كيف تكوِّن علاقات مميزة في العمل؟

كيف أبني علاقة جيدة مع زملاء العمل؟ ما هي أهمية العلاقات مع الزملاء؟ وكيف تنظر الإدارة إلى العلاقات التي تنشأ بين الموظفين؟ إضافة إلى نصائح للموظف الجديد لبناء علاقات طيبة مع الزملاء
كيف تكوِّن علاقات مميزة في العمل؟
تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

الاندماج في بيئة العمل الجديدة من التحديات الكبيرة التي لا بد أن نواجهها ولو مرة واحدة في حياتنا، فغالباً ما نجد أنفسنا في بيئة غريبة لا نعرف الكثير عنها ونجد صعوبة في الدخول إلى عالم زملاء العمل الذين يعرفون بعضهم مسبقاً.
لكن ما أهمية أن نبني علاقات طيبة مع زملاء العمل؟ وكيف يمكن للموظف الجديد أن يكوِّن صداقات مميزة مع زملائه؟ وكيف تتعامل الإدارة مع العلاقة التي تنشأ بين الزملاء؟ وما هي أهم النصائح التي تحافظ عل علاقة طيبة مع الزملاء؟ هذه الأسئلة وغيرها نحاول أن نجيب عنها في السطور القادمة.
 

إذا كنت موظفاً جديداً ستشعر أن تكوين الصداقات في العمل سهل وممتنع في نفس الوقت!، سهل لأنك تملك فرصة التعريف بنفسك كما ترغب واختيار الأشخاص المناسبين وإثبات نفسك كزميل جيد، وصعب لأن هناك علاقات قائمة قبل وصولك إلى الوظيفة قد تجد صعوبة في الاندماج بها، لكن إليك بعض النصائح:

ابدأ بطريقة إيجابية
للبداية أهمية كبيرة باعتبارك موظفاً جديداً، فغالباً ما تسيطر الوهلة الأولى على شعور زملاء العمل تجاهك فترة طويلة، وستجد صعوبة في تعديل هذه الصورة لاحقاً إن لم تتمكن من إيصالها بالطريقة الصحيحة منذ البداية.
ما يحصل عندما يصل الموظف الجديد عادة أن الموظفين القدامى يتحدثون عنه وعن انطباعاتهم، وغالباً ما يتعامل الموظفون الأقدم مع الموظف الجديد بحذر، لذلك حاول أن تبدو أمامهم بصورة جيدة، ومن خلال السطور القادمة ستعرف أكثر أهم ما يمكن القيام به كموظف جديد، كما يمكن قراءة نصائح اليوم الأول في الوظيفة من خلال هذا الرابط.

لا تحاول إثبات نفسك على حساب الآخرين
عادة ما يكون الموظف الجديد شديد الحماسة، ويرغب في أن يثبت نفسه بأسرع وقت ممكن أمام الإدارة ليتأكد من استقراره في الشركة أو المؤسسة، لكن أسوأ ما يمكن أن يفعله الموظف الجديد هو إثبات نفسه على حساب الآخرين.
لذلك تجنب أن تثبت نفسك من خلال الوشاية بالآخرين، أو من خلال محاولة أخذ مكانهم والاستحواذ على مهامهم، ولا تطرح نفسك كبديل عن أحدهم، كما يجب أن تحذر من انتقاد أحدهم بشكل فج وكأنك أفضل منه، وتذكر أن جزءاً مهماً من إثبات الذات في الوظيفة الجديدة هو بناء علاقات طيبة مع الزملاء.

لا تكن فضولياً
من باب الحماسة أيضاً قد يحاول الموظف الجديد معرفة كل شيء دفعة واحدة، سواءً عن الأمور المتعلقة بالعمل نفسه أو حتى عن الأشخاص، وغالباً ما يشعر الموظف الأقدم بالضيق من زميله الجديد الذي يسأل كثيراً ويتدخل في كل شيء.
حاول أن تعرف حدود عملك جيداً، وأن تتجنب الأسئلة الشخصية في المرحلة الأولى، وألّا تسأل عمَّا لا يعنيك، وتأكد أن علاقتك الجيدة التي ستبينها مع الموظفين هي أقصر الطرق لإشباع فضولك، وستجد الإجابات تصل إليك دون أن تتكبد عناء السؤال حتَّى.

كن متعاوناً ومتفهِّماً
في البداية يجب أن تكون متفهماً لحساسية الموظفين الأقدم تجاهك، وربما رغبتهم في إقصائك أو إبعادك عن مجتمعهم الضيق، غداً عندما تصبح أنت الموظف القديم سيكون موقفك من الجديد كموقفهم منك الآن.
وأفضل ما يمكن القيام به في هذه الفترة أن تكون متعاوناً في أمور العمل، وأن تحاول قدر الممكن الحفاظ على صورة إيجابية وسمعة طيبة، وبمرور الوقت ستجد الجليد يذوب من تلقاء نفسه.

ابتسم وصافح وشارك
إلقاء التحية بوجه بشوش صباحاً يساهم إلى حد كبير في فتح الخطوط بينك وبين الموظفين الأقدم، وكلما كنت بشوشاً كل ما تقرَّب منك الآخرون أكثر، كما يجب أن تكون مشاركاً للموظفين في نشاطهم عندما تتم دعوتك، قد ينظمون فطوراً جماعياً، حتى وإن لم تكن تريد تناول فطورك في هذا الوقت لا تفوت الفرصة، وربما يجمعون مبلغاً مالياً لمساعدة موظف أنت لا تعرفه، لا تفوت هذه الفرصة أيضاً وعلى قدر استطاعتك.

ارسم حدوداً
لا بد أيضاً أن ترسم حدوداً واضحة منذ اليوم الأول، فأن تكون مبتسماً وبشوشاً ومتعاوناً؛ لا يعني أن تسمح لأحد أن يسخر منك أو يتنمر عليك، وغالباً ما تعتبر الفترة الأولى في الوظيفة حاسمة بهذا الشأن، فإن سمحت لمجموعة الزملاء أن يتنمروا عليك أو يستهزئوا بك في الأيام الأولى، ستجد صعوبة في كبحهم لاحقاً، لكن لا تكن عدوانياً.
 

animate

أما إذا كنت تعاني من مشاكل في علاقتك مع زملائك في العمل على الرغم أنك لست موظفاً جديداً فلا بد أن تبحث عن السبب، وعن مصدر هذه المشكلة، وهنا يمكن رصد نوعين من المشاكل:

الأول أن تكون أنت من لا يرغب في صداقات مع زملاء العمل؛ أي أنَّك لا ترى من هو جدير بالصداقة أو حتى الزمالة، ولا تعتقد أنك ترغب في الحديث مع أحد من الزملاء خارج إطار العمل، لكنك في نفس الوقت تشعر بالوحدة عندما تبتعد عن أنشطتهم أو جلساتهم في الاستراحة.
في هذه الحالة يجب أن تعيد النظر في معرفتك بهم، فربما أنت بحاجة لكسر الحاجز بينك وبينهم لتقترب منهم أكثر، ربما تدعوهم يوماً ما على الغداء كمبادرة جميلة تفتح خطوط اتصال بينكم، أو ربما تختار شخصاً منهم لتعرف أكثر عنه وتعرِّفه على نفسك أكثر.
أنت المسؤول عن الخطوة الأولى في هذه الحالة لأنك أنت من بنى الحواجز بينك وبين زملاء العمل، ويجب أن تعرف أن العلاقة الطيبة مع زملا العمل لا تعني صداقة عميقة بالضرورة، ولا تشترط توافقاً كبيراً بينك وبينهم، كل ما في الأمر أن الراحة النفسية التي تشعر بها عندما تحب الأشخاص الذين يشاركونك عملك ستنعكس على حياتك كلها.

أما الحالة الثانية أنَّك تشعر بالنبذ؛ وهنا يجب أن تفكر بعمق بالسبب، هل أنت فضولي؟ هل تقوم بنقل الأخبار إلى الإدارة؟ هل قمت بفعل أو تصرف جعل الآخرين يبتعدون عنك؟ أم أنَّ هذا الشعور داخلي فقط؟.
مهما كان الأمر؛ ربما يجب عليك أن تضع نقطة في آخر السطر وتبدأ من جديد وكأنك وصلت إلى هذه الوظيفة للتو، حاول أن تقدم نفسك من جديد للآخرين، أن تعالج أسباب نبذك، ربما تسأل أحدهم بشكل مباشر إن كان هناك سبب لهذا النبذ، كما يمكنك أن تضع تركيزك على شخص محدد وتحاول أن تتقرب منه بلطف، هذا سيساعدك على الاندماج بالآخرين.
 

لماذا تهتم الإدارة بالعلاقات الفرعية بين الموظفين؟
يطلق علم الإدارة تسمية "العلاقات الفرعية" على العلاقات التي تنشأ بين الموظفين أو العمال، وقد اهتم واضعوا أسس الإدارة بهذا النوع من العلاقات مع تأسيس علم الإدارة، وذلك لتأثير العلاقات بين زملاء العمل على سير العمل ككل.
فالإدارة تنظر إلى العلاقات الفرعية كميزة وعيب في نفس الوقت، وأما الميزة أن العمال والموظفين الذين تجمعهم علاقات طيبة يؤدون مهامهم بشكل أفضل خاصة عندما يكون العمل جماعياً، فوجود اتصال إنساني بين الموظفون أعمق من الاتصال المتعلق بالعمل يعزز التفاهم والتعاون والمشاركة.
وأما العيب الذي تراه الإدارة في العلاقات الفرعية بين الزملاء هو أن هذا النمط من العلاقات قد يؤدي إلى حالات من الإضراب أو الاستقالات الجماعية أو المؤامرات على الإدارة.
لذلك تحاول الإدارة أن تساعد على نمو علاقات طيبة بين الموظفين والعمال بالقدر الذي يساهم في تحسين العمل والإنتاج، لكن في نفس الوقت تحاول الإدارة أن تبقى متيقظة لتأثير هذه العلاقات السلبي على سير العمل، وتحاول أن تركز على الشخصيات المؤثرة والقيادية وتعطيها مهمات تخدم أهداف المؤسسة أو الشركة.
 

1- لا تكن متعالياً، إن أحد أهم أسباب توتر العلاقة مع الزملاء هو التكبر ومحاولة الظهور بمظهر العارف بكل شيء أو الذي يستحق أكثر بكثير مما يحصل عليه.
2- لا تستخف بعمل الآخرين ولا تقلل من شأنه.
3- لا تكن متنمراً ولا تنخرط في مجموعات المتنمرين.
4- لا تكن واشياً ولا تشارك في المكائد.
5- قدم المساعدة للآخرين حين تستطيع، وبادر بعرض المساعدة.
6- ابتعد عن المواضيع الشائكة، فمن الأفضل أن تتجنب الحديث عن الدين والسياسة والأمور المثيرة للجدل في فترة العمل.
7- ابتعد عن النميمة، ولا تكن محرضاً على النميمة ولا تشارك مجموعة النمامين.
8- حافظ على مظهر أنيق ورائحة جميلة.
9- لا تستخدم عبارات نابية أو ألفاظ بذيئة، ولا تكن عدوانياً، وتجنب الصراخ أو العراك في أي حال.

أخيراً... إن العلاقات الطيبة مع زملاء العمل تخفف الكثير من الضغط النفسي الناتج عن العمل ومشاكله، وقضاء الاستراحة مع أشخاص تحبهم ويحبونك وتحترمهم ويحترمونك يجدد نشاطك، وعلى العكس من ذلك عندما تكون علاقتك مع الزملاء متوترة فإنك ستجد صعوبة في أداء أبسط مهامك بل ستتعامل مع الاستراحة كعقوبة!.