائدة آية2. فالتعاون في اللغة هو المشاركة والمساعدة، أما التعاون في الإسلام أن تكون هذه المساعدة على البرّ والتقوى والحقّ، بما يرضي الله ورسوله.

 والتعاون في الإسلام من شيم المؤمن ومن سنَّة النبي صلى الله عليه وسلّم، حيث شبّه الرسول عليه الصلاة والسلام المؤمنين بالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوّ تداعت باقي الأعضاء له، وقال صلى الله عليه وسلّم: إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. أي أن العلاقة التي تجمع المؤمنين ببعضهم مبنية على التعاون والتداعي لنجدة بعضهم وتقديم المساعدة والمعونة بما يرضى الله للحفاظ على بينتهم وترابطهم.

هناك الكثير من أنواع وأشكال التعاون، قد يكون التعاون شخصي أو غير شخصي، مباشر أو غير مباشر، يقوم على أساس واقع مشترك بين المتعاونين (كما في النقابات) أو أهداف مشتركة (كما في الأعمال التطوعية)، يضم عدداً قليلاً من المتعاونين أو ينشأ بين شعوبٍ ومجتمعات لا يشترط أن تجمعها سمات مشتركة.

  1. التعاون المباشر وغير المباشر

    • التعاون المباشر: يعد هذا النوع من التعاون شخصي ومباشر، ويوجد في المجموعات الصغيرة مثل الأسرة والمدرسة ومجموعات الترفيه وشركاء العمل، ومن الأمثلة على هذا التعاون تنظيم الأحداث أو الحفلات أو التعاون المدرسي بين الطلاب لتنظيف المدرسة في يوم الإجازة أو إقامة صفوف التقوية المجانية للطلاب المتأخرين دراسياً.
    • التعاون غير المباشر: وهو تعاون غير شخصي وغير مباشر، يوجد هذا النوع في المنظمات الكبيرة والصناعية والحكومية ونقابات العمال، وهو تعاون المستهلك والمنتج، مثال النجارين والبنائين والسباكين الذين يتعاونون معاً لبناء منزل، حيث يقوم هذا النوع على تقسيم العمل وتوزيع المهام، ويقوم كل شخص بعمل مختلف لتحقيق الهدف المشترك.
  2. التعاون الأولي والتعاون الثانوي

    • التعاون الأولي: يوجد هذا النوع في الأسرة، ويشمل تحقيق مصالح المجموعة من خلال تحقيق مصالح الفرد.
    • التعاون الثانوي: يوجد في قطاعات الحكومة والصناعة والنقابات وما إلى ذلك، ويعمل الأشخاص بالتعاون مع الآخرين من أجل الرواتب والترقية والأرباح، ولكن هناك تباين في المصالح في هذا النوع من التعاون.
    • التعاون الثلاثي: هذا النوع من التعاون هو أساس التفاعل بين المجموعات الصغيرة والكبيرة لتحقيق هدف معين أو مواجهة موقف ما، على سبيل المثال قد يتحد حزبان لهما خطط عمل مختلفة ضد حزب واحد منافس.
  3. نوع التعاون حسب نطاق المشاركين فيه

    • التعاون الفردي: وهو التعاون الذي ينشأ بين الأفراد على اختلاف العلاقة التي تربطهم، كالتعاون بين الزوجين للقيام بمتطلبات الأسرة، أو التعاون بين الأصدقاء أو زملاء العمل، وقد يكون هذا التعاون مشروط وله قواعد ضابطة، وقد يكون نوعاً من التعاون العفوي غير المشروط.
    • التعاون الجماعي: وهو نوع التعاون الذي ينشأ بين مجموعة من الأفراد لهم أهداف أو اهتمامات مشتركة، مثل تعاون مشجعي فريق كرة القدم لدعم فريقهم وتشجيعه خلال المباراة.
    • التعاون المجتمعي: يهدف التعاون الاجتماعي إلى تطوير المجتمع، حيث يتم التنسيق بين مجموعة من الأفراد أو الجماعات لتحقيق أهداف اجتماعية مثل التوعية بالآفات الاجتماعية ومكافحتها أو الاهتمام بالفئات الاجتماعية غير القادرة من فقراء وأيتام، وقد يتحول هذا التعاون إلى ورضة ضغط على الحكومات بتلبية حاجات المجتمع في المجالات المختلفة مثل التعليم والخدمات الصحية وحقوق فئات المجتمع المقهورة.
    • التعاون العالمي: وهو التعاون الذي ينشأ بين الدول في مجالات مختلفة من الدفاع والاقتصاد والتبادل الثقافي والعلمي وغيرها، قد يكون هذا التعاون الدولي مبنياً على اتفاقيات بين الدول، أو كنوع من الإغاثة لشعوب الدول الفقيرة أو تقديم المساعدة لدول تعرضت لكوارث طبيعية أو اقتصادية أو تشهد نزاعاتٍ مسلحة، لذلك سنجد أن التعاون الدولي يكون في بعض الحالات مشروطاً بشرط المعاملة بالمثل، وفي حالات أخرى يكون غير مشروط كجزء من واجبات شعوب العالم نحو بعضها.
  4. بعض أنواع التعاون حسب موضوع التعاون

    • التعاون لتحقيق منفعة متبادلة: وغالباً ما يكون هذا النوع من التعاون مرتبطاً بمصلحة متبادلة ومشروطاً بتحقيق هذه المصلحة للطرفين المتعاونين وإن لم تكن هذه المصلحة واضحة وضوحاً تاماً، يظهر بين طلاب المدارس في تبادل المعرفة ومساعدة بعضهم بحل الواجبات أو الحفاظ على نظافة المدرسة ويسمى التعاون المدرسي، ويظهر بين زملاء العمل ويعتبر من أنماط التعاون الاجتماعي، وبين الدول يسمى التعاون الدولي.
    • التعاون غير المادي: وهو التعاون بين الأفراد بتقديم الدعم المعنوي غير المادي، وقد يكون هذا التعاون مباشراً بين أشخاص لا يعرفون بعضهم أو يأتي على شكل دعم قضية فئة أو شخص دون وجود معرفة مباشرة معه.
    • التعاون المالي: هناك الكثير من أشكال التعاون المادي في مجتمعنا العربي، منها النقوط في الأفراح أو للمواليد الجديد، والجمعيات المالية التي يتعاون فيها الزملاء أو الأقراب للادخار، والمساعدات التي يجمعها الأفراد من بعضهم لإغاثة شخص يمر بمحنة.
    • التعاون المهني: ويتجلى التعاون المهني بين أفراد المهنة الواحدة من خلال النقابات والاتحادات التي تجمعهم وتضمن خلق نوع من الترابط بين أفرادها والتعاون بصور مختلفة، مثل الضغط لضمان حقوقهم في المجتمع وتأسيس صناديق الرعاية الصحية والتقاعد وتعويضات الوفاء وغيرها.
    • التعاون الإغاثي: ويظهر في الأعمال التطوعية على وجه الخصوص، حيث يقوم أفراد من المجتمع يجمع أنفسهم في إطار تنظيمي يهدف إلى إغاثة الأفراد الأكثر تضرراً من الكوارث الطبيعية أو الاقتصادية أو الحروب، وتشمل الإغاثة تأمين الاحتياجات الأساسية من الطعام والعلاج والتدفئة، إضافة إلى الجانب التنموي المتعلق بتأهيل الأفراد لدخول سوق العمل وتمكين المرأة.

التعاون هو أساس الحياة الاجتماعية: حيث يتطلب استمرار الجنس البشري التعاون منذ البداية بين الذكور والإناث للإنجاب، ومن ثم التعاون بين الأهل للتربية، ومن ثم التعاون مع المدرسة لإنشاء الجيل المتعلم، والتعاون الاجتماعي لضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة.

  1. تعزيز التماسك بين الأفراد في بيئتهم: يعمل التعاون على زيادة التماسك وتعزيز متانته بين الأفراد في البيئات المختلفة، كما يحسّن التعاون من الأداء الفردي والجماعي، بالتالي يزيد من المردود العملي والالتزام السلوكي ويحقق أفضل المخرجات في البيئات المختلفة.
  2. التخلص من الصفات الشخصية السيئة: يلعب التعاون دوراً مميزاً في التقليل من الصفات السلبية للأفراد مثل الأنانية، حيث تضرّ مثل هذه الصفات بالشخص، وتجعله غير قادر على طلب المساعدة أو يرفض مساعدة الناس بدافع المصلحة الشخصية وحب الذات والأنا، فيما يفرض منطق التعاون على أفراد المجتمع المعاملة بالمثل، فيضطر إلى التخلص من صفاته السلبية أو إخفائها عن الآخرين على الأقل للاستفادة من المنافع المشتركة.
  3. زيادة ترابط المجتمع الواحد: من خلال التعاون تظهر أهمية الفرد بالنسبة للمجتمع وأهمية المجتمع بالنسبة للفرد، والعمل على تحقيق أهداف المجتمع، وتسريع الوصول إلى النتائج، والزيادة في تلاحم وتماسك المجتمع، بالتالي يصبح أكثر قدرة على مواجهة الأخطار والظروف الطارئة.
  4. يعكس التعاون الرضا لدى الفرد: حيث يشعر الشخص بالسعادة الداخلية عندما يرى النتائج التعاونية لدى الأشخاص الآخرين أيضاً.
  5. التقليل من المشاكل الاجتماعية: مثل الفقر والبطالة، حيث يساعد التعاون على النهوض بالأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة وتأمين الفرص والاحتياجات، ويجعلهم يشعرون بالانتماء، ويسمح لهم بالاندماج في مجتمعاتهم من جديد.
  6. ضمان الحقوق الاجتماعية: يؤمن التعاون المساواة بين الأفراد، من خلال مساهمة كل أفراد المجتمع في رفع الظلم ورد الحقوق لأصحابها.
  7. التعاون ضرورة نفسية: حيث لا يستطيع الإنسان أن يعيش منعزلاً وحيداً وبعيداً عن البقية، وتبقى الاحتياجات الجسدية والعقلية والروحية ناقصة إذا لم يتعاون مع الآخرين.
  8. التعاون ينهض بالمجتمع: حيث يساعد على تقدم وتطور المجتمع، من خلال التعاون والعمل الموحد في مجالات العلوم والتكنولوجيا والزراعة والصناعة ومختلف القطاعات الأخرى.
  9. التقارب بين الأمم: يمثل التعاون أحد سبل التقارب بين الشعوب والأمم من خلال المساعدة في حل النزاعات والمشاكل بين الدول وتقديم المساعدات للشعوب المتضررة، إضافة إلى التعاون الثقافي من خلال التبادل في المنتجات الثقافية والبعثات الدراسية وغيرها.

التعاون عملية الالتقاء والعمل معاً ومساعدة بعضنا البعض لتحقيق هدف أو أهداف مشتركة، ليس من الضروري أن يكون الهدف مباشر، فقد يتحقق الهدف بعد عشرات السنين، أو يكون الهدف في المضمون، وتظهر أهداف التعاون جليّة في حالات الطوارئ، والكوارث البيئية والطبيعية، حيث يحقق التعاون في مثل هذه الحالات فرص أعلى لدرء الأخطار أو إنقاذ الأرواح مثل:

  • البحث عن الناجين في حالات الزلازل والفيضانات.
  • المساعدة في إخماد الحرائق الكبيرة.
  • المساعدة في البحث عن المفقودين.
  • التعاون في حالات الحروب وظروف الحياة الصعبة كالمجاعات والجفاف وحالات الانهيار الاقتصادي.
  • المساعدة خلال تفشي الأوبئة والأمراض. [3,4]
  • التعاون هو مفتاح التنمية: حيث يساهم في نجاح الخطط والمشاريع المجتمعية، وتكاملها مع المشاريع والخطط الفردية، كذلك زيادة فرص نجاح التنمية وفتح الآفاق أمام تطوير وتنمية هذه الخطط، بما يضمن تطور المجتمع ويعود بالفائدة على أفراده، مثل أهداف القضاء على الأمية أو تمكين المرأة ومناهضة العنف ضدها وخطط مكافحة الفقرة وتمكين الفئات المجتمعية المعدَمة.. الخ.
  • استخدام الموارد بشكل أفضل: حيث يساعد التعاون على استغلال الموارد المادية والبشرية بطريقة ملائمة ومدروسة للاحتياجات والأهداف، مثل استغلال الظروف الطبيعية لتحقيق زراعة مستدامة.
  • تحقيق الاستدامة: كما ذكرنا أعلاه يعمل التعاون على تحسين المشاريع التنموية، وتطويرها ووضع الخطوات والأفكار التي تضمن استمرارها، وتأمين فرص العمل، والعوائد المادية والمنتجات التي تساهم بدورها في استمرار المجتمع وتحسين جودة الحياة فيه.
  • يعزز المساواة: حيث يتم علاج قضايا التهميش والإقصاء، من خلال العمل معا ويساعد على توزيع الموارد بشكل عادل بما يضمن حقوق الأفراد، ويحثهم على التمسك بهذه الحقوق والالتزام بواجباتهم التي تدعم بقاء القيم المجتمعية، وترفع من درجة الأخلاق والقيم العامة، التي تضمن المساواة حتى مع عدم وجود قوانين صارمة.

في النهاية.. يعزى كل تقدم البشرية إلى وجود التعاون في مختلف المجالات، والتعاون وجد منذ الولادة وحتى الموت، حيث ينطلق من الفرد حتى الأسرة ثم إلى المجتمع، التعاون هو أساس حياتنا الاجتماعية، وهو مهم للاستمرارية والتقدم.

المراجع