كيف يفكر الرجل المخلِص والزوج الوفي؟

صفات الرجل الوفي والزوجة الوفية، كيف يفكر الأزواج والزوجات المخلصون والأوفياء؟ ما هي موانع الخيانة الزوجية؟ وما هي علامات إخلاص الزوج لزوجته ودلالات وفاء المرأة لزوجها؟
كيف يفكر الرجل المخلِص والزوج الوفي؟

الوفاء والإخلاص الزوجي وموانع الخيانة الزوجية

تابعوا موقع حلوها على منصة اخبار جوجل لقراءة أحدث المقالات

لطالما شكَّلت الخيانة الزوجية قضية بالغة الأهمية في الدراسات الاجتماعية والدراسات النفسية، وغالباً ما تناول البحث ثلاث قضايا رئيسية هي؛ الشريك الخائن، والشريك المطعون، وتأثير الخيانة على الأطفال والأسرة.
لكن ماذا عن الزوج المخلص والزوجة المخلصة؟ كيف يفكر الأزواج الأوفياء والمخلصون؟ إذا كانت دوافع الخيانة معروفة لدينا فما هي دوافع الوفاء والإخلاص؟ هذا ما نحاول أن نجيب عنه من خلال هذا المقال.
 

في مقال سابق تحدثنا عن طريقة تفكير الرجل الخائن، تناولنا الأسباب التي تدفع الرجل للخيانة وكيف يتصرف ويفكر بعد الانزلاق في الخيانة الزوجية، وهنا سنحاول أن نجيب عن الحالة المعاكسة، ما الذي يفكر به الرجل المخلص، وهذا ينطبق أيضاً على الزوجة المخلصة.
بطبيعة الحال فإن أحداً لا يرغب أن يكون شريكه خائناً، وعادةً ما يكون الأشخاص الأسوياء الذين يعيشون علاقة متوازنة وطبيعية واثقين من إخلاص الشريك بشكل كبير، وهذه الثقة من الأسباب التي تجعل الخيانة الزوجية موجعة أكثر للشركاء المتفقين والسعداء، ومن هنا تأتي أهمية فهم طريقة تفكير الرجل المخلص وفهم موانع الخيانة، فمن خلال فهم الأمور التي تعصم الأزواج والزوجات عن الخيانة قد نجد السبيل إلى ترسيخها وتعزيزها.
 

animate

في دراسة جديدة نشر نتائجها موقع سيكولوجي توداي؛ قام الباحثون في جامعة نيقوسيا اليونانية بإجراء مجموعة من المقابلات مع 166 مشاركاً، 15% منهم كانوا عازبين، والباقي متزوج أو مطلَّق، وكان الهدف من المقابلات تحديد الأسباب والأمور التي تدفع المشاركين للإخلاص والوفاء والامتناع عن الخيانة.
واستطاع الباحثون تحديد 47 سبباً مشتركاً للإخلاص والوفاء، ثم قام الباحثون بحصر هذه الأسباب وفلترتها للوصول إلى ثمانية محاور أساسية تجعل الشركاء والأزواج يمتنعون عن الخيانة الزوجية، سنقوم فيما يلي بذكر "موانع الخيانة الثمانية" وتحليل كل منها بشكل مفصَّل.
 

من بين 47 سبباً للإخلاص والوفاء الزوجي هذه الأسباب الثمانية الأكثر أهمية، والثلاثة الأولى هي الأكثر أهمية على الإطلاق:

1- الرضا عن الحياة الزوجية
من بين الأسباب الأكثر أهمية للامتناع عن الخيانة الزوجية هو الرضا عن الزواج، ومن خلال الاطلاع عن قرب على التقارير المختلفة عن الخيانة الزوجية سنجد أن التعاسة الزوجية من الأسباب الوجيهة للخيانة حسب ما يرى الشريك الخائن، لكن هل يعني ذلك أن الزواج السعيد يقضي على شبح الخيانة إلى الأبد؟.
للأسف فإن الأمر ليس بهذه البساطة، فإن كان الرضا عن الزواج أحد أسباب الوفاء للزوج والإخلاص للزوجة، وإن كانت التعاسة الزوجية سبباً من أسباب الخيانة؛ إلا أن ذلك لا يعني امتناع الزوج السعيد والزوجة السعيدة بالضرورة عن الخيانة، فمن الوارد أن يقع الشريك في فخ الخيانة حتى وإن كان راضٍ عن زواجه بالمطلق، وهنا تلعب المعايير الأخرى دوراً مهماً في الامتناع عن الخيانة.
 
2- الخوف من التعرض للخيانة
الخوف من التعرُّض للخيانة من الأسباب الثلاثة الكبيرة للإخلاص، فالشريك الذي يخاف أن ترد له الخيانة الزوجية بالطريقة نفسها يجد نفسه ملتزماً أكثر بالإخلاص والوفاء، كذلك من يخشى أن يكون ضحية للخيانة يكون أكثر فهماً لمشاعر الشريك المخدوع.
قد يكون الخوف من التعرض للخيانة كنتيجة للخيانة؛ خوفاً من الانكسار أو خوفاً من العار الاجتماعي أو خوفاً من شعور العقاب وربما نسميه خوفاً من انتقام العدالة، ومهما كانت حقيقة هذا الخوف فإنه كفيل بكبح الشريك عن الخيانة الزوجية.
الشعور بالخوف من العدالة والعقاب بنفس جنس الذنب يعتبر رادعاً قوياً بمواجهة الكثير من السلوكيات المنحرفة وحتى الجرائم، لكن على مستوى العلاقات الزوجية وخاصة في المجتمعات المحافظة فإن الاطمئنان للزوجة والاعتقاد الذكوري بالسيطرة الكاملة قد يخفف من مشاعر الخوف من العدالة عند الرجال.

3- الشعور بالذنب
في مقالنا عن الشعور بالذنب تحدثنا عن أهمية مشاعر الذنب في الردع عن الإساءة عموماً، وتحدثنا عن الشعور المسبق بالذنب قبل ارتكاب الفعل ودوره في منعنا من الوقوع في الخطأ، وتبين من خلال الدراسة المذكورة أعلاه أن الشعور المسبق بالذنب تجاه الشريك سبب مهم يتصدر قائمة الأسباب التي تجعل من الرجل وفياً ومن الزوجة مخلصة.
لكن الشعور بالذنب وحده لن يكون كافياً، خاصة وأن وجود عوامل كالتعاسة الزوجية أو الظروف العامة أو غيرها قد تجعل من الشريك أكثر تسامحاً مع نفسه عند ارتكاب الخيانة.

4- الخوف من العار والفضيحة
قبل لحظات قليلة من الوقوع في الخيانة الزوجية المحقَّقة يفكر الزوج بالعار المصاحب للخيانة، يفكر بسمعته وسمعة بناته وأبنائه، كذلك تفكر الزوجة بالفضيحة والعار الذي سيلحق بها وبأسرتها نتيجة الخيانة، هذه الأفكار قد تكون سبباً رئيسياً للامتناع عن الخيانة ومقاومتها حتى اللحظات الأخيرة، كما أنها سبب رئيسي للتراجع عن الخيانة بعد الشروع بها.
ومن هنا تأتي أهمية عدم التسامح الاجتماعي مع الزوج الخائن مقارنة بالحزم مع الزوجة الخائنة، فالتسامح الاجتماعي مع خيانة الرجل يعتبر تحريضاً له على مزيد من الخيانة وتعطيلاً لأحد روادع الخيانة الزوجية.

5- الصورة الاجتماعية
يمكن النظر إلى تأثير الحرص على الصورة الاجتماعية في منع الخيانة من بابين، الباب الأول هو العار والفضيحة وقد تحدثنا عنه في الفقرة السابقة، وأما الباب الثاني فهو ما سنطلق عليه "هندسة الصورة الاجتماعية".
حيث يقوم كلٌّ منا برسم صورة اجتماعية يحب أن يظهر بها أمام الآخرين، ويبذل الكثير من الجهد في صناعة هذه الصورة والحفاظ عليها، سواء كان المقصود الظهور كزوجين سعيدين متفاهمين أو كأسرة مثالية أو حتى كشخص مثالي يحسن التصرف، والخوف على هذه الصورة من الانكسار والتشوه يجعل الشريك أكثر حذراً من الانزلاق في الخيانة الزوجية.

6- الخوف من ردة فعل الشريك
لا شك أن الخيانة الزوجية فعل أناني مهما كان الدافع، لذلك نجد التفكير بمشاعر الشريك والخوف من ردة فعله من باب الحرص عليه وعلى مشاعره سبباً مهماً للامتناع عن الخيانة، فعندما يفكر الزوج أو تفكر الزوجة بتأثير الخيانة المدمر على الشريك قد يكون ذلك سبباً للامتناع عن الخيانة والتمسك بالوفاء والإخلاص.
والوجه الآخر لهذا السبب هو الخوف من ردَّة فعل الشريك المؤذية، بمعنى الخوف من العقوبة القاسية والانتقام، خاصة عندما يدرك الشريك قدرة شريكه وميله للانتقام بطريقة عنيفة وقاسية قد تصل إلى القتل.

7- رغبة العيش بسلام
ببساطة شديدة يمتنع البعض عن الخيانة لأنهم يرغبون العيش بسلام، ربما لا يكون راضٍ عن زواجه، وربما لا تكون راضية عن حياتها الزوجية، لكن يمتنعان عن الخيانة للنجاة من الصراع الداخلي، وللابتعاد عن المشاكل مهما كان نوعها أو حجمها، ببساطة يفكر الشريك أن الحياة لا تستحق تعكيرها بالخيانة وما يلحقها من مشاكل، وأن الخيانة عبء إضافي نحن بغنى عنه حتى وإن لم يكن زواجنا بأحسن حالاته.

8- لا يوجد سبب للخيانة
أحد الأسباب التي يتفق عليها الأزواج والزوجات المخلصون هو عدم وجود محرض أو سبب للخيانة، بمعنى أنّه لا يجد ما يدفعه فعلياً لخيانة شريكه، وقد يكون في هذا اجتماع لكل موانع الخيانة السابقة أيضاً، فهو يجد ما يمنعه عن الخيانة أكثر مما يدفعه إليها.
 

لنتفق أولاً أن أياً من الأسباب التي ذكرناها لا يمكن أن يكون رادعاً منفرداً للخيانة، وبعض هذه الأسباب يتعلق بظروف الزمان والمكان بشكل كبير، وبفرص الخيانة المحتملة، فالخائف من الفضيحة سيقدم على الخيانة إن ضمن السرية، والخائف من ردة فعل الشريك سيقوم بخيانته إن أمن جانبه، ومن لم يجد سبباً يدفعه للخيانة قد يجده في أي لحظة.
أما الأسباب الثلاثة الكبيرة (الشعور بالذنب، الرضا عن الزواج، والخوف من التعرض للخيانة) تعتبر الأكثر استقراراً وقوة خاصة إذا اجتمعت، وجميعها تتصل بضمير الفرد وأخلاقه، فالشعور بالذنب تجاه أذية الشريك وتجاه الذات يحتاج إلى قدر من الضمير، كذلك الخوف من العدالة ورد الخيانة بمثلها والخوف من التعرض للخيانة، والامتنان للسعادة الزوجية وصونها، كل ذلك يتطلب شخصاً خلوقاً صاحب ضمير حيّ لا يخونه كي لا يخون هو زوجته، وهذا ينطبق على الذكور والإناث بطبيعة الحال.

القصد إذاً؛ أن الزوج والزوجة أصحاب الضمير والأخلاق هم فقط من يستطيعون الإخلاص والوفاء لبعضهما بشكل مستمر ومستقر، ويبحثان عن الأسباب التي تمنعهما من الخيانة قبل الأسباب التي تدفعهما إليها.
 

بصراحة؛ الحديث عن علامات الخيانة وعلامات الإخلاص غالباً ما يكون حديثاً غير مضبوط وفيه من المغالطات ما يكفي لتدمير علاقات ناجحة لمجرد الشك، فالزوج المهمل أو عديم الرومانسية أو الذي يقضي معظم وقته خارج المنزل أو في الحديث على الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي....إلخ ليس بالضرورة زوجاً خائناً.
كذلك الزوج الذي يقضي أكثر وقته في البيت ويهتم بزوجته وأسرته بشكل كبير ويقوم بواجباته على أكمل وجه ويقدم فروض الرومانسية كما في الأفلام....إلخ، هو ليس بالضرورة زوج مخلص، هذا هو الحال مع الزوجة أيضاً.

الأصح أن ننسى فكرة وجود دلالات وروابط غريبة على الخيانة والإخلاص، إن دليل الخيانة الوحيد هو الخيانة نفسها، ودليل الإخلاص الوحيد هو الإخلاص نفسه، والمخلص لا يشترط به أن يكون زوجاً مثالياً أو زوجة مثالية في كل شيء، كما أن مثالية الأداء العائلي والزوجي ليست دليلاً على الإخلاص.
 

بعيداً عن الإحصائيات الحقيقية والعلمية يؤمن معظمنا أن نسبة الأزواج الخائنين أكثر بكثير من الأزواج المخلصين، وقد يرغب البعض بنفي هذه التهمة عن الزوجات لاعتبارات اجتماعية معقدة.
أما الأرقام المتوفرة من المجتمعات الغربية الأكثر انفتاحاً على دراسة الخيانة الزوجية فتشير إلى أن النساء أكثر ميلاً بنسبة بسيطة للوقوع في الخيانة الزوجية قبل بلوغهن الثلاثين من العمر، فيما تنقلب الأمور وتتسع الفجوة ليصبح الرجال أكثر خيانةً من النساء بين الثلاثين والثمانين من العمر.

وفي إحصاءات أخرى فإن 30% إلى 60% من الأزواج والزوجات في أمريكا يخوضون تجربة الخيانة الزوجية، والرجال يسجلون تفوقاً على النساء بالخيانة الزوجية.
بالنسبة للمجتمعات العربية فالأمر أكثر تعقيداً حيث لا يمكن الوصول إلى حقائق أو أرقام دقيقة حول الخيانة الزوجية، لكن نظرياً يمكن القول أن السمات العامة للخيانة الزوجية في المجتمعات الغربية ليست بعيدة عنها في المجتمعات العربية، الرجال أكثر ميلاً للخيانة، ونسبة الزوجات الخائنات والأزواج الخائنين ليست قليلة!.

أخيراً... أردنا من خلال هذا المقال الاقتراب أكثر من فهم الزوج الوفي والزوجة المخلصة، وتوضيح بعض الأمور التي قد تكون محفزاً للشريك الخائن على ترك خيانته والعودة عنها، ونذكركم بإمكانية طرح مشاكلكم واستفساراتكم عبر مجتمع حلوها من خلال هذا الرابط، وإمكانية التواصل مع خبراء موقع حلوها بشكل خاص عبر خدمة ألو حلوها.